تعودنا جميعا منذ سنوات وسنوات مع حلول شهر رمضان الكريم، وهو الشهر الوحيد الذي يلم شمل العائلات والأصدقاء على موائد الإفطار في واحد من أجمل مشاهد مصر بامتياز.
ولعل أحد أهم ملامح الشهر الكريم، هو التفاف المصريين حول التلفزيون المصري، الذي نقل عدواه إلى كثير من بلدان عالمنا العربي، وقد كانت الدراما التلفزيونية لها نصيب الأسد، وبرغم تنوع مائدة رمضان الفنية من برامج متنوعة وفواصل إعلانية مميزة، إلا أن النصيب الأكبر من الاهتمام كان للدراما التلفزيونية، فكان لها نصيب الأسد من حصد إعجاب المشاهدين واهتمامهم بالطبع.
والملاحظ للإنتاج الدرامي التلفزيوني قديما أو من الستينيات مرورا بالسبعينيات، يجد أن الدراما كانت قوية ومتماسكة، وكانت كل العناصر الفنية في أعلى مستوياتها، ولكن الملاحظ أيضا فقر الإنتاج من ديكور وملابس على شاشة التلفزيون الأبيض والأسود، ولكن برغم هذا استمتعنا بفوازير ثلاثية على أضواء المسرح، واستمتعنا بمسلسلات كـ"الدوامة" للمخرج نور الدمرداش، و"قصيرة قصيرة الحياة" لماجدة، والوجه الجديد آنذاك محمود عبد العزيز.
الملاحظ للإنتاج الدرامي التلفزيوني قديما أو من الستينيات مرورا بالسبعينيات، يجد أن الدراما كانت قوية ومتماسكة، وكانت كل العناصر الفنية في أعلى مستوياتها، ولكن الملاحظ أيضا فقر الإنتاج من ديكور وملابس على شاشة التلفزيون الأبيض والأسو
نعم لقد كان هناك زخم ليس بالقليل أبدا، ونخص بالذكر مسلسلات اللغة العربية الفصحى المتنوعة بين التاريخية والدينية، والتي أكاد أجزم بانقراضها اليوم، كما كان هناك تنوع في المسلسلات كيفا وكمّا، فشاهدنا واستمتعنا بالكوميديا مع فؤاد المهندس في مسلسل "عيون"، واستمتعنا بمسلسلات من ملفات المخابرات العامة "دموع في عيون وقحة"، وكذلك مسلسل "رأفت الهجان"، ومسلسلات النقد الاجتماعي كمسلسل "أحلام الفتى الطائر"، وأيضا فؤاد المهندس وفوازيره "عمو فؤاد" بسلسلتها الشهيرة لمدة خمسة عشرة سنة بنجاح لافت وإعجاب كبيرين.
وجاءت فترة الثمانينيات والتسعينيات حتى الألفين، فكانت فوازير سمير غانم منفردا، ثم فوازير نيللي، ثم فوازير شريهان.
كما كانت هناك مسلسلات "محمد رسول الله"، و"ليالي الحلمية"، و"بوابة الحلواني".
وأيضا الأفلام التلفزيونية المميزة، فكان هناك فيلم "أيوب" لعمر الشريف، وكذلك لكاتب السطور "الشيطان يستعد للرحيل"، و"البحث عن طريق آخر"، وكذلك مسلسل "أوان الورد" لكاتب السطور من تأليف وحيد حامد وإخراج سمير سيف، و"أولاد عزام" لكاتب السطور من إخراج علي عبد الخالق.
في السنوات الأخيرة ازداد اهتمام صانعو الدراما بالتقنيات البصرية والسمعية، على حساب محتوى العمل الدرامي
وهكذا مضى قطار رمضان متوهجا متألقا، ولكن الملاحظة الجديرة بالاهتمام، أنه في السنوات الأخيرة ازداد اهتمام صانعو الدراما بالتقنيات البصرية والسمعية، على حساب محتوى العمل الدرامي، وهو بيت القصيد فيما نحن بصدده، لماذا..؟! لأن أي عمل مهما كان تميزه من الناحية الشكلية، يصبح لا قيمة له دون جانبه الموضوعي الفكري، حتى ولو كانت هذه الفكرة بسيطة بحد ذاتها، مثال ذلك: ألم يكن فيلم "عائلة زيزي" لفطين عبد الوهاب وفيلم "إشاعة حب" عملين ينتميان للكوميديا البسيطة البعيدة عن أي عمق أو دسامة في التناول؟ ولكن ألم يمنحانا لحظات من البهجة والسعادة؟ هذا ما أعنيه تماما.
