حمدان بن راشد.. مسيرة وطنية حافلة بالعطاء والإخلاص
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
إعداد: محمد إبراهيم
تحل الذكرى السنوية الثالثة لوفاة المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، الذي تولى حقيبة وزارة المالية على مدار 50 عاماً، إذ نجح خلالها في تحقيق إنجازات ضخمة تعكس رؤيته الثاقبة لإرساء دعائم المسيرة التنموية الشاملة للدولة.
وظل يوم الرابع والعشرون من مارس من كل عام، ذكرى في وجدان شعب الإمارات، يستعيد معها الجميع مسيرة عطاء وبناء قدمها المغفور له الشيخ حمدان بن راشد، الذي انتقل إلى جوار ربه في مثل ذلك اليوم، عن عمر ناهز 76 عاماً.
يمتلك الشيخ حمدان بن راشد، مسيرة وطنية حافلة بالعطاء والإخلاص والوفاء، إذ حفر اسمه في تاريخ الإمارات بحروف من الذهب وبمبادرات وأعمال مازالت آثارها تجوب الأركان، ويتذكرها الجميع في مجتمع الإمارات.
تضرّع سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد ال مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي إلى المولى عزّ جلّ بالرحمة والمغفرة للشيخ حمدان بن راشد، رحمه الله، في ذكرى وفاته الثالثة. وقال على منصة انستغرام «اللهم يمّن كتابه، وهوّن حسابه، وليّن ترابه وألهمه حسن الجواب، وطيّب ثراه وأكرم مثواه، واجعل الجنة مستقره ومأواه».
قال سموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، إن ذكرى وفاة الشيخ حمدان بن راشد، رحمه الله، ستظل سيرة عطرة. وقال على منصة إنستغرام «رحل عنّا وبقيت ذكراه حاضرة تخبر الأجيال عن سيرة عطرة، وإرث خالد في خدمة الوطن. رحم الله الشيخ حمدان بن راشد وأسكنه فسيح جناته».
مسيرة حافلةسطر الشيخ حمدان بن راشد، مسيرة حافلة بالعمل الوطني المخلص والعطاء لشعبه والإنسانية جمعاء؛ حيث حفر التاريخ اسمه على مدى أكثر من نصف قرن، وزيراً منذ أول تشكيل وزاري بعد قيام الاتحاد في ديسمبر 1971، ونائباً لحاكم دبي منذ عام 2006، ورئيساً لكثير من الهيئات والدوائر الحكومية المهمة، وشريكاً في صناعة النهضة التنموية المباركة للدولة، وداعماً لأوجه الخير والبرّ في الداخل والخارج، ومساهماً في تعزيز جودة الأداء والإبداع في المؤسسات التربوية والتعليمية محلياً ودولياً، وراعياً لكثير من الأنشطة الرياضية، تاركاً إرثاً شكّل علامة فارقة في تاريخ الدولة.
امتدت أياديه البيضاء إلى عشرات الدول في جميع القارات.
وكان للراحل، إسهامات محورية في مسيرة رسم وتطوير السياسات المالية لدولة الإمارات منذ تأسيس الاتحاد، لتلبي متطلبات النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام، والارتقاء بفاعلية التخطيط المالي والتنفيذي للميزانية الاتحادية، وتوحيد السياسات، وتوجيه الإنفاق العام لدعم القطاعات الحيوية اقتصادياً، حيث وجّه بالعمل لتطوير كفاءة الإدارة النقدية عبر التوجه للميزانية الصفرية ومبادئ المحاسبة على أساس الاستحقاق، إلى جانب التركيز على تنمية وضمان استدامة الموارد المالية للحكومة الاتحادية، وتحفيز عملية التنمية المستدامة ضمن كافة القطاعات الحيوية.
