طبيب لـ"الرؤية": مرض السكري يؤثر على 5 أعضاء رئيسية في الجسم.. والفحص الدوري ضروري للوقاية من الإصابة
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
الرؤية- ريم الحامدية
قال الدكتور أحمد الحامدي- اختصاصي طب أسرة- إنَّ مرض السكري يُعد ضمن مجموعة تسمى بـ"الأمراض الاستقلابية"، ويكون نتيجة ارتفاع السكر في الدم بسبب الاضطراب في إفراز كمية كافية من الأنسولين أو الاستجابة له بشكل طبيعي، لافتاً إلى أنَّ الأنسولين هو هرمون ينتجه البنكرياس الذي يتحكم في مستوى السكر في الدم.
وأضاف- في حوار لـ"الرؤية"- أن الجسم يحصل على السكر من عدة مصادر مثل "السكروز" سكر المائدة وهو سكر أحادي و"الفركتوز" وهو سكر ثلاثي من الفواكه و"اللاكتوز" وهو سكر ثنائي من الحليب ومشتقاته والكربوهيدرات في النشويات مثل الخبز والأرز والمعكرونة وغيرها، حيث تقوم الإنزيمات في الجهاز الهضمي بتكسير هذه السكريات إلى مركب الجلوكوز أحادي السكر ويمتصه الدم، كما يستطيع الجسم صنع السكر من الدهون والبروتينات في حالة الجوع ونقص السكر من الكربوهيدرات، مبيناً أنَّ ما يزيد عن حاجة الجسم من السكر يتم تخزينه في الكبد والعضلات وأعضاء أخرى أو يتم تحويله إلى دهون.
أنواع السكري
ويُشير الحامدي إلى أنَّ هناك 3 أنواع للسكري، النوع الأول يكون فيه فقد مُطلق لإفراز الأنسولين نتيجة عملية مناعية أدت إلى تدمير خلايا بيتا المنتجة للأنسولين في البنكرياس، وتظهر أعراض المرض بشكل دراماتيكي ويصاحبه غالباً ارتفاع في الحامض الكيتوني، وهو حالة طارئة تسبب غثيان وتقيؤ وألم في البطن وجفاف الجسم وقد تؤدي للوفاة إذا لم يكن هناك تدخل علاجي في الوقت المناسب، وهؤلاء المرضى يعتمدون في علاجهم على حقن الأنسولين مدى الحياة، حيث تظهر أعراض المرض في مرحلة مُبكرة من العمر لدى الأطفال والمُراهقين.
وبيّن أن النوع الثاني يمثل النسبة الأعلى من مرضى السكري ويصيب الإنسان ببطء، وتظهر أعراضه على مدى سنوات، ويتم اكتشاف هذا النوع بالفحص الدوري إذ يتم اكتشاف حالة ضعف الجلوكوز الصائم وحالة ضعف تحمل الجلوكوز وعند اكتشاف هاتين الحالتين يستطيع المصابون بهما تأخير الإصابة بمرض السكري عن طريق التحكم في سكر الدم وتنظيم الغذاء وإنقاص الوزن وممارسة رياضة متوسطة إلى عالية الجهد بشكل منتظم.
ولفت إلى أنَّ النوع الثالث هو مرض سكري الحمل، والذي يصيب النساء الحوامل بعد الأسبوع العشرين من الحمل، ويكون لهرمونات المشيمة دور في ظهور المرض وتصاب به النساء اللآتي لديهن استعداد وراثي بإصابة أحد الوالدين أو أقارب الدرجة الأولى بالأنواع الأخرى من مرض السكري، وكذلك النساء المصابات بالسمنة واللاتي ولدن أطفالا كبيري الحجم معرضات للإصابة به، مبيناً أن هناك أنواعا أخرى أقل شيوعا من مرض السكري.
ويقول أخصائي طب أسرة إن الإحصائيات تظهر أن واحدا من كل عشرة أشخاص من سكان العالم مصابون بالسكري، وأن 540 مليون شخص مصابون بمرض السكري عالميا، أي ما نسبته 9.8 % من سكان العالم، وهناك 240 مليون شخص يعيشون مع مرض السكري وهم غير مشخصين به، وسط توقعات أن يزيد عدد المصابين بمرض السكري إلى 643 مليون شخص في عام 2030.
