روسيا تنكس الأعلام حدادا على مقتل العشرات في "مذبحة كروكوس سيتي".. وبوتين يتوعد بمعاقبة المسؤولين
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
◄ القبض على 11 شخصا بينهم 4 مسلحين مشتبه بهم
◄ ارتفاع عدد القتلى في الحادث إلى 133 شخصا
◄ أوكرانيا تنفي ضلوعها.. وتنظيم الدولة الإسلامية يتبنى الهجوم
موسكو- رويترز
نكسّت روسيا الأعلام اليوم الأحد في يوم حداد بعد مقتل العشرات بنيران أسلحة آلية في حفل لموسيقى الروك بالقرب من موسكو في الهجوم الأكثر إزهاقا للأرواح داخل روسيا منذ عقدين.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم حداد وطني بعد أن توعد بتعقب ومعاقبة كل من يقف وراء الهجوم الذي خلف 133 قتيلا من بينهم ثلاثة أطفال وأسفر أيضا عن إصابة أكثر من 150.
واستهدف الهجوم (كروكوس سيتي) على بعد نحو 20 كيلومترا من الكرملين بعد أسبوعين من تحذير السفارة الأمريكية في روسيا من أن "متطرفين" لديهم خطط وشيكة لشن هجوم في موسكو.
وذكر جهاز الأمن الاتحادي الروسي أن المسلحين اعتُقلوا في أثناء توجههم إلى الحدود الأوكرانية وأنهم على صلة بأشخاص في أوكرانيا، وأشار إلى نقلهم إلى موسكو.
وقال أندريه يوسوف المتحدث باسم المخابرات العسكرية الأوكرانية لرويترز: "لم تشترك أوكرانيا بالتأكيد في هذا الهجوم الإرهابي. تدافع أوكرانيا عن سيادتها أمام الغزاة الروس وتحرر أراضيها وتقاتل جيش المحتلين وأهدافهم العسكرية، لا المدنيين".
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع الجمعة وراح ضحيته 133 شخصا بحسب ما أعلنت لجنة التحقيقات الروسية، في حين أعلنت مارجريتا سيمونيان مديرة قناة روسيا اليوم الرسمية في وقت سابق أن عدد القتلى بلغ 143 وذلك دون أن تذكر المصدر.
وقال بوتين في خطاب بثه التلفزيون إنه جرى اعتقال 11 شخصا منهم أربعة مسلحين. وأضاف "حاولوا الاختباء والتوجه صوب أوكرانيا حيث، وفقا لبيانات أولية، كانت ثمة نافذة مجهزة لهم على الجانب الأوكراني لعبور حدود الدولة".
وصنف بوتين العدو "إرهابا دوليا"، وقال إنه مستعد للعمل مع أي دولة تريد هزيمة العدو.
وأضاف: "جميع الجناة والمنظمين ومَن أمروا بارتكاب هذه الجريمة سيُعاقبون بشكل عادل ولا مفر منه. أيا مَن كانوا، وأيا كان مَن يوجههم، وسنحدد وسنعاقب جميع مَن يقفون وراء الإرهابيين ومن أعدوا هذا العمل الوحشي، هذا الهجوم على روسيا، على شعبنا".
وقال أندري كارتابولوف أحد كبار النواب الروس إنه يتعين أن تقوم روسيا برد "لائق وواضح وملموس" في ساحة المعركة إذا تبين أن أوكرانيا ضالعة في الهجوم.
وأظهر مقطع فيديو- جرى التحقق من صحته لهجوم الجمعة- مسلحين يرتدون ملابس مموهة وهم يفتحون النار بأسلحة آلية على الحضور في قاعة (كروكوس سيتي) للحفلات بالقرب من موسكو، كما أظهر المقطع أشخاصا يجلسون في مقاعدهم ثم يهرعون إلى أبواب الخروج مع تكرر دوي إطلاق النار وسط الصراخ.
وقال محققون إن بعض الأشخاص لقوا حتفهم جراء إصابتهم بأعيرة نارية، بينما لاقى آخرون حتفهم نتيجة لحريق ضخم اندلع في المجمع، في حين وذكر صحفيون أن المسلحين أضرموا النيران باستخدام بنزين من عبوات حملوها في حقائب ظهر.
وفر الناس مذعورين، وذكر موقع بازا الإخباري الذي له اتصالات جيدة مع أجهزة الأمن وإنفاذ القانون الروسية أنه تم العثور على 28 جثة في دورة مياه، و14 على دَرَج، كما عُثر على العديد من الأمهات يحتضن أطفالهن.
وذكر ألكسندر خينشتين عضو مجلس النواب الروسي أن المهاجمين فروا في سيارة من طراز رينو رصدتها الشرطة في منطقة بريانسك على بعد نحو 340 كيلومترا جنوب غربي موسكو الجمعة، وأن السلطات طاردت السيارة بعد أن خالف ركابها التعليمات الصادرة لهم بالتوقف.
وقال خنشتين إن السلطات عثرت على مسدس وخزنة بندقية هجومية وجوازات سفر من طاجيكستان في السيارة.
