الامارات بين الاستثمار في التنقيب عن النفط والغاز والدور على حدود لبنان البحرية الشمالية
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
فتحت زيارة المسؤول الأمني في حزب الله وفيق صفا إلى الإمارات العربية المتحدة، الباب واسعاً أمام التساؤلات المختلفة والتكهنات المتعددة من مختلف القوى المؤيدة والمعارضة لهذا الفريق أو ذاك، خصوصا وأن سقف الاتهامات المتبادلة بين الفريقين كان مرتفعا جداً. وبالتالي أي تواصل بين الفريقين وخاصة بالشكل الذي جرى فيه انتقال مسؤول حزب الله إلى الإمارات بواسطة طائرة خاصة، والزيارة التي امتدت ليومين، يؤكد خرق هذا السقف، أو لربما تخفيض مستوى الاتهامات المتبادلة، ومن ثم تبادل الاتصال والتواصل بين الفريقين.
وبحسب ما يؤكد مدير المركز اللبناني للابحاث والدراسات حسان قطب ل"لبنان24"، فإن حزب الله بدأ يشعر بالعزلة الداخلية كما الخارجية ولذا هو بحاجة لأي تواصل إقليمي أو دولي، لإعطاء جرعة طمأنينة لجمهوره وبيئته، وللإيحاء بانه لا زال لاعباً أساسيا ليس محليا فقط بل إقليميا ودولياً..ولذلك كان على استعداد لتجاوز عناوينه السياسية التي دأب على ترسيخها في أذهان جمهوره.. إن تدخل حزب الله وبشكل رسمي للافراج عن بعض السجناء اللبنانيين لدى الامارات، يؤكد، بحسب قطب، علاقته بهم، وارتباطهم بمشروعه السياسي والمالي، كما يثبت أن الاتهامات التي تم توجيهها لهم من قبل القضاء الإماراتي كانت صحيحة وحقيقية وصلبة.
أما التفاوض المباشر، فيثبت أن الحملة الإعلامية التي استهدفت الإمارات، بالاتهام بأنها اعتقلت هؤلاء ظلما او تعسفاً، كانت، وفق قطب، دعائية بهدف تبرير انخراط بعض اللبنانيين المؤيدين لحزب الله في أعمال ونشاطات لا تقبل الإمارات بممارستها على أراضيها.
وبناء على ما تقدم، يظن المدير اللبناني للدراسات والأبحاث، أن حزب الله يرضى ويقبل وعلى استعداد للتواصل حتى مع الدول التي سبق أن قبلت بالتطبيع مع الكيان الغاصب، رغم حملاته الاعلامية العالية النبرة،ولذلك برزت حملات اعلامية تحمل طابعاً تبريرياً وتتضمن تفسيرات مبالغا فيها .
إن التواصل بين حزب الله والإمارات، يؤكد، وفق قطب، أن لحزب الله سياسته الخارجية الخاصة التي تتجاوز سياسة الدولة اللبنانية.. وطبيعة علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة.. التي قد لا تكون كذلك بالنسبة لحزب الله. ويعتبر مدير المركز اللبناني للابحاث والدراسات أن رفع صور الأمين العام لحزب الله وإلى جانبه صورة صفا، في شوارع الضاحية الجنوبية لطمأنة مؤيدي حزب الله، يدل على منسوب القلق لدى جمهور حزب الله من تداعيات هذه الزيارة.. وللاشارة الى أن لا تناقض أو تنافس بين قيادات حزب الله حول مسار السياسة الخارجية لحزب الله..
وسط ما تقدم، يؤكد قطب أن اعطاء الزيارة أبعادا على أنها مقدمة لتطوير علاقات الإمارات مع لبنان اقتصادياً ومالياً، هو ترويج غير منطقي والهدف منه تغطية تراجع حزب الله عن ثوابته السياسية، مع تشديده على أن قبول الإمارات بزيارة المسؤول الأمني لحزب الله معناه أنها لا زالت تعطي لبنان مساحة من الاهتمام ضمن جدول نشاطها الاقليمي.. ليس أكثر.. والحديث عن أن الإمارات تسعى للحصول على فرصة للاستثمار في التنقيب عن النفط والغاز في لبنان لا أساس له كما يبدو حتى الان.
في المقابل ، يعتبر استاذ الاقتصاد السياسي في الجامعة اللبنانية الدكتور محمد موسى أن الامارات العربية المتحدة تمتلك كل المقومات السياسية والفنية والمالية لحضور أي استثمار نفطي ليس فقط في لبنان أو شرق المتوسط بل ربما في العالم اجمع، خاصة وأن السياسة الإماراتية تنتهج سياسة تصفير المشاكل السياسية من جهة ومن جهة أخرى تستثمر في سياسة بناء الجسور بالمعنى السياسي والاقتصادي والثقافي والفني، فضلا عن أن حضور الإمارات راعية قمة كوب 28 للمناخ بكل أبعادها لحماية كوكب الأرض وثقلها الطاقوي يعد ميزة لأي دولة تدخل الامارات للاستثمار فيها. كما أن الحكومة اللبنانية تدرس إمكانية تعديل شروط المشاركة في عمليات الاستكشاف من خلال مرسوم جديد يصدره مجلس الوزراء، ويهدف هذا التعديل إلى تسهيل الإجراءات وتشجيع مشاركة عدد أكبر من الشركات بما يعود بالنفع على قطاع الطاقة اللبناني وما تحتاجه الشركات الراغبة، وهذا ما أكده وزير الطاقة وليد فياض أن "دورة التراخيص الثالثة الممتدّة حتى تموز/يوليو المقبل2024و تشمل تسعة بلوكات من أصل عشرة، كون التنقيب عن الغاز في البلوك الرقم 9 قد لزّم بالكامل إلى تحالف كل من "توتال و"إيني" و"قطر للطاقة"، لافتًا إلى أن "الوزارة تبحث إمكانية خفض العتبة الدنيا لرأسمال الشركات الراغبة بالمشاركة في الدورة الثالثة من دون التخلي عن الشروط والمعايير العالمية المطلوبة، وذلك لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الشركات.
