بطولات شبابية.. تتصدر مشهد الدراما المحلية
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
تامر عبدالحميد (أبوظبي)
تتصدر البطولات الشبابية المشهد الدرامي المحلي، عبر مسلسلات تنافس بقوة في «ماراثون 2024»، على قنوات «شبكة أبوظبي للإعلام» وتطبيق AD tv، بهدف دعم المواهب المحلية في أعمالها الفنية، التي تولت إنتاجها هذا العام، ومنها مسلسل «البوم» الذي يُعرض على شاشة قناة «أبوظبي»، ويشارك في بطولته كل من عمر الملا، عبدالله بن حيدر، رحاب العطار، بدر الحكمي، ومسلسل «خطاف» الذي من المقرر أن يعرض في النصف الثاني من رمضان، ويشارك في بطولته أيضاً مجموعة من المواهب التي يظهر بعضها على الشاشة الفضية للمرة الأولى.
محتوى هادف
تميزت الأعمال الدرامية الإماراتية التي لعبت بطولتها مواهب واعدة بتنوع في قصصها، وتقديم محتوى جاد وهادف، يمزج بين الاجتماعي والكوميدي والتاريخي والرياضي، ومنها مسلسل «البوم»، الذي حصد ردود أفعال إيجابية من المتابعين على مواقع التواصل، وتصدرت بعض مشاهده الـ «ترند» على الـ «سوشيال ميديا». ويستعرض قصة عن الصراع والطموح والأمل، وتدور أحداثه حول حكاية بحار إماراتي يدعى «شهاب الناصي» يجسده عمر الملا، الذي استطاع بطموحه وقوته أن يؤسس لتجارة بحرية، وحين يقرر البحارة السفر في مركب خشبي باتجاه الهند، تندلع الحرب العالمية الثانية، ويدخلون في مغامرة كبرى مليئة بالأحداث الشائقة، وهو من تأليف عماد الدين حكيم، وإخراج الأسعد الوسلاتي.
نقلة نوعية
وأوضح بطل العمل عمر الملا، أن «البوم» نقلة نوعية في الدراما الإماراتية من حيث ضخامة الإنتاج وأماكن التصوير، حيث صُور بين الإمارات والهند في 5 شهور تقريباً، لافتاً إلى أنه على الرغم من أنه شارك في أعمال درامية محلية سابقة، إلا أن «البوم» بالنسبة له نقلة نوعية، لاسيما أنه قصة واقعية وملحمة وأسطورة تاريخية مبنية على أحدث حقيقية، ورائعة بتوقيع المخرج الأسعد الوسلاتي، والتي نسجها الكاتب عماد الدين الحكيم، وشارك في صناعتها نخبة من المبدعين، لسرد حكاية النوخذة «شهاب» التي يعبر المشاهد معها إلى عبق التاريخ، ليعيش صراعاً على الشاشة من أجل الكرامة.
وأشاد الملا بدعم القنوات المحلية، خصوصاً قنوات تلفزيون أبوظبي، للدراما الإماراتية، وحرصها على مشاركة المواهب الشبابية كعنصر أساسي في أعمالها الفنية، الأمر الذي يسهم في إظهار عناصر فنية جديدة في عالم التمثيل
تجارب أداء
من جهته، أعرب الممثل عبد الله بن حيدر عن سعادته، لمشاركته في بطولة مسلسلي «البوم» و«خطاف»، وقال: شكراً «شبكة أبوظبي للإعلام» على الدعم والحرص على تقديم أعمال درامية إماراتية ترقى بمستوى المشاهد العربي، والتي شارك في بطولتها نخبة من المبدعين، الذين اختِيروا بعد تجارب أداء عدة، شارك فيها أكثر من 400 ممثل، وتم اختيار الأفضل من بينهم ليتصدروا بطولة «البوم» و«خطاف»، منوهاً إلى أنه اختِير أيضاً من قبل المنتج ياسر حارب ليكون مخرج تجارب الأداء، ليتولى هذه المسؤولية إلى جانب عمله الرئيس كممثل.
