«نصف شمس صفراء».. رواية الحرب الأهلية النيجيرية
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
أصدرت دار المدى ترجمة عربية لرواية “نصف شمس صفراء” للكاتبة النيجيرية تشيما مندا نجوزي آديتشي، وقامت الشاعرة فاطمة ناعوت بتنفيذ هذه الترجمة. وفي تقديم الرواية، أشارت إلى أن نلسون مانديلا قضى سبعة وعشرين عامًا في السجن، حيث كان يقضي وقته في قراءة الأدب النيجيري، ومن بين الكتب التي قرأها كانت رواية “الأشياء تتداعى” لتشينوا آتشيبي، الذي وصف بـ “أب الأدب الإفريقي الحديث”.
تطرقت الشاعرة إلى الكتابة الروائية للكاتبة تشيما مندا نجوزي آديتشي، التي وصفت بأنها “جاءت مكتملة”، حيث تمكنت من خلال روايتين بالإنجليزية من جذب قلوب ملايين القراء وحصدت العديد من الجوائز الأدبية الرفيعة. وأشارت إلى أن روايتها “نصف شمس صفراء” فازت بجائزة “الكومنولث” لأفضل إصدار أول لكاتب، وكذلك بجائزة “الأورانج” البريطانية.
تقع أحداث الرواية خلال وبعد الحرب الأهلية النيجيرية البيافرية، وهي نزاع دام سنوات استمر من 1967 حتى 1970، وكانت نيجيريا تشهد جمهورية بيافرا تطمح للاستقلال. أهدت الكاتبة روايتها لأجدادها الذين عاشوا تلك الفترة، وللحب الذي تطمح في أن يسود العالم.
آديتشي تقول: “جدي لأمي، وجدي لأبي، كلاهما كان رجلاً رائعاً، كلاهما فارق الحياة في بيافرا، وكبرت أنا وسط قصص الحرب التي حكت لي العائلة”.
رغم أنها رواية سياسية، وتتناول فترة دامية زاخرة بالمذابح والانتهاكات الإنسانية، إلا أن الكاتبة نجحت في انتزاعها من الجفاف السياسي والبرود الأيديولوجي بأن تناولتها من وجهة النظر الاجتماعية والإنسانية، فكل أحداث الرواية جاءت على لسان صبي صغير خادم، ومن خلال عينيه اللتين تريان ما يجري، وتحاولان أن تفهما ما الذي يحدث في العالم من حوله، ولماذا يحدث؟.
خلال تلك الرواية بوسع القارئ، غير الإفريقي، أن يتلصص على ذلك العالم شديد الخصوصية لمجتمع القارة الإفريقية؛ من أساطير وطقوس حتى إن الكاتبة طعمت روايتها الإنجليزية، بالعديد من الجُمَل المكتوبة بالدارجة المحكية، التي يتحدث بها سكان بيافرا.
احتفت الكاتبةُ بالأشياء الصغيرة التي تصنع الحياة اليومية للمواطن الإفريقي، سواء القروي الأمي البسيط، أم البرجوازي المتعلم من أبناء الطبقة الوسطى، وكذلك طبقة الانفتاحيين الأثرياء من جامعي المال.
صحيفة الخليج
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
صانع الفخار رواية جديدة للكاتبة فوزية الفهدية
صدر مؤخراً عن كنوز المعرفة رواية "صانع الفَخّار" للكاتبة فوزية علي الفهدية، بعد مجموعة من الأعمال الأدبية في مجال أدب الطفل واليافعين، والرواية التاريخية، والكتابة البحثيّة والمقالية.
تأتي رواية صانع الفخار بإهداء "لكل أصحاب الحِرَف، أهديكم المعنى من رحلة صانع الفخار"، لتتناول الرواية بذلك ليس تفاصيل حرفة الفخار فحسب، بل تتجاوزها إلى المعاني الأعمق للحرف عامة، ولحرفة الفخار على وجه الخصوص، فتتناول البعد الوجودي من طينة المدر التي يصنع منها الفخار، فينطلق صانع الفخار "كناسك في صومعته" نحو أسئلته الوجودية عبر مونولوج داخلي، وأحداث من الواقعية السحرية من حوله، فتصطفّ من حوله الخِزاف، فيقول: كلما صنعت واحدة خسرت الناس من حولي، فتسير به الأحداث في جدلية قائمة ما بين الإرادة والقدر، فيقول: "يخلق من الشبه أربعين، لكن ليس من بني البشر، بل يخلق منك شبهاً من آنية الفخار، وعددها أربعون".
لتتوزّع أحداث الرواية في فصول عديدة، تتأرجح ما بين طين الأرض وروح السماء، لتعبّر الرواية بذلك عن ذات الإنسان الحقيقية المخلوقة من حفنة طين ونفحة ربّ، فطينه يشدّه إلى الأرض وروحه تناجي السماء، فيحكي عبر حرفته حكاية الفناء، وتهمس روحه بوعد البقاء، لتكون بذلك حياة الإنسان آية في جدلية الإرادة والقدر.
بداية من تلك الزاوية التي يصنع فيها، فيقودك النور إليه، كحلزون يحتمي بظلف من فخار، فيقوم بدمج الألوان ليحصل على فخار بلون يشابه لون أدمة البشرة، ليعيش بعدها حياة يفقد فيها الناس كلما صنع آنية من الفخار، حتى تربّعت الآنية عرش حياته، إلى أن أصبح أمامها يغتني بالقناعة فتغنيه.
يدور قرص الدولاب فتبدأ فوهة الجحلة بالدوران، فيبدأ معها رحلته وارتحاله متعجباً: "هل عُجِنت سلالته القديمة بطين الأرض؟ " ليخبئ في داخله أمنيته التي لن تتحقق، بأن يكون آخر صانع فخار في بلدته، لكنّ الحلم لن يتحقّق، فصنع الفخار بما يفوق الصنعة ومادتها، بل انه كتَب المعنى من رحلة الإنسان في صانع الفخار.