ويبدو لافتا، بحسب، موسى، الحضور الاماراتي في أكثر من حقل نفطي وأكثر من دولة، رغم أن شرق المتوسط هو من البقع التي تكثر فيها المشكلات الجيوسياسية والامنية من حرب غزة وصولا إلى الحرب والتوترات في الجنوب اللبناني مرورا بالحضور الليبي-التركي والقلق المصري إضافة إلى المنتديات الكثيرة وليس أقلها المنتدى الرابط بين قبرص واليونان واسرائيل وغيرها من المنتديات.
تمتلك الإمارات الكثير من الاستثمارات المتوسطية في حقول الغاز لاسيما في العلاقات التجارية التي تربطها بإسرائيل لاسيما في حقل تمار، ففي 26 نيسان المنصرم 2023، أعلنت شركة "ديليك" الإسرائيلية أنها وقّعت مذكرة تفاهم مع ذراع الطاقة في شركة "مُبادلة"، التي هي صندوق الثروة السيادية للإمارات العربية المتحدة، والتي وافقت مبدئياً على الاستحواذ على حصة ملكية الشركة الإسرائيلية البالغة 22 بالمائة في حقل الغاز الطبيعي البحري (تمار) وعلى صعيد الطاقة، كانت شركة "دانة غاز" الإماراتية قد حصلت في وقت سابق على امتياز حقل "شمال العريش" البحري قبالة ساحل سيناء المصري المتاخم للمنطقة البحرية الفلسطينية. وفي عام 2019 فشل الحفر الاستكشافي في العثور على النفط والغاز، وحتى أسابيع قليلة قبل التوقيع على "اتفاقيات إبراهيم"، علما" أن المراقبين يتكهنون بأن الشركة ستتخلى عن ترخيصها. ومع ذلك، تدّعي "دانة غاز" الآن أن الآبار قد تحتوي على احتياطيات كبيرة من الغاز. وعليه، لا يستبعد موسى أن تقدم الإمارات على الاستثمار في لبنان إذا ما ترافق ذلك مع الرغبة السياسية الحقيقية من الدولتين في المضي قدما" في العلاقات الاحفورية(النفطية) التي تبدأ بالقرار السياسي أولا. فمع مناخات الانفتاح الاماراتي على حزب الله قد يكون هناك مدخل أساسي لذلك، خاصة أن المباحثات الدائرة حول الترسيم البري والبحري والمغريات الاقتصادية الطاقوية الأميركية المرفقة قد تشكل أرضية جيدة لدخول الإمارات التي تعتبر من الدول العارفة في خفايا الإقليم وذات الحضور الوازن في كل شرق المتوسط.
وبينما يرى موسى أن العلاقة المتينة التي تربط القيادتين في أبوظبي ودمشق تؤهل الإمارات للقيام بدور مهم على صعيد الحدود الشمالية للبنان حيث المياه السورية اللبنانية والتي ربما تحمل شيئا في بحرها، يقول قطب أن ليس هناك تبدلا في سياسة دول مجلس التعاون الخليجي ومن بينها الإمارات من لبنان، طالما أن حزب الله ممسك بملف الانتخابات الرئاسية، وفي رسم مسار السياسة الخارجية وبما يتجاوز الملف الامني. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: لحزب الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
«ترامب» يختار رئيس شركة نفط وغاز وزيرًا للطاقة في إدارته المقبلة
اختار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الرئيس التنفيذي لإحدى شركات النفط والغاز كريس رايت، ليشغل منصب وزير الطاقة في إدارته الثانية المقبلة.
ويعتبر رايت، الرئيس التنفيذي لشركة (ليبرتي إنرجي) لصناعات النفط والغاز ومقرها دنفر، من أشد المؤيدين لتطوير النفط والغاز، بما في ذلك التكسير الهيدروليكي، وهو ركيزة أساسية في سعي ترامب لتحقيق "هيمنة الطاقة" الأمريكية في السوق العالمية، بحسب وكالة أنباء (أسوسيتد برس).
ويعتبر رايت أحد أعلى الأصوات في الصناعة ضد الجهود المبذولة لمكافحة تغير المناخ، ويمكنه إعطاء دفعة للوقود الأحفوري، بما في ذلك اتخاذ إجراءات سريعة لإنهاء توقف دام عاما على الموافقات على تصدير الغاز الطبيعي من جانب إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن.