أسباب وعلاج تقلب الأطوار وتغيير الأحوال بآيات من القرآن
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
لا يخلو إنسان في هذه الحياة من المتاعب والأحزان والآلام ، وتقلب الأطوار وتغير الأحوال من قبض وبسط وعسر ويسر وفرج وكرب وشدة ورخاء وسراء وضراء.
ولا شك أن ذلك كله يظهر أثره على وجهه ولكن ما سبب ذلك؟ وماعلاجه؟
يقول الشيخ مبارك علي محمد علي، إمام وخطيب مسجد سيدي أبي الحجاج الأقصري، لا شك أن القبض الذي يصيب الإنسان له أسباب كثيرة منها: 1- كثرة الذنوب وهذا يزول بالتوبة والاستغفار.
أخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ، عَنْ أبِي مُوسى أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «لا يُصِيبُ عَبْدًا نَكْبَةٌ فَما فَوْقَها أوْ دُونَها إلّا بِذَنْبٍ وما يَعْفُو اللَّهُ عَنْهُ أكْثَرُ. وقَرَأ: ﴿وما أصابَكم مِن مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أيْدِيكم ويَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ [الشورى»: ٣٠] .
رجل يشتكي
وذكر الإمام القرطبي عن ابن صبيح قال : "شكا رجل إلى الحسن الجدوبة : فقال له : استغفر الله، وشكا آخر إليه الفقر فقال له : استغفر الله وقال له آخر : ادع الله أن يرزقني ولداً فقال له : استغفر الله، وشكا إليه آخر جفاف بستانه، فقال له : استغفر الله، فقال له الربيع بن صبيح أتاك رجال يشكون أنواعاً فأمرتهم كلهم بالاستغفار ! فقال : ما قلت من عندي شيئاً ! إن الله عز وجل يقول في سورة نوح : " قُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا " ( سورة نوح، الآيات: 10-12 ) .
2- وقد يكون القبض والكرب بسبب أمل ضاع أو مرض ألم بالإنسان وعلاج ذلك يكون في التسليم لأمر الله وفي ذلك يقول الإمام الشافعي: دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ
وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ
وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي
فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ
وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً
وَشيمَتُكَ السَماحَةُ وَالوَفاءُ
وَإِن كَثُرَت عُيوبُكَ في البَرايا
وَسَرَّكَ أَن يَكونَ لَها غِطاءُ
تَسَتَّر بِالسَخاءِ فَكُلُّ عَيبٍ
يُغَطّيهِ كَما قيلَ السَخاءُ
وَلا تُرِ لِلأَعادي قَطُّ ذُلّاً
فَإِنَّ شَماتَةَ الأَعدا بَلاءُ
وَلا تَرجُ السَماحَةَ مِن بَخيلٍ
فَما في النارِ لِلظَمآنِ ماءُ
وَرِزقُكَ لَيسَ يُنقِصُهُ التَأَنّي
وَلَيسَ يَزيدُ في الرِزقِ العَناءُ
وَلا حُزنٌ يَدومُ وَلا سُرورٌ
وَلا بُؤسٌ عَلَيكَ وَلا رَخاءُ
إِذا ما كُنتَ ذا قَلبٍ قَنوعٍ
فَأَنتَ وَمالِكُ الدُنيا سَواءُ
وَمَن نَزَلَت بِساحَتِهِ المَنايا
فَلا أَرضٌ تَقيهِ وَلا سَماءُ
وَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ وَلَكِن
إِذا نَزَلَ القَضا ضاقَ الفَضاءُ.
3- وقد يكون القبض والكرب بسبب ظلم وقع على الإنسان لا يستطيع دفعه وعلاج ذلك الصبر وسعة الصدر فدعْوةُ المظلومِ تُحمَلُ علَى الغَمامِ و تُفتَحُ لها أبوابُ السَّماءِ و يقولُ اللهُ تباركَ وتعالى وعزَّتي وجلالي لأنصرَنَّكَ ولَو بعدَ حينٍ.
