شبكة اخبار العراق:
2025-01-28@01:54:38 GMT

ومن الرأي ما قتل

تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT

ومن الرأي ما قتل

آخر تحديث: 25 مارس 2024 - 10:40 صبقلم:سمير داود حنوش أسوأ عادات السلطة التي اكتسبتها من سيرة السابقين هي الشيزوفرينيا التي تمارسها بحق شعبها في الوقت ذاته حين كانت تنتقد النظام السياسي السابق الذي قامت على أنقاضه، ليتكرر سيناريو سَرديّة السلطة التي لا تستطيع الرد على الخصم السياسي بالطرق المشروعة، فتذهب إلى أسهل الوسائل وهي البطش والتنكيل بكل من يردد رأيًا منتقدا.

ما الذي استيقظ عليه العراقيون؟ ولماذا أصبحت السلطة تعامل النخب الفكرية والثقافية وأصحاب الرأي بهذه القسوة المفرطة؟ هل ثمّة ثأر بين الطرفين ينبغي على أحدهما أن يُسدده؟ ومتى يكون هذا البلد ملاذا آمنا لتصفير ذلك الثأر الذي لا ينتهي؟ لماذا تحمل مجلدات تاريخ العراق السياسي كل تلك القصص من الخوف والدم والنار؟ والسؤال الأهم من الذي يؤسس لبُنية تنكيل وإسكات أفواه طويلة الأمد في العراق؟ من الواضح أن السلطة تريد من أصحاب الرأي أن يكون حديثهم عن الفساد مثلاً وكأنه حالة اعتيادية تتعايش معها بكل طيب خاطر، كما لو كان رأيًا في أحداث فيلم عربي.بعد أكثر من عشرين عاما من التغيير المزعوم مازالت حرية التعبير عن الرأي تُصلب على مذبح الألم الذي قد يكون موجعا في الكثير من الأحيان، ومازال السؤال هائمًا يبحث عن الجواب.تخلّت السلطة عن ملاحقة أعداء الوطن الحقيقيين الذين يتربصون بالبلاد والعباد، لتنشغل بمن ينتقدها أو ينصحها، بالرغم من أن الدستور العراقي كفل حرية التعبير عن الرأي وحق الكلام، لأن محصلة تلك الحرية هي تقويم وتوجيه عمل مؤسسات الحكومة لما فيه خير المواطن، ويجعل من الصعّب إخفاء الأخطاء تحت تبريرات الفساد وإخوانه. علاقة مأزومة بين السلطة وأصحاب الرأي، من الواضح أن قواعد الاشتباك لن تنتهي قريبا، خصوصا عند شعور السلطة بذلك الوهم والاعتقاد أن الطرف الآخر ينوي احتلال مكانها وتقويض زعامتها، وتحاول بكل ما تستطيع أن تمنع الاقتراب من قُدس الأقداس لها وهو السلطة والنفوذ.حاول أن تصنع رأيًا يُطالب ببناء عراق مزدهر ينعم أبناؤه بثرواته المهدورة، بدل الفاسدين واللصوص، وإن توفر لهم التعليم اللائق والعلاج الطبي الصحيح، بدل موت الفقراء على أبواب المستشفيات الحكومية التي لا تعطي غير حبة البراسيتامول أو العلاج في مستشفيات خارج العراق لمن استطاع إليه سبيلاً، وحاول أن ترسم صورة مشرقة لوطن آمن مستقر ينبذ الطائفية والمحاصصة، ستجد من يتهمك بخلخلة أركان السلطة ويحذّرك تحذيرا شديد اللهجة قد يهدد وجودك. حاول أن تسأل أي كاهن من كهنة المعبد: من أين لك هذا؟ سيأتيك الجواب جاهزاً “هذا من فضل ربي”، وربما تُحاكم على جريمة السؤال والتجرؤ على من لا يجوز لك سؤالهم. أصبح الحديث عن الفساد ومشتقاته مجرد هذيان فارغ لا معنى له وربما فضولا وتدخلا في ما لا يعني المتدخل، من وجهة نظر السلطة.الذين كانوا ينتقدون النظام السابق قبل عام 2003، والذين سكنوا قصوره وقاموا على أنقاضه، ها هم اليوم يُعيدون سيناريو البطش والتنكيل بمن يخالفهم الرأي. لكن الوهم غطّى عقولهم؛ فمحاولات تكميم الأفواه لن تجعل الأخطاء تختفي أو تذوب، وإن سكت المواطن اليوم فستحتفظ ذاكرته بالكلام لينطق به غداً، وهذا ما فات السلطة.صاحب الرأي في العراق أصبح أكثر خوفاً من السلطة. والأغرب ما تفعله ماكنة الإعلام الحكومي من ترسيخ مفهوم التخوين ومحاولات جعل دور المثقف هامشيا، لا يستطيع منافسة رجال السلطة والدين والعشيرة في تحديد بوصلة الرأي، وحتى صنع جيل من أنصاف المثقفين والمطبلين الذين لا همّ لهم سوى التهليل والتكبير للسلطة بمزايا وأجور يسيل لها لُعاب المهزوزين. لذلك اختار أغلب أصحاب الرأي الاعتكاف والابتعاد عن الإدلاء بآرائهم خوفاً على مصائرهم وأرزاقهم، عسى أن يحين موعد التغيير المنشود، ونقول عسى.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

عندما يكون المجرمُ قاضيًا والشيطان قدِّيسًا

د. شعفل علي عمير

لنبدأ بالحليفَينِ اللذَينِ ربما لم يخدمهما التاريخُ ضد قضاياهما: الولايات المتحدة و”إسرائيل”. تشتهر الولايات المتحدة بقوتها العسكرية والاقتصادية، لكنها أَيْـضًا تتبنى أفكارَ الهيمنة والسيطرة بحُجّـة نشر “الديمقراطية” و”الحرية”.

