بعد حذفه عن المنصات: تلفزيون معارض يبث ابتسم ايها الجنرال
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
يعيد تلفزيون سوريا المعارض بث حلقات المسلسل المثير للجدل "ابتسم ايها الجنرال" الذي بثته قنوات معارضة للنظام في دمشق رمضان الماضي وتم حذفه فيما بعد عن منصات وسائل التواصل الاجتماعي رغم تحقيقه عدد مشاهدات قياسية
اقرأ ايضاً'ابتسم ايها الجنرال' يختفي من اليوتيوب ومشعل العدوي يوضح لـ البوابة الاسبابحذف المسلسل عن منصات التواصل الاجتماعي خاصة اليوتيوب لم يكن له سبب مبرر ولم يتمكن الباحثون عن المسلسل من ايجاد حلقاته الكاملة على الموقع المذكور الذي ابقى على بعض اللقطات والتعليقات والتندرات التي كان يطلقها النشطاء الخاصة بالعمل الفني الذي اثار غضب القيادة السياسية في سورية والمؤيدين للرئيس بشار الاسد
وحظي المسلسل بمتابعة كبيرة في اوساط السوريين والمتابعين للشان السوري وصلت الى عدة ملايين سواءا على اليوتيوب او الانستغرام وقد تم بثه على قناتي سورية المعارضة وعربي2 القطرية
في ايار الماضي رجح الكاتب السياسي والناشط السوري مشعل العدوي ان تكون اسباب ازالة حلقات مسلسل ابتسم ايها الجنرال عن موقع التواصل الاجتماعي اليوتيوب تجارية بحته مستبعدا تعرض الجهة المسؤولة عن صفحة المسلسل لضغوط.
وحينها قال مشعل العدوي الذي جسد دور جنرال من "قوات القائد عاصي" في المسلسل لـ البوابة انه تواصل مع الشركة المنتجة "ميتافورا" للاستفسار عن حذف وازالة المسلسل عن موقع التواصل اليوتيوب، حيث اكدت له انخراطها في مفاوضات مع منصات درامية لم تكشف عن هويتها، ترغب في استملاك المسلسل وحقوقه.
" لأني مابعرف طلع مبسوط "#تلفزيون_سوريا #ابتسم_ايها_الجنرال #رمضان2024 #دراما #drama pic.twitter.com/sYkexa5cvq
— تلفزيون سوريا (@syr_television) March 17, 2024حاليا يقول ناشطون ان الحذف ليس له علاقة ببيع المسلسل انما و"أن الشركة المنتجة قامت ببيعه لجهة " غير معروفة " " بل جاء الحذف بالتزامن مع إعادة تطبيع العلاقات العربية مع نظام الأسد و إعادة بشار الأسد إلى حضن الجامعة العربية .
اليوم و بعد مرور اقل من عام يعود ( فقط ) تلفزيون سوريا بإعادة بث المسلسل مرة أخرى ، السؤال هل شركة الإنتاج " حردت " و بطلت بدها تبيعه ، أم كان هناك شيء مخطط له ؟
مسلسل ابتسم أيها الجنرال مسلسل سوري من إخراج عروة محمد وتأليف سامر رضوان. تدور أحداث المسلسل حول أسرة حاكمة متجبرة مستولية على مقاليد الحكم في البلد، وينشأ فيها صراع بين أخين اثنين، أحدهما ورث الرئاسة عن أبيه، ومحور الصراع يتمركز حول السلطة النفوذ في البلد دون مراعاة
مسلسل ابتسم ايها الجنرال يحاكي الواقع السوري
المسلسل الذي احدث جدلا قبل عرضه، وبعد كل حلقة يعرض فيها سيما في ظل مطابقة الاحداث فيه بالواقع، يشهد متابعة واسعة تقدر على موقع اليوتيوب بعشرات الالاف في المشاهدة المباشرة والمؤكد ان الموالين للنظام السوري يتابعوه سواءا سرا او علنا كما يتحدث نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في مجموعات تدار من داخل سورية
الانتقاد لم يقف عند فئة من المعارضين ، بل ان الموالين هاجمو في بداية العرض الممثلين والشركة المنتجة، وتصدرت تغريدات لافراد من عائلة الاسد الهجوم متوعدين بطل المسلسل مكسيم خليل بالعقاب كذلك كاتبه سامر رضوان والشركة المنتجة
#ابتسم_أيها_الجنرال يومياً في #رمضان على شاشة #تلفزيون_سوريا #رمضان2024 #دراما #DRAMA pic.twitter.com/nPNnyvpEjW
— تلفزيون سوريا (@syr_television) March 24, 2024بدا عرض المسلسل على قنوات تعارض النظام السوري وتتحدث عن صراع ابناء العائلة الواحدة على حكم البلاد، ويبدو ان الاسقاطات في المسلسل كانت متطابقة مع غالبية شخصيات النظام السوري ، سواءا خلال حكم حافظ الاسد وصراعه مع شقيقه رفعت، ثم مع بشار الاسد وصراعة مع شقيقه ماهر على كرسي الحكم.
و على الرغم من قيام بطل المسلسل مكسيم خليل على نشر صور مشابهة لتلك المتداولة للرئيس السوري الا أن الشركة المنتجة أكدت أن المسلسل الذي كتبه سامر رضوان واخرجه عروة محمد من نسج الخيال وليس له أي علاقة بالواقع…
عائلة الاسد: مكسيم خليل خائن والعمل قذر
افراد من عائلة الاسد فتحو النار على بطل ابتسم ايها الجنرال الفنان مكسيم خليل، خالصة في اعقاب الرواج الكبير الذي لاقاه العمل الفني والاداء البارع لكافة ابطال المسلسل.