مسيرة التعليمكان للراحل إسهامات مؤثرة في التعليم والمعرفة ومسيرة بناء الأجيال، إذ أنشأ «جائزة الشيخ حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز» عام 1998، التي طوّرت مسيرة التعليم في الدولة والمنطقة. وغيّرت حياة أجيالٍ متعاقبة، لتشمل عبر السنين دول الخليج ثم مختلف الدول العربية، حتى أصبحت جائزة عالمية بالتعاون مع «يونيسكو» في عام 2008.
كما أسس عام 2001 «كلية آل مكتوم للتعليم العالي» في مدينة دندي باسكتلندا، التي أسهمت في بناء جسور متينة بين الثقافة الإسلامية والأوروبية ببرامجها وشراكاتها الأكاديمية.
وفي القطاع الصحي، بدأت هيئة الصحة خدماتها تحت رئاسته بمركز صحي واحد، ووصلت اليوم إلى 48 مستشفى. وحقق قطاع الرعاية الصحية تحت رئاسته قفزات نوعية ووصل إلى مصافّ الدول المتقدمة.
انتصارات كثيرةعشق الشيخ حمدان بن راشد، الخيول والفروسية خلال نشأته وازداد شغفه بها خلال دراسته في بريطانيا، وأنشأ أول إسطبلاته عام 1981 وحققت خيوله على مدار السنين، انتصارات كثيرة في مختلف المضامير العالمية. وهو أول مالك خيل عربي يحقق الفوز ببطولة «ديربي» الإنجليزي لمرات متعددة منذ عام 1989. كما صنع أمجاد نادي النصر وقاده إلى تحقيق 17 بطولة في مختلف الرياضات.
رحل حمدان بن راشد من الدنيا، وظل خالداً في قلوب الجميع، وترك خلفه إرثاً من العطاء والرحمة والخير تعجز الحروف عن وصفه والكتب عن جمعه.
وفي ذكرى وفاته الأولى، وثّقت «دار راشد للنشر» مسيرة الشيخ حمدان بن راشد، رحمه الله العطرة، بكتاب من 8 فصول، يحكي قصة علم من أعلام الإمارات لن تطويه صفحات الذاكرة أبداً.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم الإمارات الشیخ حمدان بن راشد
إقرأ أيضاً:
الإمارات تُطلق الدورة الثالثة من جائزة محمد بن راشد العالمية للطيران
أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني، عن إطلاق الدورة الثالثة من "جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العالمية للطيران"، وهي واحدة من أبرز الجوائز العالمية التي تهدف إلى دعم الابتكار والاستدامة في قطاع الطيران، وتأتي هذه الدورة بالشراكة مع منظمة الطيران المدني الدولي "الإيكاو"، وذلك وفقًا لاتفاقية التعاون التي تم توقيعها بين الجانبين خلال فعاليات السوق العالمي للطيران المستدام في فبراير الماضي.
وتبلغ قيمة الجائزة مليون دولار أميركي، وتهدف إلى تحفيز الابتكارات والبحوث التي تساهم في تطوير وقود الطائرات المستدام وتعزيز الاستدامة في صناعة الطيران.
وأكد معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني، بهذه المناسبة، حرص دولة الإمارات بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة على تعزيز دورها الريادي في تحفيز الابتكار، ودعم تحقيق مستقبل مزدهر أكثر استدامة في قطاع الطيران العالمي.
وأشار إلى أن جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العالمية للطيران، تعد إحدى المساهمات الإماراتية البارزة في هذا السياق، إذ تعزز دفع التحوُّل نحو قطاع طيران أكثر استدامة على مستوى العالم.
وأضاف معاليه أنه يتم من خلال هذه الدورة التركيز على تشجيع أنشطة ومجالات البحث العلمي والابتكار، وتكريم الأفراد والمؤسسات التي تسهم في تطوير حلول وقود الطائرات المستدامة، مؤكدا أن الجائزة ستكون محركًا رئيسيًا لتوسيع أفق التعاون الدولي في مجال الطيران، ما يدعم الجهود المشتركة نحو تحقيق عالم أكثر استدامة وأمانًا.