فرصة عظيمة
رحاب العطار التي شاركت سابقاً في مسلسلات «بنت صوغان» و«كنا أمس» و«بنات الملاكمة»، تجسد شخصية «خولة» في مسلسل «البوم»، وحول مشاركتها في العمل، قالت: فرصة عظيمة قدمتها لنا «شبكة أبوظبي للإعلام»، بأن نكون جزءاً من هذا العمل المميز، الذي توفرت فيه كل عناصر النجاح، سواء القصة المختلفة أو المضمون المميز.
ولفتت العطار إلى أنه وللمرة الأولى يجتمع مجموعة من الشباب المتميزين، الذين يظهر بعضهم على الشاشة الفضية للمرة الأولى، لتنفيذ عمل ضخم مثل «البوم» الذي أظهر قدرات المواهب الواعدة وإمكاناتهم العالية التي تؤهلهم ليكونوا نجوم المستقبل.
رياضة ومغامرة
أما مسلسل «خطاف» الذي يستعرض قصة مختلفة في الدراما المحلية، تمزج بين الرياضة والمغامرة في إطار اجتماعي، وتدور قصته حول الشاب الإماراتي المكافح «ماجد» الذي يجسده محمد مصطفى، ويسعى لأن يكون بطلاً عالمياً في مجال الرياضات القتالية المختلطة MMA، لكنه يواجه خيانة من أقرب الناس إليه، ما يضع أمامه عقبات كبيرة للوصول إلى هدفه، ويشارك في بطولته عبد الله بن حيدر وفاتن أحمد، من تأليف محمد خميس ومسعود أمر الله، وإخراج علي مصطفى.
بداية حقيقية
وحول لعبه دور البطولة في المسلسل، أعرب محمد مصطفى عن سعادته البالغة بأن يتصدى لبطولة «خطاف»، موجهاً شكره لـ «شبكة أبوظبي للإعلام» على الدعم الكبير، والمخرج علي مصطفى الذي شارك معه في أدوار بسيطة من قبل في «المختارون» و«دار الحي»، على ترشيحه لتجسيد شخصية «ماجد»، وقال: شعرت بأن «خطاف» جزء من حياتي الواقعية، وأن هذا الدور سيكون بدايتي الحقيقية في مجال التمثيل، لاسيما أنني سافرت بالفعل إلى تايلند، وتدربت على رياضة الـ«موتاي» وعملت كمدرب «يوجا»، ورغم التحديات والصعوبات التي واجهتها في هذا العمل، خصوصاً في مشاهد القتال، إلى أنني كنت متحمساً لتقديم عمل يمثل علامة بارزة في الدراما المحلية.
«بيت أبونا»
في إطار الدراما الشبابية الاجتماعية الكوميدية، المتصلة بالشخصيات، والمنفصلة بالأحداث والقصص التي تحدث في كل حلقة، يجتمع الممثلان مروان عبد الله وعبد الله خليل في مسلسل «بيت أبونا» الذي يطرح قضايا اجتماعية وأسرية ملامسة لشرائح المجتمع كافة، وتدور أحداثه حول الأشقاء «حميد» و«مايد» و«ريم»، الذين يتوفى والدهم، ويرثون عنه منزلاً كبيراً، ولكن مع فتح وصية الأب تقع المفاجأة التي لم تكن في الحسبان، وهو من إخراج عبد الرحمن السلمان.
تجربة فريدة
أشار عبدالله بن حيدر إلى أن «البوم» قصة وتجربة فريدة من نوعها، تستعرض شجاعة وصمود رجال في مواجهة الظلم والتغلب على الظروف الصعبة، كما يتضمن رسائل هادفة تتمثل في التسلح بالقوة والعزيمة والتكاتف من أجل الوطن، والتغلب على التحديات.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الدراما رمضان شبكة أبوظبي للإعلام شبکة أبوظبی للإعلام عبد الله شارک فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟
ما دمنا لم نفارق بعد نظام القطب الواحد المهيمن على العالم تظل النظرية القديمة التي نقول إن الشعب الأمريكي عندما يختار رئيسه فهو يختار أيضا رئيسا للعالم نظرية صحيحة. ويصبح لتوجه هذا الرئيس في فترة حكمه تأثير حاسم على نظام العلاقات الدولية وحالة الحرب والسلم في العالم كله.
