إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

عادت قضية تجنيد اليهود المتدينين لتثير من جديد الخلافات في إسرائيل. وقد لوح بيني غانتس عضو حكومة الحرب الإسرائيلية الأحد بالاستقالة في حال أقر الكنيست تشريعا يبقي على إعفاء الرجال اليهود المتزمتين من الخدمة الإلزامية في الجيش. وطالما شكل هذا الموضوع محور جدل في إسرائيل، وقد عاد بقوة إلى الواجهة منتصف الشهر الجاري بعد مظاهرات شارك فيها الآلاف تدعو إلى التجنيد الإجباري لليهود المتدينين.

 

وقال غانتس المنتمي لتيار الوسط "لا يمكن للأمة أن تقبل ذلك، ويجب ألا يصوت الكنيست لصالحه، وأنا وزملائي لن نكون أعضاء في حكومة الطوارئ إذا أقر الكنيست مثل هذا التشريع".

وانضم القائد العسكري السابق الذي يحظى بتأييد أكبر مما يتمتع به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وفقا لأحدث استطلاعات الرأي، إلى حكومة الوحدة للمساعدة في إدارة الحرب على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بعد هجوم السابع تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وأوضح غانتس أن "قانون التجنيد الذي تعكف الحكومة على وضعه يعد خطأ أخلاقيا جسيما من شأنه أن يوجد صدعا عميقا داخل (مجتمعنا) في وقت نحتاج فيه إلى القتال معا في مواجهة أعدائنا".

ولن يتمكن حزب غانتس وحده من إسقاط حكومة نتنياهو. لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يعارض أيضا مشروع القانون، مما يشير إلى وجود معارضة داخل حزب ليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو.

وطالما كانت الإعفاءات السارية على اليهود المتشددين مصدرا للخلاف مع المواطنين الأكثر ميلا للعلمانية، وتسببت التعبئة المكلفة من أجل حرب غزة في الوقت الحالي في إذكاء جذوة ذلك الخلاف.

ويطالب اليهود المتشددون بالحق في الدراسة بالمعاهد اللاهوتية بدلا من الخدمة في الجيش لمدة ثلاثة أعوام. ويقول البعض إن نمط حياتهم المتدين قد يصطدم بالأعراف  والتقاليد العسكرية، بينما يعبر آخرون عن معارضتهم للدولة الليبرالية.

ويشكل اليهود المتشددون 13 بالمئة من سكان إسرائيل، وهي نسبة من المتوقع أن تزيد إلى 19 بالمئة بحلول 2035 بسبب ارتفاع معدلات المواليد بينهم. ويقول خبراء اقتصاديون إن الإعفاء من التجنيد يبقي بعضهم في المعاهد اللاهوتية بلا داع وخارج القوة العاملة.

ولم يكشف بعد عن تفاصيل التشريع المقترح، لكن أجزاء سربت لوسائل الإعلام الإسرائيلية أشارت إلى أنه سيبقي على الإعفاء المثير للجدل لليهود المتدينين من الخدمة العسكرية بل وربما يوسعه. كما أنه يهون من الخسائر الاقتصادية للسياسة المستمرة منذ عقود، والتي حذر خبراء اقتصاد كبار في إسرائيل مرارا من أن لها ثمنا باهظا.

وقال وزير الدفاع يوآف غالانت، الذي بدأ زيارة رسمية للولايات المتحدة، إنه من المقرر عرض مشروع القانون على مجلس الوزراء الثلاثاء وإنه لن يؤيده.

وقال مسؤولون إن مشروع القانون لن يرسل إلى البرلمان للموافقة عليه إلا بعد إقرار الحكومة له، وهي عملية قد تستغرق أسابيع أو أشهر.

وكانت الأحزاب الدينية المتشددة، التي تمثل نحو 13 بالمئة من سكان إسرائيل، شريكة في الحكومات المتعاقبة بقيادة نتنياهو. وفي المقابل طالبت بالسماح لناخبيها بالدراسة في المعاهد اللاهوتية بدلا من الخدمة في الجيش.

وأبطلت المحكمة العليا الإسرائيلية في عام 2018 قانونا يلغي التجنيد للرجال من اليهود المتزمتين، مشيرة إلى ضرورة تقاسم عبء الخدمة العسكرية بين جميع أطراف المجتمع الإسرائيلي.

