معركة الخرطوم .. اقتربت ساعة الحسم
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
مناوي يتوجه برفقة قواته للعاصمة..
معركة الخرطوم.. اقتربت ساعة الحسم!
الموقعين على (سلام جوبا) ابرزوا مواقف قوية فى الاونة الاخيرة ..
مناوي: على السودانيين مقاومة هذا العدوان الذي يقوده الأجنبي..
متحرك للعدل والمساواة مع قوات لعقار لحسم معركة الجزيرة..
مشاركة لافتة ل(حركات دافور) في حرب الكرامة عبر محاور عديدة وأمس الأحد ، أظهرت مقاطع فيديو متداولة رتلا من العربات القتالية يقوده رئيس حركة جيش تحرير السودان حاكم اقليم دافور مني اركو مناوي، وياتي ذلك بعد أيام من تخريج العدل والمساواة لدفعة تنشيطية من قواته بولاية القضارف فضلا عن وجود قوات لمالك عقار ضمن المشاركين في معركة تحرير الجزيرة.
اقتراب الحسم
وقال رئيس حركة تحرير السودان مني اركو مناوي وهو يخاطب قواته المتجهة للخرطوم بان ولاية الجزيرة شهدت انتهاكات كبيرة من اغتصابات وسرقة ونهب وكذلك ما جري في ولاية الخرطوم جعلت الحركة تنتظر لعشرة اشهر ولم تجد الحلول، ويمضي مناوي كنا نشاهد الماساة وهي في قمتها بالانتهاكات والاغتصابات، ودعا مناوي السودانيين لمقاومة هذا العدوان الذي يقوده الأجنبي، مشيرا ان ذلك قمة الاستفزاز، وأكد دخولهم كحركة تحرير السودان مع اخوانهم في بقية الحركات لدحر العدوان والحفاظ على سيادة البلاد ووحدتها.
خبرات واسعة
وقال بخاري بشير رئيس تحرير الانتباهة، أن ظهور القائد مني اركو مناوي على رأس قواته وهو متجه نحو الخرطوم، هو مؤشر قوي على انتقال المعارك لمراحل متقدمة من الحسم العسكري.
ولفت بشير الى متحرك اخر لحركة العدل والمساواة للمشاركة في تحرير ولاية الجزيرة، فضلا عن الانفتاح الواسع لقوات العمل الخاص على مستوى ولاية الخرطوم، في وقت تعاني فيه المليشيا المتمردة من تراجع مستمر وهزائم متتالية فى جبهات القتال كافة ، كان آخرها معركة تحرير الإذاعة والتلفزيون التي حرمت المليشيا من أهم مواقعها الحصينة بمدينة امدرمان.
واعتبر بخاري أن الفترة القادمة في ظل هذه التطورات ستكون قاسية على مليشيا التمرد، مع خطاب الحكومة السودانية المتشدد لاهمية تنفيذ اعلان مبادئ جدة أو المضي قدما في الحسم العسكري الذي بات وشيكا.
ورمى بشير باللائمة على شركاء الحكومة وحركات دارفور التي قاسمت الدولة في السلطة والثروة لأربعة سنوات ، ووقوفها في الحياد لعشرة اشهر كاملة، ورأى بشير أن تأخر هذه القوات التي تمتلك خبرات واسعة في كيفية التعامل مع أساليب الدعم السريع كان له أثرا سالبا في توسيع رقعة الحرب وتطاول امدها، مؤكدا لولا أنها كانت في موقف الحياد لفترة طويلة لكانت تغيرت النتائج اليوم، لكنه استدرك أن تأتي متاخرا خير من أن لا تأتي.
نشاط للحركات
ورغم ان عددا من الحركات المسلحة اتخذت موقف الحياد في الأشهر الأولى غير ان الموقعين على اتفاق سلام جوبا ابرزوا مواقف قوية فى الاونة الاخيرة حيث اتسمت اطروحاتهم وتوجهاتهم بالوضوح في دعم القوات المسلحة.
ويري خبراء عسكريون بان النشاط المقدر لحركات دافور مؤخرا قد يقرأ في سياق اقتراب الحسم وتحرير البلاد من دنس التمرد بشكل قاطع وان البداية لتحرير العاصمة سيبدأ بولاية الجزيرة والتي باتت محاطة من كل المحاور بمشاركة قوات لعقار وأخرى لجبريل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة.
تقرير _ محمد جمال قندول
الكرامة
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الطغاة لا ينتصرون : هل اقتربت محاكمة بشار الاسد ونظامه ؟
#الطغاة لا ينتصرون : هل اقتربت #محاكمة #بشار_الاسد ونظامه ؟
بقلم : ا د محمد تركي بني سلامة
مهما بلغ جبروت الأنظمة المستبدة، ومهما أحكمت قبضتها على الشعوب، يبقى التاريخ شاهدًا على أن الظلم لا يدوم، وأن إرادة الشعوب تظل القوة الحقيقية التي تحكم مصير الأمم. لقد أكدت الأحداث الكبرى في التاريخ أن الأنظمة القمعية قد تتمكن من البقاء لعقود، لكنها لا تستطيع الصمود أمام إرادة الشعوب حين يقرر الناس أن يقولوا كلمتهم الأخيرة. واليوم، تشير تقارير مطلعة إلى أن موسكو تستعد لتسليم بشار الأسد وأسماء الأسد وماهر الأسد إلى السلطات السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، في خطوة قد تشكل نهاية فصل طويل من الاستبداد والقمع الذي عانى منه الشعب السوري لعقود. هذه الأنباء تأتي ضمن صفقة بوساطة تركية، تهدف إلى ضمان مصالح موسكو الاستراتيجية في سوريا، مقابل تقديم رأس النظام السوري إلى العدالة. وبحسب المعلومات المتداولة، فإن الاتفاق يسمح لروسيا بالاحتفاظ بمنفذ بحري في اللاذقية على البحر المتوسط، مقابل تخليها عن دعم الأسد وتسليمه للمحاكمة أمام القضاء السوري الجديد.
