كتبت سابين عويس في" النهار": مع إعلان وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي قبل أيام عن جهوزية وزارته لإجراء الانتخابات البلدية في شهر أيار المقبل، ودعوة الهيئات الناخبة في حد أقصى هو ١٢ نيسان المقبل، بعد إنجاز تنقيح لوائح الناخبين وتصحيحها في ٣١ من الشهر الجاري، بدأ هذا الاستحقاق يلقي بثقله في ظل السباق الجاري بين  جدية الدعوة وعدمها، خصوصاً بعدما ربط مولوي الاستحقاق بقرار المجلس النيابي الملزم باتخاذ الإجراء القانوني بالتمديد للمجالس الحالية، إذا تعذر إجراء الانتخابات.


لا مؤشرات جدية حتى الآن على إمكان حصول الانتخابات، خصوصاً بعدما رُبطت بالتطورات الأمنية جنوباً والمخاطر التي تتهدد البلاد في ظل التهديدات الإسرائيلية المتنامية، وهي الذريعة التي ستبرّر للمجلس النيابي قرار التأجيل. تبقى الصيغة التي ستُعتمد والجهة النيابية التي ستتكفل بتقديم اقتراح القانون الرامي إلى التأجيل، والتي ستقوم على صيغة تعذر إجراء انتخابات للمجالس البلدية والاختيارية تُستثنى منها محافظة الجنوب. ولا تستبعد مصادر نيابية مطلعة أن يتم ذلك في غضون الأسبوعين المقبلين.

وبقطع النظر عن السبب الرئيسي الذي سيدفع إلى التأجيل، فإن هذا الملف يشكل أحد مؤشرات الانهيار والتحلل في العمل البلدي، تماماً مثلما هي حال التحلل في مؤسسات الدولة، ولا يمكن فصله عن المشهد السياسي المتصل بالمخاوف على النظام السياسي في البلد.
وتشكل بلدية بيروت المؤشر الأقوى لهذه المخاوف، في ظل عودة الكلام عن مشروع تقسيم البلدية، نتيجة المخاوف من أن تخرج نتائج أي انتخابات محتملة بتغيير ميزان التوزيع الطائفي داخل مجلس البلدية القائم عرفاً على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، تماماً هو التوزيع المذهبي داخل المجلس، نظراً إلى أن لوائح الناخبين تميل الدفة نحو أكثرية مسلمة.
يواكب الاستحقاق البلدي في بيروت الهواجس التي يعبّر عنها الوسط المسيحي من عمليات إقصاء للمسيحيين عن المراكز والمواقع في الدولة، كما يرافق الدعوات المتكررة إلى الفيديرالية أو على الأقل اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة.

ورغم أن الخشية من تغيّر الميزان الطائفي لا تقتصر فقط على بلدية بيروت، وقد يطال عدداً من مجالس البلديات في المناطق، يكتسب هذا الأمر أهمية رمزية نظراً إلى أنه يتصل بالعاصمة، وبتطبيق عرف يتجاوز القانون الذي لم يلحظ أي توزيع طائفي على مستوى المجالس.
بحسب مصادر وزارية، فإن السيناريو الأقرب إلى التحقق يكمن في اقتراح قانون التأجيل بالتوازي مع قيام وزارة الداخلية بكل الخطوات اللوجستية التي تشير إلى أن الانتخابات حاصلة في أيار المقبل. أما السيناريو الأسوأ فيتمثل بالعجز عن إقرار قانون التأجيل، بحيث تنتهي ولاية المجالس البلدية والاختيارية وتتحول إلى تصريف الأعمال، بعد خضوعها لسلطة المحافظين والقائمقين، كما هي الحال عملياً اليوم في بلدية بيروت بسبب النقص في عديد أعضاء المجلس البلدي إما بسبب الاستقالة أو بسبب عدم الحضور.

