يترقب علماء الفلك حدثا "استثنائيا" يتمثل في انفجار كوني، وهو أمر نادر يقع "مرة واحدة في العمر"، حيث يُتوقع أن يحدث الانفجار الساطع في مجرة درب التبانة خلال الأشهر المقبلة، مما سيؤدي إلى ظهور نجم جديد في السماء لفترة قصيرة أثناء الليل، حسبما ذكرت شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية.

وسيكون هذا الحدث، المعروف باسم انفجار "المستعر - NOVA"، فرصة لمراقبة السماء لمرة واحدة في العمر لأولئك الذين يعيشون في نصف الكرة الشمالي، وفقا لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، لأن أنواع الأنظمة النجمية التي تحدث فيها مثل هذه الانفجارات ليست شائعة في المجرة.

وحسب "إن بي سي نيوز"، سيحدث الانفجار النجمي في نظام يسمى "تي كورونا بورياليس" (T Coronae Borealis)، الذي يبعد عن الأرض 3000 سنة ضوئية، حيث يحتوي على نجمين، نجم ميت، يُعرف باسم "القزم الأبيض"، يدور حوله نجم "العملاق الأحمر".

ونجوم "العمالقة الحمراء" هي نجوم تحتضر، إذ يستنفد وقود الهيدروجين الموجود في قلبها. ووفق ناسا، فإن هذا ما ستتحول إليه الشمس في النهاية.

اكتشاف "ندبة" على نجم قزم أبيض "آكل" للأجرام السماوية اكتشف باحثون "ندبة" على سطح جمرة نجمية تخبو درجة حرارتها ببطء وتسمى "القزم الأبيض"، الأمر الذي يطرح رؤية جديدة لسلوك بعض النجوم "الآكلة" للأجرام السماوية في نهاية دورة حياتها. لماذا يحدث الانفجار؟

وحسب الشبكة الأميركية، فإن في أنظمة مثل "T Coronae Borealis"، عادة ما يكون فياه النجمان قريبان جدا من بعضهما البعض، لدرجة أن وقود الهيدروجين من "العملاق الأحمر" يتدفق باستمرار على سطح "القزم الأبيض"، وبمرور الوقت، يؤدي هذا إلى زيادة الضغط والحرارة، وفي النهاية إلى انفجار.

وقال الأستاذ الفخري للفيزياء وعلم الفلك في جامعة ولاية لويزيانا الأميركية، برادلي شيفر: "مع تراكم وقود الهيدروجين على سطح القزم الأبيض، يتزايد التسخين ويحدث ضغط أعلى وأعلى حتى الانفجار".

وشبه شيفر انفجار "المستعر" بقنبلة هيدروجينية تنفجر في الفضاء، مضيفا أن كرة النار الناتجة سيتمكن الناس من رؤيتها من الأرض.

ويختلف انفجار المستعر عن انفجار المستعر الأعظم، الذي يحدث عندما ينهار نجم ضخم ويموت.

وقال شيفر: "في ذروة الانفجار، يجب أن يكون الثوران مرئيا بالعين المجردة، وسيكون ساطعا في السماء، لذا من السهل رؤيته من الفناء الخلفي للمنزل".

متى سيحدث؟

يتوقع علماء الفلك أن انفجار المستعر يمكن أن يحدث في أي وقت من الآن وحتى سبتمبر المقبل.

وذكر شيفر أن آخر مرة انفجر فيها هذا النظام النجمي كان في عام 1946، ومن المرجح ألا يحدث ثوران آخر قبل 80 عاما أو نحو ذلك.

ويحرص علماء الفلك حول العالم على مراقبة النشاط في نظام "T Coronae Borealis"، إذ يقول شيفر إنه بمجرد اكتشاف الانفجار، فمن المرجح أن تأتي أفضل وألمع المشاهد في غضون 24 ساعة، لافتا إلى أنه سيصل إلى نفس سطوع "نجم الشمال" تقريبا، وقد يظل الانفجار مرئيا بالعين المجردة لبضعة أيام، قبل أن يبدأ في التلاشي.

تقرير للبنتاغون يجيب.. هل تخفي الولايات المتحدة معلومات عن "كائنات ومركبات فضائية"؟ بعنوان "السجل التاريخي لعلاقة الحكومة الأميركية في ظواهر غير طبيعية ومجهولة الهوية" أصدرت وزارة الدفاع الأميركية الجمعة تقريرا يرتبط بشكل مباشر بـ"الأجسام الطائرة المجهولة والكائنات الفضائية".

وحتى بعد أن يخفت، من المحتمل أن يظل مراقبو السماء قادرين على رؤية الانفجار لمدة أسبوع تقريبا باستخدام المنظار، وفقا لوكالة ناسا.