ونشرت سيمونيان مقطعا مصورا لأحد المشتبه فيهم، وهو شاب ملتح، وهو يخضع للاستجواب بعنف على جانب الطريق ويرد بلكنة روسية عسيرة الفهم على وابل من الأسئلة، وقال إنه جاء من تركيا في الرابع من مارس وتلقى تعليمات من أشخاص مجهولين عبر تليجرام لتنفيذ الهجوم مقابل المال.
وفي سياق آخر، قالت القوات المسلحة البولندية إن روسيا انتهكت المجال الجوي البولندي في ساعة مبكرة من صباح أمس الأحد بصاروخ كروز أُطلق على أهداف في غرب أوكرانيا.
وقالت القوات المسلحة على منصة إكس للتواصل الاجتماعي: "في 24 مارس الساعة 0423 صباحا (0323 بتوقيت جرينتش)، حدث انتهاك للمجال الجوي البولندي بصاروخ كروز أطلقه الطيران بعيد المدى لروسيا الاتحادية اللية الماضية".
وأضافت "دخل الجسم أجواء بولندا بالقرب من بلدة أوسيردو (بإقليم لوبلين) ومر بها لمدة 39 ثانية. وخلال الرحلة بأكملها، رصدته أنظمة الرادار العسكرية".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تفاصيل المفاوضات المرتقبة بين موسكو وواشنطن بشأن أوكرانيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع تصاعد حدة الحرب في أوكرانيا، يبرز الدور الأمريكي في محاولة التوصل إلى حل دبلوماسي، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن محادثات مرتقبة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن الحرب، مؤكدًا أنه تم الاتفاق على "العديد من بنود وقف إطلاق النار"، لكن لا تزال هناك قضايا عالقة تحتاج إلى حل. تأتي هذه التصريحات وسط مخاوف متزايدة من أن أي اتفاق قد يتضمن تنازلات كبيرة من جانب أوكرانيا لصالح موسكو.
بحسب منشور لترامب على منصة "تروث سوشيال"، فإن استمرار الحرب يتسبب في سقوط آلاف الضحايا، حيث ذكر أن "2500 جندي من كلا الجانبين يُقتلون أسبوعيًا"، مشددًا على ضرورة إنهاء القتال في أسرع وقت ممكن. ويأتي ذلك في أعقاب اقتراح أمريكي بهدنة لمدة 30 يومًا، وافقت عليه أوكرانيا في اجتماع استضافته السعودية الأسبوع الماضي، بينما لا تزال موسكو مترددة في الالتزام به، حيث أكد بوتين أنه "يقبل الفكرة من حيث المبدأ، لكنه يضع شروطًا معينة لتنفيذها".
تتجه المحادثات بين ترامب وبوتين إلى ما هو أبعد من وقف إطلاق النار، إذ تشير تقارير إلى أن الطرفين سيناقشان "تقاسم أصول معينة"، بما في ذلك محطات الطاقة، وهو ما يثير قلقًا واسعًا بشأن احتمال تقديم تنازلات على حساب السيادة الأوكرانية.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي أبدى تفاؤلًا بإمكانية إنهاء الحرب، أكد مرارًا أن سيادة أوكرانيا "غير قابلة للتفاوض"، مشددًا على ضرورة استعادة الأراضي التي استولت عليها روسيا منذ 2014، بما في ذلك شبه جزيرة القرم والمناطق الأربع التي احتلتها موسكو منذ بداية الغزو في 2022.
ترامب يراهن على دعم بوتين
في حديثه للصحفيين، أوضح ترامب أنه يسعى إلى إقناع بوتين بالموافقة على الهدنة، مشيرًا إلى أن قضية الأراضي ومحطات الطاقة النووية ستكون ضمن القضايا الأساسية للنقاش، خاصة فيما يتعلق بمحطة زابوريجيا، أكبر محطة نووية في أوروبا والتي تسيطر عليها روسيا.
وأكد ترامب أنه "إذا أمكن التوصل إلى حل، فسيكون ذلك في مصلحة الجميع"، لكنه لم يستبعد أن "يكون الحل بعيد المنال".
البيت الأبيض وحلفاء واشنطن
أثارت فكرة تقديم تنازلات لموسكو جدلًا في الأوساط السياسية الأمريكية. فقد أشار مستشار الأمن القومي لترامب مايك والتز، في لقاء مع شبكة ABC NEWS، إلى أن "إنهاء الحرب قد يتطلب القبول ببعض الحقائق على الأرض"، متسائلًا: "هل يمكننا إخراج كل جندي روسي من الأراضي الأوكرانية؟"، بينما حذر آخرون من أن أي اتفاق يمنح روسيا مكاسب إقليمية سيكون بمثابة ضوء أخضر لموسكو لمواصلة سياستها التوسعية في المستقبل.
في المقابل، شدد نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو على أن "أي اتفاق سلام يجب أن يضمن بقاء أوكرانيا خارج حلف الناتو"، وهو مطلب ترفضه كييف وحلفاؤها في الغرب.
ورغم أن الكرملين أكد إجراء محادثة هاتفية بين بوتين وترامب، إلا أنه تجنب التعليق على مضمونها، فيما أشار تقرير لصحيفة "إزفيستيا" الروسية إلى أن موسكو تطالب بضمانات صارمة بعدم انضمام أوكرانيا للناتو، إضافة إلى تخفيف العقوبات المفروضة عليها.