ماذا لو انتقل باسيل إلى الضفّة الأخرى؟
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
قد يفهم المرء أو يتفهم موقف المعارضة المسيحية من تبنّي "الثنائي الشيعي" ترشيح رئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. ويحرص كل من حزبي "القوات اللبنانية" و"الكتائب اللبنانية" على الفصل بين العلاقة الشخصية وبين ما يمثله فرنجية من خطّ سياسي مختلف كليًا عن نظرتهما إلى لبنان الكيان والوجود، مع إصرارهما على رفض أي تسوية قد تعيد عقارب الساعة إلى الوراء يوم تمايزت "معراب" عن "الصيفي" في السير بترشيح العماد ميشال عون.
وهذا ما فهمه سفراء الدول الخمس يوم التقوا الدكتور سمير جعجع. وهذا ما يعلنه النائب سامي الجميل صراحة ومن دون مواربة. ولكن ما لا يفهمه المراقبون هو رفض رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل لهذا الترشيح مع أنهما من خطّ سياسي واحد قبل رفض مبدئية "وحدة الساحات" ومعارضة ربط مصير لبنان بمصير الحرب في غزة. ولأنه عارض فكرة تفضيل "حزب الله" رئيس تيار "المردة" عليه في لقاء – الإفطار إلى مائدة السيد حسن نصرالله قبل عامين من الآن تدهورت العلاقة بينهما، والتي كانت توصف بأنها استراتيجية. وقد يكون من بين أسباب التفضيل أن "حارة حريك" لم تكن راضية كثيرًا عن الكثير من المواقف، التي كان رئيس "التيار الوطني" يتخذها في أكثر من مناسبة وظرف، وبالأخصّ في ما يتعلق بانتقاده لأداء الحزب غير المتعاون لإعادة بناء الدولة وضربه مبدأ الشراكة الوطنية، التي وضع تحتها خطًّا أحمر بالقلم العريض في آخر طلاّته الإعلامية. أمّا ما يعلنه باسيل عن سبب رفضه ترشيح فرنجية، وإن لم يكن مقنِعًا، فيعود في الأساس إلى ما سبق أن أعلنه يوم تمّ تسويق ترشيح العماد عون على أنه الأقوى في بيئته. وهذا ما لا ينطبق على ترشيح رئيس "المردة"، على رغم أن هذه النظرية هي سيف ذو حدّين، وقد تقوده إلى مبدئية أفعال التفضيل في البيئة المسيحية حاليًا، حيث تظهر الوقائع تقدّم "القوات" على "التيار" نيابيًا وشعبيًا. إلاّ أن حقيقة موقف باسيل مما وقع عليه اختيار "حزب الله" يعود إلى مسألة شخصية، خصوصًا أنه لا يزال يعتقد أنه المرشح الطبيعي للرئاسة أكثر من أي مرشح آخر، مع علمه المسبق أن هذا الأمر غير وارد وغير مقبول لا بالنسبة إلى "الخط الممانع" ولا إلى "الخطّ المعارض". ولذلك وقع الاختيار على اسم الوزير السابق جهاد أزعور في تقاطع غير مسبوق بين باسيل ومحور المعارضة، مع رفع نسبة التصويت إلى رقم 59 بينما كانت "المعارضة" وحدها عاجزة عن تأمين أكثر من 43 صوتًا لمرشحها الأساسي النائب ميشال معوض. وهذا ما دفع فرنجية إلى القول "يختلفون على كل شيء، لكنهم يتفقون على أمر واحد، وهو رفض ترشيحي".
في المقابل فإن مصادر سياسية مراقبة ترى أن "المعارضة" التي لا تزال غير مقتنعة بالأسباب التي أدّت إلى "تكويعة" باسيل قد تدفعه إلى الضفة الأخرى. وهذا خطأ تكتيكي ترتكبه قوى "المعارضة"، مع تسجيل بعض التباين في وجهات النظر بين الذين اجتمعوا في بكركي بالنسبة إلى الأولويات، بحيث تكّون شعور لدى المجتمعين أن ممثلي "التيار" حاولوا السير بين نقاط المواضيع الحسّاسة، وهذا ما اعتبروه بمثابة "ضربة على الحافر وضربة على المسمار". فـ "حزب الله" الذي لا يزال يصرّ على خياره، وهذا ما يبلغه إلى الأقربين والأبعدين، يعرف أنه من دون أصوات كتلة "لبنان القوي" لن يستطيع أن يحصّل أكثر من 51 صوتًا لمرشحه، مع تعويله على أن ينتقل باسيل من ضفة إلى أخرى من ضمن تسوية سياسية شاملة من شأنها أن تزيد من حظوظ فرنجية الرئاسية. وهذا يعني في علم الأرقام أن أصوات التأييد لفرنجية قد تصل إلى السبعين في حال انضم باسيل إلى هذا المحور نهائيًا.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
والي الخرطوم: تحرير كامل العاصمة بات وشيكا
متابعات ــ تاق برس بشر والي الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان بقرب النصر الكبير بعد أن تقدمت القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى والمستنفرين في محاور عديدة لمعركة الكرامة في العاصمة الخرطوم وتعهد بالحسم الكامل قريبا جدا. وحيا الوالي رجالات الطرق الصوفية الذين أسندوا وفي وقت مبكر الجيش السوداني في اللقاء الشهير بمنطقة النوفلاب بالريف الشمالي كرري بدعوة من الشيخ دفع الله الغرقان وقدموا مذكره تأييد ومساندة لقواتهم المسلحة. جاء ذلك لدي مخاطبته الإحتفال بالذكرى السنوية لفتح مكه الذي نظمته الطريقة السمانية الطيبية بمسجد وخلاوي الشيخ محمد عظيم بالثورة الحاره 51 بحضور دكتور طارق عبدالله مدير الإدارة العامة للشئون الدينيه بالولاية الخرطوم ومشائخ الطرق الصوفية والمريدين. ووصف الوالي الحرب بأنها ابتلاء كبير لابد من الاستفادة منه ومعالجة كل الأخطاء والاستغفار والتوبة لله والدعاء بالنصر للقواتنا المسلحة والقوات النظامية الأخرى لنفرح جميعا بالنصر الموعود بتطهير كل شبر دنسه الأعداء. وأعتبر الوالي ذكرى فتح مكه بأنه المناسبات الدينية العظيمة في الشهر الكريم وبها العديد من الدروس والعبر علينا أن نقتدي بها في الوفاء بالعهود وحفظ الأسرار وإن لا نقدم على شىء الا بعد الاستعداد له وفي ذلك قيم دينية وتربوية. العاصمةوالي الخرطوم