أزمة غير مسبوقة تهدد بهدم دولة الاحتلال الإسرائيلي.. غضب الحريديم يشعل تل أبيب
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
أزمة جديدة تواجه دولة الاحتلال الإسرائيلي تهدد وجودها، بسبب قانون تجنيد الحريديم والمقرر التصويت عليه يوم الثلاثاء المقبل، فما بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي يحاول كسب ودهم بإلغاء تجنيدهم، يهدد الوزير بيني غانتس بالانسحاب من الحكومة إذا لم يتم تجنيدهم، في الوقت الذي يتخذ فيه وزير دفاع الاحتلال موقفًا سلبيًا تاركًا الأمر لقرار حكومة الحرب، في نفس الوقت الذي يهدد الحريديم أنفسهم بالهجرة من إسرائيل في حالة إقرار تجنيدهم، فماذا يحدث في تل أبيب؟.
اشتعلت أزمة الحريديم خلال الساعات الأخيرة، عندما أعلن الوزير بيني غانتس «المرشح البديل لنتيناهو المدعوم من الولايات المتحدة» عضو حكومة الحرب لدولة الاحتلال بأنه وحزبه سينسحبون من حكومة الطوارئ في حالة موافقة الكنيست على التشريع المقترح الذي يعفي إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية الإلزامية، وفق ما نشرت صحيفة يديعوت إحرنوت العبرية.
وقال غانتس، لا يمكن لإسرائيل أن تقبل هذا، ولا يمكن أن يصوت الكنيست لهذا التشريع، أنا وزملائي لن نكون جزء من الحكومة إذا تم إقرار هذا التشريع.
ووصف القانون الذي تعكف الحكومة على وضعه بأنه «خطأ أخلاقي» يسبب تصدع في الأمة في الوقت الذي نحتاج فيه إلى التوحد.
وبحسب تقارير وسائل الإعلام العبرية، فأن انسحاب حزب غانتس وحده لن يكون قادر على إسقاط الحكومة، لكنه سيؤدى إلى زيادة الرفض لتلك الفئة.
صراع بين رئيس حكومة الاحتلال ووزير الدفاع الإسرائيلييأتي هذا الصراع بعد أقل من 3 أسابيع على رسالة وزير دفاع جيش الاحتلال الإسرائيلي يوآف جالانت إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أكد فيها أنه لن يدلى بأي تصريحات سواء بالموافقة أو رفض قانون تجنيد الحريديم، مؤكدًا أن الأمر متروك لوزراء الحكومة وتصويت الكنيست والكابنيت، وبشرط موافقة بيني غانتس على القانون.
الأمر الذي أغضب نتنياهو بشدة، والذي هدد بإلغاء تشريعات متعلقة بجيش الاحتلال إذا لم يتم اعفاء الحريديم من التجنيد اللازمي.
وأوضح نتنياهو في مؤتمر صحفي، أنه في حالة إقرار تجنيد اليهود المتدنيين فسيتم تحديد أهداف لتجنيدهم في جيش الاحتلال وفي الخدمات المدنية الوطنية، وحتى سيتم تحديد وسائل تنفيذ هذه الأهداف.
تجنيد الحريديمالحريديم هم فئة يهودية متدينة متشددة، تتواجد في دولة الاحتلال، ويمثلون 13% من سكان إسرائيل، ويتواجدون في مدينة القدس المحتلة، وعلى الرغم من أنهم نسبتهم ليست مرتفعة، إلا أنهم أكثر نفوذًا، فلا يمكن لأي سياسي يصل إلى الحكم دون أن يحصل على بركاتهم، وذلك لأنهم يتحكمون في الأحزاب الدينية المتشددة، وذلك وفق لما نشر في صحيفة يديعوت إحرنوت.
وقد حصلت حكومة نتنياهو على دعم يهود الحريديم، مما يجعله مضطر للموافقة على ما يطلبونه، وهو مد قرار إعفاء تجنيد الحريديم في جيش الاحتلال، لكن نظرًا لأن إسرائيل في حالة حرب في قطاع غزة تارة وفي الشمال تجاه لبنان تارة أخرى، فقد انتقد الكثيرين عدم تجنيد تلك الفئة، وكأنهم ليسوا من مواطني إسرائيل.