4- وهناك قبض لا يعرف له سبب وهذا يزول بالذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد28.
أخرج أحمد والترمذي في سننه من حيث أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: «ما شئت». قال: قلت: الربع، قال: «ما شئت فإن زدت فهو خير لك»، قلت: النصف، قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك»، قال: قلت: فالثلثين، قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك»، قلت: أجعل لك صلاتي كلها قال: «إذا تُكْفَى همَّكَ، ويُغْفرُ لك ذنبك»: «هذا حديث حسن».وفي رواية: «إذن يكفيك الله ما أهمك من دنياك وآخرتك».
والمتدبر للقرآن الكريم والفاهم لسنة النبي الكريم يعلم: أن كل شيء بقدر الله والله سبحانه قسم للعبد سعادته وشقائه ورزقه وعمره، فما كان لك سوف يأتيك على ضعفك، وما كان لغيرك لن تناله بقوّتك. قال تعالى: (وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّۢ فَلَا كَاشِفَ لَهُۥٓ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍۢ فَلَا رَآدَّ لِفَضْلِهِۦ ۚ يُصِيبُ بِهِۦ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِۦ ۚ وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ).
والسنة النبوية الشريفة مليئة بالأذكار والأدعية لتفريج الكربات
وأهل البيت وصحابته الكرام تعلمنا منهم في الشأن الكثير فمن ذلك قول سيدنا الإمام علي كرم الله وجهه:
وَكَم لِلّهِ مِن لُطفٍ خَفيٍّ
يَدِقُّ خَفاهُ عَن فَهمِ الذَكيِّ
وَكَم يُسرٍ أَتى مِن بَعدِ عُسرٍ
فَفَرَّجَ كَربَهُ القَلبُ الشَجيِّ
وَكَم أَمرٍ تُساءُ بِهِ صَباحاً
وَتَأتيكَ المَسَرَّةُ بِالعَشيِّ
إِذا ضاقَت بِكَ الأَحوالُ يَوماً
فَثِق بِالواحِدِ الفَردِ العَلِيِّ
تَوَسَّل بِالنَبِي في كُلِ خَطبٍ
يَهونُ إِذا تُوُسِّلَ بِالنَبيِّ
وَلا تَجزَع إِذا ما نابَ خَطبٌ
فَكَم لِلّهِ مِن لُطفٍ خَفيِّ
وقال الحافظ السيوطي رحمه الله في تاريخ الخلفاء: أخرج البيهقي وابن عساكر من طريق أبي المنذر هشام بن محمد عن أبيه قال: أضاق الحسن بن علي رضي الله عنهما وكان عطاؤه في كل سنة مائة ألف فحبسها عنه معاوية رضي الله عنه في إحدى السنين فأضاق إضاقة شديدة، قال: فدعوت بدواة لأكتب إلى معاوية رضي الله عنه لأذكره نفسي ثم أمسكت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال: " كيف أنت يا حسن" فقلت بخير يا أبتِ وشكوت إليه تأخر المال عني، فقال: " أدعوت بدواة لتكتب إلى مخلوق مثلك تذكره ذلك" فقلت نعم يا رسول الله فكيف أصنع، فقال: (قل اَللَّهُمَّ اقْذِفْ في قَلْبِي رَجَاءَكَ وَاقْطَعْ رَجَائِي عَمَّنْ سِوَاكَ حَتى لا أَرْجُو أَحَدًا غَيْرَكَ اَللَّهُمَّ وَمَا ضَعُفَتْ عَنْهُ قُوَّتِي وَقَصُرَ عَنْهُ عَمَلِي ولَمْ تَنْتَهِ إِلَيْهِ رَغْبَتِي وَلَمْ تَبْلُغْهُ مَسْأَلَتِي وَلَمْ يَجْرِ عَلَى لِسَانِي مِمَّا أَعْطَيْتَ أَحَدًا مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ مِنَ الْيَقِينِ فَخُصَّنِي بِهِ يا رَبَّ الْعَالَمِين )قال: فوالله ما ألححت به أسبوع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأحزان الشيخ مبارك علي محمد أبي الحجاج الأقصري سورة نوح رضی الله عنه استغفر الله فقال له ما شئت
