إلى أولئك الذين سقوا هذا التراب بطاهر الدم.. من أجل أن يكون أصل شجرة هذه البلاد ثابتاً وفرعها في السماء.. الذين بنوا بأرواحهم سداً في وجه أحلام يأجوج ومأجوج الجدد، فما استطاع الأوباش المتمردين أن يظهروه وما استطاعوا له نقباً.. شهداءنا أكرم منا جميعاً.. جرحانا أشرف منا.. وأسرانا أطهر.. في معركة الكرامة الوجودية، التي استهدفت نسجنا ونسيجنا، فكان الرجال لها.

. وتصدوا للمخطط اللئيم.. اللهم تقبل شهداءنا جميعا..

إلى الذين تكحل أعينهم دخان المعارك.. وتطرب آذانهم أزيز الطائرات.. ودوي المدافع.. ويتلقفون الرصاص فوقهم عصافير.. يقتحمون الموت ولا يخيفهم.. يشقون الدروب.. وفي صدورهم أن الموت حق .. وأن الجهاد سبيل الأحرار.. وأن الحق مهما تعقدت سبله فإنه في النهاية قائماً طالما أن خلفه حماة، ووراءه طالب، هؤلاء الرجال في الصفوف الأمامية، في معارك الكرامة، في ثغور هذه البلاد، وفي أزقة الموت التي يختبئ فيها الشرذمة الملاقيط يتصيدون الأرواح وينتهكون الحرمات، ولكن هيهات، في وجود رجال آمنوا بهذه البلاد، في القوات المسلحة، وجهاز الأمن الوطني، والعمل الخاص، وأبو طيرة، وكتائب البراء والمستنفرين، وكل من علق روحه على فوهة البندقية وصاح “حي على الوطن” ولم يتردد في الوصول..

في هذا الوقت الذي تبذل فيه الأرواح رخيصة فدى لهذا التراب، فإن هنالك من يعرض الوطن بضاعة على أرصفة العمالة والارتزاق، يبيعونه بلا سعر، يتعاطون أحلامهم البائسة، ويعقرون الناقة التي كانت يجتمع الناس لشربها، ولأن تبقى للجميع، ثم كان عليهم أن ينتظروا الصيحة الكبرى، وأن يسمعوا أركان الأرض تئز في آذانهم، وتلك صيحة لن تستثن خائناَ ولن تترك عميلاً ، حمل الوطن في حقائب الارتزاق وطاف بها العواصم الرخيصة، من أجل بيع بثمن بخس، فلا نجحوا، ولا باعوا، ولا ربحوا، لأن هذه الأرض يحرسها الرجال، ودونها خرط العتاد..

ستظل معركة السودانيين في وجه عربان الشتات والمرتزقة هي معركة وجودية، معركة أن يكون السودان أو لا يكون، مهما طال بها الأمد، فإنها لا تقبل القسمة على اثنين، ونتيجة لا تحتمل التعادل أو الخسارة، فكلاهما يعني نهاية السودان، لذلك فإن النصر وحده والقضاء على النبت الشيطاني وامتداداته وأذرعه وداعميه لا بد منه من أجل تعافي السودان من هذا السرطان، ولا بد من إعادة النظر في التحالفات والقوي، ومراجعة الصليح والعدو، لنقطع الأيادي التي حاولت لي أعناق بلادنا، بخناجر تقبع في خاصرتها، وتمرغ أنوفها بالتراب، فلا زايد ولا زيادة ولا ازدياد يمكن له أن ينكس رأس السودان في تراب الأوباش..

إن مرحلة عمالة “طه الدلاهة” قد انقضت، ولولا أن عصم الله السودان بجيشه الأبي، لكرر موظفو المنظمات ومرتاد والسفارات تلك التجربة، فكانت الحرب لتصفي ذهب السودان من الشوائب، ولتنكشف الرؤية لهذا الشعب، الذي تم خداعه تحت شمس الثورة، ووضعوا له السم في الدسم، ولكن من لطف الله بنا وبهذه البلاد أن انكشف كل شيء قبل فوات الأوان، وصار الأوغاد ملفوظين في العواصم لا يستقبلهم أحد، ولا ينتظر أحد عودتهم لتدنيس التراب، ولا ليعكروا صفو ماء النيل الطاهر، وعليهم أن يبقوا حيث هم، فلا مرحباً بهم معنا من جديد..
وحين نمسح على مصباح “طه الدلاهة” يخرج “علاء الدين”، ونرى إعادة تدوير نفايات العمالة، حين هرب طه إلى الخليج وفي حقائبه أسرار وحكايا، وخطط كانت نتائجها نشوب هذه الحرب، والآن نحن ننظر لعلاء الدين من بين غبار المعارك، ونراقبه، ولكن الوقت الآن ليس له، وهذا لا يعني أن يبقى بعيداً عن المسآلة، وعن مكتب البرهان، وعن علاء الدين، سنعود بهدوء لنفجر صخب العالم في وجهه، فلا يلدغ السودان من جحر العمالة مرتين يا علاء الدين..!!

