تصدر وسم "انقذوا سليمان" قائمة الأكثر تفاعلًا في منصات التواصل الاجتماعي في سلطنة عُمان وعدد من الدول العربية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، بعد تدشين حملة لإنقاذ طفل عُماني يعاني من مرضٍ نادرٍ يتطلب علاجه مبلغًا ماليًا ضخمًا.

ووفقًا للتفاصيل التي يجري تداولها عبر وسم #انقذوا_سليمان، فإن الطفل العُماني سليمان المسكري، ذي الخمس سنوات، يعاني من مرض وراثي نادر يُطلق عليه اسم الضمور العضلي (دوشن DMD) ويتطلب علاجه حقنة تبلغ قيمتها مليون ريال عُماني أي يعادل 2.

6 مليون دولار أمريكي لشرائها من خارج السلطنة.

وأشار النشطاء في منصات التواصل الاجتماعي إلى أن عائلة الطفل سليمان حصلت على موافقة من الجهات الرسمية لتدشين حملة لجمع التبرعات عبر منصة "جود" الرسمية.

ومن غير الواضح عما إذا كانت عائلة الطفل سليمان قد حددت هدفًا عبر منصة "جود" لجمع المبلغ كاملًا أم جزء منه.
 

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: ع مانی

إقرأ أيضاً:

الأدب والسنع في المجتمعِ العُماني

 

 

جابر حسين العُماني **

jaber.alomani14@gmail.com

 

 

يتميز المجتمع العُماني بالتزامه الراسخ بالتقاليد العربية ذات الجذور والقيم والمبادئ الإسلامية، مما يجعله في مصاف المجتمعات المتقدمة من حيث الالتزام بالمنهج العربي والاسلامي الموروث، والذي عرف في الأوساط العُمانية بـ"السنع أوالأدب" الذي يعد جزءًا لا يتجزأ من التراث العُماني العريق الذي توارثه العُمانيون عبر الأجيال، وهو مجموعة من الممارسات السلوكية والاجتماعية التي تهدف إلى  التربية على الاحترام والتقدير والإجلال للآخرين بغض النظر عن خلفياتهم وتوجهاتهم ومعتقداتهم المختلفة، ويتجلى ذلك من خلال أن يعيش الفرد الشعور بالتواضع والكرم والاحتشام وغيرها من قيم التقدير والاحترام  التي تنعكس في  فنون التعامل الإنساني مع الآخر في شتى المجالات الإنسانية والاجتماعية.

ومن تلك الجوانب الموروثة التي تعلمها الإنسان العُماني وحافظ عليها، ولا زال يغرسها في أبنائه الكرام، وهي تعد من التربية على التقاليد والقيم الأصيلة، وهنا نتعرض لذكر خمس منها لنقف على أهم الجوانب التي شكلت الشخصية العُمانية الفريدة، وهي كالاتي:

أولًا: تقاليد الترحيب وحسن الضيافة؛ إذ لا يزال العُمانيون يهتمون بكرم الضيافة ويعتبرونه واجبًا أسريًا واجتماعيًا، فهم يهتمون بإكرام الضيف ودعوته لتناول القهوة وأكل التمر وأنواع الأطعمة والأطباق الشعبية المختلفة، والجلوس مع الضيف بتواضع واجلال، حتى يشعر بأن البيت بيته وهو ليس بالإنسان الغريب بل هو بين أهله وناسه. ثانيًا: تقاليد اللباس الوطني: يحرص العُمانيون على ارتداء الثوب العُماني الموروث الذي يعكس الهوية العُمانية والتراث الخالد لأهل عُمان، كما تتمسك المرأة العُمانية بالثوب الموروث مثل الوقاية "الحجاب" واللباس الساتر، ويعتبر الحفاظ على الثوب التقليدي للمرأة والرجل من ابرز سمات الموروث العُماني الأصيل الذي يرمز إلى الاحتشام والعفة والسداد. ثالثًا: تقاليد الحكمة والحوار: يتميز العُمانيون باختيار الحديث الهادئ وتجنب رفع الصوت أثناء الحوارات والنقاشات المختلفة، لذا عُرفت الشخصية العُمانية بهدوئها وعدم تدخلها فيما لا يعنيها من حيث احترام خصوصيات الآخرين، وهو أمر عظيم يعد من سمات الشخصية العُمانية الذي لا يزال إلى يومنا هذا سمة غالبة عرف بها أهل عُمان، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لَوْ أَنَّ أَهْلَ عُمان أَتَيْتَ مَا سَبُّوكَ وَلَا ضَرَبُوكَ". رابعًا: تقاليد الحفاظ على التراث الشعبي: إن من أهم الموارد التي يعتمد عليها الإنسان العُماني في تنشئته هو الحفاظ على تراثه المجيد، فقد عُرفت سلطنة عُمان منذ القدم بقلاعها، وفنونها الشعبية، وحرفها التقليدية، وأكلاتها الشعبية، فما أجملها من تقاليد عُمانية تشعر الفرد العُماني بالفخر لما ورثه من تراث شعبي من آبائه وأجداده الكرام، وكما قيل في المثل الشعبي: "الي ماله أول ماله تالي". خامسًا: تقاليد آداب الاستقبال والمجلس: يحرص الفرد العُماني الأصيل في جلسته وقيامه في مجالس الرجال أن يكون جلوسه وقيامه بشكل لائق يعكس أدبه واحترامه للآخرين بطريقة تُظهر معدنه واحترامه وتقديره لمن حوله بحيث يبرز للجميع أخلاقه وشخصيته العُمانية الفذة التي تربى عليها، متجنبًا الحركات العشوائية التي قد تحرجه وتحرج الجالسين معه، فتراه إذا جلس يجلس ويداه على ركبتيه، وإذا صافح صافح بكلتا يديه ضاغطًا برفق على يد من يصافحه لزيادة الود والاحترام والتقدير.

وقد ورد عن حفيد النبي الأكرم الإمام جعفر بن محمد الصادق قال: "إِنَّ اَلْمُؤْمِنَيْنِ إِذَا اِلْتَقَيَا فَتَصَافَحَا أَدْخَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَدَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِمَا، وَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَى أَشَدِّهِمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ، فَإِذَا أَقْبَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِوَجْهِهِ عَلَيْهِمَا تَحَاتَّتْ عَنْهُمَا اَلذُّنُوبُ كَمَا يَتَحَاتُّ اَلْوَرَقُ مِنَ اَلشَّجَرِ".

وأخيرًا.. ونحن نعيش الأيام النوفمبرية المباركة بمناسبة العيد الوطني الرابع والخمسين يجدر بنا جميعاً أن نحافظ على هذه التقاليد المتمثلة في الإرث العُماني الأصيل المستمد من هويتنا الإسلامية المباركة، وقيم ديننا الحنيف، فهو أمانة عظيمة بين أيدينا، يجب الحفاظ عليها بالتمسك بالتقاليد والقيم الأصيلة التي تعكس ما جبلت عليه الشخصية العُمانية من سمو أخلاقها ودماثتها وحسن استقبالها وتعاملها مع الآخرين.

** عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • مؤسسة النفط و«شلمبرجير» تنظمان تدريباً عملياً لجمع بيانات المضخات الغاطسة
  • رمزية الخنجر العُماني في خطر
  • اكتشاف مرجان عملاق في جزر سليمان يمكن رؤيته من الفضاء
  • بزيّ سانتا كلوز.. آلاف اليابانيين يُشاركون في موكب لجمع التبرعات للأطفال في طوكيو
  • ‎هدف نادر في مسيرة محرز بمباراة الجزائر وليبيا
  • الأدب والسنع في المجتمعِ العُماني
  • سليمان صويلو: يدعم مقترح الإفراج عن أوجلان
  • دينا الرفاعي: لا يُمكنني تقييم أداء اتحاد الكرة.. ومستعدة لمساعدة المجلس الجديد
  • في اليوم العالمي للطلاب.. نصائح مهمة لمساعدة الأبناء على التفوق الدراسي
  • كارمن سليمان تتألق مجددًا بترشيحها لجوائز جوي أورد 2025