إنه السيناريو الأسوأ ولكنه ليس مستبعداً إذا استمرت عملية التدمير الممنهج لكل المؤسسات في البلد!

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

كيف يعمل النظام الانتخابي في ألمانيا؟ وما أبرز التعديلات الجديدة التي طرأت عليه هذا العام؟

في مشهد انتخابي حاسم، يتوجه نحو 60 مليون ناخب ألماني يوم الأحد إلى صناديق الاقتراع في أول اختبار لقانون الانتخابات الجديد، الذي أُعيدت صياغته لإحداث تغييرات جوهرية في المشهد السياسي.

اعلان

ووسط منافسة محتدمة، تتجه الأنظار إلى الحزب الديمقراطي المسيحي المحافظ بقيادة فريدريش ميرتس (CDU/CSU)، الذي يُرجَّح أن يحقق تقدمًا كبيرًا في السباق البرلماني.

وقد ركزت الحملات الانتخابية على ملفين أساسيين: إنعاش الاقتصاد الألماني، وهو الأكبر في أوروبا، وتشديد سياسات الهجرة. وكان من المقرر إجراء الانتخابات في وقت لاحق من العام، لكنها أُجّلت بعد انهيار ائتلاف حكومة أولاف شولتس في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

المستشار الألماني أولاف شولتس يدلي بصوته بمركز اقتراع في برلين، ألمانيا، يوم الأحد 23 شباط/ فبراير 2025، خلال الانتخابات الوطنية الألمانية.Martin Meissner/ AP

إلا أن النظام الانتخابي الألماني معقد، ما يصعّب على الكثيرين فهم آلية توزيع المقاعد فور صدور النتائج. وهذا العام، يبدأ تطبيق قانون انتخابي جديد يهدف إلى تقليص حجم البرلمان (البوندستاغ)، في خطوة قد تؤدي إلى تغييرات مؤثرة في آلية توزيع المقاعد البرلمانية.

كيف يتم التصويت؟

تُجرى انتخابات البوندستاغ كل أربع سنوات، ويحق لمن تجاوز 18 عامًا التصويت. تفتح مراكز الاقتراع أبوابها من الساعة 08:00 حتى 18:00 بالتوقيت المحلي، فيما يختار العديد من الناخبين التصويت عبر البريد قبل يوم الاقتراع.

لا يتم انتخاب المستشار مباشرة، بل إنّ نتائج الانتخابات هي التي تُحدّد الحزب أو الأحزاب التي ستقود الحكومة. تقدم الأحزاب مرشحين لهذا المنصب قبل الاقتراع، لكن حسم هوية المستشار يكون عبر المفاوضات الائتلافية.

أحد السكان يصل للإدلاء بصوته بمركز اقتراع في برلين، ألمانيا، يوم الأحد 23 شباط/ فبراير 2025، خلال الانتخابات الوطنية الألمانية.Markus Schreiber/ AP

يحصل الناخبون على ورقة اقتراع تحتوي على صوتين:

الصوت الأول (Erststimme): يختار فيه الناخب مرشحًا يمثل دائرته الانتخابية، وهناك 299 دائرة انتخابية في البلاد. المرشح الحاصل على أعلى الأصوات في كل دائرة يفوز بمقعد ضمن 630 مقعدًا مخصصة للبرلمان وفقًا لنظام الأغلبية.الصوت الثاني (Zweitstimme): يُدلي به الناخب لصالح حزب سياسي على مستوى الولاية، وهو الأكثر أهمية، إذ يحدد توزيع المقاعد البرلمانية وفقًا لنظام التمثيل النسبي.ما هو بند الـ 5%؟

لضمان التمثيل البرلماني، يجب أن يحصل أي حزب على 5% على الأقل من إجمالي الأصوات الثانية على المستوى الوطني، أو أن يفوز بثلاثة مقاعد مباشرة عبر التصويت الأول.

في انتخابات 2021، تمكن حزب اليسار من دخول البرلمان رغم حصوله على 4.9% فقط من الأصوات الثانية، مستفيدًا من فوزه بثلاثة مقاعد مباشرة.

