الحزب الاشتراكي بلا حدود في تشاد.. معارضة خارجية وصراعات داخلية
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
الحزب الاشتراكي بلا حدود هيئة سياسية بجمهورية تشاد، تأسس عام 2015، وهو حزب معارض، قُتل رئيسه يحيى ديلو دجيرو، البالغ من العمر 49 عاما، يوم 28 فبراير/ شباط 2024، واعتقلت السلطات التشادية عددا من مناصريه ودمرت مقره.
التأسيستأسس الحزب الاشتراكي بلا حدود رسميا في عام 2015 من قبل أطر تعمل في الإدارات العامة والقطاع الخاص، إضافة إلى معلمين ورجال أعمال لم يسبق لهم الانضمام إلى أي حزب سياسي.
يقع مقر الحزب بحي كلمبات بمدينة نجامينا، عاصمة تشاد، وتعود ملكية المقر إلى صالح ديبي عم رئيس المجلس الانتقالي العسكري، والذي وضعه رهن إشارة الحزب، غير أن السلطات الأمنية هدمت هذا المقر بعد أحداث 28 فبراير/شباط 2024، التي أدت إلى مقتل دجيرو.
المبادئ والأهدافيتبنى الحزب الفكر اليساري، ويناضل من أجل تعزيز الديمقراطية والعدالة واحترام حقوق الإنسان الأساسية.
يحدد الحزبُ التغييرَ والعدالة والتنمية مرتكزات تشكل أساس رؤيته وتوجهاته، ويرى في السلام والحوار السبيل الوحيد لتحقيق نهضة اقتصادية واجتماعية وثقافية في تشاد.
ويسعى الحزب إلى تحقيق الوحدة الوطنية والتعايش السلمي، ويناهض الظلم والقمع والعشائرية والتعصب والمحسوبية والفساد.
وإضافة إلى ذلك، يؤكد الحزب تشبثه بسيادة أراضي دولة تشاد وأمنها، وينادي بالوحدة واحترام مبادئ حسن الجوار. كما يدافع عن دور الاتحاد الأفريقي في المنطقة، ويعلن التزامه بتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية في مواجهة العولمة.
الهيكلةيعتبر الرئيس الوطني للحزب الضامن للحياة السياسية للحزب واستقراره، وتتمثل مهامه خصوصا في رسم معالم مسار الحزب، ومراقبة تنفيذ القرارات والتوصيات المنبثقة عن المؤتمرات الوطنية ومقررات المجلس الوطني.
يتولى الرئيس الوطني مسؤوليات عديدة تعكس دوره المحوري في الهيكل التنظيمي للحزب، إذ يرأس اجتماعات المكتب التنفيذي الوطني، كما يمثل الحزب أمام المؤسسات والمنظمات الوطنية والدولية والحكومات.
وله الحق أيضا في توقيع الاتفاقيات بما يحقق المصلحة العامة وبما يتوافق مع الخط السياسي للحزب بعد استشارة مكتبه التنفيذي، وهو الآمر بالصرف وفق الإجراءات المالية للحزب.
يتم اختيار الرئيس الوطني للحزب لولاية مدتها خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة، كما يتم اختيار نائب يساعده في مهامه ويحل محله في حال غيابه.
وإلى جانب الرئيس الوطني ونائبه، هناك الأمين العام الذي يتولى المهام الإدارية العامة للحزب ويدير الأجندة السياسية للرئيس الوطني، وهناك نائب الأمين العام الذي يتولى المهام الموكلة إليه من قبل الأمين العام أو الرئيس الوطني، ويحتفظ بأرشيف الحزب، وهو الناطق الرسمي باسمه.
وللحزب أيضا أمناء في المحافظات يكلفون بتنشيط الحياة السياسية بدوائر عملهم، حيث يتعين عليهم تحديد برنامج العمل وميزانيته، وإعداد تقارير بشأن ذلك. وللحزب مكتب تنفيذي يتكون من 30 شخصية من بينهم خمس نساء.
العضويةيحدد النظام الداخلي للحزب شروط العضوية به، وينص على أنه يمكن لأي مواطن تشادي الانضمام له إذا كان يؤيد برنامجه السياسي ونظاميه الأساسي والداخلي، ويتمتع بالحقوق المدنية والسياسية ولا ينتمي إلى أي حزب آخر.
ويجيز النظامان الأساسي والداخلي طلب العضوية بالحزب بشكل فردي أو جماعي. ويسمح بصياغة الطلب كتابيا أو شفهيا في خلية الحزب الأساسية لمكان إقامة مقدم الطلب. ومع ذلك، تعتبر العضوية فردية، إذ يصدر الحزب بطاقة العضوية بشكل شخصي للأفراد المنخرطين، وتمتد صلاحيتها خمس سنوات، في وقت يتم فيه تحديث لائحة الأعضاء باستمرار من قبل سكرتارية الإدارة.
يفرض الحزب شرطا على أعضائه، يفيد بأنه عند تغيير أي عضو مقر سكنه، يجب عليه أن يبلغ الحزب بذلك لتسجيله في خلية الحزب التابعة لمقر سكناه الجديد.