ولهذا فإن فوز دونالد ترامب اليميني الإنجيلي القومي المتشدد يتجاوز مغزاه الساحة الداخلية الأمريكي وحصره في أنه يمثل هزيمة تاريخية للحزب الديمقراطي أمام الحزب الجمهوري تجعله عاجزا تقريبا لمدة ٤ أعوام قادمة عن منع ترامب من تمرير أي سياسة في كونجرس يسيطر تماما على مجلسيه.
هذا المقال يتفق بالتالي مع وجهة النظر التي تقول إن اختيار الشعب الأمريكي لدونالد ترامب رئيسا للمرة الثانية ـ رغم خطابه السياسي المتطرف ـ هو دليل على أن التيار الذي يعبر عنه هو تيار رئيسي متجذر متنامٍ في المجتمع الأمريكي وليس تيارا هامشيا.
فكرة الصدفة أو الخروج عن المألوف التي روج لها الديمقراطيون عن فوز ترامب في المرة الأولى ٢٠١٦ ثبت خطأها الفادح بعد أن حصل في ٢٠٢٤ على تفويض سلطة شبه مطلق واستثنائي في الانتخابات الأخيرة بعد فوزه بالتصويت الشعبي وتصويت المجمع الانتخابي وبفارق مخيف.
لكن الذي يطرح الأسئلة الكبرى عن أمريكا والعالم هو ليس بأي فارق من الأصوات فاز ترامب ولكن كيف فاز ترامب؟ بعبارة أوضح أن الأهم من الـ٧٥ مليون صوت الشعبية والـ٣١٢ التي حصل عليها في المجمع الانتخابي هو السياق الاجتماعي الثقافي الذي أعاد ترامب إلى البيت الأبيض في واقعة لم تتكرر كثيرا في التاريخ الأمريكي.
أهم شيء في هذا السياق هو أن ترامب لم يخض الانتخابات ضد هاريس والحزب الديمقراطي فقط بل خاضه ضد قوة أمريكا الناعمة بأكملها.. فلقد وقفت ضد ترامب أهم مؤسستين للقوة الناعمة في أمريكا بل وفي العالم كله وهما مؤسستا الإعلام ومؤسسة هوليوود لصناعة السينما. كل نجوم هوليوود الكبار، تقريبا، من الممثلين الحائزين على الأوسكار وكبار مخرجيها ومنتجيها العظام، وأساطير الغناء والحاصلين على جوائز جرامي وبروداوي وأغلبية الفائزين ببوليتزر ومعظم الأمريكيين الحائزين على نوبل كل هؤلاء كانوا ضده ومع منافسته هاريس... يمكن القول باختصار إن نحو ٩٠٪ من النخبة الأمريكية وقفت ضد ترامب واعتبرته خطرا على الديمقراطية وعنصريا وفاشيا ومستبدا سيعصف بمنجز النظام السياسي الأمريكي منذ جورج واشنطن. الأغلبية الساحقة من وسائل الإعلام الرئيسية التي شكلت عقل الأمريكيين من محطات التلفزة الكبرى إلي الصحف والمجلات والدوريات الرصينة كلها وقفت ضد ترامب وحتى وسائل التواصل الاجتماعي لم ينحز منها صراحة لترامب غير موقع إكس «تويتر سابقا». هذه القوة الناعمة ذات السحر الأسطوري عجزت عن أن تقنع الشعب الأمريكي بإسقاط ترامب. صحيح أن ترامب فاز ولكن من انهزم ليس هاريس. أتذكر إن أول تعبير قفز إلى ذهني بعد إعلان نتائج الانتخابات هو أن ترامب انتصر على هوليوود. من انهزم هم هوليوود والثقافة وصناعة الإعلام في الولايات المتحدة. لم يكن البروفيسور جوزيف ناي أحد أهم منظري القوة الناعمة في العلوم السياسية مخطئا منذ أن دق أجراس الخطر منذ ٢٠١٦ بأن نجاح ترامب في الولاية الأولى هو مؤشر خطير على تآكل حاد في القوة الناعمة الأمريكية. وعاد بعد فوزه هذا الشهر ليؤكد أنه تآكل مرشح للاستمرار بسرعة في ولايته الثانية التي تبدأ بعد سبعة أسابيع تقريبا وتستمر تقريبا حتى نهاية العقد الحالي.
