مع لقاء معالي وزير التعليم (2)
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
استكمالاً للقاء الصحفي لوزير التعليم والذي تحدث فيه عن عدة نقاط هامة منها كما سبق وأشرت إليه في المقال السابق عن (إعادة هيبة المعلم) هذا الجانب حفز المعلمين والمعلمات فليس هناك من هو أكثر منهم شوقاً لقرارات تدعم هيبتهم وذكر بعضهم في رسائل خاصة وردتني عن ارتباطاتهم بالقروض العقارية وكذلك القروض الشخصية وتمنوا لو تتدخل الوزارة مع الجهات المعنية في وضع نظام سداد للمعلمين يختلف عن غيرهم لأنهم الفئة الأهم ولن نسترسل في ذكر تداعيات الارتباطات المالية وتأثيرها على عطائهم ونفسياتهم ووضعهم بشكل عام ممّا يؤثر على موضوع هيبتهم بشكل أو بآخر ولعل إنشاء صندوق لدعم المعلمين كما أشار معاليه يحل ذلك، نسأل الله لكل معلمينا ومعلماتنا التوفيق والمكانة الرفيعة في الدنيا والآخرة.
دعونا نبحر في كلمات الوزير ولن أذكر ما قاله معاليه بالترتيب فكل ما ذكره مهم ، ذكر معاليه أهمية أن يعرف الطالب والمعلم وولي الأمر معاً ،حجم الإنفاق الحكومي على التعليم ،والاهتمام الكبير الذي توليه الدولة للتعليم، وهذه حقيقة بالفعل يجب أن يصل ذلك إليهم ،وهو سيصلهم ويلمسوه بجودة المباني والمرافق ورقي البيئة المدرسية وأدواتها وامتياز العاملين فيها، بمعنى ألا يكون هناك مبان متهالكة في كلها أو بعضها، وألا يكون من بين العاملين من عليهم ملاحظات تمنع تواجدهم في المدرسة ، ومن الأمور الرائعة التي تحدث عنها الوزير هي الاستبانة التي يعبئها مدراء المدارس كل نهاية أسبوع عن المشاكل لديهم في المدرسة ،لتلافيها ومعالجتها ومعرفة أي المناطق والأحياء التي تكثر فيها مشكلات معينة ويتشارك في حلها جهات عدة .
المهم هنا (يارب) تصف الاستبانات الواقع وتصل للوزير كما هو واقعها مع احترامي للجميع فهناك ربما من يعتقدون أنهم إذا قالوا للمسؤول (كل شيء تمام) فهم يقدمون له خدمة جليلة وما عرفوا أنهم بذلك يسيئون له ويقصرون مدة بقائه (إلا إذا كان هذا هدف) وهنا لابد من التدقيق فيمن ينقل للمسؤول، فالوزير المخلص يريد الحقائق كما هي حتى لو كانت موجعة والبطانة الصالحة المحبة للوطن وللمسؤول تنقل الأوضاع كما هي ،وبانتهاج هذا الأسلوب الواضح الشفاف ،سنجد مع مرور الوقت تلاشت المشكلات أو اضمحلت إلى حد بعيد ، لن نحقق ما نصبو إليه إلا بالمصداقية والشفافية والوضوح، ثم تحدث الوزير -وفقه الله وكان في عونه- ،عن اعتماد لقاء شهري مع مدراء التعليم وكم كنت أتمنى وغيري يتمنى ذلك أن اللقاءات الشهرية تكون منوعة بين أولياء أمور ومعلمين ومستثمرين كلاً على حدة ،ماذا لو كان في كل فصل دراسي لقاء بالمستثمرين وآخر بأولياء الأمورماذا لو وصل اللقاء للطلاب والطالبات لن يحل كثير من الأمور وينقي الأجواء التربوية مما يعكرها ويكدر صفوها إلا اللقاءات المباشرة مع الوزير شخصياً مع احترامي لمدراء التعليم فليس كلهم يودون أن يعرف المسؤول الأول كل شيء ربما من وجهة نظرهم حرصاً عليه بعدم إزعاجه وأنهم سيحلون المشكلة لكن كما ذكرت هم (يسيئون) إليه وإلى أنفسهم الشفافية مطلوبة والوضوح أساسي ويخدم المصلحة العامة بلا شك.
سأل أحد الصحفيين وزير التعليم عن الفصول الثلاثة وهل ستستمر، لم يجب معاليه عن هذا السؤال إجابة شافية يبحث عنها الناس وهي (سيتم إلغاؤها).