وأمامنا الفرصة متاحة لعمل رمضان يمتاز بالتنوع والتباين، ويكون عامرا بأشهى الأعمال وأجملها.
وكل سنة وأنتم طيبين.. ورمضان كريم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه رمضان التلفزيون الدراما تلفزيون دراما ذكريات رمضان مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
WP: ترامب يكره العولمة ولكن يبدو محبا للإمبريالية
تناول تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية٬ مفارقات الرئيس الأمريكي القادم دونالد ترامب٬ الذي يكره العولمة ولكنه يحب الإمبريالية.
وأعلن ترامب على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2019 أن "المستقبل لا ينتمي إلى العولميين".
وقال التقرير، إن جمهور كبار الشخصيات في نيويورك ومعظم المحللين معتادين بالفعل على الركائز الأساسية للخطاب الانتخابي لترامب، والذي يمثل مجموعة من النخب العالمية التي لا ولاء لها لأراضي ميلادها، والتي تتحالف مع التكنوقراط الليبراليين،.
وقبل ولايته الثانية، لم يتخلّ ترامب المتجرئ عن ازدرائه لـ"العولميين". ولكن في الأسابيع الأخيرة، طغت على شعبويته أشياء أخرى: إمبريالية القرن الحادي والعشرين الجديدة. وفق الصحيفة.
ولدهشة حلفاء الولايات المتحدة، صاغ ترامب رؤية للتوسع في نصف الكرة الأرضية. لقد دعا إلى استحواذ الولايات المتحدة على غرينلاند، وهي منطقة دنماركية مستقلة. كما اقترح مرارا وتكرارا أن تصبح كندا الولاية رقم 51 في الولايات المتحدة.
كما أثار مسألة استعادة السيطرة على قناة بنما بالقوة، متذمرا من رسوم المرور والنفوذ الصيني على الممر المائي الاستراتيجي. وفي استفزاز ربما كان الأكثر اعتدالا، قال إن خليج المكسيك يجب أن يُعاد تسميته بخليج أمريكا.
وقد قوبلت ترهيبات ترامب بالرفض الفوري، ففي مؤتمر صحفي، أشارت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم إلى خريطة من القرن السابع عشر للعالم الجديد، حيث تم تسمية الجزء الأكبر من كتلة اليابسة في أمريكا الشمالية باسم "أمريكا المكسيكية".
وقد أطلق رسامو الخرائط على خليج المكسيك هذا الاسم قبل فترة طويلة من فوز الولايات المتحدة باستقلالها.
وفي حين وصف الرئيس المنتخب الحدود الشمالية لبلاده بأنها "خط مصطنع" يمكن محوه لإنشاء قوة عظمى قارية، فإن قِلة من الناس في كندا يوافقون على هذه "النكتة". تقول الصحيفة.
وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو لشبكة CNN يوم الخميس "لن يحدث هذا"، مضيفا أن حجر الزاوية في الهوية الكندية هو أنهم ليسوا أمريكيين.
وأشار إلى أن ترامب كان يحاول صرف الانتباه عن المحادثة حول الضرر الذي قد تسببه التعريفات الجمركية المقترحة على الصادرات الكندية للمستهلكين الأمريكيين.
ورد خوسيه راؤول مولينو، رئيس بنما، بأن "كل متر مربع من قناة بنما والمنطقة المجاورة لها ملك لبنما وستظل كذلك". وشدد الدبلوماسيون على أنه لا يوجد أي حقيقة في مزاعم ترامب ورفاقه بأن القوات الصينية تسيطر على الممر المائي المحوري.
وقالت الدنمارك مرارا وتكرارا إن غرينلاند ليست للبيع للولايات المتحدة. عقدت رئيسة الوزراء ميت فريدريكسن اجتماعا لقادة الأحزاب الدنماركية يوم أمس الخميس لبحث كيفية الرد على تهديدات ترامب. وقالت بيبالوك لينغ، وهي مشرعة من غرينلاند، لبوليتيكو إن الولايات المتحدة يجب أن تأخذ في الاعتبار تاريخها الخاص في إساءة معاملة الشعوب الأصلية في القطب الشمالي قبل المطالبة بأراضي الآخرين.
وأضافت لينغ: "نحن نعلم كيف يعاملون الإنويت في ألاسكا. اجعلوا ذلك عظيما قبل محاولة غزونا".
