غلاء السكر يحرم سكان غزة من حلويات رمضان الشهيرة
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
غزة- حينما اقترب شهر رمضان، علمت أسماء جنيد أن عليها التخلي عن أغلب عاداته من مأكل ومشرب، وتزيين للخيمة، وتزاور مع الأقارب، لكنها لم تتصور أن الأمر سيصل إلى حرمانها من شرب كأس شاي، أو أكل طبق "قطايف".
ويرجع السبب لارتفاع سعر السكر في الأسواق، حيث ارتفع ثمن الكيلوغرام منه إلى نحو 70 شيكلا، بعد أن كان 3 شواكل فقط (الدولار= 3.
ونزحت أسماء مع أبنائها، من شمالي القطاع إلى وسطه، بعد استشهاد زوجها بفعل الغارات الإسرائيلية، وتعيش حاليا في خيمة بأحد مراكز الإيواء.
الحلويات تعد من طقوس رمضان إلا أن الغزيين غير قادرين على شرائها أو صناعتها بسبب غلاء السكر (الجزيرة) حاجة شديدةوتقول أسماء إنها وأولادها يشعرون بحاجتهم الشديدة لتناول الحلويات أو المشروبات المحلاة بالسكر وخاصة الشاي بعد الإفطار، خاصة أنها من عادات الأسر العربية الرئيسية في رمضان. لكن عدم امتلاكها للمال، وخاصة بعد استشهاد زوجها، يحرمها من هذا كله.
ولجأت إلى حيلة لتوفير بعض المال، وشراء حلويات لأسرتها، تتمثل في شراء قطع من حلوى "الكُلّاج أو الجلاش" وبيعها للسكان، لتحقيق هامش ضئيل من الربح. وتوضح أنها تشتري 100 قطعة من الكُلّاج بـ90 شيكلا، وتبيعها بـ100، لتربح 10 شواكل تستخدمها في إطعام أولادها الحلوى.
يبيع أشرف مقاط السكر على قارعة الطريق، لكنه لا يستطيع إدخاله إلى منزله إلا بكميات قليلة، مخافة أن يخسر رأس ماله.
ويقول للجزيرة نت "رغم أنني أبيع السكر، لكني لا آخذ لمنزلي سوى كميات قليلة منه، 100 غرام مثلا، كان ثمن الكيلو سابقا 2 أو 3 شواكل لكنه الآن يصل إلى 70 شيكلا". ونظرا لارتفاع سعر السكر، يطلب السكان من مقاط شراء كميات قليلة للغاية منه، لا تتجاوز أحيانا 50 غراما.
ويشير بيده إلى كمية قليلة من السكر (40 غراما)، ويقول "هذه بـ3 شواكل، مع العلم أن سعر الكيلوغرام الكامل كان -قبل الحرب- بـ3 شواكل".
ويُرجع أشرف هذا الارتفاع الكبير لأسعار السكر إلى عدم توفره في الأسواق بسبب الحصار الإسرائيلي، موضحا أنهم كتجار يعانون بشدة من أجل الحصول على كميات قليلة منه لبيعها.
ارتفاع سعر السكر يدفع أشرف مْقاط لبيع كميات قليلة منه للمواطنين (الجزيرة) حرمانكبقية البلاد العربية، تحظى حلوى القطايف بشعبية كبيرة في قطاع غزة برمضان، خاصة أن أسعارها زهيدة وفي متناول الجميع. لكنّ ارتفاع سعر السكر، وبقية السلع الأخرى، جعل منها حلوى باهظة التكاليف، لا يقدر على شرائها سوى الأغنياء.
ويقول هاشم شرّاب، أحد صانعي القطايف، إن الكيلوغرام منها يكلف نحو 120 شيكلا (30 دولارا) علما أن تكلفتها قبل الحرب لم تتجاوز 20 شيكلا.