بيد أن “الإجرام” الأمريكي لم يكن يومًا مستترًا؛ إذ يكمنُ في سياساتها الخارجية العدوانية تجاه الدول بحجّـة حماية الأمن القومي أَو محاربة “الإرهاب”.

لكن الحقيقة المُرة تتجلى في كونها تسعى خلفَ مصالح اقتصادية ونفوذ سياسي دونَ اعتبار لحياة الشعوب وحقوقها، عندما يتجسد الإجرام الأمريكي بشكل واعظ، وَيظهرُ الشيطان الإسرائيلي قديسًا، تغيب العدالة ويسود التوحش.

وعلى الجانب الآخر، تأتي “إسرائيل” بقناع القديس، تتبنى خطاب الحق التاريخي وتصف نفسها بِواحة الديمقراطية في الشرق الأوسط رغم أنها تستمر في ممارسة سياسة التمييز العنصري والاحتلال العسكري في تصرفاتها تجاه الفلسطينيين، وهذا يعد انتهاكا صارخًا للقوانين الدولية.

يُغلَّفُ هذا الشيطان بثوب ضحية الهولوكوست ليكسب تعاطفًا عالميًّا، في حين يغفل العالم عن مشاهد القمع والاعتداء اليومي على أصحاب الأرض، نحن نعيش في زمن تتلبّد فيه غيوم الظلم والتوحش، وحينما تتحطَّمُ أحلام البسطاء تحت أقدام الغطرسة والطغيان يأتي تصنيفُ الجهات المتحرّكة المناهضة لظلم الطامعين.

وبين الحين والآخر، تبرز جدلية تصنيف “الإرهابي” عندما تتعلق الأمور بجماعات تعارضُ سياسة الأطماع الأمريكية أَو تتحدى هيمنتها، كاليمن تلك القوة التي تحظى بتأييد شعبي منقطع النظير ظهرت كقوة فرضت معادلةَ صراع جديدة مع الكيان الصهيوني في وقوفها بقوة مع مظلومية الشعب الفلسطيني ويستند الدعم والتأييد الشعبي لقرارات القيادة في اليمن إلى اعتبارات دينية وإنسانية، لكن وقوفها وتحديها للغطرسة الأمريكية والإسرائيلية تعتبر من وجهة نظر أمريكا تصادمًا مع مصالح الرياض وواشنطن. كما أن تصنيف حركات المقاومة في فلسطين، من قبل أمريكا وبعض الأنظمة العربية يُلقي الضوء على ازدواجية وسلوكيات متناقضة مع الواقع ومتناغمة مع المطامع، فعلى مدى عقود، دعمت الولاياتُ المتحدة “إسرائيل” دعمًا مطلقًا وكأنها جزيرة ديمقراطية وسط محيط من الديكتاتوريات الظلامية. بينما تُصنّف حركات المقاومة الفلسطينية مثل حماس والجهاد الإسلامي ضمن قوائم الإرهاب، تجمع تلك الحركات بين المطالب الشعبيّة بالاستقلال والتحرّر وبين النموذج العسكري لمقاومة الاحتلال.

في الساحة الفلسطينية، يبرز النفاق الأمريكي بشكل أوضح. تدعم الولايات المتحدة “إسرائيل” دون تردّد، في حين تُلقي بلائمة الإرهاب على الشعب الفلسطيني الذي يقاوم الاحتلاَل الوحشي.

أمريكا غير مهتمة بمعاناة الفلسطينيين اليوميّة تحت نير ونار الاحتلال، بل وتمد الكيان الصهيوني بكل أنواع الدعم العسكري والاقتصادي.

وأية محاولة لمقاومة هذا الاحتلال مساندةً للشعب الفلسطيني من قبل إخوانه في الدين والعروبة تُقابَل باتّهامات باطلة ووصمها بالإرهاب كحال اليمن، في حين تُعتبر جرائم الحرب والإرهاب والإبادة التي ترتكبها بعض الدول الحليفة لأمريكا مثل الكيان الصهيوني آمنة ومأمونة من النقد أَو العقاب.

يجب أن يتذكر العالم دومًا أن العدالة قد تتأخر، لكنها لا تموت أبدًا، وأن فجرًا جديدًا لا بد أن يبزُغَ في يومٍ من الأيّام، حاملًا في طياته الأملَ لإنهاء التوحُّش واستعادة القِيَم الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية: استياء بين الرأي العالمي بشأن ازدواجية المعايير بشأن حقوق الإنسان
  • بالفيديو .. تزامناً مع عودة أهالي شمال غزة وتفكيك محور نتساريم .. نتنياهو في جلسة محاكمة جديدة على قضايا الفساد التي تلاحقه
  • السوداني: مكافحة الفساد مسؤولية مشتركة تتطلب التنسيق العالي بين السلطات
  • الأمين العام لحزب الله: نشكر العراق على الدعم الذي قدمه إلى لبنان
  • لهذه الأسباب يخفق الاحتلال في كسب الرأي العام العالمي بمعركة الوعي
  • الكسوف المستمر.. شمس يناير التي ما زالت تؤذي أعيّن السلطة في مصر
  • عندما يكون المجرمُ قاضيًا والشيطان قدِّيسًا
  • بلومبيرغ: العراق لن يكون تابعا لإيران بعد انسحاب الامريكان
  • جمعية المحامين العرب في بريطانيا: الرأي العام سيلاحق جرائم “إسرائيل”
  • النجباء: المجاميع التي استولت على الحكم في سوريا لها تاريخ سيء مع العراق