لا أعلم سر محبتي للبحر لكنني أشعر بقربه بمشاعر غريبة، أحيانا أشعر وكأنه صديق مقرب أفضفض له بأسراري، وأنا مطمئن أنه لن يخبر بها أحداً، وفي لحظات السكون يتدفق علي إلهاماً، وكما قال الروائي السوري حنا مينه “إن البحر كان دائماً مصدر إلهامي، حتى أن معظم أعمالي مبلّلة بمياه موجه الصاخب”.
وفي هذه الخاطرة قذفتني أمواج البحر العاتية على متن السفينة وهي تصارع العاصفة وكأنها الحياة ونحن في فضائها.
إن رحلة الحياة تشبه الإبحار عبر البحار المتغيرة المتلاطمة باستمرار؛ لا يتعلق الأمر بالتحكُّم في الأمواج، بل يتعلق الأمر بكيفية تسّخير قوتها لتدفعنا إلى الأمام، وقد قال أرسطو : “لا يجب علينا الإنتظار حتى يهدأ البحر، بل يجب علينا تعلُّم الإبحار في البحر العاصف.”
لا أحد يستطيع التحكُّم في الطقس، لكن البحار الجيد يمكنه التعامل مع سفينته في أي طقس، فالبحار الهادئة لا تصنع بحاراً ماهراً أبداً. وكما قيل في مثل إنجليزي جميل :«كل إنسان قبطان في البحر الساكن»
عواصف الحياة لا مفر منها ،وحتى نتجاوزها بسلام وإتقان ،نحتاج قيادة مشاعرنا أولا وقبل كل شيء، وهذا يجعلنا نفعل خاصية المرونة النفسية، إن عدم القدرة على التنبؤ بالحياة يشبه الطقس الخارج عن إرادتنا. ما يمكننا القدرة عليه هو استجابتنا، والتغلُّب على التحدّيات بمرونة ومهارة.
لا ندع الطقس يمنعنا من الوصول إلى الشاطئ، من خلال التركيز على ما هو تحت سيطرتنا، يمكننا أن نحقق أشياء أعظم ممّا نتصور.
فاصلة:
كن قائد مصيرك، دون أن تردعك العاصفة، ففي الشدائد اكتشف قوتك، وابحر للأمام.
Faheid2007D@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
معزب: علينا إجراء الانتخابات البرلمانية فقط وفك ارتباطها بالانتخابات الرئاسية
تجدد الجدل في ليبيا مرة ثانية، بعد تبني عدد من الشخصيات السياسية والأكاديمية والنشطاء وضع خريطة مستقبلية، تتضمن الاكتفاء بإجراء انتخابات برلمانية فقط، بهدف إنهاء حالة الانقسام السياسي والحكومي الراهن.
وأصدرت شخصيات سياسية وازنة بياناً، مساء الاثنين، قالت فيه إنه في حال انتخاب برلمان جديد فإن ولايته لن تتجاوز عامين، وفي هذه المدة يمكن استكمال المسار الدستوري، عبر إجراء استفتاء شعبي على مشروع الدستور المنجز عام 2017، ثم يعقب ذلك تنظيم انتخابات عامة.
ويرى رئيس «لجنة الشؤون السياسية» بمجلس الدولة الاستشاري، محمد معزب، أن «صعوبة التوافق حول شروط الترشح لمنصب رئيس الدولة، واتساع الفجوة بين أفرقاء الأزمة السياسية، لا يمهد لإجراء الانتخابات الرئاسية، أو لقبول نتائجها في حال عقدها».
ودعا معزب، وهو أحد الموقعين على البيان، إلى «ضرورة فك الارتباط بين إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية»، مشيراً إلى أنه «لا توجد خلافات تعوق إجراء الأخيرة».
وتحدث عن «لقاء ضم عدداً من رؤساء لجان مجلسه ونائبة رئيس البعثة الأممية، ستيفاني خوري»، وقال إن اللقاء ركز على «مخاطر إجراء الانتخابات الرئاسية في ظل المناخ المتأزم الراهن».
وفي رده على مقترح أن الاكتفاء بالانتخابات التشريعية في الوقت الرهن يستهدف البرلمان القائم، دون المساس ببقية السلطات، مثل حكومة «الوحدة» وحليفها المجلس الرئاسي، قال معزب: «هذا ليس حقيقياً»، موضحاً لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية أن الهدف هو «تجديد شرعية الأجسام الراهنة كافة، خصوصاً أنه وفق الاتفاق السياسي الموقع في مدينة الصخيرات المغربية، ستنتهي ولاية المجلس مع ولاية البرلمان»؛ أما بالنسبة للحكومة الوطنية فـ«الأمر لم يحسم، ولا يزال مفتوحاً للنقاش».