المجالس الرمضانية.. منابر الأحياء
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
خولة علي (دبي)
أخبار ذات صلة بطولات شبابية.. تتصدر مشهد الدراما المحلية «الحضرة الشفشاونية».. تراث صوفي وتناغم روحي الاتحاد الرمضاني تابع التغطية كاملةالمجالس الرمضانية محطة لا غنى عنها في الشهر الفضيل، فهي جزء لا يتجزأ من قيم وعادات المجتمع المحلي، حيث دأب الأجداد والآباء على إقامتها، رغبة في توثيق صلة الأرحام وتبادل الأحاديث التي تعكس فضائل وروحانية الشهر الفضيل.
تطوّر المجالس
يشير الاختصاصي الاجتماعي خالد الكعبي إلى أن المجالس الرمضانية نشأت منذ القِدم، حيث كانت الاجتماعات تقام في مجلس كبير العائلة، بعضها كانت قبل الإفطار وبعضها الآخر بعد صلاة التراويح للتواصل والزيارات العائلية بين الأسر أو القبائل الزيارات، من أجل تعرّف الأجيال على تقاليد المجالس، وإظهار قيم المودة والترابط بين العائلات أو بين القبائل. وكان للمجالس الأثر الكبير في نفوس الأفراد، لإرساء قيم التعاون بين الجميع، لتحقيق أهدافهم ومواجهة التحديات وحل المشكلات. وتتنوع القضايا التي تُناقش في المجالس على اختلاف الوقت وما يشهده من تغيرات، ففي السابق كانت تُثار قضايا السنع وتربية الأبناء والتعليم وشأن الأسر والمجتمع بشكل عام، ثم تنوعت حتى وصلت إلى قضايا التكنولوجيا والألعاب الإلكترونية، ومناقشة بعض الشؤون الاقتصادية والاجتماعية، وطرح بعض القضايا المتنوعة التي تلامس حياة الناس.
نشر الوعي
ويقول الكعبي: هناك مشاركات من قبل المؤسسات الرسمية وجمعيات النفع العام المعتمدة في إحياء هذه المجالس، يقدمها متخصصون لجذب أفراد المجتمع، وما يجعل التواصل بين أفراد المجتمع والمؤسسات سهلاً، كما تسعى المؤسسات إلى التعريف بخدماتها على مستوى المجتمع ككل، وتحديد الفئات المستفيدة من هذه الخدمات، ما يعزّز ثقة أفراد المجتمع فيها، وتعظيم دورها في خدمة المجتمع ونشر الوعي بالقضايا المختلفة، وتغليب مصلحة أفراد المجتمع في شؤون الحياة.
ويتابع: في السابق كان الجميع لديه الحماس للحضور، بسبب نمط حياة الأسر والارتباط الوثيق بين مرتادي المجالس.
روحانية وتسامح
ويؤكد الإعلامي الدكتور علي سالمين على أن المجالس الرمضانية في الإمارات جزء لا يتجزأ من تقاليد وثقافة المجتمع، لاسيما في الشهر الفضيل حيث تجتمع العائلات والأصدقاء لقضاء وقت مميز خلال تناول الإفطار الجماعي وأداء صلاة التراويح، وتبادل التحية والأحاديث. وهذه المجالس تسهم في إضفاء حالة من الروحانية والترابط الاجتماعي، وتعكس قيَم التسامح والتضامن في هذا الشهر الكريم، كما تشهد فعاليات ثقافية وترفيهية ومسابقات قرآنية، وورش عمل فنية للأطفال، ما يضفي أجواءً استثنائية لا تُنسى.
تبادل الخبرات
يرى سالمين أن المجالس الرمضانية في الإمارات تتيح فرصة لتبادل الخبرات بين أفراد المجتمع، فهي تحث على الخير والعطاء من خلال الأعمال الخيرية وتوزيع الإعانات على الفقراء، لتحقيق التكافل والتضامن بين أفراد المجتمع، وإذكاء روح العطاء التي تزداد في شهر رمضان. ويوضح أهمية المجالس الرمضانية في التواصل بين مختلف الجنسيات والثقافات، حيث يشارك الناس من خلفيات متنوعة، ما يعزز التواصل والاحترام المتبادل، ويجسد روح التسامح التي تتميز بها الإمارات.