وفي بحث نُشر العام الماضي في المجلة الأكاديمية "تاريخ علم الفلك"، اكتشف شيفر انفجارين مفقودين منذ زمن طويل في نظام "تي كورونا بورياليس"، في السجلات التاريخية، أحدهما وثقه رهبان ألمان عام 1217، والآخر شاهده عالم الفلك الإنكليزي فرانسيس ولاستون عام 1787.

وقال شيفر إن هؤلاء الرهبان بالقرب من أوغسبورغ، ألمانيا، لم يعرفوا ما كان هذا في ذلك الوقت، لكنهم سلطوا الضوء على الانفجار باعتباره أحد أهم حدثين في العام، وأطلقوا عليه باللاتينية "signum mirabile"، والذي يترجم إلى "فأل خير"، حيث كان يعتقد أنها علامة جيدة.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

شاهد.. مرصد هابل يلتقط صورة لمستعر أعظم هائل

تمكن الفلكيون من مرصد هابل الفضائي التابع لوكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية من التقاط صورة لمجرة ​​تستضيف مستعرا أعظم يقع على بعد نحو 600 مليون سنة ضوئية في كوكبة التوأمين، ويظهر المستعر الأعظم كنقطة زرقاء في وسط الصورة، مما يزيد سطوع الجسم الضبابي للمجرة.

وصنف الباحثون هذا المستعر الأعظم من النوع "1 إيه"، ويحدث حينما يكون نجم من فئة القزم الأبيض في مدار مع نجم آخر عملاق، أي يدوران حول بعضهما البعض متأثرين بالجاذبية بينهما.

وهنا يقوم القزم الأبيض بسبب جاذبيته الشديدة بسحب مادة الرفيق العملاق بسرعة شديدة، ويشبه ذلك "قبلة الديمنتور" في عالم هاري بوتر، إذ تمتص هذه الكائنات الشريرة روح ضحيتها بالكامل تاركة جسده خاويا بدون أي مشاعر أو وعي.

ومع تراكم مادة العملاق الأحمر على رفيقه القزم وارتطامها السريع بسطحه تبدأ تفاعلات نووية سريعة ومفاجئة على القزم الأبيض، وعند مرحلة ما ينفجر النجم محدثا مستعرا أعظم.

محددات المسافات

ويمتلك هذا النوع من المستعرات العظمى أهمية كبيرة لدى علماء الفيزياء الفلكية، إذ يمكن أن يستخدم لتحديد المسافات الكونية بدقة شديدة.

وفي الثمانينيات من القرن الفائت وجد العلماء هذا النوع من الانفجارات النجمية ينفجر تقريبا بالطاقة نفسها في أي مكان في الكون، وبالتبعية أمكن لهم حساب اللمعان الحقيقي لهذا النوع من المستعرات وكأننا نقف بجانبه، ثم مقارنته بقدر خفوت المستعر الأعظم كما يبدو في المراصد الفلكية، وبالتالي حساب المسافة بيننا وبينه، وبالتبعية معرفة المسافة إلى المجرة التي يحتويها.

إعلان

وقد استخدمت هذه الطريقة في أواخر التسعينيات حينما شرع فريقان بحثيان مستقلان في قياس المعدل من التوسع الكوني من خلال مراقبة رصد المستعرات الأعظمية من هذا النوع، وبالتالي تحديد المسافات إلى عشرات المجرات.

ولاحظ كلا الفريقين العشرات من المستعرات العظمى من النوع "1 إيه" البعيدة، وقارنوا لمعانها بذلك الموجود في المستعرات الأعظمية القريبة، ووصلوا إلى نتيجة حصلت على جائزة نوبل في 2011، وهي أن كوننا يتوسع بتسارع متزايد.

مقالات مشابهة

  • دمـــار يقترب من الأرض في هذا التاريخ .. ايه اللي مستنينا؟
  • ماذا يحدث إذا اصطدم كويكب “بينو” بالأرض؟
  • استئناف استجواب المدعى عليهم في انفجار مرفأ بيروت
  • البيطار يستأنف التحقيقات في انفجار المرفأ
  • دمار يقترب من الأرض.. ماذا يحدث عام 2182؟
  • فيديو.. انفجار يقتلع الأرض في عملية اغتيال نصر الله
  • طقس ال ٤٨ساعة القادمة بالعاصمة سيكون مطر بدون براق، لن ينجو أحد
  • نتنياهو: لا حاجة للقوات الأميركية على الأرض في غزة لتنفيذ خطة ترمب
  • السبت.. صالون "نفرتيتي" يناقش عبقرية مصر القديمة في استكشاف علوم الفلك
  • شاهد.. مرصد هابل يلتقط صورة لمستعر أعظم هائل