في 28 فبراير/شباط 2024 اغتيل رئيس الحزب يحيى ديلو دجيرو بعد مواجهات عنيفة بين القوات الأمنية وأعضاء الحزب، كما تم اعتقال الجنرال صالح ديبي عم الرئيس التشادي و26 من الموالين للحزب.
وتعود أسباب المواجهات إلى اعتقال السلطات الأمنية أحد المسؤولين في الحزب يدعى "أبكر ترابي"، حيث هاجمت قوة تابعة للحزب مقرا للاستخبارات التشادية حيث يحتجز ترابي، وقتلت عددا من الضباط والجنود.
وفي 9 مارس/آذار 2024، أصدر الحزب بيانا يندد بما أسماه "الاعتقال غير القانوني" لمناضليه، ويتهم المجلس العسكري في تشاد باغتيال زعيمه الذي كان يرفض استمرار حكم ابن عمته الجنرال محمد إدريس ديبي إتنو.
منذ 20 أبريل/نيسان 2021 عقب مقتل والده إدريس ديبي إتنو على يد متمردين بعدما حكم تشاد لأكثر من ثلاثة عقود، تعهد محمد ديبي بإعادة السلطة إلى المدنيين لكونه رئيسا مؤقتا عينه الجيش، لكنه أجل ذلك لعامين، وأعلن ترشيحه للانتخابات الرئاسية في الثالث من مارس/آذار 2024.
ويعد يحيى ديلو دجيرو، الذي ترأس الحزب منذ 6 أغسطس/آب 2021، من أبرز المعارضين السياسيين، ففي 2021 داهمت السلطات الأمنية منزله بهدف اعتقاله، إلا أنه تمكن من الهروب، ولقيت والدته وأحد أبنائه وبعض أقاربه حتفهم، وهي قريبة الرئيس الراحل إدريس ديبي، وينتمون جميعهم إلى قبيلة الزغاوة المسيطرة على الحكم منذ 1990.
خلافات داخليةشهد الحزب خلافات داخلية جديدة حول منصب الرئيس الوطني بعد إعلان رئيسه السابق دينامو دارام يوم 18 فبراير/شباط 2024 تنظيم مؤتمر استثنائي وإعلان نفسه رئيسا، مما اعتبره دجيرو وقتها "مؤامرة سياسية مدبرة" هدفها حرمانه من الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في مايو/أيار 2024.
ووفقا لدجيرو، فإن دارام قدم استقالته من رئاسة الحزب في السادس من أغسطس/آب 2021 خلال المؤتمر الثاني العادي. أما دارام فيؤكد أن سبب استقالته من رئاسة الحزب كان ناتجا عن عدم بلوغه السن القانوني للترشح في الانتخابات الرئاسية لعام 2021، والتي تحدد السن الأدنى في 40 عاما، وأشار إلى أنه تم التوافق على ترك المنصب لديلو، وأن يكون هو نائبه خلال مرحلة انتقالية فقط.
ومن أجل إنهاء الخلافات حول رئاسة الحزب، خاصة أن دارام كان يرغب في أن يترشح بدوره خلال الانتخابات الرئاسية، عقد محامو الحزب مؤتمرا صحفيا يوم 20 فبراير/شباط 2024 من أجل الدعوة إلى المصالحة بين دارام وديلو، مؤكدين أن هذا الأخير هو الرئيس الشرعي والوحيد للحزب.
الخلاف حول رئاسة الحزب لم يكن حديثا، بل بدأ في مايو/أيار 2022 بعد إعلان دارام نفسه رئيسا، مما دفع الطرفين إلى اللجوء إلى القضاء.
وفي 22 أغسطس/آب 2022 أصدرت المحكمة حكما يقضي باستبعاد ديلو من الرئاسة، لكن تم استئناف قرار المحكمة، وتم البت في الملف لصالح ديلو في السادس من سبتمر/أيلول 2022 وتم اعتباره رئيسا، غير أن مصالحة حصلت بين طرفي النزاع، وتم طي الملف من قبل القضاء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات الحزب الاشتراکی بلا حدود فبرایر شباط 2024 الرئیس الوطنی رئاسة الحزب من قبل
إقرأ أيضاً:
بحضور الرئيس بارزاني.. إقامة اليوم الوطني للصلاة في كوردستان
شبكة انباء العراق ..
أقيمت اليوم الأربعاء، 23 نيسان 2025، وبحضور الرئيس مسعود بارزاني ورئيس إقليم كوردستان ورئيس حكومة الإقليم وعدد كبير من كبار المسؤولين والقادة في العراق وإقليم كوردستان والعالم، ووفود برلمانية من دول مختلفة، وممثلي ومبعوثي الدول من أمريكا وأوروبا والشرق الأوسط، وشخصيات دينية من أديان ومذاهب متعددة، مراسم اليوم الوطني للصلاة تحت شعار (نحو الوحدة في الإيمان) بأربيل عاصمة إقليم كوردستان.