إقرأ أيضاً:
معلمات في الدورات الصيفية لـ”الأسرة” :السلاح أمام حرب العدو الناعمة هو التربية الإيمانية والرجوع إلى الثقافة القرآنية
سبب تفوق اليمن في مواجهة أمريكا هو امتلاك اليمن وشعبها قضية حقّة تنطلق من مشروع قرآني
على ضوء ما تمر به غزة من عدوان صهيوني أمريكي طيلة عام ونصف، أثبتت أحداثه أنه ليس مجرد حرب للسيطرة على الأرض وإنما أيضاً حرب دينية عقائدية على الإسلام وقيمه وأهله، قابلتها أمتنا الإسلامية بصمت وخذلان في دلالة على الذل والتبعية اللذين وصلت إليهما الأمة، ظنا أن صمتها سيجعلها بمنأى عن خبث الأعداء وما علمت أن غزة هي المنطلق لبقية الأرض العربية إذا ما سقطت.
وبالبحث عن السبب الذي أوصل الأمة لهذا الحال سنجد أنه نتيجة الحرب الناعمة التي شنها الأعداء عليها وسلبتها الروح الإيمانية والجهادية وغيبت وعيها فلم تعد تقف عند حرمة التولي للأعداء وخطر اليهود وحقدهم، الذي ذكره الله في كتابه الكريم، بل أبعدوها عن تعاليم دينها وجعلها لاهثة وراء معتقداتهم باسم التحضر وكان تركيزهم بشكل خاص على الجيل الناشئ الذي لا يزال عقله غضا طريا يسهل عليهم استهدافه وتدجينه وتغييبه عن واقع الأحداث والمخططات التي تحاك ضده وهذا ما ركز عليه السيد عبدالملك الحوثي الذي يحرص على تزكية مجتمعنا وانتشاله من براثن الفكر الوهابي والثقافات الدخيلة علينا، ووضح أن معركتنا مع العدو هي معركة وعي سلاحنا فيها القرآن الكريم وقيم وتعاليم الإسلام المحمدي لانتشال أمتنا من براثن الفكر الوهابي، وعليه دعا لخوض هذه المعركة لتحصين الجيل الناشئ من مغبة هذه الحرب عبر الدورات الصيفية التي يتم فيها تحفيظ القرآن الكريم ويتلقى فيها الطالب الثقافة القرآنية بالإضافة إلى تنمية المواهب الذهنية والجسدية والحرف والصناعات اليدوية التي تعود على المتلقي بالفائدة، وبحمد الله فقد لاحظنا مدى الإقبال الكبير عليها وعاماً بعد عام يزداد عدد الوافدين إليها نتيجة الأثر العظيم الذي لاحظته الأسر في أبنائها، وبإذن الله سيكون حجم الأقبال هذا العام أكبر رغم حملات التشويه التي يقوم بها الأعداء عليها لأنهم لاحظوا مدى إفشالها لمخططاتهم داخل مجتمعنا اليمني.
وفي هذا الإطار، أجرى المركز الإعلامي بالهيئة النسائية -مكتب الأمانة استطلاع رأى لـ”الأسرة” مع عدد مع الإعلاميات والقائمات على هذه المدارس، اللاتي أكدن فيه على أهمية الدور الذي تلعبه الدورات الصيفية ..اليكم الحصيلة:
الأسرة/خاص
بداية تقول سكينة عبدالحميد المهدي- رئيس قسم المتابعة والتقييم بإدارة تعليم الفتاة بمكتب التربية بالأمانة والعمليات التدريبية للصيف/ فرع الإناث: الأعداء ركزوا في حربهم الناعمة على الجيل الناشئ، لأنه من سيقود الأمة في المستقبل وبالتالي فنشأته هي من تحدد مصير الأمم.