ويهدف هذا الشرط إلى منع التشرذم السياسي وضمان استقرار عمل الحكومة. هذا العام، تقترب ثلاثة أحزاب: الحزب الديمقراطي الحر، حزب اليسار، وتحالف سارة فاغنكنشت (BSW)، من عتبة الـ 5%. وإذا أخفقت هذه الأحزاب في تجاوز العتبة، فقد يؤثر ذلك على توزيع المقاعد وقد يسهل تشكيل ائتلاف ثنائي بدلاً من ثلاثي.

أحد السكان يدلي بصوته بمركز اقتراع في برلين، ألمانيا، يوم الأحد 23 شباط/ فبراير 2025، خلال الانتخابات الوطنية الألمانية.Czarek Sokolowski/ APإلغاء "المقاعد المتراكمة" وتأثير ذلك

في السابق، كانت تتم إضافة ما يُعرف بالمقاعد "المتراكمة" أو "المعلّقة" إلى البوندستاغ عندما يفوز حزب ما بعدد أكبر من المرشحين المباشرين مقارنة بحصته المستحقة وفق التصويت الثاني. وهذا النظام كان يهدف إلى ضمان تمثيل هؤلاء الفائزين بشكل عادل.

لكن هذه الآلية أدت إلى تضخم حجم البرلمان، ليصل إلى 735 مقعدًا بعد انتخابات 2021، ما منح بعض الائتلافات أغلبية غير متوقعة، كما حدث عام 2002 حين استفاد التحالف الأحمر-الأخضر بقيادة المستشار غيرهارد شرودر من هذه المقاعد.

وبموجب القانون الجديد، سيتم إلغاء هذه "المقاعد المتراكمة"، وسيحدد حجم البوندستاغ بـ 630 مقعدًا فقط. كما يعني ذلك أن بعض المرشحين الفائزين بمقاعد دائرية قد يخسرون مقاعدهم إذا لم يحصل حزبهم على عدد كافٍ من الأصوات لتأهيلهم للتمثيل البرلماني.

ملصقات انتخابية معلقة على عمود إنارة أمام مبنى الرايخستاغ (مبنى البرلمان السابق) في برلين، ألمانيا، يوم الأحد 23 شباط/ فبراير 2025، خلال الانتخابات الوطنية الألمانية. Michael Probst/ APكيف يتم تشكيل الحكومة؟

بعد توزيع المقاعد، تبدأ المفاوضات بين الأحزاب لتشكيل ائتلاف حاكم، وهي عملية قد تستغرق أسابيع أو حتى أشهر.

وتُسمى الائتلافات وفقًا للأحزاب المشاركة فيها، ومن بين الخيارات المطروحة لهذا العام:

"الائتلاف الكبير" الذي يجمع الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU/CSU) مع حزب الاشتراكية الديمقراطية (SPD)."ائتلاف كينيا" الذي يضم الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وحزب الخضر."ائتلاف ألمانيا" الذي يضم الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الحزب الاشتراكي الديمقراطي، والحزب الديمقراطي الحر (FDP).Related المناخ لم يعد أولوية في انتخابات ألمانيا 2025 وقضايا الأمن والاقتصاد تطغى على المشهد تحقق: مزاعم مضللة تستهدف شولتس قبل الانتخابات.. لا حالة طوارئ في ألمانياحزب البديل من أجل ألمانيا مهدد بغرامات ضخمة بسبب تبرعات غير قانونية.. المتبرع ودوافعه في دائرة الشككيف يتم انتخاب المستشار؟

يقترح الرئيس الألماني، الذي يشغل منصبه حاليًا فرانك فالتر شتاينماير، مرشحًا لمنصب المستشار، ويكون هذا عادةً بعد التشاور مع الأحزاب التي تشكل الائتلاف الحكومي. لكن القرار النهائي يعود إلى البوندستاغ، حيث يحتاج المرشح للحصول على الأغلبية المطلقة من الأصوات ليتم انتخابه رسميًا.