وهذه هي المرة الأولى التي يُقام فيها اليوم الوطني للصلاة في إقليم كوردستان، حيث ألقى الرئيس مسعود بارزاني كلمةً، جدد في مستهلها، التعبير عن تعازيه ومواساته لرحيل قداسة البابا فرنسيس، مؤكداً أن جذور ثقافة التعايش وقبول الآخر وحرية الرأي والمعتقد الديني والمذهبي مترسخة في كوردستان منذ القدم، ونحن نفخر بها وندافع عنها وسنواصل المضي على هذا النهج.
كما أشار الرئيس بارزاني إلى أن عبادة الله قاسم مشترك لجمع الأديان المختلفة على أساس أن الحق لا يتجزأ، وأن الطرق للوصول إلى الحق كثيرة، كما أن جميع الأديان المقدسة التي تقبل حقيقة وحدانية الله، كلها تبحث عن تلك الحقيقة ويجب احترامها جميعاً، فالأخلاق هي جوهر الدين.
وفي جانب آخر من كلمته، أشار الرئيس بارزاني إلى أنه منذ بداية سلطة مشيخة بارزان بقيادة الشيخ عبدالسلام بارزاني والشيخ أحمد بارزاني، كان احترام الأديان المختلفة وقبول الآخر جزءاً أساسياً من عقيدتنا.
نص كلمة الرئيس مسعود بارزاني؛
بسم الله الرحمن الرحيم
بدايةً، أرحب بكم جميعاً بحرارة، أيها الضيوف الكرام… أهلاً وسهلاً بكم في كوردستان، مهد التعايش القومي والديني.
قبل أن أبدأ كلمتي، أود أن أعرب مرة أخرى عن مشاركتنا الأحزان مع جميع محبي الإنسانية في العالم بفقدان رجل عظيم محب للسلام والإنسانية، ألا وهو قداسة البابا.
هذه هي المرة الأولى التي يُنظم فيها مثل هذا التجمع في كوردستان، والهدف منه هو تعريف العالم بالثقافة الغنية المتأصلة في كوردستان منذ القدم، وهي ثقافة التعايش وقبول الآخر وحرية الرأي والدين والمذهب. هذه الثقافة التي نفخر بها ونؤكد تمسكنا باستمرار المضي على هذا النهج. وآمل أن يساهم هذا التجمع في تعميق وتوسيع هذه الأخوّة وهذا التعايش في كوردستان.
إن عبادة الله تمثل نقطة مشتركة لجمع الأديان المختلفة، فالحق لا يتجزأ، والطرق للوصول إلى الحق كثيرة، وكل الأديان المقدسة التي تقبل حقيقة وحدانية الله، تبحث عن تلك الحقيقة ويجب احترامها جميعاً، فجوهر الدين هو الأخلاق.
يقول جلال الدين الرومي: الحق مثل قمة الجبل، هناك طرق عديدة للوصول إلى القمة، ولكن الهدف واحد، وهو الوصول إلى الحق.
منذ بداية سلطة مشيخة بارزان بقيادة الشيخ عبدالسلام بارزاني والشيخ أحمد بارزاني، كان احترام الأديان المختلفة وقبول الآخر جزءاً أساسياً من عقيدتنا، وهذا استناداً إلى قول الله تعالى في القرآن الكريم:
بسم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ).
هذه آية من القرآن الكريم ترشدنا إلى طريق الاستمرار على هذه العقيدة وهي التعايش وقبول الآخر.
على مر التاريخ، عندما كانت الهجمات تُشن على كوردستان، لم يكن المعتدون يميّزون بين المسلم والمسيحي والإيزيدي، فقد أحرقوا جميع القرى، وتم ترحيل الجميع، وتعرضوا جميعاً للإبادة الجماعية ودُفنوا تحت الأرض وهم أحياء. وأخيراً حرب داعش التي لم تفرِّق بين المسلم والمسيحي والإيزيدي، حيث ارتكبوا جرائم فظيعة، وفي المقابل، كان البيشمركة البواسل بتضحياتهم منقطعة النظير يدافعون عن الجميع وحطّموا أسطورة داعش، ولكن بعد تقديم ثمن باهظ جداً، وهو ما يقارب 12 ألف شهيد وجريح.
فلتكن هذه البداية لعقد مثل هذه التجمعات مستقبلاً، لكي نعلم جميعاً، بأننا وقبل كل شيء، عبادُ الله وأننا جميعاً إخوة في الإنسانية.
ونستطيع جميعاً أن نعيش معاً من خلال قبول الآخر والمحبة والسلام؛ ولكن بممارسة الظلم، فأن الظالم لن يتمكن من الشعور بالراحة، ولا المظلوم كذلك.
كانت وصايا وإرشادات جميع الأنبياء أيضاً بمد يد الأخوة للآخر، كما أوصوا بالتعايش.
في الختام، أسأل الله تعالى أن يهدي الجميع، وأن يعم السلام في المنطقة والعالم بأسره، وأن تسود الأخوة. وأتمنى أن تقضوا وقتاً سعيداً في كوردستان، ونحن نفخر بكم، ومرة أخرى نرحب بكم جميعاً ترحيباً حاراً، ونشكر جميع السادة الذين نظموا هذا التجمع، شكراً لجهودهم.
والسلام عليكم.