وأوضحت ان الأعداء عملوا على استهداف الجيل الناشئ إعلاميا وثقافيا وحتى اجتماعيا باستخدام الإعلام والسوشيل ميديا والألعاب الالكترونية والثقافات المغلوطة.
سلاحنا للمعركة
وأكدت المهدي أن السلاح الناجع أمام حرب العدو الناعمة هو التربية الإيمانية الصحيحة والرجوع إلى الثقافة القرآنية (القرآن الكريم) وان نربط أبناءنا بكتاب الله وتوجيهاته وربطهم بواقعنا الذي حوله الأعداء لواقع مليء بالحروب والمآسي.
كما أكدت سكينة المهدي على ضرورة إيجاد القدوة الحسنة ليرتبط الطفل بها ويحاول محاكاتها وهي أفضل طريقة لبناء شخصية الطفل، موضحة أن هذه القدوة الحسنة تتمثل برسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك القدوات من آل بيته مثل السيدة فاطمة الزهراء والإمام علي والحسن والحسين الذين تربوا في بيت النبوة وأفضل من يمثلها.
وأشارت المهدي إلى أنه بفضل المسيرة القرآنية والقيادة الربانية الحكيمة متمثلة بالسيد القائد، فقد توجه أبناء اليمن التوجه الصحيح في مواجهة الأعداء لتحصين أبنائهم ضد الحرب الناعمة وهذه هي ثمرة الرجوع إلى ثقافة القرآن الكريم وترجمتها عمليا في واقعنا.
واختتمت سكينة المهدي حديثها بالقول: إن اللبنة الأولى التي يضعها الوالدان لأولادهما وتحصينهم من أخطار العالم الذي يحوم من حولنا هو الدفع بهم إلى الدورات الصيفية لتعليمهم القرآن الكريم وغرسه في وجدانهم، مثل ما أمرنا الله سبحانه وتعالى وكذلك تنمية مهاراتهم ومواهبهم كي يفيدوا بها مجتمعهم ويبنوا مستقبلهم وشخصيتهم.
خطط العدو.
فيما ذكرت الكاتبة صفاء العوامي ان العدو يملك بالاً طويلا وخططاً استراتيجية بعيدة المدى لاستهداف الأمة الإسلامية ولذلك فهو يركز على الجيل الناشئ، لأنه يعلم أن الصغير اليوم سيكبر غدا ويصبح سيفا موجها في وجهه، لذلك فقد عمل على تدجينه واستهدافه لكي يستطيع السيطرة عليه مستقبلًا، مستخدما الحرب الناعمة بشتى أنواعها .
وأضافت العوامي: لكل فعل ردة فعل ولذلك لا بد أن نحصن أولادنا إزاء ما خطط له أعداؤنا وأن نضع خططاً عكسية تحقق أهدافاً تختلف عما خطط له العدو، فنبني جيلا متثقفا بثقافة القرآن متسلحا بالإيمان بالله والثقة به وهذا هو السلاح القوي الذي سيحبط كل مخططات العدو ويهزم حربه الناعمة.
ونوهت العوامي إلى الأحداث الراهنة التي جعلت اليمن تقف بوجه أمريكا وتتفوق عليها، مؤكدة ان السبب في ذلك هو الإيمان الراسخ في قلوب اليمنيين والثقة بالله والتوكل عليه وحمل قضية عادلة يؤمن بها اليمنيون شعبا وقيادة.
وعن سؤالنا عن الأهمية التي تمثلها الدورات الصيفية في هذه المرحلة التي دعا اليها السيد عبدالملك الحوثي -سلام الله عليه- أوضحت صفاء العوامي أن لها أهمية كبير في بناء جيل متسلح بالقرآن الكريم والثقافة القرآنية العظيمة وبناء القدرات والخبرات المختلفة وكذلك لها دور كبير في بناء جيل خطط العدو فبدلا من أن يكون جيلاً مدجناً سيكون بفضل الله وما تقدمه الدورات الصيفية جيلاً واعياً يدرك من هو عدوه وكيفية مواجهته.
