افتتح وكيل محافظة مأرب اليمنية عبدربه مفتاح اليوم الأحد قرية خولة السكنية للنازحين بتمويل من بيت الزكاة الكويتي وذلك ضمن حملة الكويت بجانبكم المستمرة للعام التاسع على التوالي. وأشاد مفتاح في تصريح صحفي خلال حفل الافتتاح بالدور الإنساني لدولة الكويت حكومة وشعباً وتدخلاتها الإنسانية بدعم النازحين في اليمن بشكل عام ومحافظة مأرب بشكل خاص بمشاريع توفر لهم المأوى المستدام الذي يساهم في استقرارهم في مساكن آمنة.

وأشار إلى أن القرية تشمل كافة الملحقات الخدمية من مدرسة ووحدة صحية ومسجد وبئر مياه يأتي امتدادا لكثير من المشاريع الإنسانية التي ليست غريبة على الكويت بمواقفها الإنسانية المستمرة بجانب اليمنيين. وأعرب عن شكره وتقديره للكويت لوقوفها الدائم بجانب الشعب اليمني بمختلف المراحل والظروف مشيدا باللافته الإنسانية من بيت الزكاة الكويتي في هذا الشهر الكريم. من جانبه أشاد مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في «مأرب» سيف مثنى بالمشاريع التي تقدمها الكويت ومواقفها الإنسانية بجانب اليمنيين والتي آخرها هذا المشروع الذي صنع الفرحة والابتسامة في وجوه أفراد 53 أسرة نازحة ووفر لها المأوى الأمن. وأشار إلى أن الكويت لا تزال سباقة في دعم اليمن في شتى المجالات والقطاعات وخاصة في المأوى والتعليم والصحة والإغاثة وتمكين الأسر الفقيرة مثمنا موقف الكويت الإنساني الداعم لليمنيين في ظل الظروف وخصوصاً بمحافظة «مأرب» التي تأوي أكثر من ثلاثة ملايين نازح. بدوره استعرض مدير عام مؤسسة «حطين» المنفذة للمشروع جمال مقبل مكونات القرية السكنية التي تشمل 53 شقة سكنية مجهزة بكامل التجهيزات مع مرافقها من مدرسة تضم تسعة فصول دراسية ووحدة صحية ومسجد وبئر ارتوازي للمياه وشبكة مياه موصلة لكافة الوحدات السكنية. وأوضح أن العمل في قرية «خولة» السكنية للنازحين استمر قرابة ثمانية أشهر من البناء والتشييد وفق المخططات الهندسية المعدة مبينا أنه تم تجهيزها بجميع المرافق والخدمات السكنية التي تساهم في تأمين الحياة المعيشية للأسر المستفيدة وتساهم في استقرارها. وأشار إلى أن هذه القرية السكنية الثانية من نوعها تعد مشروعا نموذجيا متكاملا يقدم كافة الخدمات للأسر النازحة المستفيدة من المشروع الذي يأتي إسهاما من الكويت في تخفيف معاناة الأسر الفقيرة والنازحة ووطأة العيش تحت الخيام. وأعرب عن شكره وتقديره لبيت الزكاة الكويتي لدعمه هذا المشروع وغيره من المشاريع التنموية والخيرية والإغاثية في اليمن. وتقدر كلفة المشروع الذي يتكون من 53 وحدة بملحقاتها الخدمية للنازحين ويأتي ضمن حملة «الكويت بجانبكم» المستمرة للعام التاسع على التوالي 427 ألف دولار.

المصدر: جريدة الحقيقة

إقرأ أيضاً:

ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟

ما دمنا لم نفارق بعد نظام القطب الواحد المهيمن على العالم تظل النظرية القديمة التي نقول إن الشعب الأمريكي عندما يختار رئيسه فهو يختار أيضا رئيسا للعالم نظرية صحيحة. ويصبح لتوجه هذا الرئيس في فترة حكمه تأثير حاسم على نظام العلاقات الدولية وحالة الحرب والسلم في العالم كله.

ولهذا فإن فوز دونالد ترامب اليميني الإنجيلي القومي المتشدد يتجاوز مغزاه الساحة الداخلية الأمريكي وحصره في أنه يمثل هزيمة تاريخية للحزب الديمقراطي أمام الحزب الجمهوري تجعله عاجزا تقريبا لمدة ٤ أعوام قادمة عن منع ترامب من تمرير أي سياسة في كونجرس يسيطر تماما على مجلسيه.

