القيام آخر الليل مقدم على أوله: وكان من هدي الصحابة – رضوان الله عليهم- أنهم كان يصلون التراويح آخر الليل وليس أول الليل كما هو حال غالب المسلمين، وقد قال عمر لما رأى الناس تصلي أول الليل:” والتي تنامون عنها أفضل من التي تقومون”، يريد آخر الليل.
رغم برودة الطقس والأمطار.. الآلاف يؤدون صلاة التراويح بمساجد الإسماعيلية إقبال كبير على صلاة التراويح بمساجد الإسماعيلية وقال الحسن رحمه الله: «كان الناس يصلون العشاء في شهر رمضان في زمان عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان رضي الله عنهم ربع الليل الأول، ثم يقومون الربع الثاني، ثم يرقدون ربع الليل، ويصلون فيما بين ذلك” وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذا تعشى في شهر رمضان هجع هجعة ثم يقوم إلى الصلاة فيصلي.
وعن عكرمة رحمه الله: كنا نصلي ثم أرجع إلى ابن عباس رضي الله عنه فأوقظه فيصلي فيقول لي: يا عكرمة هذه أحب إلي مما تصلون، ما تنامون من الليل أفضله يعني آخره ” عمران بن حدير رحمه الله: أرسلت إلى الحسن رحمه الله فسألته عن صلاة العشاء في رمضان أنصلي، ثم نرجع إلى بيوتنا فننام، ثم نعود بعد ذلك؟، فأبى، قال: «لا، صلاة العشاء ثم القيام”.
على أنه لا يؤخر المرء صلاة التراويح مادام الناس يصلونها أول الليل؛ اتباعا للجماعة، قال أبو داود رحمه الله: قيل لأحمد رحمه الله وأنا أسمع يؤخر القيام يعني التراويح إلى آخر الليل؟ قال: «لا، سنة المسلمين أحب إلي”. وتأخير صلاة التراويح لآخر الليل هو عندي مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم:” لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بتأخير العشاء”.
حكم حضور النساء الجماعة في قيام رمضان كان من هدي الصحابة والسلف – رضوان الله عليهم- أن تحضر النساء صلاة التراويح مع الجماعة في المسجد، لا أن يصلين في بيوتهم. ويدل على ذلك ، ما ورد عن هشام بن عروة، عن أبيه أنه قال: جعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه للناس قارئين، فكان أبي بن كعب رضي الله عنه يصلي بالرجال، وكان ابن أبي حثمة رحمه الله يصلي بالنساء ” .
وقال عرفجة الثقفي رحمه الله: «أمرني علي رضي الله عنه فكنت إمام النساء في قيام رمضان” . وعن ابن أبي مليكة: أن ” ذكوان أبا عمرو كانت عائشة رضي الله عنها أعتقته عن دبر، فكان يؤمها ومن معها في رمضان في المصحف، قال: وكان يؤمها من يدخل عليها إلا أن يدخل عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر فيصلي بها” . إمامة المرأة للنساء في قيام رمضان: على أن المرأة إذا أحبت الصلاة في البيت، فلا حرج عليها في ذلك، ولجماعة من النساء أن يجتمعن في البيت، أو في المسجد فيصلين وحدهن، تؤمهن امرأة منهن، على الراجح من أقوال أهل العلم.
ويشهد لذلك ما ورد عن عن أم ورقة الأنصارية رضي الله عنها «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم” أمرها أن تؤم أهل دارها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها ويسميها الشهيدة وكان لها مؤذن “. بل “كانت أم سلمة رضي الله عنها تؤم النساء في رمضان وهي في الصف معهن لا تقدمهن “، كما روى قتادة ذلك عن أم الحسن. وكيفية إمامتها أن تقف وسطن في الصف, فإذا ركعت تقدمت خطوة أو خطوتين ثم لتسجد، فإذا قامت رجعت إلى مقامها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صلاة التراويح أداء صلاة التراويح صلاة التراویح رضی الله عنه رحمه الله آخر اللیل بن أبی
إقرأ أيضاً:
صلاة هى الأفضل بعد الفرائض.. لا تتركها كل يوم
تعد صلاة قيام الليل واحدة من أعظم العبادات وأقربها إلى الله -عز وجل-، حيث تحظى بمكانة خاصة في قلوب المؤمنين، لما فيها من إخلاص وسرٍ بين العبد وربه، فهي تعكس الطمأنينة في النفوس وتعد سببًا لجلب الرضا والنور على وجوه القائمين بها.
وقد أكد النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثه الشريف أن صلاة قيام الليل هي أفضل الصلوات بعد الفرائض: «أَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ».
وقت قيام الليل وفضلهيبدأ وقت قيام الليل عقب صلاة العشاء وحتى طلوع الفجر، إلا أن الثلث الأخير من الليل يعد أفضل الأوقات لقيام الليل؛ إذ ينزل الله -عز وجل- إلى السماء الدنيا في هذا الوقت ويقول: «هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من سائلٍ فأعطيه؟ هل من مستغفرٍ فأغفر له؟».
عدد ركعات صلاة قيام الليلليس لصلاة قيام الليل عدد محدد من الركعات، حيث يمكن أداؤها بركعتين كحد أدنى، مع إمكانية الزيادة حسب استطاعة المصلي. والأفضلية تكمن في الالتزام بما فعله النبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث كان يصلي 11 ركعة أو 13 ركعة في قيام الليل.
كيفية صلاة قيام الليليُستحب أن يبدأ المصلي بركعتين خفيفتين، ثم يتابع بالصلاة ركعتين ركعتين، مع ختمها بركعة وتر إذا كان يؤديها في نهاية الليل. وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي ما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة يسلِّم بين كل ركعتين ويوتر بواحدة".
حكم قيام الليلقيام الليل سنة مؤكدة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، حث عليها القرآن الكريم والسنة النبوية. فهي وسيلة لثبات الإيمان وزيادة التقرب إلى الله -تعالى-.
وقد ورد في القرآن: "يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا" (سورة المزمل: 1).
الدعوة للالتزام بصلاة قيام الليل
تعتبر صلاة قيام الليل فرصة لا تُعوض للحصول على رضا الله ونيل الأجر العظيم. كما أنها تعكس صدق التوجه والإخلاص لله -تعالى-، خاصة في زمن غفلة كثير من الناس عن هذه العبادة. فلنحرص جميعًا على اغتنام هذا الوقت الثمين في التقرب إلى الله، فهو وقت استجابة الدعاء ومغفرة الذنوب.