"بيت النواخذة".. معلم تراثي لحكاية الأمجاد البحرية العمانية
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
صور- العُمانية
يُعد بيت النواخذة لصناعة مجسمات السفن الخشبية البحرية التقليدية العُمانية أحد المعالم التراثية بولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية، كما أنَّه يجسد الحياة البحرية للولاية والسفن التي كانت تشتهر بصناعتها.
وقال أحمد بن مسلم العلوي صاحب بيت النواخذة وصانع مجسمات السفن الخشبية العُمانية التقليدية، إن بيت النواخذة يقع في منطقة العيجة في الجزء الشرقي من مدينة صور ويتكون من معرض وورشة وعدد من الحرف والمشغولات اليدوية التي جمعت التاريخ والتراث البحري تحت سقف واحد، وأبرز هذه الحرف: مجسمات للسفن التقليدية تجسد الحياة البحرية وأبرزها سفينة الغنجة والسبموق والبدن والزاروقة والماشوة والشاشة وبعض السفن الأوروبية، ويشمل المعرض وثيقة قديمة لسفينة (البوم) التي تعود للنوخذة مسلم العلوي منذ أكثر من 60 عامًا، وتتضمن معلومات عن السفينة كطول البدن وعرضه وعدد البحارة والحمولة واسم النوخذة وكانت تبرز عند دخول الموانئ العالمية ويتم تجديدها سنويًّا.
وأضاف العلوي أنه تعلم صناعة مجسمات السفن الخشبية من والده، حيث خصص مساحة من منزله الخاص مثل معرض وورشة لصناعة وعرض مجسمات السفن التقليدية وغيرها من المقتنيات المهمة تعرف السياح بالتاريخ البحري لولاية صور والحفاظ على هذه الصناعة وتعريف الأجيال عن أهمية التاريخ البحري وأنواع السفن التقليدية.
وأوضح أنَّ معرض بيت النوخذة يضم أيضا مجموعة من الخرائط البحرية يعود تاريخها لأكثر من ٦٠ عامًا لعدد من الدول الأفريقية والآسيوية التي كان يبحر إليها البحارة العمانيون، وآلة الكمال التي تستخدم لقياس سرعة السفن وتحديد الموقع في ذلك الوقت، ومجموعة من الرسومات والمقتنيات البحرية التي يستخدمها النواخذة والبحارة.
يشار إلى أنَّ ولاية صور تشتهر بصناعة السفن على مرّ تاريخها ويرجع سبب ازدهار وديمومة هذه الصناعة إلى موقعها الجغرافي وتاريخها البحري، حيث تشتهر بصناعة السفن الخشبية التقليدية العُمانية بمختلف أنواعها.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الع مانیة
إقرأ أيضاً:
جلسة حوارية بظفار تستعرض دور الحرف الظفارية في صناعة الهوية العمانية
أقيمت مساء أمس بمجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة جلسة حوارية بعنوان «الحرف الظفارية في صناعة الهوية العمانية» التي نظّمتها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء فرع محافظة ظفار بالتعاون مع مجلس إشراقات ثقافية بحضور الدكتور سعيد بن بخيت بيت مبارك رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بظفار والعديد من الكتاب ورائدات الأعمال.
تضمنت الجلسة عدة فقرات بدأت بافتتاح معرض الفن التشكيلي لمبادرة ارتقاء التي شارك به العديد من الفنانات التشكيليات حيث أبرزت أعمالهم الفنية هوية المجتمع العُماني وتاريخه والموروث الفني والحرفي ثم ألقى كلمة الجمعية عمار بن سعيد فاضل أمين سر الجمعية بمحافظة ظفار حيث أكد خلالها على أهمية الشراكة والتكامل بين الجهات المختلفة لتعزيز الحراك الثقافي في المحافظة وأشار إلى ضرورة إبراز وتوثيق التراث المادي وغير المادي عبر مختلف مجالات الاشتغال الثقافي لما له من أثر في تعزيز المواطنة وحفظ الموروث الوطني إضافة إلى الأهمية الاقتصادية للحرف التقليدية كقيمة محلية مضافة وعامل جذب سياحي يدعم الاقتصاد المحلي.
بعد ذلك قدّم الدكتور أحمد بن سالم بالخير ورقة عمل بعنوان «ألحان المهن الحرفية» ورحلة في الغناء الشعبي المصاحب للحرف اليدوية حيث أوضح من خلالها أن لكل مجتمع موروثه الفني الشعبي وسلطنة عُمان تتمتع بالتنوع التراث الشعبي نظرًا لتنوع محفاظات السلطنة حيث الطبيعة الجغرافية وعرض مثالًا لذلك فن «الدان» الذي كان يختص بالجنائز وفن «الهيريابوه» من الفنون البحرية الذي يعتمد على الآلات الموسيقية ويقام عند تأخر السفن في البحر، كما تطرق لبعض الفنون التي تشتهر بها صور مثل فن «الشوباني» الذي يستخدم أثناء تأدية البحارة أعمالهم في البحر وخاصة السفن الكبيرة التي تسير في البحر مدة طويلة، وأكد أن الحفاظ على التراث الشعبي يعتبر حفاظًا على الهوية الشخصية وينبغي ذلك برغم التغيرات التي تحيط بالمجتمع في هذا العصر.
ثم بعد ذلك أقيمت الجلسة الحوارية حول الصناعات التقليدية التي أدارتها منى بنت العبد يسلم الحضرمية وشارك بها كل من الدكتورة فاطمة بنت أحمد الراعية رئيسة لجنة صاحبات الأعمال بمحافظة ظفار وشيماء بنت أجهام الراعية متخصصة في صناعات اللبان العُماني وحنان بنت موسى البلوشية متخصصة في صناعة الفخار حيث أوضحت الدكتورة فاطمة الراعية أهمية الصناعات الحرفية التقليدية بمحافظة ظفار وعن بدايتها مع صناعة البخور والعطور وريادة الأعمال حيث تعلمت الصناعات الحرفية عن طريق المنزل لممارسة بعض الأهل لبعض تلك الصناعات، كما أكدت على مساهمة الحرف اليدوية والصناعات التقليدية في دعم الاقتصاد الوطني حيث إن العمل الحرفي يحافظ على الهوية العُمانية بمواصفات عالمية ويساهم في رفع الاقتصاد وكذلك الحفاظ على خطوات التجارة التي توصل للنجاح منها الإتقان والاستمرارية والتركيز على عنصر واحد للتجارة وكذلك التنسيق مع الجهات المتخصصة يساهم في نجاح المشروع.
وتحدثت حنان البلوشية عن صناعة الفخار ومواكبة التطور التكنولوجي في الصناعة حيث يتم التوازن بين الحداثة والتقليدية في صناعة الفخاريات، وأكدت أن المشاركات الخارجية أضافت لها حيث فتحت المجال لإبراز الصناعات التقليدية العمانية خارجيًا.
كما أوضحت شيماء الراعية أن العمل في صناعة منتجات اللبان له إيجابيات كثيرة منها تطور الذات والبحث والمعرفة والدراسة وأهميته الكبيرة في إثبات الذات والسعي للرقي والنجاح.