من جانبه، قال سيف محمد السويدي، مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني، إنه تم تطوير الدورة الثالثة من الجائزة لتعكس الالتزام العميق بمستقبل أكثر استدامة لصناعة الطيران، حيث تهدف فئات هذه الدورة إلى تحفيز التنافس الإيجابي بين المؤسسات الأكاديمية والبحثية والعلمية المعنية بقطاع الطيران، بهدف إيجاد حلول مبتكرة وقابلة للتنفيذ تسهم في تعزيز استدامة هذا القطاع الحيوي، ما يتماشى مع رؤية الدولة في دعم وتطوير قطاع الطيران على المستوى العالمي.
من ناحيته قال خوان كارلوس سالاسار الأمين العام لمنظمة الطيران المدني الدولي “الإيكاو”، إن الوصول إلى طيران خالٍ من الانبعاثات الكربونية ممكن، والمبادرات مثل جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العالمية للطيران تثبت ذلك، فكل يوم، يُظهر الباحثون والمبتكرون أن الطيران المستدام في متناول أيدينا، من خلال تطوير حلول كانت تُعد مستحيلة قبل بضع سنوات فقط.
وأثنى على هذه المبادرة التي من شأنها أن تُسرّع من وتيرة التقدم نحو استدامة الطيران، لافتا إلى أن هذا الأمر يكتسب أهمية خاصة بالنسبة للوقود المستدام للطيران، كونه عاملاً حاسماً في تحقيق هدف الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.
وتستهدف الدورة الثالثة من الجائزة تكريم الأفراد والمنظمات والمؤسسات التي تساهم في تطوير قطاع الطيران عبر ثلاث فئات محددة.
وتشمل الفئة الأولى المؤسسات الأكاديمية - طلاب المرحلة الجامعية، وتركز على تسريع تطوير واعتماد حلول وقود الطيران المستدام.
ويحصل الفائز بالمركز الأول على 250,000 دولار أميركي، بينما يحصل الفائز بالمركز الثاني على 150,000 دولار أميركي، والمركز الثالث على 100,000 دولار أميركي.
فيما تشمل الفئة الثانية المؤسسات الأكاديمية - طلاب الدراسات العليا، وتستهدف المؤسسات الأكاديمية في مرحلة الدراسات العليا التي تساهم في حلول وقود طيران مستدام، ويتم توزيع الجوائز على ثلاث مراكز في هذه الفئة بالقيم المالية نفسها للفئة الأولى: 250,000 دولار أمريكي للمركز الأول، و150,000 دولار أميركي للمركز الثاني، و100,000 دولار أميركي للمركز الثالث.
وتشمل الفئة الثالثة المؤسسات البحثية، حيث سيتم تكريم المؤسسات البحثية التي تسهم في تطوير حلول وقود طيران مستدام مبتكرة.
وتسعى الجائزة إلى تحفيز الجيل القادم من المبتكرين في مجال استدامة الطيران، مع وضع الأساس الأكاديمي لحلول وقود الطيران المستدام المستقبلية.
كما تشجع على تطوير الحلول التي تعالج القضايا الحرجة مثل البصمة البيئية للطيران، والجدوى الاقتصادية، ودعم السياسات، والاندماج في النظم البيئية الحالية للطيران.
وتقوم كافة الجوائز على 6 معايير أساسية وهي المعايير الأساسية للابتكار، وإمكانية التطبيق العملي، والاستدامة، والتكلفة الاقتصادية، والأثر على تطوير السياسات والأطر التنظيمية، وإمكانية دمج الحلول في البنية التحتية الراهنة.
ودعت الهيئة العامة للطيران المدني جميع المهتمين إلى التقدم بطلباتهم للمشاركة في هذه الجائزة.
ولمزيد من التفاصيل، يمكن زيارة الموقع الرسمي للجائزة.
المصدر: وام