كنت أعتقد أن الحملة التي يقودها بعض المغردين المهتمين بالدراما الرمضانية، وما يقدم من أعمال خلال الشهر الكريم، يبالغون في ردود أفعالهم على ما يتم بثه من مشاهد هي خارج المألوف ضمن الخريطة القيمية والأخلاقية التي نشأنا عليها، ولكنني عندما ذهبت لمتابعة بعض تلك الأعمال وجدت أن هذه هي ردة الفعل الطبيعية لدى كل إنسان يخاف على أسرته وأطفاله بالذات مما يشاهدون من غثٍ درامي يستمر طيلة ثلاثين يوماً وقد تزيد، وكل ذلك يأتي خارج سياق الإطار خارج القيمي الذي نتحدث عنه.


قد يقول قائل إنكم ضد الدخول في «التابو» أو المحظور، والحقيقة أن لا أحد يقف ضد المعالجة الدرامية الرزينة والعلمية والمنهجية لقضايا كثيرة، تعج وتضج بها المجتمعات كافة الحيّة والمتطورة، والتي تسير نحو النمو بخطوات متسارعة تخلف وراءها مشكلات وإشكاليات وتحديات تحتاج إلى الناقد البصير والكاتب الحصيف الذي يخاف على مجتمعه عندما يعمل مقصه الفني عند الكتابة.
غير أن الذي يحدث تغلب عليه المادة والمصالح التجارية وصيحات «الترند» التي يتداولها الجميع، لذا تتباهى ممثلة بعينها توقّفتُ شخصياً عن متابعة أعمالها منذ أن شعرتُ بأنها تركض نحو الربح المادي بما تقدم من رسائل خطيرة وهدامة تنعكس على المجتمعات المتزنة بخسارة قيمية لا تُعوض، لأن ما يراه الأبناء من خلال شاشات تملأ الجدران يثبت في العقل والوجدان، ويظل مرافقاً لهم في حركة تقليد قد عايشنا آثارها في مسلسلات سبقت ما يعرض الآن في سنوات خلت.
لا أدري كيف يمكن لمؤلف أن يكتب سيناريو يعبّر عن مجتمع خليجي لزوجة تدس المخدرات لزوجها وتحقنه بها لسنوات عديدة، ثم تُخفي العامل الذي جنته للقيام بهذه المهمة في مشاهد يرفضها العقل تماماً، لكنها تروّج لوسائل للتخلص من كبار السن بهذه الطريقة التي يمكن أن تُقلّد وتكون آثارها كارثية على أي مجتمع يمكن أن تقع فيه. 
أو تلك المشاهد التي تصور الفتيات والصبيان في المدارس والعلاقات المرفوضة بينهم، والخروج عن النص في الحوار، أو تلك الأم التي تقود مجموعة من اللصوص من أبنائها الذين ربّتهم على أن يقوموا بعمليات السرقة دون رادع، وتمارس العنف ضد كل من يخالفها الرأي.
إننا في مجتمعنا الخليجي ومحيطنا العربي نحتاج إلى العقلانية في طرح الموضوعات التي تناقش درامياً، بعيداً عن الطمع والجشع المادي، كما نحتاج بعض الاحترام لعقولنا وثوابتنا الدينية والأخلاقية، وإلى إعمال مقص الرقيب، كي لا يتجرأ أحد على تلويث أبصارنا وعقول أبنائنا بأعمال فنية أقل ما يقل عن بعضها، بأنها تافهة ولا تستحق المشاهدة.

أخبار ذات صلة شيخة الجابري تكتب: من يربح الجمهور؟ شيخة الجابري تكتب: مرحباً خيرَ الشهور

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: شيخة الجابري أحوال

إقرأ أيضاً:

«تعليم مطروح»: مبادرة «مدرستي تكتب وتقرأ» تحسن المستوى للغوي للطلاب

تابعت نادية فتحي، وكيل وزارة التربية والتعليم بمطروح، انتظام العملية التعليمية، وتنفيذ مبادرة مدرستي تكتب وتقرأ بطلاقة، والوقوف على مسار الدراسة، في جولة مفاجئة على مدارس السواني الابتدائية، والمجاهد محمد يونس الدربالي الإعدادية بنات، وباحثة البادية 2 الإبتدائية، بحضور إيهاب أنور، مدير عام التعليم العام.

وزارت وكيل وزارة التربية والتعليم بمطروح، اليوم، مدرسة السواني الابتدائية، وتابعت الحجرات الدراسية والفصول التعليمية، وحجرة المكتبة والوسائل التعليمية ومعمل العلوم، واستمعت إلى شرح المعلمين للحصص الدراسية ومدى تجاوب الطلاب، كما تابعت تنفيذ مبادرة مدرستي تكتب وتقرأ بطلاقة، ووجهت إدارة المدرسة، بأهمية الاستمرار في تنفيذها وفق البرنامج الزمني المحدد من إدارة التعليم الابتدائي، والتحلي بالجدية والانضباط.

تحسين المستوى اللغوي للطلاب 

وقالت في بيان، إنّ المبادرة تسعى إلى تحسين المستوى اللغوي لطلاب الصفوف الأولى، خاصة مع زيادة استجابة عدد كبير من الطلاب للمحتوى التعليمي، وتحسن مستواهم في القراءة والكتابة، كما توجهت إلي مدرسة المجاهد يونس الدربالي الإعدادية بنات، وتابعت شرح المعلمين بالفصول الدراسية ومدى الالتزام بالمنهج وفق الخريطة الزمنية التي حددتها الوزارة. 

وتابعت وكيل الوزارة، تنفيذ المبادرة في مدرسة باحثة البادية، مشيدة بابتكار بعض معلمي اللغة العربية بالمدرسة، عدة طرق تربوية وترفيهية لجذب الطلاب الضعاف في القراءة والكتابة، مما كان له الأثر الواضح في تحسن المستوى اللغوي للبعض خلال الأسبوع الثاني للمبادرة. 

تقديم محتوي تعليمي متطور للطلاب

ونبهت وكيل الوزارة خلال جولتها الميدانية بالمدارس، على ضرورة الالتزام بالجدية والانضباط وتقدير المسؤولية من جميع العاملين بالمنظومة التربوية، لتقديم محتوي تعليمي متطور لأبنائنا الطلاب، ولفتت  إلى استمرار إجرائها للزيارات الميدانية المفاجئة بمدارس مطروح كافة، للاطمئنان علي مدى انتظام العمل وانضباط العملية التعليمية ومؤشرات تطبيق المبادرات.

مقالات مشابهة

  • «النواب» يناقش زيادة المقابل المادي لتشغيل المحكوم عليهم
  • المليشيا الإرهابية تركب التونسية!
  • إلهام أبو الفتح تكتب: رمضان كريم
  • مؤلف «فهد البطل»: عملت مع عادل إمام في «عوالم خفية».. والزعيم نصحني بالاستمرار
  • متابعة "رابور" بتهمة نشر مضامين مشينة في مواقع التواصل الاجتماعي
  • "حرب الأعماق".. معركة خفية تهدد أمن واقتصاد العالم
  • بن شيخة يقود مودرن لتعادل مثير أمام فالكو في الدوري المصري
  • بن شيخة يقود مودرن للتعادل في أول خرجة له في الدوري المصري
  • أندرييفا تكتب التاريخ في «دبي للتنس»
  • «تعليم مطروح»: مبادرة «مدرستي تكتب وتقرأ» تحسن المستوى للغوي للطلاب