كلية الإمارات للتطوير التربوي تطلق مبادرات تعليمية متنوعة في شهر الإمارات للابتكار
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
أبوظبي – الوطن:
أطلقت كلية الإمارات للتطوير التربوي مجموعة من المبادرات في شهر الإمارات للابتكار، بهدف دعم الإبداع ودفع عجلة الابتكار التكنولوجي، وتعزيز التعاون في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويتمحور شهر الابتكار في كلية الإمارات للتطوير التربوي حول ورش العمل والمشاريع المشتركة وعروض التكنولوجيا، الرامية إلى تعزيز الابتكار والتصميم لدى الطلاب والخريجين والتربويين والمتخصِّصين، وإتاحة الفرصة لهم للإبداع وصقل المهارات والإسهام في ثقافة الابتكار المزدهرة في الدولة.
ومن المبادرات الرئيسية التي تنظِّمها الكلية «مسابقة الابتكار للطلاب والخريجين»، وهي تدعو فيها الكلية الطلاب والخريجين والمعلمين من المدارس العامة والخاصة إلى تقديم مشاريعهم المبتكرة في طرق التدريس وتكنولوجيا التعليم. ويأتي تنظيم هذه المسابقة تأكيداً لالتزام الكلية بتطوير التعليم من خلال الإبداع والابتكار، حيث توفِّر منصة شاملة للمشاركين لعرض الأفكار المبتكرة، وتعزيز التعاون، وتسليط الضوء على الإمكانات الابتكارات التربوية.
وأعلنت كلية الإمارات للتطوير التربوي عن «اليوم المفتوح لمختبر التصنيع الرقمي للابتكار»، الذي يقدِّم لمحة عن المشاريع الحديثة التي تُطوَّر في المختبر، ما يتيح التعرُّف على إمكانات استخدام تقنيات التصنيع الرقمي وآليتها، والاطِّلاع على الإبداع والخبرة التقنية التي يمتاز بها مجتمع كلية الإمارات للتطوير التربوي.
وتعتزم الكلية بهذه المناسبة، توسيع مبادرتها الشهرية «أنا أتعلَّم» التي تقدِّم جلسات متنوِّعة مع التركيز على دعم الابتكار والإبداع في التعليم، ما يعكس التزام الكلية بتعزيز التعلُّم المستمر والتطوُّر المهني بين التربويين في دولة الإمارات وخارجها. وتستكشف الجلسات تأثير الطباعة ثلاثية الأبعاد في تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في المرحلة الابتدائية. وتقدِّم مبادرة «وايدر ويب» بالتعاون مع «اتصالات الإمارات» تجربة ويب داعمة لمصابي التوحُّد، وتسلِّط الضوء على أهمية العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في مرحلة الطفولة المبكرة.
وقالت الدكتورة مي الطائي، مدير كلية الإمارات للتطوير التربوي: «الابتكار هو جوهر التعليم، والقوة التي تحفِّز العقول وترتقي بالأفكار. وخلال شهر الإمارات للابتكار، ستكون مبادراتنا منصة تساعد أبناء مجتمعنا على إبراز مهاراتهم الابتكارية وحلولهم العملية، وهذا ينسجم تماماً مع دور كلية الإمارات للتطوير التربوي، بصفتها مركزاً محلياً وعالمياً للتميُّز الأكاديمي والتعلُّم مدى الحياة والتعلُّم المستمر. ويتمثَّل هدفنا من خلال هذه الجلسات الديناميكية في إلهام المعلمين والطلاب مع تلبية الاحتياجات المتنوِّعة للقطاع التعليمي في دولة الإمارات، والإسهام بشكل فاعل في بناء مستقبله، ونحن حريصون على دعم ثقافة الابتكار في كلية الإمارات للتطوير التربوي والاحتفاء بها».
وفي يناير 2024، أطلق مختبر التصنيع الرقمي برنامج «فاب أكاديمي 2024» مرسِّخاً بذلك مكانته، بصفته المؤسَّسة الأكاديمية الوحيدة في أبوظبي الحاصلة على اعتماد مؤسَّسة فاب لمنح شهادة دبلوم «فاب أكاديمي». وتواصل كلية الإمارات للتطوير التربوي ريادتها في تقديم التعليم الشامل بمجال التصنيع الرقمي، مسترشدة بخبرة البروفيسور نيل غيرشينفيلد، مدير مركز «البتات والذرات» التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. ويشمل البرنامج أيضاً نخبة من أعضاء هيئة التدريس، ويهدف إلى تزويد المشاركين بمهارات فريدة في مجالات التصميم والنماذج الأولية والابتكار الإبداعي.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
التعليم في السودان.. تداعيات كارثية للنزاع ودعم إماراتي متواصل
أحمد مراد، أحمد عاطف (أبوظبي)
يُلقي النزاع الدائر في السودان منذ أبريل 2023 بظلاله الثقيلة على قطاع التعليم، وسط تحذيرات دولية وأممية من مخاطر انهيار المنظومة التعليمية بشكل كامل، بسبب تضرر مئات المدارس والجامعات من العمليات العسكرية التي تشهدها غالبية الولايات السودانية.
وأوضح خبراء ومحللون، تحدثوا لـ«الاتحاد»، أنه وسط الانهيار الهائل للقطاع التعليمي في السودان، تحركت دولة الإمارات بفاعلية كبيرة، وأنشأت فصولاً دراسية مؤقتة في مناطق اللجوء، وقدمت منحاً للطلاب السودانيين، ووفرت دعماً تعليمياً في أكثر من دولة مجاورة.