منال الاسد وهي على ما يبدو من عائلة الرئيس السوري قدمت ساخرة شكرها لشركة الانتاج ميتافورا على هذا المسلسل الذي هو بطولة "الخائن" مكسيم خليل ، وقد اتهمته بمحاولة تشويه صورة "عائلتنا وقيادتنا وجيشنا" ، وادعت ان المعارضين فشلو ميدانيا وسياسيا ولم يبق لهم الا الحرب الفكرية وفق وصفها وتعبيرها وفي نهاية المطاف اعتبرت مسلسل ابتسم ايها الجنرال "عمل قذر"
اقرأ ايضاًابتسم ايها الجنرال: مسلسل الصراع على السلطة في عائلة الاسد
شخصيات ابتسم ايها الجنرال
يحدد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي الشخصيات التي وردت في المسلسل بالتالي:
مكسيم خليل: فرادت>بشار الأسد
غطفان غنوم: عاصي>ماهر الأسد
سوسن أرسيد :سامية بشرى الأسد
عزة البحرة : ام بشار انيسة مخلوف
نادر زين الدين: آصف شوكت
عبدالحيكم قطيفان : عبدالحليم خدام
ريم علي : اسماء الاسد
وضاح فضل الله: العميد محمد سليمان
مازن الناطور : بدور انيس الرومي> رامي مخلوف
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التواصل الاجتماعی تلفزیون سوریا عائلة الاسد مکسیم خلیل
إقرأ أيضاً:
المنصات الرقمية: القوة الخفية في تشكيل السياسات العالمية
بقلم : اللواء الدكتور سعد معن الموسوي ..
لم يعد العالم كما كان قبل عقدين. مع تصاعد نفوذ المنصات الرقمية، أصبحت الشركات التكنولوجية الكبرى أدوات فاعلة في رسم السياسات الدولية، وتوجيه الرأي العام، والتأثير على الأمن القومي للدول. تطبيقات مثل “تيك توك” و”فيسبوك” و”تويتر” تحولت من وسائل ترفيه وتواصل إلى منصات استراتيجية تُعيد صياغة موازين القوى.
قضية تطبيق “تيك توك” تكشف حجم التوتر بين الولايات المتحدة والصين. مع استخدام أكثر من مليار شخص حول العالم للتطبيق، برزت مخاوف أميركية بشأن ارتباطه بشركة “بايت دانس” الصينية وإمكانية استغلال بيانات المستخدمين لتحقيق أهداف سياسية أو أمنية.
إجراء الكونغرس الأميركي لإلزام “بايت دانس” ببيع التطبيق لشركات أميركية يُبرز إدراك واشنطن لأهمية السيطرة على البيانات، التي تُعد اليوم القوة الحقيقية في عالم التكنولوجيا. البيانات التي يجمعها التطبيق تشمل تحركات المستخدمين وسلوكياتهم الرقمية، ما يُمكن استغلاله لتشكيل الرأي العام أو تهديد الأمن القومي.
الشركات التكنولوجية الكبرى مثل “ميتا” و”جوجل” أصبحت تُشبه حكومات عالمية بسبب سيطرتها على المعلومات. تقرير من جامعة هارفارد (2022) أظهر أن هذه المنصات ليست فقط وسيلة لنشر الأخبار، بل أدوات تُحدد ما يصل إلى المستخدمين وكيفية عرضه. خوارزميات الذكاء الاصطناعي تخلق “فقاعات معلوماتية” تجعل المستخدمين محاصرين داخل قناعات محددة، مما يُعيق النقاش الحر.
في الانتخابات الأميركية عام 2020، اعتمد أكثر من 65% من الناخبين على هذه المنصات للحصول على معلوماتهم السياسية، وفقًا لمركز “بيو للأبحاث”. هذا النفوذ يُبرز خطرًا على نزاهة الأنظمة الديمقراطية، حيث يُمكن لهذه المنصات توجيه القرارات الانتخابية عبر التحكم في تدفق المعلومات.
الصراع على “تيك توك” يُبرز مفهوم “السيادة الرقمية”، حيث أصبحت السيطرة على الفضاء السيبراني لا تقل أهمية عن الأرض أو الاقتصاد التقليدي. الدول الكبرى تدرك أن البيانات هي “النفط الجديد”، كما أشار تقرير “مجلس العلاقات الخارجية” الأميركي (2023).
الصين تُدير منصات مثل “وي شات”، التي تدمج بين التواصل الاجتماعي والخدمات المالية، مما يجعلها جزءًا أساسيًا من حياة الملايين. أما في الغرب، فتُدير شركات التكنولوجيا كميات هائلة من البيانات التي تؤثر على القرارات اليومية للأفراد.
رغم الفوائد الكبيرة للمنصات الرقمية، مثل تسهيل التواصل والتعليم والعمل عن بُعد، إلا أن تأثيرها على الديمقراطية يُثير جدلًا واسعًا. وفقًا لدراسة جامعة “ستانفورد” (2021)، كان لهذه المنصات دور في التأثير على الانتخابات في دول كبرى مثل البرازيل والهند والولايات المتحدة.
الحل لا يكمن في حظر هذه المنصات، بل في تنظيمها. الاتحاد الأوروبي اتخذ خطوات مهمة عبر “اللائحة العامة لحماية البيانات” (GDPR)، التي تُجبر الشركات على احترام خصوصية المستخدمين وضمان الشفافية.
الصراع على “تيك توك” ليس إلا بداية لمعركة أوسع تُحدد ملامح القرن الحادي والعشرين. السؤال الأهم: هل سيتحكم العالم بالشركات الرقمية أم ستُهيمن هي على البشرية؟ الإجابة تعتمد على وعي الحكومات والشعوب بخطورة هذا التحدي الرقمي ومدى استعدادهم لمواجهته.
د. سعد معن