«الحضرة الشفشاونية».. تراث صوفي وتناغم روحي
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
محمد نجيم (الرباط)
لا يُذكر اسم مدينة «شفشاون» إلا وتذكر معها فرقة «الحضرة الشفشاونية» أو«الحضرة الشاوينية» نسبة للمدينة التي انطلق منها هذا الفن العريق واشتهرت به، وشفشاون أو الشاون، هي فرقة موسيقية مكونة بالكامل من النساء من مختلف الأعمار، يرتدين زياً جميلاً موحداً مستوحى من تصاميم الملابس المغربية الأصيلة، والتي يعود تاريخها إلى أكثر من أربعة قرون، كما أن فرقة «الحضرة الشفشاونية» هي الوحيدة من نوعها في الوطن العربي التي تعيد الاعتبار لزي المرأة المغربية بجماليته وعراقة تاريخه، والذي يتناغم مع ما تقدمه فرقة «الحضرة الشفشاونية» من أغان صوفية نابعة من التراث المغربي والأندلسي.
غناء صوفي
تقول أرحوم البقالي، رئيسة ومؤسسة فرقة الحضرة الشفشاونية، إن فرقتها التي تقدم سهراتها خلال ليالي رمضان والمناسبات الدينية، تأسست عام 2004، لتكون أول فرقة نسائية تعنى بالحفاظ واستدعاء الطرب والغناء الصوفي المغربي، لإحيائه وتجديده وليتلاءم مع العصر دون الإخلال بمرتكزاته وأسسه وتقاليده، موضحة أن فرقتها هي الوحيدة في المغرب التي استطاعت أن تشارك في عدد من المهرجانات والمحافل الدولية، من بينها الإمارات، لتقديم تراث المغرب وأصالة تاريخه وما يحفل به من كنوز بديعة من الأشعار والأمداح النبوية والقصائد الصوفية، التي تطرب القلب وتدخل الفرح إلى النفوس. أخبار ذات صلة شهر رمضان..فرصة مثالية للإقلاع عن التدخين تكريم الفائزين في جائزة عجمان للقرآن الكريم
حالة روحية
أما الباحثة والأستاذة الجامعية فاطنة بوشمال، فتقول: إن فن الحضرة مرادف لمدينة شفشاون وأسوارها وبيوتها الزرقاء، وأن مصطلح «الحضرة» هو لفظ صوفي مشتق من الحضور الذي يراد به إدراك حالة روحية ونفسية يعيشها المتصوفة تقرباً إلى الله تعالى، كما يراد به أيضاً اجتماع أهل الطريقة الصوفية للذكر والسماع، مؤكدة أن «الحضرة» تعني بهذا المفهوم أقوال وحركات وأحوال، وأقوال الحضرة هي من الشعر الموزون أو الشعر الملحون، إضافة إلى بعض الأذكار والابتهالات، مع ترديد بعض الآيات الكريمة.
إلى العالمية
وترى الباحثة فاطنة بوشمال، أن النساء اللواتي يقدمن فن الحضرة، قبل عقود من الزمن، لم يكن طموحهن الشهرة أو الربح المادي، بل كن يقدمن «الحضرة الشفشاونية» في زوايا المدينة وبيوتها القديمة بدافع ديني، قبل أن يأتي الجيل الجديد من الفتيات ويخترن الخروج بفنهن وإنشادهن الصوفي وآلاتهن إلى المسارح، ويشاركن في المهرجانات والحفلات العامة، محلياً وعربياً وعالمياً، لتقديم تراث مغربي أصيل ضارب في القدم، وهذا ما جعل «الحضرة الشفشاونية» تصل شهرتها إلى مناطق متفرقة من العالم.
طقوس «الحضرة»
أوضحت الباحثة والأستاذة الجامعية فاطنة بوشمال، قائلة: «كانت النساء تلتقي بصفة أسبوعية للقيام بطقوس الحضرة بين صلاتي العصر والمغرب، كل يوم جمعة، حيث تشكلت أولى الفرق النسائية بالزوايا، وشرعت في تنشيط حفلات المولد النبوي والعودة من الحج والعقيقة وغيرها من الحفلات الخاصة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: رمضان المغرب التراث المغربي الإمارات
إقرأ أيضاً:
"لعبة النهاية" يمثل مصر في مسابقة أيام قرطاج المسرحية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت إدارة مهرجان أيام قرطاج المسرحية بتونس، اختيار عرض "لعبة النهاية" من إنتاج فرقة مسرح الطليعة بالبيت الفني للمسرح برئاسة المخرج هشام عطوة، ضمن المسابقة الرسمية لنسخة هذا العام من منافسات المهرجان الشهير.
أعرب المخرج هشام عطوة رئيس البيت الفني للمسرح، عن سعادته الكبيرة بمشاركة عرض لعبة النهاية ضمن عروض المسابقة الرسمية لمهرجان في أهمية مهرجان قرطاج، مما يمثله ذلك من دلالة على تفرد عروض البيت الفني للمسرح و خاصة فرقة مسرح الطليعة، التي طالما شاركت في مختلف المحافل الدولية، ومثلت المسرح المصري تمثيلا يفخر به الجميع.
يقول المخرج عادل حسان مدير مسرح الطليعة، إن "لعبة النهاية" عن نص لصمويل بيكيت، أعادت فرقة مسرح الطليعة باعتباره أول عمل قدمته الفرقة عند افتتاحها عام 1962، لمناسبة مرور ستين عاماً على عرضه الأول وضمن مشروعها الاستعادي لتراث الفرقة، أن نسخة "لعبة النهاية"2024، من إخراج السعيد قابيل، بينما حملت نسخة العام 1962 توقيع الراحل الكبير سعد أردش.
تدور مسرحية لعبة النهاية أو نهاية اللعبة، كما أرادها مؤلفها بيكيت، حول أربع شخصيات، «هام» الرجل المشلول كفيف البصر الذى يجلس عاجزا على كرسيه المتحرك يرى الحياة من خلال خادمه المطيع «كلوف»، ذلك الخادم المسكين المهمش الذى لا يدرى سببا لطاعة سيده ولا يفضل صحبته، ولكنه يجد نفسه مضطرا للسمع والطاعة وتلبية رغباته التافهة والإجابة عن أسئلته المكررة، بينما تعيش شخصيتان من العالم الافتراضي في براميل صدئة هما «ناج» و«نيل»، والد ووالدة هام المشلول، واللذان توفيا منذ زمن طويل لكنهما يظهران في مخيلته ويدور بين الثلاثة حوار أقرب للهذيان.
"لعبة النهاية" إنتاج فرقة مسرح الطليعة التابعة للبيت الفني للمسرح، ومن تأليف صمويل بيكيت، إعداد وإخراج السعيد قابيل، ديكور ودعاية أحمد جمال، أزياء مها عبدالرحمن، إضاءة إبراهيم الفرن، تمثيل د. محمود زكي، محمد صلاح ، لمياء جعفر، محمد فوزي الريس.