ودفع هذا الأمر معظم السكان إلى مقاطعة القطايف، والتوقف عن ممارسة تقليد راسخ، شبّوا عليه منذ نعومة أظافرهم، أو شراء كميات قليلة للغاية منها.
ويقول شرّاب للجزيرة نت "ارتفاع سعر السكر يؤثر على عملنا بشكل كبير في شهر رمضان فهو يقلل المبيعات". ويضيف "الإقبال على القطايف ضعيف جدا بسبب غلاء السكر، لأنه يحتاج إلى قَطِر (محلول مكون من الماء والسكر) وحشوة من التمر أو المكسرات، وهي أيضا باهظة الثمن".
ويرى أن ارتفاع سعر الحلويات في رمضان يُشعر المواطنين بالحرمان، مضيفا "الجسم بعد الصيام يطلب السكر، وهو غير موجود". ورغم صناعته للقطايف، فإنه لا يستطيع توفير كميات كبيرة منها لعائلته، خوفا من تكبد خسائر كبيرة تفوق الأرباح التي يحصل عليها من بيعها.
الناس يقبلون على شراء حلويات مثل الغُرَيبة والكعك لأنها أقل تكلفة من القطايف والكنافة (الجزيرة) ارتفاع الأسعاربدوره، يقول المواطن خالد عبدو إنه تمكن من شراء القطايف مرة واحدة خلال شهر رمضان، وبكميات قليلة، لكنه لم يكرر هذه التجربة.
وأضاف للجزيرة نت "القطايف مكلفة جدا، وتعتمد على القطر وحشوة المكسرات أو التمر، وأيضا تحتاج إلى غاز الطهي، للأسف لا أعتقد أنني سأتناولها مرة أخرى خلال رمضان".
ودفع ارتفاع تكلفة صناعة القطايف إلى انتشار أنواع أخرى من الحلويات أقل تكلفة وتباع بالقطعة مثل "الغُرَيبة والكعك والمعمول".
ورغم اختصاص معتز الحطاب في صناعة الحلويات التقليدية كالكنافة والقطايف، فإنه قرر عدم صناعتها لأنها تحتاج الكثير من السكر، وعوض ذلك اتجه لصناعة الكعك والمعمول.
ويقول للجزيرة نت "في الحرب عملنا الكعك وليس الكنافة والقطايف لأنها تحتاج لقطر وهو يستهلك الكثير من السكر، وتكلفة لتر القطر حوالي 70 شيكلا، أما الكعك والمعمول فيحتاج إلى سكر أقل".
وكسابقيه، يقول إنه لا يستطيع توفير الحلويات لعائلته بكميات كبيرة رغم أنها حرفته. ويضيف "مثل بقية الناس نحاول أن تكون تحلاية رمضان بعد الإفطار أي شيء، بسكوتة أو كعكة".
محمد عبد ربه يبيع حلوى "الغُريبة" بنظام القطعة لارتفاع سعرها (الجزيرة)ويعرض الفتى محمد عبد ربه قطعة الغُرَيبة بشيكل واحد، وهو سعر أعلى بكثير مما كان عليه قبل الحرب.
ويقول عبد ربه للجزيرة نت "هذه الحبة بشيكل، الناس لا تشتري بسبب ارتفاع سعر السكر، قليل من يشتري، ونحن نشتريها من آخر الدنيا، 100 حبة بـ90 شيكلا كي نبيعها بـ100 شيكل ونربح 10 شواكل، وقبل الحرب كانت الـ100 حبة بـ50 شيكلا ونربح 50".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات ارتفاع سعر السکر کمیات قلیلة للجزیرة نت قلیلة من
إقرأ أيضاً:
"عشتها في الحقيقة".. إيهاب توفيق يكشف سراً عن أغنيته الشهيرة
كشف المطرب المصري إيهاب توفيق كواليس الأغنية الأشهر في مسيرته "تترجى فيا"، التي طرحها قبل نحو 25 عاماً، وحققت نجاحاً كبيراً آنذاك، ولا يزال الجمهور يتذكره بها رغم ما قدمه من ألبومات عديدة بعدها.
