أثارت معركة القرارات المتبادلة مؤخراً بين البنك المركزي في عدن والبنك الخاضع لسيطرة جماعة الحوثي في صنعاء بالسوق المصرفية والمالية، التساؤلات حول خلفيات التحرك الأخير القوي للبنك بعدن بعد سنوات من الجمود.

وأصدر البنك المركزي بعدن الأربعاء، تعميماً بوقف التعامل مع 5 من أكبر البنوك التجارية في اليمن، عقب تجاوبها مع تهديدات البنك الخاضع لجماعة الحوثي بصنعاء بعدم التعامل مع "الشبكة الموحدة للأموال".

وأطلق البنك في عدن مؤخراً هذه الشبكة، ووجه كافة البنوك المحلية وشركات ومنشآت الصرافة العاملة في المناطق المحررة بإيقاف العمل في شبكات الحوالات المالية المحلية الأخرى، في قرار لاقى إشادة واسعة من قبل المحللين والمتابعين للشأن الاقتصادي.

حيث اعتبروا هذا خطوة مهمة –وان كانت متأخرة- لفرض سلطة البنك بالرقابة والإشراف على حركة التحويلات المالية بالعملة المحلية والصعبة في اليمن، ومقدمة لضبط السوق المصرفي ومحاربة عمليات المضاربة بالعملة الصعبة التي أدت لانهيار قيمة العملة بالمناطق المحررة.

الإشارة إلى تأخر الخطوة، يأتي إلى قيام البنك بإطلاق هذا الشبكة في مؤتمر صحفي بمقر البنك في عدن بسبتمبر من عام 2021م وتضم "47" بنكاً وشركة صرافة مرخصة من قبل البنك، وأعلن حينها نائب محافظ البنك شكيب الحبيشي أنه سيعقب تأسيس الشركة الموحدة، قرار بإلغاء جميع شبكات التحويلات المالية.

تأخر تفعيل الشبكة الموحدة للأموال لأكثر من عامين ونصف، يعود –وفق مصادر مصرفية– إلى الاعتراضات التي كانت تضعها الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا في وجه الشرعية ضد أي خطوات تقوم بها لمواجهة الحرب الاقتصادية التي تشنها مليشيات الحوثي المدعومة من إيران ضد المناطق المحررة.

اعتراضات غربية كانت ترفع لافتة "الدوافع الإنسانية" والخوف على حياة مصالح اليمنيين، وهي ذات اللافتة التي رفعتها لعرقلة معركة تحرير مدينة وميناء الحديدة من قبل القوات المشتركة عام 2018م، وأجبرت الشرعية والتحالف على وقفها باتفاق السويد أواخر ذاك العام، والذي مثل طوق نجاة عسكري لمليشيات الحوثي.

وتكرر الأمر في الملف الاقتصادي، مع قرار المليشيات بمنع تداول العملة المطبوعة من قبل البنك في عدن أواخر عام 2019م، الذي مثل بداية للحرب الاقتصادية من قبل المليشيات ضد المناطق المحررة وأدى إلى خلق عملتين فيها وعملة واحدة بمناطق المليشيا، مع بقاء سلطة المليشيا على القطاع المصرفي مع ضعف التحرك من جانب الشرعية، ضاعف منه الاعتراضات من قبل الغرب.

وظهر التواطؤ الغربي مع مليشيات الحوثي في الملف الاقتصادي من خلال الضغوط التي مورست بشكل مباشر أو غير مباشر عبر الأمم المتحدة ضد الشرعية خلال سير المفاوضات الجارية منذ عامين لوقف الحرب في اليمن، من خلال طرح مقترحات لما يسمى بعملية "توحيد العملة وإدارة البنك المركزي".

مقترحات لم تراع خطورة إجبار الشرعية على إشراك جماعة مسلحة تتلقى تمويلاً ودعماً من النظام الإيراني في إدارة الملف الاقتصادي في اليمن، وما يعني ذلك من تسهيل عمليات تمويل أنشطتها المسلحة وخدمة الأجندة الإيرانية بالمنطقة، وتجلى ذلك بالهجمات التي تشنها الجماعة منذ 5 أشهر ضد الملاحة الدولية بالبحر الأحمر وخليج عدن.

هجمات مثلت صفعة مدوية لتعامل الغرب مع ملف اليمن طلية سنوات الحرب التسع، ووضعت أمن الملاحة الدولية في أهم الممرات المائية العالمية تحت رحمة صواريخ ومُسيرات الجماعة الحوثية، ليجبر ذلك الغرب وعلى رأسه أمريكا وبريطانيا إلى مواجهة الجماعة عسكرياً وسياسياً واقتصادياً.

حيث دشنت واشنطن ولندن في الـ12 من يناير الماضي حملة ضربات جوية لاستهداف مواقع الحوثيين في اليمن، كما أعادت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وضعهم في قائمة الكيانات الإرهابية بعد أن أزالتهم منها مطلع عام 2021م.

وضمن هذا السياق، سارعت مواقع إخبارية تابعة لجماعة الحوثي إلى الزعم بأن الخطوات الأخيرة للبنك المركزي في عدن تأتي بدعم أمريكي ودولي بهدف ضبط ومراقبة نشاط التحويلات المالية في اليمن، ضمن جهود مواجهة أنشطة الجماعة على خلفية تصعيدها بالبحر.