إنه أوان التمايز.. فلا مكان للحياد الآن.. ولا مجال للرمادية في ظل اتضاح الألوان، فالحياد هو فكرة خبيثة، يأمل صاحبها أن يقف مع المنتصر في النهاية، ولا يهمه إن كان جيش وطن أو مليشيا لقيط غاصبة، فالمهم أن تظل مصالحه مستمرة تحت كل الظروف، لذلك فإن المحايد يظل أخطر من الغاشمين المتمردين الأوغاد.
حفظ الله السودان.
#كرامة_الجيش_كرامة_شعب
#معركة_الحسم
#الجيش_صاحي
#مليشيا_دقلو_منظمة_إرهابية
#إنهاء_التمرد
#جيش_واحد_شعب_واحد
#ده_جيش_بتداوس؟

بقلم
هيثم مصطفى كرار

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: هذه البلاد

إقرأ أيضاً:

وساوس صهيونية

 

 

أسقط “طوفان الأقصى”، أي قول بعدالة قيم التصنيف الغربية، وظيفيًا وعمليًا. يمكننا الآن الجزم بأن قوة الجيوش لا تعتمد على توافر المعدات ولا عدد المقاتلين ولا محيط الانتشار. في موقع “غلوبال فاير باور” المتخصص في “تقييم” الجيوش طبقًا لأسلحتها وكفاءتها وقدراتها وترتيبتها، لن تجد مقارنة بين الجيش اليمني والأمريكي. لن تجد اليمن في قوائم تلك التصنيفات والأرقام والأعداد إلا “الصفر” المجرد، لكن الواقع الذي تمخضت عنه عمليات البحر الأحمر العسكرية بين اليمن والشيطان الأكبر تجزم بانتصار يمني واضح لا لبس فيه. انسحب العدو الأمريكي بحجة استنفاد مخزوناته أو إرهاق جنوده أو إعادة تأهيل سفنه، وترك ميدان القتال لأبطال اليمن وحدهم في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي.
شيء من هذا القبيل يمكن قراءته في تفاصيل معركة رفح الرهيبة التي كانت معركة أراد فيها الصهيوني تغطية عورته بسحق كل قوات المقاومة فيها، فإذا بها تقلب الشارع والحكومة على نتنياهو الذي بدأ حملات التراشق مع جنرالات جيشه حول المسؤولية عن الفشل في رفح. بالطبع لن يعترف العدو الصهيوني بالهزيمة –فهي بالنسبة له أمر يمس أعصاب وجوده- لكن عجزه يفضح أي محاولة بائسة للهروب من شبحها.
للتوضيح فقط ببعض الأرقام التي مهما كانت طبيعتها جافة جامدة، فإن لها أن ترسم صورة معينة لما كان عليه الحال في غزة قبل انطلاق عملية رفح. شهدت مدينة غزة ذات المساحة المحدودة جدًا -360 كيلومترًا مربعًا- والمحاصرة من الشقيق، استخدام العدو لـ 79 كيلو طناً من الذخائر والمتفجرات والقذائف، ولتوضيح هول الرقم فإن مدينة هيروشيما اليابانية -905 كيلومترًا مربعًا- قد نالت ضربة نووية أميركية تكافئ 13 كيلو طنًا فقط من المتفجرات، بينما شقيقتها ناجازاكي -406 كيلومترًا مربعًا- قدرت القوة الانفجارية للقنبلة النووية عليها بـ 21 كيلو طنًا فقط، وغزة وحدها تتفرد في التاريخ الذي نعرفه بإنها المدينة التي تعرضت لقوة نيران تساوي 219.4 طن من المتفجرات لكل كيلومتر مربع واحد فيها.