هذا المقال يتفق بالتالي مع وجهة النظر التي تقول إن اختيار الشعب الأمريكي لدونالد ترامب رئيسا للمرة الثانية ـ رغم خطابه السياسي المتطرف ـ هو دليل على أن التيار الذي يعبر عنه هو تيار رئيسي متجذر متنامٍ في المجتمع الأمريكي وليس تيارا هامشيا.

فكرة الصدفة أو الخروج عن المألوف التي روج لها الديمقراطيون عن فوز ترامب في المرة الأولى ٢٠١٦ ثبت خطأها الفادح بعد أن حصل في ٢٠٢٤ على تفويض سلطة شبه مطلق واستثنائي في الانتخابات الأخيرة بعد فوزه بالتصويت الشعبي وتصويت المجمع الانتخابي وبفارق مخيف.

لكن الذي يطرح الأسئلة الكبرى عن أمريكا والعالم هو ليس بأي فارق من الأصوات فاز ترامب ولكن كيف فاز ترامب؟ بعبارة أوضح أن الأهم من الـ٧٥ مليون صوت الشعبية والـ٣١٢ التي حصل عليها في المجمع الانتخابي هو السياق الاجتماعي الثقافي الذي أعاد ترامب إلى البيت الأبيض في واقعة لم تتكرر كثيرا في التاريخ الأمريكي.

أهم شيء في هذا السياق هو أن ترامب لم يخض الانتخابات ضد هاريس والحزب الديمقراطي فقط بل خاضه ضد قوة أمريكا الناعمة بأكملها.. فلقد وقفت ضد ترامب أهم مؤسستين للقوة الناعمة في أمريكا بل وفي العالم كله وهما مؤسستا الإعلام ومؤسسة هوليوود لصناعة السينما. كل نجوم هوليوود الكبار، تقريبا، من الممثلين الحائزين على الأوسكار وكبار مخرجيها ومنتجيها العظام، وأساطير الغناء والحاصلين على جوائز جرامي وبروداوي وأغلبية الفائزين ببوليتزر ومعظم الأمريكيين الحائزين على نوبل كل هؤلاء كانوا ضده ومع منافسته هاريس... يمكن القول باختصار إن نحو ٩٠٪ من النخبة الأمريكية وقفت ضد ترامب واعتبرته خطرا على الديمقراطية وعنصريا وفاشيا ومستبدا سيعصف بمنجز النظام السياسي الأمريكي منذ جورج واشنطن. الأغلبية الساحقة من وسائل الإعلام الرئيسية التي شكلت عقل الأمريكيين من محطات التلفزة الكبرى إلي الصحف والمجلات والدوريات الرصينة كلها وقفت ضد ترامب وحتى وسائل التواصل الاجتماعي لم ينحز منها صراحة لترامب غير موقع إكس «تويتر سابقا». هذه القوة الناعمة ذات السحر الأسطوري عجزت عن أن تقنع الشعب الأمريكي بإسقاط ترامب. صحيح أن ترامب فاز ولكن من انهزم ليس هاريس. أتذكر إن أول تعبير قفز إلى ذهني بعد إعلان نتائج الانتخابات هو أن ترامب انتصر على هوليوود. من انهزم هم هوليوود والثقافة وصناعة الإعلام في الولايات المتحدة. لم يكن البروفيسور جوزيف ناي أحد أهم منظري القوة الناعمة في العلوم السياسية مخطئا منذ أن دق أجراس الخطر منذ ٢٠١٦ بأن نجاح ترامب في الولاية الأولى هو مؤشر خطير على تآكل حاد في القوة الناعمة الأمريكية. وعاد بعد فوزه هذا الشهر ليؤكد أنه تآكل مرشح للاستمرار بسرعة في ولايته الثانية التي تبدأ بعد سبعة أسابيع تقريبا وتستمر تقريبا حتى نهاية العقد الحالي.

وهذا هو مربط الفرس في السؤال الكبير الأول هل يدعم هذا المؤشر الخطير التيار المتزايد حتى داخل بعض دوائر الفكر والأكاديميا الأمريكية نفسها الذي يرى أن الإمبراطورية ومعها الغرب كله هو في حالة أفول تدريجي؟