أيضاً وردتني تعليقات على المقال السابق ليت أصحابها يأذنون لي بنشرها كانت تتحدث عن نقطتين هامتين جداً وهي الفصول الثلاثة وتكدُّس الأطفال في الفصول. من أرسلوا لي ليسوا بأشخاص عابرين بل هم على مستوى من التعليم والتخصص بمعنى أن آراءهم يعتدّ بها كلهم كانوا معترضين على الفصول الثلاثة وسلبياتها الكثيرة وعلى تكدُّس الأطفال في فصول الروضات. مهم جداً أن يلتقي وزير التعليم بالمجتمع ليسمع منهم مباشرة.
أعجبتني عبارة قالتها إحدى المستثمرات في التعليم ، قالت : (نحن نريد من وزير التعليم أن يسمع منا لا يسمع عنا) ،لأنه بالفعل أحياناً من يكون بين المسؤول وبين المواطن (غير أمين) للأسف والواقع أن النجاح الحقيقي في أي وزارة هو اتصال الوزير بالجمهور المستفيد ،وكم أتمنى أن يكون للوزير لقاءات في كل منطقة ليرى ويسمع الواقع دون رتوش تجميلية، وهذا لا يقلل من جهود الإدارات التعليمية وعملهم الدؤوب فالنقص لا يعيب إذا كان تحت التصحيح وبرؤية جادة مخلصة وإلى مقال قادم ودمتم.
(اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً)
@almethag
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: وزیر التعلیم
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف: التعليم والأسرة هما الأساس في بناء الإنسان
أكد وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري اهتمام الحكومة ببناء الإنسان، ارتكازا على التعليم والصحة والعمل وجودة الحياة، وذلك حيث أن التعليم والأسرة هما الأساس في بناء الإنسان، إلى جانب التعليم والمؤسسة الدينية والإعلام والشارع.
جاء ذلك خلال مشاركة وزير الأوقاف في مؤتمر «الإنسان في الدولة الوطنية الحديثة»، والذي ينظمه منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية برئاسة الدكتور القس إندريه زكي، وبحضور الكاتب الصحفي أحمد كمال رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، والكاتب الصحفي حمدي رزق عضو الهيئة الوطنية للصحافة، ومجموعة من رجال الدين الإسلامي والمسيحي، وعدد من الشخصيات العامة والمثقفين والإعلاميين.
ووجه الأزهري الشكر للدكتور إندريه زكي، مشيدا بالعلاقة الطيبة التي تجمع بينهما، والتي تتسم بالصداقة والتفاهم، قائلا: «إنها علاقة تمتد لسنوات كثيرة، وهو رجل يستحق كل المحبة والاحترام»، كما أكد أنه يكن كل الاحترام للكاتب الكبير حمدي رزق، قائلا: «إنه قيمة وطنية وثقافية كبيرة نعتز به دائما».
وأضاف وزير الأوقاف «إن كل إنسان غال عند الله، فمن أجل الإنسان أسس السموات والأرض وأرسل الأنبياء وخلق من أجله كل شئ»، موضحا أن إحياء الإنسان يأتي بالتمسك بالرقي والتمسك بالحضارة والتقدم.
ونوه إلى أن مصر بكل التعريفات التي قيلت على مدى العصور تتلخص في «الإنسان»، فمن قام بالحضارة هو الإنسان، فالجيش المصري والانتصار في أكتوبر المجيد والأزهر الشريف والكنيسة، كلها قائمة على الإنسان المصري القوي، فمعنى مصر هي «إنسان مصري قوي»، وتابع: «مصر هي الإنسان المسلم والمسيحي معا، وهى أبناء الوادي وكل المحافظات معا، والمجتمع كله يجتمع لبناء الإنسان وإعادة تشغيل كل المؤسسات بكامل طاقتها، في بناء يراعى الوعى الصحيح».
ولفت الأزهري إلى أن إسرائيل تلتهم الأرض الفلسطينية قطعة ورا قطعة، موجها نداءً باسم ملايين المصريين للشعب الفلسطيني بالثبات على أرضهم رغم كل التحديات حتى لا يتم تصفية القضية، مشددا على أن حل القضية لن يتم إلا بإعلان الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
ومن جهته، قال الدكتور إندريه زكي «إن الدكتور أسامة الأزهري صاحب علم مستنير ووفير، ويؤمن بالتعددية وقيم التسامح التي يتحلى بها المجتمع، وهو يلعب دورا مهما في تماسك المجتمع»، موجها التهنئة للكاتب الصحفي حمدي رزق بعضوية الهيئة الوطنية للصحافة.