معركة وعي
بدورها عفاف فيصل- مدرسة بأحد المراكز الصيفية تقول في بداية حديثها: من ينظر في واقع الأحداث التي تعيشها امتنا الإسلامية يرى ان الأعداء قد استهدفوها بحرب ناعمة، استهدفوا من خلالها العقول والروح الإيمانية وكان تركيزهم فيها على الشباب والجيل الناشئ والشباب، لانهم حاضر الأُمة ومستقبلها ودعامة قوتها.
وذكرت عفاف فيصل أن الأعداء بواسطة الحرب الناعمة عملوا على الغزو الفكري والتضليل وهو سلاح قوي حرفوا فيه الدين والمعتقدات وجعلوا أبناء الأمة بعيدين عن دينهم وقيمه وأصوله .
العودة للقرآن
وأكدت عفاف فيصل ان السلاح الذي يجب نسلح به أنفسنا وأبناءنا لمواجهة الحرب الناعمة هو ثقافة القرآن الكريم وانه من الضروري التزود بهذا السلاح من خلال العودة القوية إلى القرآن الكريم ونقرأ القرآن الكريم ونتدبر معانيه ونركز عليه و نصغي إلى هُداه ونتحرك بهذا النور ونعمل بما امرنا الله به وننتهي عما نهانا الله عنه في القرآن الكريم.
وأكدت أنه من خلال الثقافة القرآنية نحصل على الوعي والبصيرة التي تحصن أجيالنا من أي استهداف سواء فكري أو عسكري.
وعن سؤالنا عن السبب الذي جعل اليمن في مواجهة مع أمريكا وتفوقت عليها، أجابت عفاف: إن أول سبب هو الثقة بالله والتوكل على الله والتمسك بتعاليم الله العظيم وأوامره وهذا من خلال القرآن الكريم صدقنا وآمنا بوعد الله ووعيده لنا، تحركنا من خلال التوكل على الله والثقة به، وكل هذا بفضل الله وبفضل القيادة الحكيمة وعلى رأسها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، سلام الله عليه.
المشروع القرآني
وأشارت فيصل إلى أن الشعب اليمني له مشروع قائم ينطلق من الهوية الإيمانية والتحرر من التبعية للأعداء، ولا يعيش حالة فراغ كما هي الحالة المؤسفة التي تعاني منها أكثر شعوب الأمة التي ليس لديها مشروع حضاري إسلامي وهي في مرحلة تعطيل وتجميد في هذا الجانب”، ولذلك فاليمن عملت على مواجهة الحرب الناعمة من خلال المشروع القرآني الذي غرس في أبنائها الوعي حول خطر التولي للأعداء وخطرهم على دينهم وأرضهم وبالتالي، فدعوة السيد القائد للإلتحاق بالمراكز الصيفية لمواجهة حرب الأعداء الناعمة التي اعتبرها معركة وعي كانت خطوة هامة رأينا اثرها الكبير في مجتمعنا وأطفالنا الذين نراهم اليوم يحملون ثقافة دينية ووطنية ووعياً ومن خلال عدائهم لليهود وأمريكا نتأكد من نجاح معركتنا في تحصينهم من كل استهدافات الأعداء وبالتالي فالأهمية للدورات الصيفية تكمن في أنها تأتي في إطار مشروع حضاري إسلامي وتعتمد على التعليمات والمبادئ الإلهية والانتماء للهوية الإيمانية، وهي ميزة مهمة تعطي لكل شيء قيمته وإيجابيته وثمرته.