لذلك يسعي نتنياهو إلى إقرار يعفي الحريديم من التجنيد، لكن القرار ليس بيد رئيس الحكومة بل الكابنيت بالكامل.
هجرة الحريديم في حالة التجنيدوفي الـ10 من مارس الجاري، هدد الحاخان الشرقي الأكبر لدولة الاحتلال يتسحاق يوسف، بأنه في حالة إقرار تشريع يلزم اليهود المتدنيين على أداء الخدمة العسكرية، فأنهم سيهاجرون من إسرائيل.
وأضاف أن الحكومة تعرف أن دراسة وصلوات طلاب المعاهد الدينية اليهودية هي ما تمنح الحماية لجيش الدفاع.
الحاخام الأكبر لإسرائيل يتسحاق يوسف: إذا أجبرونا على الانضمام للجيش فسنغادر جميعاً هذا البلد.pic.twitter.com/Ket6a254zo
— إياد الحمود (@Eyaaaad) March 10, 2024يشار إلى أن يهود الحريديم هم من الفئات المتشددة بتعاليم التوارة حرفيًا، فهم يرفضون الخروج من المنزل يوم السبت، حتى أنهم يضعون حواجز في الشوارع لمنع حركة المواصلات، كما أنه يمنع على المرأة الخروج من المنزل إلا بعد ارتداء الزي الشرعي وهو زي أسود فضفاض لا يظهر منها أي شيء.
كما أنهم يحرمون السينمات والمطاعم وتمنع إصدار تصاريح بناء المسارح أو البارات، كما أنهم يرفضون حمل الهواتف الذكية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: يهود الحريديم بيني غانتس يوآف غالانت نتنياهو تجنيد الحريديم الكنيست تجنید الحریدیم بینی غانتس فی حالة
إقرأ أيضاً:
أزمة تجنيد الحريديم..
أزمة تجنيد الحريديم في إسرائيل لم تنتهِ بإقالة غالانت.. وكاتس يأمر بتجنيد 7 آلاف طالب.
الحرب على غزه ولبنان تسببت بنقص حاد بالقوى البشرية في أعقاب الخسائر التي تكبدها جيش الاحتلال الإسرائيلي بالجنود والضباط في المعارك البرية، وهو ما يستدعي تجنيدا فوريا لآلاف الجنود.
ولتفادي هذا النقص في العديد من الأفراد فقد سبق لوزير الدفاع المقال يوآف غالانت أن أعلن عن تجنيد 7 آلاف من اليهود الحريديم، وهو ما هدد بتفكيك ائتلاف حكومة بنيامين نتنياهو الذي سارع إلى إقالة غالانت والاستعاضة عنه بوزير الخارجية يسرائيل كاتس.
وعكس هذا الإجراء من قبل نتنياهو أزمة الخدمة العسكرية التي تتفاقم منذ عقود في المجتمع الإسرائيلي، وذلك بسبب إعفاء اليهود الحريديم من التجنيد، وهو ما ترك تداعيات في الجيش الإسرائيلي الذي يعاني من نقص شديد بالقوات في ظل احتدام المعارك البرية على جبهتي القتال.
وفي وقت تسعى فيه حكومة نتنياهو إلى الالتفاف على القانون الذي أجاز لعشرات الآلاف من اليهود الحريديم سنويا التهرب من الخدمة العسكرية لضمان بقاء الحكومة حتى أكتوبر/تشرين الأول 2026 كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الجيش الإسرائيلي بحاجة ماسة إلى 7 آلاف جندي.
يعود ملف تجنيد الحريديم من جديد وتعود معه أزمة تجنيد طلاب المدارس الدينية من اليهود لتواجه إدارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معضلة الحرديم ، حيث أقر وزير الدفاع الإسرائيلي المعين حديثاً يسرائيل كاتس بتجنيد 7 آلاف من طلاب المدارس الدينية المتشددة في الجيش الإسرائيلي.
