???? ستظل معركة السودانيين في وجه عربان الشتات والمرتزقة وجودية، معركة أن يكون السودان أو لا يكون
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
إلى أولئك الذين سقوا هذا التراب بطاهر الدم.. من أجل أن يكون أصل شجرة هذه البلاد ثابتاً وفرعها في السماء.. الذين بنوا بأرواحهم سداً في وجه أحلام يأجوج ومأجوج الجدد، فما استطاع الأوباش المتمردين أن يظهروه وما استطاعوا له نقباً.. شهداءنا أكرم منا جميعاً.. جرحانا أشرف منا.. وأسرانا أطهر.. في معركة الكرامة الوجودية، التي استهدفت نسجنا ونسيجنا، فكان الرجال لها.
إلى الذين تكحل أعينهم دخان المعارك.. وتطرب آذانهم أزيز الطائرات.. ودوي المدافع.. ويتلقفون الرصاص فوقهم عصافير.. يقتحمون الموت ولا يخيفهم.. يشقون الدروب.. وفي صدورهم أن الموت حق .. وأن الجهاد سبيل الأحرار.. وأن الحق مهما تعقدت سبله فإنه في النهاية قائماً طالما أن خلفه حماة، ووراءه طالب، هؤلاء الرجال في الصفوف الأمامية، في معارك الكرامة، في ثغور هذه البلاد، وفي أزقة الموت التي يختبئ فيها الشرذمة الملاقيط يتصيدون الأرواح وينتهكون الحرمات، ولكن هيهات، في وجود رجال آمنوا بهذه البلاد، في القوات المسلحة، وجهاز الأمن الوطني، والعمل الخاص، وأبو طيرة، وكتائب البراء والمستنفرين، وكل من علق روحه على فوهة البندقية وصاح “حي على الوطن” ولم يتردد في الوصول..
في هذا الوقت الذي تبذل فيه الأرواح رخيصة فدى لهذا التراب، فإن هنالك من يعرض الوطن بضاعة على أرصفة العمالة والارتزاق، يبيعونه بلا سعر، يتعاطون أحلامهم البائسة، ويعقرون الناقة التي كانت يجتمع الناس لشربها، ولأن تبقى للجميع، ثم كان عليهم أن ينتظروا الصيحة الكبرى، وأن يسمعوا أركان الأرض تئز في آذانهم، وتلك صيحة لن تستثن خائناَ ولن تترك عميلاً ، حمل الوطن في حقائب الارتزاق وطاف بها العواصم الرخيصة، من أجل بيع بثمن بخس، فلا نجحوا، ولا باعوا، ولا ربحوا، لأن هذه الأرض يحرسها الرجال، ودونها خرط العتاد..
ستظل معركة السودانيين في وجه عربان الشتات والمرتزقة هي معركة وجودية، معركة أن يكون السودان أو لا يكون، مهما طال بها الأمد، فإنها لا تقبل القسمة على اثنين، ونتيجة لا تحتمل التعادل أو الخسارة، فكلاهما يعني نهاية السودان، لذلك فإن النصر وحده والقضاء على النبت الشيطاني وامتداداته وأذرعه وداعميه لا بد منه من أجل تعافي السودان من هذا السرطان، ولا بد من إعادة النظر في التحالفات والقوي، ومراجعة الصليح والعدو، لنقطع الأيادي التي حاولت لي أعناق بلادنا، بخناجر تقبع في خاصرتها، وتمرغ أنوفها بالتراب، فلا زايد ولا زيادة ولا ازدياد يمكن له أن ينكس رأس السودان في تراب الأوباش..
إن مرحلة عمالة “طه الدلاهة” قد انقضت، ولولا أن عصم الله السودان بجيشه الأبي، لكرر موظفو المنظمات ومرتاد والسفارات تلك التجربة، فكانت الحرب لتصفي ذهب السودان من الشوائب، ولتنكشف الرؤية لهذا الشعب، الذي تم خداعه تحت شمس الثورة، ووضعوا له السم في الدسم، ولكن من لطف الله بنا وبهذه البلاد أن انكشف كل شيء قبل فوات الأوان، وصار الأوغاد ملفوظين في العواصم لا يستقبلهم أحد، ولا ينتظر أحد عودتهم لتدنيس التراب، ولا ليعكروا صفو ماء النيل الطاهر، وعليهم أن يبقوا حيث هم، فلا مرحباً بهم معنا من جديد..