طقوس
يشير د. سيف بن عبود، باحث في التاريخ، إلى أن فئات المجتمع المختلفة تقصد هذه المجالس بعد أداء صلاة التراويح، لتبادل الحديث حول مختلف الموضوعات التي تهم أفراد المجتمع، والحفاظ على العادات والتقاليد وصون التراث ونقله إلى الشباب والأطفال. وهي بمثابة منابر يلتقي فيها أبناء الحي والأصدقاء، موضحاً أن للمجالس طقوساً خاصة، تبدأ باستقبال الضيوف بالطيب، ثم احتساء القهوة العربية مع التمر، ضمن طقوس خاصة بـ«المقهوي» الذي يحمل دلة القهوة بيساره والفناجين بيمينه، ثم يصب القهوة للحضور بدءاً بالكبير، وبعد الانتهاء من احتساء القهوة يهز الضيف الفنجان بطريقة معينة، وهذه العادات والتقاليد جزء لا يتجزأ من طقوس كرم الضيافة في الإمارات، كما لا تخلو المجالس من الأطعمة ذات الطابع الشعبي والتراثي، خصوصاً في رمضان، ومنها اللقيمات والهريس والثريد والعيش مع اللحم والفواكه.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: رمضان صلاة التراويح الألعاب الإلكترونية أفراد المجتمع الشهر الفضیل
إقرأ أيضاً:
70 ألف تطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية قدمتها «الإمارات الصحي»
سامي عبد الرؤوف (أبوظبي)
أعلنت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، تقديمها تطعيم الوقاية من مرض الإنفلونزا لأكثر من 70 ألف شخص، منذ بداية الحملة الوطنية للتوعية والتطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية، مطلع شهر أكتوبر الماضي، مشيرة إلى أنها مستمرة في توفير اللقاح، من خلال 134 مرفقاً طبياً موزعة في 6 إمارات.
في موازاة ذلك، أكدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن الحملة الوطنية للإنفلونزا الموسمية للعام 2024 - 2025، حققت حتى الآن نجاحاً ملحوظاً بإبقاء حالات الإصابة ضمن المعدلات الطبيعية التي تحدث في فصل الشتاء، وكذلك تمكنت من تقليل مضاعفات المرض عند الإصابة، وذلك وفقاً للتواصل والتنسيق والمتابعة مع الجهات الصحية الاتحادية والمحلية على مستوى الدولة.
وقال الدكتور حسين عبد الرحمن الرند، الوكيل المساعد لقطاع الصحة العامة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، لـ«الاتحاد»: «الجهات الصحية المشاركة بالحملة الوطنية للإنفلونزا تقوم حالياً بجهود على مستويين متوازيين في التعامل مع هذا المرض، هما: التوعية من جهة، وتوفير التطعيم من جهة ثانية، وذلك بهدف رفع مستوى الوعي المجتمعي، وتعزيز سبل الوقاية، والحد من مضاعفات المرض».
وأكد، أن الجهود الوطنية المبذولة ساهمت بشكل كبير في تحفيز أفراد المجتمع على تلقي التطعيم، والتقليل من شدة ومضاعفات المرض في حالة الإصابة، مشدداً على أن الحصول على التطعيم يحمي المجتمع، بما في ذلك الفئات المعرضة لخطر المرض ومضاعفاته. وتشير الإحصائيات العالمية الرسمية، إلى حدوث ما يتراوح بين 3 إلى 5 ملايين حالة إصابة بمرض الإنفلونزا الموسمية سنوياً على مستوى العالم، منهم ما بين 290 ألفاً و650 ألف حالة وفاة، جراء مضاعفات الجهاز التنفسي.
ونوه الرند، بما حققته الحملة الوطنية للتوعية والتطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية، حتى الآن، من تطوير واستجابة النظام الصحي للأمراض التنفسية، وتعزيز آليات الترصد، بفضل تكامل أداء الجهات الصحية والعمل بمنظومة صحية وطنية، من أجل تحسين نتائج المؤشر الاستراتيجي لنسبة التغطية بالتطعيمات، وذلك من خلال إتاحتها في شبكة المرافق الصحية.