ونقلت صحف إسرائيلية عن وزير الدفاع كاتس تأكيده إصدار 7000 أمر لتجنيد اليهود المتدينيين بشكل تدريجي، وذلك بحلول يوم الأحد الموافق لـ 17 تشرين الثاني/نوفمبر، ويأتي القرار بعد عقد جلسة استماع ضمت ممثلين عن وزارة الدفاع ومكتب رئيس الوزراء والجيش الإسرائيلي مع النائب العام العسكري، تشديداً على أهمية تسهيل الامتثال لقرار محكمة العدل العليا، وتفادياً لأي «انتهاك للقانون»، بحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
وبالرغم من إقالة نتنياهو لوزير دفاعه غالانت على خلفية تجنيد الحرديم ، جاء وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد ليصادق على تجنيد هذا العدد من الحريديم، بما يتماشى مع قرار سلفه يوآف غالانت ، وقامت وزارة الدفاع الإسرائيلية بتوقيع اتفاقية مع عشرة من طلاب المعاهد الدينية اليهودية مؤخرا يتعهدون بموجبها بالانضمام للجيش، على أن تتأجل خدمتهم لمدة عامين من الآن.
وقد خلق هذا القانون شرخاً كبيراً بين غالانت الذي دعا لإيقاف تمويل المدارس الدينية من قبل الحكومة، وبين نتنياهو الذي حاول بعد إقالة غالانت تأجيل التصويت في الكنيست الإسرائيلي على تعليق تمويل المتهربين من اليهود المتشددين من الالتحاق بالخدمة العسكرية.
وكنوع من المساومة، طالب نتنياهو البرلمان بالدفع بمشروع قانون يقدم إعانات التعليم في دور الحضانة لأبناء طلاب المعاهد الدينية غير المجندين، كبديل لمشروع قانون الإعفاء من التجنيد، الأمر الذي يتنافى مع ما أقره النائب العام الإسرائيلي بإنهاء قانون الإعفاء من التجنيد للحريديم.
وكان غالانت من أشد المدافعين عن قانون تجنيد طلاب المدارس الدينية اليهودية «الحريديم» دون تقديم أي تنازلات، الأمر الذي حذّر منه الكثير من القادة العسكريين الإسرائيليين على اعتبار أنه يضر بـ»الأمن القومي الإسرائيلي»، حسب هآرتس.
ومنذ إصدار قانون التجنيد ، تم إصدار أوامر استدعاء لأكثر من 3 آلاف شخص من الحريديم للخدمة في الجيش منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إلا أن الاستجابة كانت ضئيلة لا تتجاوز 900 رجل متدين، بحسب الجيش الإسرائيلي، وفي آب/أغسطس الماضي صدر 900 أمر استدعاء للالتحاق بالجيش، لم يستجب له سوى 48 يهودياً متديناً.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإنه بسبب النقص المتزايد في الجنود المقاتلين، فمن المتوقع استدعاء جنود الاحتياط لمدة 42 يوما على الأقل في الخدمة العسكرية سنويا، كما يستعد الجيش لتجنيد جنود الاحتياط لمدة تصل إلى 70 يوما العام المقبل.
بناءً على ما تقدم، توحي التسريبات والتحليلات العبرية بأنّ نتنياهو « ملزم» بالاختيار بين ساحتَي الحرب، فيما من المرجح، في حال حصول ذلك، أن يحاول التوصل إلى « تسوية» على الجبهة اللبنانية، مقابل استمرار الحرب في غزة. وهو يأمل أن تتوقف الحرب مع « حزب الله»، ليسحب ما أمكن من قوات نظامية ويسرّح جنود الاحتياط المشاركين في القتال مع لبنان، قبل أن يسحب جنود الاحتياط من غزة أيضاً، ويُبقي على القوى النظامية فقط في القطاع، اعتباراً منه أنّ تلك القوى ستكون قادرة على التكفل بالقتال المستمر منذ أكثر من عام في غزة.
ووفق هذا السيناريو سيتيح استمرار الحرب على غزه وترتيب سلام مع لبنان وإعلان النصر مع ما يستتبع تسريح العدد الأكبر من جنود الاحتياط ، وفي الوقت نفسه سنّ قانون إعفاء الحريديم من الخدمة، بالإضافة إلى إسكات الأصوات « الصهيونية الدينية» التي تهدد بإسقاط الحكومة، في حال وقف الحرب في غزه، وبناء على المعطيات لا تلوح في الأفق أي حلول قريبة، فيما تبقى أزمة التجنيد جزءاً من صورة أوسع، ومعطى من بين معطيات كثيرة، يجب أخذها في الحسبان لدى محاولة استشراف مستقبل الحرب.
الدستور الأردنية