وفي لقاء تلفزيوني، اعترف إيهاب توفيق بأن هذه الأغنية مستوحاة من قصة حب واقعية عاشها بنفسه، موضحاً أنها جاءت كنتيجة لتجربة عاطفية مليئة بالمشاكل والصعوبات، وانتهت بشكل مؤلم وسيء، لذلك عبّرت كلمات الأغنية عن تلك المرحلة.
وأضاف أن كلمات الأغنية، مثل "جاي بعد إيه"، كانت تعبيراً مباشراً عن إحساسه وقتها بعد انتهاء العلاقة، مشيراً إلى أنه لم يكن يهتم بأن تعلم الفتاة التي أحبها بأنها هي المقصودة بالأغنية، لأن القصة كانت قد انتهت تماماً بالنسبة له.
وبسؤاله عمّا إذا كانت هذه الأغنية مجرد خيال شاعر وأداء مطرب، أكد إيهاب توفيق أنها جاءت من صميم الواقع. كما أوضح أن القصة حدثت بعد فترة وجيزة من بداية شهرته، مما جعلها تجربة شخصية لا تُنسى.
وأشار المطرب المصري إلى أن الأغاني التي تأتي من تجارب واقعية هي الأكثر تأثيراً وتدوم طويلًا، واصفاً تلك النوعية من الأغاني بـ"المُعمّرة"، على حد قوله.
حصوله على الدكتوراهكشف إيهاب توفيق أيضاً عن البدايات الأكاديمية لمسيرته الموسيقية، موضحاً أنه لم يكن يفكر في البداية بأن يصبح مطرباً، إذ التحق بكلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان بهدف أكاديمي بحت، حيث كان كل طموحه أن يصبح معيداً في الكلية، ولم تكن فكرة الغناء كـ"مهنة" مطروحة على الإطلاق في تلك الفترة.
وأوضح إيهاب أن تفوقه في الكلية كان لافتاً، حيث برع في الغناء الشرقي والغربي والعزف، ووصفه زملاؤه بأنه "موس" لشدة اجتهاده. مضيفاً أنه كان يسجّل الأغاني والمقاطع الموسيقية التي يتعلّمها في الكلية ليحفظها باقي الطلاب، وكان تركيزه منصباً على دراسة مختلف الأشكال الغنائية مثل الموشحات والأدوار والتقاطيع بشكل أكاديمي.
وأشار إلى أن التحوّل نحو الغناء بدأ لاحقاً بالصدفة، عندما طُلب منه خلال حفل نهاية السنة الدراسية أداء أغنية "يا ناس أنا مت في حبي" لسيد درويش، وأكد أن الحفل كان فرصة لإبراز مواهب الطلاب المتميزين في العزف والغناء، ما ساهم في انطلاقة مسيرته كمطرب.
كما تطرق إيهاب توفيق إلى تفاصيل رسالته للدكتوراه، التي تناولت تطور الأغنية المصرية في النصف الثاني من القرن العشرين، مشيراً إلى أنه قام بدراسة أشكال الغناء المختلفة وتأثيرها على تطور الموسيقى المصرية، موضحاً أن الرسالة ركّزت على الأشكال الغنائية الرئيسية، مثل الدرامية، والكلاسيكية، والشعبية، والمودرن، وناقشت أصول كل منها وكيفية تطورها.
ولفت إلى أن الرسالة تتبّعت تطوّر الأغنية الشعبية، بداية من روادها مثل عبد المطلب، ومحمد رشدي، ومحمد العزبي، وأحمد عدوية، وصولًا إلى ما حققه هذا اللون الغنائي حتى نهاية عام 2000.
وأكد إيهاب توفيق أن بحثه لم يقتصر على الجانب النظري فقط، بل شمل أيضاً جزءاً غنائياً، حيث يعتبر الأداء الغنائي جزءاً أساسياً من مناقشة هذه الأنماط الموسيقية.