وذكر أن الحالات التي تراجع القطاع الصحي المصابة بالإنفلونزا الموسمية هي في الحدود الطبيعية، مقارنة مع فترة الشتاء، واستناداً إلى المعدلات العالمية المتعلقة بالمرض، وذلك نتيجة تضافر الجهود الوطنية.
وكانت الجهات الصحية على مستوى الدولة أطلقت الحملة السنوية الوطنية للتوعية والتطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية تحت شعار«حصّن نفسك.. احمِ مجتمعك»، وتستمر إلى نهاية شهر مارس 2025.
توفير التطعيم في 134 مستشفى ومركزاً صحياً
قالت الدكتورة شمسة ماجد لوتاه، مدير إدارة خدمات الصحة العامة في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، في تصريح لـ«الاتحاد»: «المؤسسة توفر التطعيم المضاد للإنفلونزا الموسمية في 134 مستشفى ومركزاً صحياً تابعاً لها في 6 إمارات، ابتداء من دبي وحتى الفجيرة».
وأضاف: «تم تطعيم أكثر من 70 ألف شخص مع تغطية نسبة 90% من الأشخاص الأكثر عرضة للمرض من الفئات المستهدفة، وحققت المؤسسة نسبة زيادة، بما يقارب 35% من العام السابق فيما يتصل بدور المؤسسة في الحملة الوطنية السنوية للإنفلونزا الموسمية».
وأعلنت أنه تم تنفيذ أكثر من 280 حملة للإنفلونزا الموسمية المستهدف فيها الفئات الأكثر عرضة، من خلال وجود الحملة في مراكز التسوق وأماكن العمل والمجمعات السكانية.
وأشارت إلى تنفيذ المؤسسة خطة شاملة لتقديم باقة تثقيفية متنوعة، لتوعية أفراد المجتمع بطرق الوقاية من الإنفلونزا وأسباب انتشارها، وحث أفراد المجتمع لأخذ اللقاح، واتباع الإجراءات الوقائية، للحد من انتشار المرض لضمان سلامتهم.
وتطرقت إلى تكثيف الجهود المشتركة لتعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية اللقاح الذي يعدّ الوسيلة الأكثر فعالية للوقاية من الإنفلونزا، والحد من مضاعفاتها، إلى جانب اتباع الإجراءات الوقائية للحد من انتشار عدوى الإنفلونزا في المجتمع، مشيرة إلى تنظيم حملات على المدارس للتوعية والتطعيم للطلاب، وكذلك في العديد من السكنات العمالية.
ولفتت إلى توفير التطعيم مجاناً للفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، بينما يعطي بقيمة رمزية للفئات الأخرى، وحثت كل شخص يبلغ من العمر 6 أشهر أو أكثر على الحصول على اللقاح السنوي، خاصة الفئات الأكثر عرضة. وتشمل الفئات المستهدفة بالتطعيم: الحوامل، والأفراد من 50 فما فوق، والمصابين بأمراض مزمنة، والأطفال دون 5 سنوات، والعاملين في المجال الصحي.
فعالية التطعيم
أوضحت مدير إدارة خدمات الصحة العامة في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن لقاح الإنفلونزا الموسمية أثبت فعاليته وأمانه على مدى 6 عقود في الوقاية من الإصابة بالإنفلونزا بنسبة نجاح عالية، كما يقلل من حدة مضاعفات المرض، ونسب مراجعة المستشفيات، مشيرة إلى أن الجسم يحتاج لمدة تصل إلى أسبوعين، للحصول على المناعة من المرض.
وذكرت لوتاه، أن البرامج والأنشطة المتعددة التي تنفذها المؤسسة تدعم أهداف الحملة للوصول إلى أكبر شريحة من أفراد المجتمع لتعزيز الصحة العامة كمسؤولية مشتركة بين الجهات الصحية وأفراد المجتمع.