في معركة رفح بالذات ظهرت الروح الجديدة للمقاومة العربية والفلسطينية، مع إسناد الجبهات الذي يشعر المقاتل بحرارة الدعم ومدد الجبهات، مهما كانت بعيدة، في رفح وقف الفلسطيني بعد 8 شهور من قصف لا يتوقف ويطال كل شيء على قدمين ثابتتين يرد حشود العدو بالنار، في رفح حيث المجاعة والعدوان لـ 260 يوم قتال لم تعرف هذه الأمة له مثيلًا أثبت الإنسان العربي بسالته وقدراته. اليوم لا يزال المقاتل على الأرض المحروقة قادرًا على استهداف القلعة الفولاذية المتحركة التي تسمى ميركافا 4 ودحرها وتدميرها، اليوم فقط من جبهات لبنان واليمن وغزة تعلمنا أن الموت في حد ذاته ليس الشجاعة المطلوبة، بل إن الموت هو فتح مئة بوابة حياة، اليوم في جبهات الشرف نفهم بالعين والروح والقلب بعض دروس كربلاء.
إذًا، لم يعد باقيًا أمام حكومة مجرمي الكيان سوى خيار واحد أخير، وهو إعلان نصر ما في غزة، والانتقال إلى جبهة جنوب لبنان التي تعد اليوم هي السيف المصوب نحو القلب الصهيوني، والتي تمنع واقعيًا عودة مئات آلاف النازحين إلى مناطقهم في الشمال، وهي جبهة يعرف الصهاينة جيدًا أن خطرها لن يكون ممكنًا حصره باتفاق تهدئة، والجرأة التي بلغها حزب الله في ضرب الكيان خلال معركة طوفان الأقصى تجعل نفوسهم السوداء أكثر غلًا وشرًا وحقدًا.
يريد الكيان تحقيق الاستفادة القصوى من الظرف الدولي المربك، بشن ضربة حاسمة على لبنان، يشيعون بأنهم سيستخدمون فيها أسلحة لم تظهر في ساحات المعارك من قبل، والهدف: هو تدمير جزء معتبر من جنوب لبنان، ليخرج صراخ ونعيق غربان الداخل مستجدياً الرحمة، ليتدخل مجلس الأمن الدولي بأوامر واشنطن، ويطلب وقف الحرب مقابل تمرير قرار يقضي بانسحاب حزب الله إلى ما وراء الليطاني، وهذا هو الهدف الأساس من الحرب، سيكون النصر كما يوسوس الشيطان في قلب نتنياهو.
لكن السؤال المعلق بالموقف كله يبقى: هل فتح بوابات حرب شاملة مع حزب الله هو أمر بالغ البساطة واليسر كما يروج هؤلاء؟
ما نعرفه –ونؤمن به- ونصدقه من الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، أن الكيان سيواجه ما لم يخطر له على بال. حرب بلا سقوف ولا خطوط حمراء. ما سيفعله نتنياهو واقعاً هو أنه سيكسر ختم قمقم لا يعلم عنه شيئًا، وسينطلق المارد من عقاله دون أي فرص للسيطرة عليه أو تطويعه وتحديده، وسيرى المجرم في مدن الكيان المحتلة “صورة غزة” المتكررة. سيول من حمم ملتهبة، وشلالات دم مهدور، وأكوام أشلاء أدمية ممزقة ومطحونة.. نحن صدقنا السيد حين قالها لبوش وأولمرت “أنتم لا تعرفون من تحاربون”، ونحن نصدقه اليوم أكثر، من أعماق قلوبنا نصدقه.

مقالات مشابهة

  • المرصد الدولي للجوع: السودان تواجه أسوأ مستويات النقص الحاد بالأمن الغذائي
  • وساوس صهيونية
  • توضيحات جديدة لوزير الا
  • السودان:لجنة الطوارئ الإنسانية ترحب بإعلان بعض اللاجئين الرغبة في العودة الطوعية
  • الأمم المتحدة تكشف عدد اللاجئين السودانيين المهجّرين إلى تشاد
  • احتدام معركة الرئاسة في موريتانيا وسجال حاد بين لجنة الانتخابات والمعارضة (صور)
  • مسؤول أمريكي بالبيت الأبيض: إدارة بايدن صامتة بشأن السودان
  • ممثلة يونسيف في السودان لـ «التغيير»: الأوضاع مروعة وتدفع البلاد نحو كارثة إنسانية
  • قصف مركز غسل الكلى في الفاشر يغضب السودانيين واتهامات للدعم السريع
  • أسئلة وجودية.. بقلم: بثينة شعبان