وهذا هو مربط الفرس في السؤال الكبير الأول هل يدعم هذا المؤشر الخطير التيار المتزايد حتى داخل بعض دوائر الفكر والأكاديميا الأمريكية نفسها الذي يرى أن الإمبراطورية ومعها الغرب كله هو في حالة أفول تدريجي؟
في أي تقدير منصف فإن هذا التآكل في قوة أمريكا الناعمة يدعم التيار الذي يؤكد أن الامبراطورية الأمريكية وربما معها الحضارة الغربية المهيمنة منذ نحو٤ قرون على البشرية هي في حالة انحدار نحو الأفول. الإمبراطورية الأمريكية تختلف عن إمبراطوريات الاستعمار القديم الأوروبية فبينما كان نفوذ الأولى (خاصة الإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية) على العالم يبدأ بالقوة الخشنة وبالتحديد الغزو والاحتلال العسكري وبعدها يأتي وعلى المدى الطويل تأثير قوتها الناعمة ولغتها وثقافتها ونظمها الإدارية والتعليمية على شعوب المستعمرات فإن أمريكا كاستعمار إمبريالي جديد بدأ وتسلل أولا بالقوة الناعمة عبر تقدم علمي وتكنولوجي انتزع من أوروبا سبق الاختراعات الكبرى التي أفادت البشرية ومن أفلام هوليوود عرف العالم أمريكا في البداية بحريات ويلسون الأربع الديمقراطية وأفلام هوليوود وجامعات هارفارد و برينستون ومؤسسات فولبرايت وفورد التي تطبع الكتب الرخيصة وتقدم المنح وعلى عكس صورة المستعمر القبيح الأوروبي في أفريقيا وآسيا ظلت نخب وشعوب العالم الثالث حتى أوائل الخمسينات تعتقد أن أمريكا بلد تقدمي يدعم التحرر والاستقلال وتبارى بعض نخبها في تسويق الحلم الأمريكي منذ الأربعينيات مثل كتاب مصطفى أمين الشهير «أمريكا الضاحكة». وهناك اتفاق شبه عام على أن نمط الحياة الأمريكي والصورة الذهنية عن أمريكا أرض الأحلام وما تقدمه من فنون في هوليوود وبروداوي وغيرها هي شاركت في سقوط الاتحاد السوفييتي والمعسكر الشيوعي بنفس القدر الذي ساهمت به القوة العسكرية الأمريكية. إذا وضعنا الانهيار الأخلاقي والمستوى المخجل من المعايير المزدوجة في دعم حرب الإبادة الإسرائيلية الجارية للفلسطينيين واللبنانيين والاستخدام المفرط للقوة العسكرية والعقوبات الاقتصادية كأدوات قوة خشنة للإمبراطورية الأمريكية فإن واشنطن تدمر القوة الناعمة وجاذبية الحياة والنظام الأمريكيين للشعوب الأخرى وهي واحدة من أهم القواعد الأساسية التي قامت عليها إمبراطورتيها.
إضافة إلى دعم مسار الأفول للإمبراطورية وبالتالي تأكيد أن العالم آجلا أو عاجلا متجه نحو نظام متعدد الأقطاب مهما بلغت وحشية القوة العسكرية الأمريكية الساعية لمنع حدوثه.. فإن تطورا دوليا خطيرا يحمله في ثناياه فوز ترامب وتياره. خاصة عندما تلقفه الغرب ودول غنية في المنطقة. يمكن معرفة حجم خطر انتشار اليمين المتطرف ذي الجذر الديني إذا كان المجتمع الذي يصدره هو المجتمع الذي تقود دولته العالم. المسألة ليست تقديرات وتخمينات يري الجميع بأم أعينهم كيف أدي وصول ترامب في ولايته الأولى إلى صعود اليمين المتطرف في أوروبا وتمكنه في الوقت الراهن من السيطرة على حكومات العديد من الدول الأوروبية بعضها دول كبيرة مثل إيطاليا.
لهذا الصعود المحتمل لتيارات اليمين المسيحي المرتبط بالصهيونية العالمية مخاطر على السلم الدولي منها عودة سيناريوهات صراع الحضارات وتذكية نيران الحروب والصراعات الثقافية وربما العسكرية بين الحضارة الغربية وحضارات أخرى مثل الحضارة الإسلامية والصينية والروسية.. إلخ كل أطرافها تقريبا يمتلكون الأسلحة النووية!!
حسين عبد الغني كاتب وإعلامي مصري