وفرضت الإدارة الأمريكية مؤخراً سلسلة من العقوبات ضمن محاولاتها التصدي لشبكة التمويلات الإيرانية لجماعة الحوثي، كان آخرها في فبراير الماضي، حيث أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية في ديسمبر المضي عقوبات على 13 فرداً وكياناً، اتهمتهم بـ"توفير عشرات الملايين من الدولارات من العملات الأجنبية، إلى ميليشيا الحوثيين اليمنية، من بيع السلع الإيرانية".


المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: فی الیمن من قبل فی عدن

إقرأ أيضاً:

كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي

 

أعلن كياني نقابي موالي للمجلس الانتقالي الجنوبي يحمل اسم “نقابة الصرافين الجنوبيين”، الثلاثاء 2 يوليو/ تموز 2024، اعتزامه إنشاء شبكة حوالات، باسم "شبكة الجنوب الموحدة"، تكون موازية للشبكة الموحدة التي أنشأها البنك المركزي.

وفي رسالة موجهة إلى محافظ محافظة عدن "أحمد لملس" بررت النقابة طلبها إنشاء شبكة حوالات بجانب الشبكة الموحدة الحالية، بـ"ضمان استمرارية حركة الحوالات المالية وسد أي ثغرات قد تؤدي إلى تعطلها". حد تعبيرها.

وأوضحت في رسالتها التي اطلع عليها "مارب برس" بأن مبادرتها بإنشاء شبكة حوالات مالية رقمية جديدة باسم "شبكة الجنوب الموحدة"، يأتي "إيمانًا منا بأهمية دور نقابة الصرافين الجنوبيين في دعم جهود البنك المركزي اليمني".

وذكرت أنها “ستسعى إلى توسيع قاعدة الصرافين المشاركين في الشبكة ليشمل جميع الصرافين المرخصين، وتعزيز التنافسية في السوق المصرفي من خلال تقديم خدمات حوالات بأسعار مناسبة وجودة عالية”.

وطالبت بالتوجيه بمنحها ترخيص لتأسيس شبكة "الجنوب الموحدة" لتعزيز التنافسية في السوق المصرفي، مؤكدة أنها ملتزمة بالتعاون مع البنك المركزي والجهات المختصة الأخرى لضمان استقرار أسعار الصرف وتحقيق بيئة اقتصادية مواتية للتنمية والتقدم.

وفي فبراير/شباط الماضي؛ أسس البنك المركزي اليمني في مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد (جنوبي اليمن)، الشبكة الموحدة الخاصة بالتحويلات المالية (UNMONEY) بهدف ضبط عمليات التحويل المالي، ووجه حينها كل البنوك التجارية وشركات الصرافة بضرورة التعامل معها.

وفي 26 يونيو/ حزيران الماضي، أقر البنك المركزي اليمني في عدن وقف العمل كليا بشبكات الحوالات المالية المحلية وإلزام شركات ومنشآت الصرافة بالتحويل عبر الشبكة الموحدة للتحويلات المالية، وهي تابعة للبنك نفسه.

ونص القرار الذي أصدره محافظ البنك المركزي أحمد غالب المعبقي، على وقف العمل بشكل كلي ونهائي بشبكات الحوالات المالية المحلية المملوكة للبنوك والمصارف أو شركات ومنشآت الصرافة العاملة في الجمهورية.

ودعا القرار البنوك والمصارف وشركات الصرافة المعنية لتصفية العمليات المعلقة في شبكات الحوالات التابعة لها خلال 15 يوما، وتقديم تقرير خلال 20 يوما بشأن الحوالات المالية غير المدفوعة التي لم يتم تسليمها لأصحابها.

وأقر البنك حظر القيام بأي عمليات تحويلات مالية داخلية بشكل نقدي سواء بالنسبة للإرسال أو الاستلام بأي وسيلة أو طريقة أخرى، واستثنى من ذلك المحافظ الإلكترونية ومزودي خدمات الدفع المرخصة وفي حدود السقوف المقرة وفقاً للتعليمات المنظمة لذلك. 

 

مقالات مشابهة

  • 4 عمليات في أربعة بحار.. اليمن يثبت حدود التغييرات الجيوسياسية لـ طوفان الأقصى
  • 4 عمليات في 4 بحار.. اليمن يثبت حدود التغييرات الجيوسياسية لـ “طوفان الأقصى”
  • كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي
  • وزير المالية يلتقي نظيره القطري لبحث دعم الحكومة اليمنية اقتصاديا
  • المركزي اليمني يوقف التحويلات المالية إلى مناطق سيطرة الحوثيين بشكل نهائي
  • منع الاختلاط ومواجهة الحرب الناعمة.. الحوثيون يشرعنون دعشنة اليمن
  • أوليانوف يعلق على دلالات إدراج البنك الدولي لروسيا ضمن الدول الأعلى دخلا في العالم
  • النهاية للحوثيين... الكشف عن الخطوة الحاسمة للحكومة الشرعية ضد مليشيا الحوثي والتي ستنهي المليشيات
  • أمريكا تبحث مع الصين أزمة اليمن
  • مباحثات أمريكية صينية في السعودية بشأن الأزمة اليمنية تزامنا مع انطلاق مفاوضات مسقط