دائرة الاستهداف
ختاما ذكرت الكاتبة هنادي محمد أن الأعداء يركزون في حربهم الفكرية والثقافية على استهداف فئة الشباب، الجيل الناشئ بشكل خاص، لعلمهم أنهم الفئة الأكثر أهمية من بين فئات المجتمع وإدراكهم أن اكتساب الشباب والنشء للوعي الصحيح لن يحقق لهم النتائج التي يرجونها في تحديد ورسم المسار الثقافي العام للأمة؛ باعتبارهم الفئة الأكثر قوةً وقدرةً على مواجهتهم.
وأوضحت أن الأسلحة التي يستخدمونها في حربهم منها ما هو ظاهر كالترهيب والقمع وعرض القدرة العسكرية لهم، ومنها ما ليس ظاهراً، كتخدير العقول وحالة الإلهاء غير المباشرة من خلال إثارة الصراعات الداخلية لحرف إبرة البوصلة المركزية عن القضية الرئيسية والعدو الأول.
خطر الحرب الباردة
وأضافت : كما لا ننسى السلاح الأفتك والأشد ضررًا وهو سلاح الحرب الناعمة او ما تسمى بـ’’الباردة‘‘ والتي من أسوأ نتائجها تدمير الروح المعنوية الوثّابة وإخماد مشاعر الإباء والحمية، والغرق في وحل هذه الحرب من حيث يشعر الغريق أو لا يشعر.
وهنا أكدت على أن السلاح الذي يجب أن نتسلح به نحن وأبناؤنا في مواجهة الحرب الناعمة هو سلاح الإيمان الذي يعتبر أقوى من كل الأسلحة والوسائل التي يستخدمها الأعداء، وسيستخدمونها مستقبلًا مع التطور التكنولوجي الذي نلاحظه، مشيرة إلى أن سبيل التزود بسلاح الإيمان هو الارتباط الوثيق بالله سبحانه وتعالى وبكتابه الكريم ورسوله العظيم، واتباع الهُداة والأعلام الذين يرشدوننا إلى سواء السبيل وصراط الله المستقيم.
اليمن تهزم العدو
ونوهت إلى أن سبب تفوق اليمن في مواجهة أمريكا هو امتلاك اليمن وأبنائها قضية حقّة، وامتلاكهم مشروعاً قرآنياً يقاتلون ويتحركون على ضوء التوجيهات الإلهية المندرجة فيه، حيث أن المشروع القرآني يقدم ثقافة سليمة بعيدًا عن مغالطات الفكر وشوائب العقائد التي تقدم تبريرًا للقعود والتخاذل والرضوخ وتفنّد كل الرؤى التي تقدم بعناوين زائفة كالسلام والتطبيع.
وتضيف: أيضا سر تفوق اليمن كذلك يعود إلى الحصانة الكبيرة والوعي العالي الذي يمتلكه أبناؤه فكانوا دائمًا بإيمانهم وثقتهم الكبيرة بالله يفشلون كل المؤامرات.
وعن أهمية الدورات الصيفية في المرحلة الراهنة، ذكرت هنادي محمد انها لا تقل أهمية عن الصاروخ الذي يُطلق نحو الإسرائيلي ويضرب به مصالح الأمريكي؛ قائلة انه وأمام خطر حربهم الناعمة التي تحدثت عنها في البداية كان لا بد من الإتيان بعنصر وقاية منها، فكانت ’الدورات الصيفية‘ خير وقاية وعلاج من ضياع أبنائنا والتهائهم في عطلتهم الصيفة، وتعبئة هامة لوقت فراغهم.
واختتمت حديثها بالقول: إن ما تقدمه هذه المراكز يمكن أن نؤكد تأثيرها من خلال مشاهدة تصريحات الأشبال والشباب في المسيرات التي تخرج كل يوم جمعة نصرةً لغزة الأبية، وعدد الملتحقين بهذه الدورات الصيفية خير دليل على عظمة ما تقدمه وإلا لما حرص الأهالي على إلحاق أبنائهم بها، والعاقبةُ للمتقين.