وحين نمسح على مصباح “طه الدلاهة” يخرج “علاء الدين”، ونرى إعادة تدوير نفايات العمالة، حين هرب طه إلى الخليج وفي حقائبه أسرار وحكايا، وخطط كانت نتائجها نشوب هذه الحرب، والآن نحن ننظر لعلاء الدين من بين غبار المعارك، ونراقبه، ولكن الوقت الآن ليس له، وهذا لا يعني أن يبقى بعيداً عن المسآلة، وعن مكتب البرهان، وعن علاء الدين، سنعود بهدوء لنفجر صخب العالم في وجهه، فلا يلدغ السودان من جحر العمالة مرتين يا علاء الدين..!!
إنه أوان التمايز.. فلا مكان للحياد الآن.. ولا مجال للرمادية في ظل اتضاح الألوان، فالحياد هو فكرة خبيثة، يأمل صاحبها أن يقف مع المنتصر في النهاية، ولا يهمه إن كان جيش وطن أو مليشيا لقيط غاصبة، فالمهم أن تظل مصالحه مستمرة تحت كل الظروف، لذلك فإن المحايد يظل أخطر من الغاشمين المتمردين الأوغاد.
حفظ الله السودان.
#كرامة_الجيش_كرامة_شعب
#معركة_الحسم
#الجيش_صاحي
#مليشيا_دقلو_منظمة_إرهابية
#إنهاء_التمرد
#جيش_واحد_شعب_واحد
#ده_جيش_بتداوس؟
بقلم
هيثم مصطفى كرار
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: هذه البلاد
إقرأ أيضاً:
معركة الوعى
إن وعى الشعب المصرى بما يحاك له من مؤامرات ودسائس جنبا إلى جنب مع قوة وبسالة الجيش المصرى هو خط الدفاع الأول بل أشد الأسلحة فتكا للمواجهة والتصدى لكل تلك المؤامرات والأجندات التى تسعى إلى النيل من مقدرات الوطن .
ولذا فإن مسألة بناء الوعى لدى الشعب المصرى على قائمة أولويات الدولة المصرية لما تمثله تلك المسألة من نقطة انطلاق حقيقية لتحقيق التنمية المستدامة بأبعادها المختلفة صحيا وثقافيا واقتصاديا وتعليميا ...الخولا يخفى على أحد الدور الكبير الذى يلعبه الوعى فى عمليات البناء والتنمية، بل وتظهر جليا لدى الجميع قيمة بناء الوعى الصحيح لدى الإنسان المصرى فى ظل ما تواجهه الدولة المصرية من محاولات مختلفة لتزييف الوعى والواقع، بل ومحاولات الاستنزاف المستمرة لطاقات وقدرات الإنسان المصرى، خاصة فى تلك الفترة الحالية التى تفشت فيها وسائل التواصل الاجتماعية والمنصات والأبواق الناعقة المزيفة التى تمثل أداة استقطاب وجذب للفكر الجمعى لدى الشعب المصرى نحوها بصفة عامة والشباب بصفة خاصة، وذلك من خلال التوسع فى نشر الأكاذيب والشائعات التى تهدف إلى عزل وتغييب الوعى لدى المصريين بل وسلبه القدرة على التفكير الصحيح والحكم السليم لجعله فريسة سهلة للأفكار المتطرفة المغلوطة.
ولذا فإن هذا كله وما تواجهه الدولة المصرية من تحديات بهذا الشأن يفرض عليها الاستمرار وبذل المزيد من الجهد فى عملية إعادة بناء الوعى الصحيح السليم ليكون الإنسان المصرى قادرا على مواجهة ومسايرة كافة التحديات التى تحيط بنا فى الداخل والخارج.
ولا شك فى أن أهمية بناء الوعى الصحيح فى المجتمع تبرز من خلال العمل على تنمية وتعزيز أبعاده المختلفة تربويا وصحيا واقتصاديا وثقافيا وسياسيا واجتماعيا وغير ذلك.
وهذا كله حدا بالقيادة السياسية إلى جعل قضية بناء الوعى الصحيح فى صدارة الاهتمام.