وأضاف: أن «التنمية والحضارة تأتيان من بناء الإنسان أولا، فكل النظريات منذ القدم ترتبط بتطوير وتنمية الإنسان وفكرة رأس المال البشري التي تقوم عليها الأمم، وأن ذلك الأمر يعد أمرا يحتاج للإعداد والبناء لخلق أجيال تشكل شخصية الإنسان»، لافتا إلى أن عملية بناء الإنسان متشعبة وتراكمية تقوم على خطة مركبة نبنى محاورها على استيعاب الأفراد لها، كما أنها عملية متغيرة وتختلف باختلاف ظروف كل مجتمع، وهي ليست مسئولية الدولة فقط، بل تشاركية بين كافة الأطراف.
وأشاد بمبادرة «بداية جديدة» الهادفة إلى الاستثمار في رأس المال البشري، وترسخ قيم الوطن والمشاركة بفاعلية في بناء الوطن، كما تتكاتف فيها كافة الجهود للوصول إلى هذه الأهداف، منوها إلى أنه من أهم المؤسسات التي تسهم في بناء الإنسان، هي المؤسسات الدينية لتأثيرها الشديد في حياة الناس، نظرا لقوة تأثير الخطاب الديني على الأفراد.
وتابع: «من الضروري أن نفرق بين الدين والخطاب الديني، فالدين نصوص مقدسة وردت في الكتب المقدسة وترسم علاقة الإنسان مع الله، في حين أن الخطاب الديني هو رؤى وتفاسير بشرية، وبناء عليه لابد من التركيز على قيم الرحمة والعدالة مع قبول التفاسير المختلفة للنص، فضلا عن التعامل باحترام مع المختلفين في الرأي مع التمسك بالقيم الأخلاقية التي ترسخ للسلام مع تعزيز التفكير النقدي، وربط النص الديني بسياقه التاريخي والعودة به لعصرنا الحالي مع تعزيز لغة الحوار والتأكيد عليها، على ألا يكون الحوار فقهيا ولاهوتيا، بل يكون مجتمعيا باعتبار أن المؤسسات الدينية جزء غير منفصل عن الوطن».
وشدد رئيس الطائفة الإنجيلية على أهمية السلوك الإنساني، وأن يكون الخطاب الديني محفزا على السلوك القويم من خلال الأمانة في العمل والحفاظ على البيئة.
ومن جانبه، قال الكاتب الصحفي حمدي رزق «إن العالم في حال حوار مستمر ودائم في مصر والخارج من خلال الهيئة الإنجيلية.. والدكتور إندريه زكي بمثابة جواهرجي يستطيع أن يختار الموضوعات ومن يقوم الحديث فيها.. والمجتمع به عدد من المشكلات يجب أن نقف عندها ونتحاور بشأنها من أجل الوصول للصورة المثلي لبناء الإنسان».
وأضاف: أن «الخطاب الديني يواجه عثرات ومقاومة، وذلك بسبب الخلط بين الدين والخطاب الديني، وهذا الأمر مهمة كبرى أمام وزارة الأوقاف»، مؤكدا أن لغة الحوار من أهم الآليات التي تسهم في تحقيق الغرض والهدف من تجديد الحوار الديني.
وبدورها، قالت رئيس قطاع أول الحوار بالهيئة القبطية الإنجيلية سميرة لوقا «إن المشاركة في مؤتمر اليوم يمثل مصر الحقيقية، ودعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي الخاصة بمبادرة «بناء الإنسان الجديد» تأتي تماشيا مع ما تقوم به الهيئة الإنجيلية على مدى تاريخها».
وتنظم الهيئة القبطية الإنجيلية على مدار اليوم وغدا الثلاثاء مؤتمر «الإنسان في الدولة المدنية الحديثة»، بحضور عدد رجال الدين الإسلامي والمسيحي والواعظات والراهبات والمفكرين والإعلاميين وأعضاء البرلمان وممثلين عن الأحزاب السياسية، ويضم جلسات عن دور مؤسسات التنشئة والمؤسسات الدينية في بناء الإنسان والمسؤولية الاجتماعية لمؤسسات الإعلام والثقافة.
اقرأ أيضاًوزير الأوقاف: هدفنا إعداد كوادر بشرية ذات مهارات إعلامية وإيجابية
وزير الأوقاف: سيناء ذات قيمة جليلة وعميقة في وجدان كل مصري
بالأسماء.. الأوقاف تفتتح 22 مسجدًا اليوم في عدد من المحافظات