وأشار الخبراء والمحللون إلى أن المبادرات التعليمية التي تقدمها الإمارات لملايين السودانيين، سواء النازحين داخلياً أو اللاجئين في دول الجوار، تمثل جزءاً من التوجه الإنساني العميق للدولة، حيث لا تكتفي بتقديم المساعدات الإغاثية العاجلة، بل تستثمر في مستقبل الأفراد والمجتمعات.
تداعيات كارثية
بحسب تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، فإن نحو 17 مليون طفل سوداني حُرموا من الالتحاق بالمدارس، بعدما أجبرتهم الحرب على النزوح مع أسرهم 3 مرات، في ظل توسع رقعة القتال، وإغلاق المدارس في أكثر من ثلثي مناطق السودان، ما جعل البلاد تُعاني «أسوأ أزمات التعليم في العالم».
مبادرات إماراتية
مع تفاقم أزمات القطاع التعليمي في السودان، وقعت الإمارات في أغسطس 2024، اتفاقية مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» لتقديم 7 ملايين دولار لدعم الجهود الإنسانية في السودان وجنوب السودان، منها 6 ملايين دولار مخصصة لعمليات المنظمة الأممية في السودان، بما يشمل ترميم المدارس، وتوفير خيم مدرسية مؤقتة في مناطق النزوح.
وقالت المحللة السياسية، نورهان شرارة، إن دولة الإمارات تحرص منذ سنوات على ترسيخ دورها الإنساني على المستويين الإقليمي والدولي، ولم تكتفِ فقط بدورها السياسي الفاعل، بل سعت لأن تكون نموذجاً في العمل الإنساني المستدام، من خلال مبادرات مؤثرة امتدت إلى مناطق عديدة حول العالم. وأضافت شرارة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الإمارات نجحت في ترسيخ مكانتها كواحدة من أكبر الدول المانحة للمساعدات الإنسانية عالمياً، ليس فقط عبر الاستجابة السريعة للأزمات، بل من خلال مشاريع تنموية مستدامة ساهمت في إعادة بناء المجتمعات، مثل إنشاء المدارس والمستشفيات، وتطوير البنية التحتية، ما منحها طابعاً إنسانياً قوياً، وعزز من مكانتها كقوة ناعمة مؤثرة في المشهدين الإقليمي والدولي.
ولفتت إلى أن المبادرات التعليمية التي تقدمها الإمارات لملايين السودانيين، سواء داخل السودان أو في دول الجوار التي تستضيف اللاجئين السودانيين، تمثل جزءاً من التوجه الإنساني العميق للدولة، وتُظهر كيف أنها لا تكتفي بتقديم المساعدات الإغاثية العاجلة، بل تستثمر في مستقبل الأفراد والمجتمعات.
وأشادت شرارة بالدور الحيوي الذي تلعبه الإمارات للحفاظ على استقرار منظومة المساعدات الدولية، بعدما تمكنت، خلال السنوات الماضية، من ترسيخ دورها كفاعل إنساني لا غنى عنه، وتحصد اليوم ثمار هذا النهج من خلال سمعة دولية مرموقة، ومكانة متقدمة في مؤشرات القوة الناعمة.
دعم تعليم اللاجئين
في إطار المبادرات الإماراتية الداعمة للقطاع التعليمي في السودان، خصصت الدولة تمويلاً بقيمة 4 ملايين دولار لدعم تعليم اللاجئين السودانيين في جمهورية تشاد بالتعاون مع «اليونيسف». كما أطلقت «الهلال الأحمر الإماراتي» برامج إغاثية للطلبة السودانيين وأسرهم، تضمنت توزيع حقائب مدرسية وقرطاسية، ودعماً نفسياً واجتماعياً للأطفال المتضررين من الحرب، ومساعدات غذائية لعائلات الطلاب لتخفيف العبء عليهم.
بدورها، أوضحت الباحثة والمحللة الإماراتية، ميرة زايد، أن ما يحدث في السودان ليس مجرد حرب، بل كارثة إنسانية شاملة طالت كل تفاصيل الحياة، وفي مقدمتها التعليم، حيث أُغلقت المدارس، وتدمرت الجامعات، وتُرك الملايين من الأطفال بلا مستقبل.
وذكرت زايد لـ«الاتحاد» أنه وسط هذا الانهيار للقطاع التعليمي في السودان، لم تقف الإمارات مكتوفة الأيدي، بل تحركت بفاعلية، وأنشأت فصولاً دراسية مؤقتة في مناطق اللجوء، وقدّمت منحاً للطلاب السودانيين، ووفّرت دعماً تعليمياً في أكثر من دولة مجاورة، من خلال الهلال الأحمر الإماراتي ومبادرة «التعليم لا ينتظر»، وهذا ليس ترفاً، بل استثمار حقيقي في مستقبل السودان.
وأشارت إلى أن الإمارات لا تسعى لتحقيق مكاسب سياسية، بل تؤمن بأن التعليم هو طوق النجاة الوحيد لشعب أنهكته الحرب، وليس من قبيل المصادفة أن تكون في طليعة الدول الداعمة للسودان، إذ إنها ترى أن إنقاذ الإنسان يبدأ من الكتاب، لا من البندقية، ومن الفعل الصادق لا من الخطاب الزائف.