بعد رفض ترامب استبعاد استخدام القوة الاقتصادية أو العسكرية لتحقيق أهدافه في غرينلاند، أصدر عدد من الزعماء الأوروبيين بياناتهم الخاصة التي تعبر عن القلق. قال المستشار الألماني أولاف شولتز إن هناك "بعض عدم الفهم" حول تصريحات ترامب. وقال: "إن مبدأ حرمة الحدود ينطبق على كل دولة بغض النظر عما إذا كانت في الشرق أو الغرب"، في إشارة إلى المعارضة الغربية للاستيلاء الروسي على الأراضي في أوكرانيا.
إذن ما الذي يلعبه ترامب؟ تتساءل الصحيفة في تقريرها، زعمت هيئة التحرير المحافظة في صحيفة وول ستريت جورنال أن ترامب، في حالة كندا، "يتصرف بشكل استفزازي".
لكن تصاميمه بشأن غرينلاند قد تكون أكثر جوهرية، وتستغل افتتان الولايات المتحدة القديم بغرينلاند، والذي كان المسؤولون الأمريكيون يراقبونه أيضا في الوقت الذي اشتروا فيه ألاسكا في منتصف القرن التاسع عشر. وقالت إن مواردها المعدنية وموقعها الاستراتيجي في القطب الشمالي تجعلها أكثر أهمية من الناحية الجيوسياسية في القرن الحادي والعشرين.
الأربعاء الماضي، اصطحب نجل ترامب، دونالد ترامب جونيور، حاشية في زيارة خاصة للجزيرة، مليئة بالتقاط الصور مع سكان غرينلاند الذين يرتدون قبعات حمراء على غرار قبعات MAGA.
بالنسبة لترامب، فإن الحديث عن الضم والتوسع هو جزء من أسلوبه الشعبوي. قال تشارلي كيرك، وهو مؤثر من أقصى اليمين رافق دونالد ترامب جونيور في رحلته إلى غرينلاند، في بودكاست حديث: "إنه يجعل أمريكا تحلم مرة أخرى، بأننا لسنا مجرد هذا الذكر الحزين منخفض التستوستيرون، الضعيف، الجالس على كرسي، مما يسمح للعالم أن يدهسنا.. إنه إحياء للطاقة الأمريكية الذكورية. إنه عودة القدر الواضح"، [القدر الواضح مصطلح استخدمه الأمريكيون في القرن الثامن عشر لتبرير تمددهم غربا].
قدم بعض المحللين تفسيرا أقل مجازيا لتحركات ترامب الأخيرة. قال جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق لترامب والذي تحول إلى منتقد صريح له، لوكالة أسوشيتد برس إن استراتيجية ترامب "معاملاتية، ومرتجلة، ومتقطعة، ويُنظر إليها حقا من منظور كيف تساعد دونالد ترامب". لطالما تأمل المحللون في فعالية نهج ترامب "المجنون" في الشؤون الخارجية، وتهديده للحلفاء واستخدامه المتكرر للتهديدات. لكن ليس من الواضح ما الذي قد يكسبه من هذه الحلقة الأخيرة.
قال بولتون: "عندما تفعل أشياء تقلل من احتمالية تحقيقك للأهداف، فهذا ليس مساومة متقنة، هذا جنون".
يمكن القول إنه لا يوجد تناقض بين عدوانية ترامب الإمبريالية الجديدة وأمريكا أولا، الشعبوية المناهضة للعولمة التي عبر عنها طوال معظم حياته السياسية. في نهاية المطاف، كانت المذهبية التجارية في القرن التاسع عشر ــ السلف للنظرة الاقتصادية العالمية التي يبدو أنها تسيطر على ترامب وأنصار التعريفات الجمركية وغيرها من التدابير الحمائية في معسكره ــ عنصرا أساسيا في الإمبريالية في القرن التاسع عشر. ويبدو أن مطالب الرئيس المنتخب الأخيرة تشير إلى أنه بدأ يكشر عن أنيابه.
كتب ستيفن والت في مجلة فورين بوليسي: "يبدو أن ترامب وإيلون ماسك وأتباعهما مقتنعون بأنهم قادرون على ترهيب العالم بأسره. ويتجاوز هذا النهج إلى حد كبير المعاملات التجارية القائمة على المقايضة؛ إنه محاولة صارخة لابتزاز الآخرين وترهيبهم وإجبارهم على تقديم تنازلات استباقية، استنادا إلى خوفهم مما قد يفعله ترامب لإيذائهم".