في أي تقدير منصف فإن هذا التآكل في قوة أمريكا الناعمة يدعم التيار الذي يؤكد أن الامبراطورية الأمريكية وربما معها الحضارة الغربية المهيمنة منذ نحو٤ قرون على البشرية هي في حالة انحدار نحو الأفول. الإمبراطورية الأمريكية تختلف عن إمبراطوريات الاستعمار القديم الأوروبية فبينما كان نفوذ الأولى (خاصة الإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية) على العالم يبدأ بالقوة الخشنة وبالتحديد الغزو والاحتلال العسكري وبعدها يأتي وعلى المدى الطويل تأثير قوتها الناعمة ولغتها وثقافتها ونظمها الإدارية والتعليمية على شعوب المستعمرات فإن أمريكا كاستعمار إمبريالي جديد بدأ وتسلل أولا بالقوة الناعمة عبر تقدم علمي وتكنولوجي انتزع من أوروبا سبق الاختراعات الكبرى التي أفادت البشرية ومن أفلام هوليوود عرف العالم أمريكا في البداية بحريات ويلسون الأربع الديمقراطية وأفلام هوليوود وجامعات هارفارد و برينستون ومؤسسات فولبرايت وفورد التي تطبع الكتب الرخيصة وتقدم المنح وعلى عكس صورة المستعمر القبيح الأوروبي في أفريقيا وآسيا ظلت نخب وشعوب العالم الثالث حتى أوائل الخمسينات تعتقد أن أمريكا بلد تقدمي يدعم التحرر والاستقلال وتبارى بعض نخبها في تسويق الحلم الأمريكي منذ الأربعينيات مثل كتاب مصطفى أمين الشهير «أمريكا الضاحكة». وهناك اتفاق شبه عام على أن نمط الحياة الأمريكي والصورة الذهنية عن أمريكا أرض الأحلام وما تقدمه من فنون في هوليوود وبروداوي وغيرها هي شاركت في سقوط الاتحاد السوفييتي والمعسكر الشيوعي بنفس القدر الذي ساهمت به القوة العسكرية الأمريكية. إذا وضعنا الانهيار الأخلاقي والمستوى المخجل من المعايير المزدوجة في دعم حرب الإبادة الإسرائيلية الجارية للفلسطينيين واللبنانيين والاستخدام المفرط للقوة العسكرية والعقوبات الاقتصادية كأدوات قوة خشنة للإمبراطورية الأمريكية فإن واشنطن تدمر القوة الناعمة وجاذبية الحياة والنظام الأمريكيين للشعوب الأخرى وهي واحدة من أهم القواعد الأساسية التي قامت عليها إمبراطورتيها.

إضافة إلى دعم مسار الأفول للإمبراطورية وبالتالي تأكيد أن العالم آجلا أو عاجلا متجه نحو نظام متعدد الأقطاب مهما بلغت وحشية القوة العسكرية الأمريكية الساعية لمنع حدوثه.. فإن تطورا دوليا خطيرا يحمله في ثناياه فوز ترامب وتياره. خاصة عندما تلقفه الغرب ودول غنية في المنطقة. يمكن معرفة حجم خطر انتشار اليمين المتطرف ذي الجذر الديني إذا كان المجتمع الذي يصدره هو المجتمع الذي تقود دولته العالم. المسألة ليست تقديرات وتخمينات يري الجميع بأم أعينهم كيف أدي وصول ترامب في ولايته الأولى إلى صعود اليمين المتطرف في أوروبا وتمكنه في الوقت الراهن من السيطرة على حكومات العديد من الدول الأوروبية بعضها دول كبيرة مثل إيطاليا.

لهذا الصعود المحتمل لتيارات اليمين المسيحي المرتبط بالصهيونية العالمية مخاطر على السلم الدولي منها عودة سيناريوهات صراع الحضارات وتذكية نيران الحروب والصراعات الثقافية وربما العسكرية بين الحضارة الغربية وحضارات أخرى مثل الحضارة الإسلامية والصينية والروسية.. إلخ كل أطرافها تقريبا يمتلكون الأسلحة النووية!!

حسين عبد الغني كاتب وإعلامي مصري

مقالات مشابهة

  • ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟
  • تضيف 1000 سرير.. الصحة: العام المقبل سيشهد افتتاح 3 مستشفيات بجانب الرصافة
  • 256 وحدة سكنية بالديسمي.. مشروع إسكان حضاري متكامل لمتضرري السيول بالصف
  • بتكلفة 500 مليون جنيه.. 25 قرية تستفيد من محطة معالجة صرف صحي طهطا
  • بدعم كويتي: جمعية الحكمة تقدم مساعدات إيواء وغذاء للنازحين
  • افتتاح مشروعين خيريين في الأردن بتمويل كويتي
  • إشادة كبيرة بالحملة الشعبية اليمنية “ويؤثرون على أنفسهم” المساندة للنازحين اللبنانيين
  • العتبة العباسية تعلن حجم المساعدات التي ارسلتها للنازحين اللبنانيين في سوريا
  • عقاري كويتي :أنتم في نعمة يا أهل الرياض في الكويت صعب الواحد يتملك بيت..فيديو
  • «النقد مقابل العمل».. مبادرة بتمويل أجنبي لنظافة مدينة أمدرمان