اعلان

وفي حال فشل المرشح في الجولة الأولى، تُعقد جولة ثانية، وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، يكون أمام البرلمان 14 يومًا لاختيار مرشح آخر.

تابع الانتخابات الألمانية مباشرةً عبر الهواء على يورونيوز يوم الأحد 23 شباط/ فبراير، الساعة 17:30 بتوقيت وسط أوروبا.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية حزب البديل من أجل ألمانيا: الحرب في أوكرانيا ليست حربنا ظواهر ضوئية غريبة في ألمانيا والعثور في بولندا على حطام قد يعود لصاروخ "فالكون 9" حزب البديل من أجل ألمانيا مهدد بغرامات ضخمة بسبب تبرعات غير قانونية.. المتبرع ودوافعه في دائرة الشك أحزاب سياسيةانتخابات برلمانيةألمانياالانتخابات التشريعية الألمانية 2025أولاف شولتسبوندستاغاعلاناخترنا لكيعرض الآنNext تشييع حسن نصرالله في بيروت.. من سيشارك في وداع أمين عام حزب الله؟ يعرض الآنNext الناخبون الألمان يدلون بأصواتهم اليوم في انتخابات مبكرة بعد انهيار الائتلاف الحاكم يعرض الآنNext إسرائيل توسع عملياتها العسكرية شمال الضفة: تهجير 40 ألف فلسطيني ومنع عودة السكان يعرض الآنNext بلغاريا: ثاني حملة مقاطعة للمتاجر الكبرى احتجاجًا على ارتفاع الأسعار يعرض الآنNext إسرائيل تؤجل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين: ما السبب وهل يهدد ذلك مستقبل اتفاق الهدنة؟ اعلانالاكثر قراءة إسرائيل تتسلم الرهائن من الصليب الأحمر وترقب للإفراج عن 602 أسير فلسطيني اليوم مسجد "ليبرالي" في برلين يقبل دخول المثليين ويسمح بالاختلاط في الصلاة والإمام امرأة لأبراهام مانغيستو الذي أفرجت عنه حماس اليوم قصة مختلفة... فما هي؟ رقعة مشيمية تعيد الأمل لرجل فقد بصره جزئياً بسبب هجوم بمادة حارقة البابا فرنسيس يغيب عن قداس الأحد للمرة الثانية في ظل استمرار المخاوف حول صحته اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبإسرائيلمستشفياتروسياأوكرانياالصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزةحركة حماسألمانياالاتحاد الأوروبيالحرب في أوكرانيا الموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • برلمانيات إماراتيات: الشيخة فاطمة نموذج للعطاء وتمكين المرأة عالمياً
  • رئيس النواب الليبي: القوات المسلحة لن تسمح بالاقتتال مجددًا والحل في الذهاب للانتخابات
  • الوطنية للانتخابات تزور مدارس أسيوط لتفعيل برامج التوعية |صور
  • الشعاب: سنرى خلال رمضان مستوى تسجيل الناخبين في ثاني مراحل الانتخابات البلدية
  • كيف يعمل النظام الانتخابي في ألمانيا؟ وما أبرز التعديلات الجديدة التي طرأت عليه هذا العام؟
  • البعثة الأممية: خوري تشجع جميع المواطنين على التسجيل والتصويت في الانتخابات البلدية
  • انطلاق مرحلة تسجيل الناخبين بالمجموعة الثانية للانتخابات البلدية
  • الانتخابات البلدية 2025: تحالفات ومفاجآت واستعدادات مكثفة
  • الشباب والرياضة تطلق اللقاءات الحوارية لتعزيز المشاركة السياسية
  • أمل عمار تشهد نموذج محاكاة المجلس القومي للمرأة في الأكاديمية الوطنية للتدريب