ولم يقر البرلمان حتى الآن إجراءات جديدة، بينما ينتهي سريان القرار الذي أصدرته الحكومة بتأجيل تطبيق التجنيد الإلزامي لليهود المتزمتين في هذا الشهر. 

 وتعهد نتنياهو في شباط/ فبراير الماضي بأن تجد حكومته سبيلا إلى إنهاء إعفاء اليهود المتشددين من أداء الخدمة العسكرية في مواجهة ضغوط سياسية تهدد مستقبل ائتلافه الحاكم.

وأضاف نتنياهو في مؤتمر صحفي "سنحدد أهدافا لتجنيد اليهود المتشددين في جيش الدفاع الإسرائيلي وفي الخدمات المدنية الوطنية. سنحدد أيضا وسائل لتنفيذ هذه الأهداف".

فرانس24/رويترز

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: هجوم موسكو الحرب بين حماس وإسرائيل السنغال ريبورتاج بيني غانتس الخدمة في الجيش إسرائيل الكنيست بنيامين نتانياهو اليهودية بيني غانتس الحرب بين حماس وإسرائيل إسرائيل روسيا غزة فلسطين الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا من الخدمة

إقرأ أيضاً:

على أبواب حرب أهلية.غانتس يحذر من الاقتتال في إسرائيل بسبب نتانياهو

قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن رئيس حزب الوحدة الوطنية، بيني غانتس، التقى اليوم بوزير العدل ياريف ليفين في محاولة أخيرة لإقناعه بالتخلي عن مشروع قانون مثير للجدل وضعته حكومة نتانياهو للسيطرة على القضاة.

وحسب الصحيفة، عُقد الاجتماع قبل القراءتين النهائيتين في الكنيست، اللتان ستحددان مصير التشريع. وخلال اللقاء، قال غانتس لليفين إنه "يرتكب خطأً" إذا مضى قدماً في التصويت النهائي، وفق القناة  الإسرائيلية الـ12، في حين نقل موقع "واي نت" عنه قوله إن "إسرائيل على شفا حرب أهلية"

من جانبه، رد ليفين بأن التشريع يهدف إلى "رأب الصدع في الأمة"، مشيراً إلى أنه قُدّم للكنيست لأنه حل وسط بينه وبين وزير الخارجية جدعون ساعر، بعد أن أثار التشريع السابق موجة واسعة من المعارضة بسبب منحه الائتلاف الحاكم سيطرة شبه كاملة على تعيين القضاة.

وذكرت الصحيفة أن غانتس، وقبل لقائه مع ليفين، وجه رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، دعاه فيها إلى وقف التشريع.

وقالت الصحيفة إن غانتس كتب في رسالته إلى نتنياهو "أناشدك باعتبارك مسؤولاً يحمل على عاتقه واجب العمل لصالح جميع المواطنين في هذه البلد". وأضاف غانتس، وفق القناة الـ12 "مجتمعنا يعاني انقسامات غير مسبوقة منذ  أكتوبر (تشرين الأول) 2023. لا يزال 59 من مواطنينا محتجزين في غزة، وجنودنا، من مختلف التيارات السياسية، يقاتلون على عدة جبهات".

وحسب التقرير، حذّر غانتس في رسالته من العودة إلى التشريع المثير للجدل، الذي تسبب في انقسام وطني حاد في 2023، قائلاً إنه سيكون "تخلياً عن الشعب".

مقالات مشابهة

  • عاجل | يديعوت أحرونوت: مواجهات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين من الحريديم خرجوا احتجاجا على التجنيد بالجيش
  • غانتس محذرا وزير العدل: إسرائيل على حافة حرب أهلية
  • آلاف يتظاهرون ضد الحكومة الإسرائيلية بعد اتهام نتنياهو المعارضة بـإثارة الفوضى
  • على أبواب حرب أهلية.غانتس يحذر من الاقتتال في إسرائيل بسبب نتانياهو
  • بيني غانتس: إسرائيل على بعد خطوة واحدة من حرب أهلية
  • الفاتورة الأكثر مرارة.. كيف ستغير موازنة المتدينين وجه الاقتصاد الإسرائيلي؟
  • المعارضة الإسرائيلية تعترف: حكومة نتنياهو مجرمة
  • غانتس يدعو إلى إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل
  • إسرائيل.. غانتس يدعو لمقاومة الحكومة بما يتماشى مع القانون
  • غانتس وآيزنكوت: إسرائيل في طريقها إلى الكارثة التالية جراء الانقسام الداخلي