أن دروس التاريخ تقدم لنا حقيقة لا تقبل الجدل، وهي أنه لا يوجد حاكم يستطيع أن ينتصر على شعبه، ومهما استبد الطغاة، فإن نهايتهم تأتي حين تنتفض الشعوب وتقرر مصيرها بيدها. ونشيد بالثورة السورية العظيمة التي قدمت نموذجًا للصمود والتضحية، أن هذه اللحظة، إن صحت التوقعات، تمثل انتصارًا لإرادة الشعب السوري وتأكيدًا على أن العدالة قد تتأخر، لكنها لا تضيع. لقد كان النظام السوري مثالًا صارخًا على الاستبداد والقمع، فمنذ اندلاع الثورة عام 2011، واجه الشعب السوري أفظع أنواع التنكيل، من القصف والاعتقال والتشريد، إلى المجازر التي وثقتها منظمات حقوق الإنسان. ومع ذلك، لم تفلح آلة القمع في كسر إرادة السوريين، الذين واصلوا نضالهم رغم كل التحديات والصعاب.
إن مسار العدالة قد يكون طويلاً، لكنه لا يعرف التراجع، فكل طاغية، مهما بلغ جبروته، يلقى مصيره المحتوم عندما تسنح اللحظة المناسبة. إن ما يجري اليوم قد يكون بداية لمرحلة جديدة في تاريخ سوريا، حيث يتم تصحيح المسار السياسي، ومحاكمة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب. إن محاكمة الأسد ونظامه، إن حدثت، لن تكون مجرد حدث سياسي، بل ستكون لحظة تاريخية تعكس انتصار الشعوب على الاستبداد، وتؤكد أن المظالم لا تسقط بالتقادم، وأن الحقوق المسلوبة ستعود لأصحابها يومًا ما. قد يرى البعض أن هذه الأنباء مجرد تكهنات، أو أن المصالح الدولية قد تحول دون تنفيذها، لكن الحقيقة الثابتة هي أن الشعوب لا تنسى، والتاريخ لا يرحم، وأن النظام الذي حكم سوريا لعقود بالقوة قد يواجه اليوم مصيره المحتوم.
إن أي تحول سياسي كبير في سوريا لن يكون مجرد شأن داخلي، بل سيكون له تداعيات إقليمية ودولية واسعة، فروسيا، التي كانت الحليف الأبرز للنظام السوري، تسعى اليوم لضمان مصالحها الاستراتيجية في المنطقة عبر هذه الصفقة، التي قد تمكنها من الاحتفاظ بنفوذها العسكري والاقتصادي في سوريا دون الحاجة إلى دعم نظام أصبح عبئًا سياسياً عليها. في المقابل، ستراقب القوى الإقليمية الأخرى، مثل إيران وتركيا، هذه التطورات بحذر، حيث ستسعى كل منها إلى ضمان عدم الإضرار بمصالحها في سوريا بعد سقوط النظام.
مقالات ذات صلة الدويري : ترمب إنسان مصاب بانفصام الشخصية 2025/01/30أما بالنسبة للشعب السوري، فإن هذه اللحظة تمثل نقطة تحول فارقة، فقد عانى السوريون على مدى أكثر من عقد من الدمار والقتل والتهجير، وكانت مطالبهم بالحرية والكرامة تواجه بالقمع والوحشية. اليوم، إذا صحت هذه التقارير، فإن سوريا قد تكون أمام فرصة لإعادة بناء نفسها، والتخلص من إرث الاستبداد الذي دمر البلاد.
إن إسقاط نظام الأسد ومحاكمته، إن تم بالفعل، لن يكون نهاية المطاف، بل سيكون بداية لمرحلة صعبة تتطلب جهدًا كبيرًا لإعادة بناء الدولة السورية على أسس ديمقراطية تحقق العدالة والمساواة للجميع. فلا يكفي التخلص من الطاغية، بل يجب العمل على بناء نظام جديد يحترم حقوق الإنسان، ويحقق تطلعات السوريين الذين قدموا تضحيات جسيمة من أجل حريتهم.
في النهاية، يبقى السؤال المطروح: هل نحن أمام لحظة تاريخية حقيقية في سوريا، أم أن هذه التطورات مجرد تكهنات لم تترجم بعد إلى واقع؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة، لكن الحقيقة الثابتة التي لا يختلف عليها أحد هي أن الشعوب لا تنهزم، وأن الطغاة مهما استبدوا، فإنهم لا يستطيعون الوقوف أمام عدالة التاريخ وإرادة الأحرار.