وتسجل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أعلى معدل انتشار إقليمي بمرض السكري بنسبة 16.2% وثاني أعلى زيادة متوقعة في الإصابة بمرض السكري ليصل عدد المصابين إلى 136 مليون شخص بحلول عام 2045.
أما على المستوى الوطني، فإنه في عام 2021 بلغت نسبة انتشار مرض السكري 13.6% وأن نصف هؤلاء ما زالوا غير مشخصين بالمرض .
أعراض وعلامات المرض
وأوضح الحامدي أن أعراض مرض السكري عادة ما تكون بكثرة التبول والعطش وضبابية النظر والدوار والإعياء وفقدان الوزن، وقد يكون يصاب البعض بزيادة في الشهية، كما أن مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بالعدوى من غيرهم.
وأضاف أنه يتم تشخيص المرض من خلال الفحص الدوري المبكر من خلال فحص سكر الدم الصائم أو عن طريق فحص سكر الدم العشوائي، أو فحص السكر التراكمي (A1c) (الهيموجلوبين الجلايكولوزي) أو من خلال اختبار تحمل الجلوكوز عن طريق الفم. ويؤكد أخصائي طب الأسرة أن مرض السكري يسبب مضاعفات في عموم الجسم وأكثرها ضررا وأصعبها أثرا يكون في 5 أعضاء رئيسية وهي: الدماغ والقلب والعينين والكلى والأعصاب الطرفية المحيطية، فقد تحدث الجلطات الدماغية وجلطات الشرايين التاجية وفشل القلب واعتلال شبكية العين ومفصل تشاركو والفشل الكلوي والغرغرينا وتقرحات القدمين التي تنتهي ببتر جزء أو كل القدم والساق، كذلك يضعف مناعة مرضى السكرى مما يجعلهم عرضة للإصابة بأمراض معدية شديدة تهدد حياتهم، أما عن النساء الحوامل المصابات بسكري الحمل فهن معرضات لعدة مضاعفات تشمل ارتفاع ضغط الدم وزيادة أو نقص السائل الأمنيوني وتشقق أغشية الرحم مبكرا وبالتالي ولادة مبكرة، أما أجنة هؤلاء النساء فمعرضون لاعتلالات خلقية في القلب ونقص الوزن عند الولادة والولادة المبكرة.
علاج مرض السكري
ويرى الحامدي أن من أهم وسائل علاج مرض السكري هو تغيير نمط الحياة باتباع طريقة حياة صحية تعتمد على ممارسة رياضة متوسطة الجهد لمدة نصف ساعة يوميا في خمسة أيام في كل أسبوع، وتناول غذاء متوازن قليل السعرات الحرارية وقليل الكربوهيدرات.
ويشير إلى أن مرضى السكري من النوع الأول يعتمدون على العلاج بحقن الانسولين مدى الحياة، أما السكري من النوع الثاني فيعالج بعدة أصناف من العقاقير ويتم التدرج في وصفها بحسب شدة المرض ومستوى التحكم به، وقد يحتاج بعض من هؤلاء المرضى إلى حقن الأنسولين في مرحلة من حياتهم، أما عن سكري الحمل فيعالج بأقراص ميتفورمين أو حقن الأنسولين .
وللوقاية من مرضى السكري، ينصح الحامدي باتباع نمط حياة صحي منذ المراحل المبكرة في الحياة وممارسة الرياضة بشكل منتظم والاعتماد على الفواكه والخضروات والبقوليات، وإجراء الفحص الدوري للكشف عن مرض السكري أو مقدماته.
وفي شهر رمضان ينصح أخصائي طب الأسرة مرضى السكري في اختيار وجباتهم بشكل صحيح والتقليل من تناول الكربوهيدرات مثل الخبز والأرز والمعكرونة والمعجنات، والإكثار من تناول الخضراوات والفواكه، وشرب كميات كافية من الماء لا تقل عن 3 لترات كل يوم، واستشارة الطبيب قبل الصيام لتقييم الحالة الصحية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: مرضى السکری بمرض السکری مرض السکری ملیون شخص من مرض إلى أن
إقرأ أيضاً:
8 دول في آسيا وأوروبا تحذر من مشروب مزيف.. يدمر الجسم في 3 أيام
8 دول تحذر من مشروب يدمر جسمك بالكامل في 3 أيام.. ماذا تعرف عن الميثانول؟
مركب الميثانول هو مكون شائع الاستخدام في المنتجات الصناعية والمنزلية مثل مخففات الطلاء «التِنر» وسائل التبريد والورنيش وحتى سوائل آلة التصوير، إلا أنّه أصبح الآن حديث العالم بعدما تسبب بدوره في وفاة ستة سائحين أجانب تناولوا جرعات من هذه المادة أثناء قضاء عطلتهم في دولة لاوس، بما في ذلك وفاة محام بريطاني شاب.
نصف جرعة من السائل كافية للموتوهذ المركب الذي يُجرى استخدامه عادة في المشروبات الروحية، هو سائل عديم اللون ورائحته تشبه رائحة الخمر ولكن إنتاجه أرخص بكثير، ويمكن أن يتسبب السم الموجود بداخله في دمار الجسم خلال ساعات قليلة من تناوله، مما يجعل شاربي الخمر مشلولين وغير قادرين على التنفس ومعرضين لخطر فقدان بصرهم، إذ يقول الخبراء إنّ نصف جرعة أو 15 مل من الكحول الممزوج بالميثانول قد تكون كافية للقتل على الفور بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
ويستخدم هذا السائل الضار بشكل متزايد كبديل رخيص للكحول من قبل المتاجر في بعض المنتجعات السياحية، إما كبديل أو مخلوط بالكحول العادي الموجود في المشروبات الشعبية، ويمكن أن تختلف أعراض تناول الميثانول حسب الشخص والكمية المستهلكة، وعادةً ما يستغرق ظهور آثاره ما بين 40 دقيقة و72 ساعة فقط، مما يعني أن العلاج السريع للاشتباه في تناول الميثانول أمر حيوي.
ويمكن أن تعكس العلامات المبكرة التسمم الكحولي، حيث يعاني شاربو الكحول عادةً من مشاكل في التنسيق والتوازن والكلام بالإضافة إلى الارتباك والقيء، وفي الوقت نفسه، ينخفض ضغط الدم مما يؤدي إلى الشعور بالدوار والإغماء، يقول الدكتور واين كارتر، الأستاذ المساعد في جامعة نوتنغهام: «على غرار الكحول، يتأكسد الميثانول في الجسم، ولكن تحلل الميثانول يشكل حمضًا قويًا وخطيرًا وهو حمض الفورميك، ويؤدي هذا إلى أن يصبح دم الشخص حامضيًا، كما أنها تشكل مادة سامة وهي الفورمالديهايد، وهي مادة كيميائية مسببة للسرطان».
وعلى النقيض من التسمم الكحولي، فإذا تراكمت كمية كافية منه، فقد يبدأ في مهاجمة الجهاز العصبي وخاصة العصب البصري، الذي ينقل الرسائل بين الدماغ والعين، ووفقًا لوكالة أمن الصحة في المملكة المتحدة، فإن التغيرات في الرؤية غالبًا ما تحدث بعد مرور ما بين 12 إلى 48 ساعة من تناول الميثانول، وفي المراحل اللاحقة، يتسبب حمض الفورميك، الذي يوقف إنتاج الطاقة في الخلايا، في انخفاض درجة حموضة الدم، مما يؤدي إلى إتلاف الأنسجة والأعضاء في الجسم، وهو ما يؤدي إلى الفشل الكلوي، والنوبات، وحتى النزيف في الجهاز الهضمي.
وتقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية (CDC)، إنّ التغيير الدراماتيكي في معدل ضربات القلب سواء التسارع الشديد أو التباطؤ الحاد هو في كثير من الأحيان علامة على حالة مميتة، ويؤثر أيضًا على استرخاء العضلات، مما يؤدي إلى تثبيط الجهاز التنفسي، وصعوبة مفاجئة في البلع ويجعل من الصعب على الأشخاص التنفس، مُضيفة: «انخفاض ضغط الدم والتوقف التنفسي يحدثان عندما يكون الموت وشيكًا».
ولم يقف التحذير عند دولة واحد فقط، فقد أشارت التوجيهات المنشورة على موقع وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية البريطانية، إلى توخي الحذر بشأن التسمم بالميثانول عبر الكحول المزيف في عدة دول في آسيا وأوروبا، وهي إندونيسيا وكوستاريكا وفيتنام ولاوس، فضلًا عن تايلاند وكمبوديا وتركيا، وقد تم توثيق حالات تسمم بريطانيين بالميثانول في اليونان.