إعداد: محمد إبراهيم

تحل الذكرى السنوية الثالثة لوفاة المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، الذي تولى حقيبة وزارة المالية على مدار 50 عاماً، إذ نجح خلالها في تحقيق إنجازات ضخمة تعكس رؤيته الثاقبة لإرساء دعائم المسيرة التنموية الشاملة للدولة.

وظل يوم الرابع والعشرون من مارس من كل عام، ذكرى في وجدان شعب الإمارات، يستعيد معها الجميع مسيرة عطاء وبناء قدمها المغفور له الشيخ حمدان بن راشد، الذي انتقل إلى جوار ربه في مثل ذلك اليوم، عن عمر ناهز 76 عاماً.

يمتلك الشيخ حمدان بن راشد، مسيرة وطنية حافلة بالعطاء والإخلاص والوفاء، إذ حفر اسمه في تاريخ الإمارات بحروف من الذهب وبمبادرات وأعمال مازالت آثارها تجوب الأركان، ويتذكرها الجميع في مجتمع الإمارات.

تضرّع سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد ال مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي إلى المولى عزّ جلّ بالرحمة والمغفرة للشيخ حمدان بن راشد، رحمه الله، في ذكرى وفاته الثالثة. وقال على منصة انستغرام «اللهم يمّن كتابه، وهوّن حسابه، وليّن ترابه وألهمه حسن الجواب، وطيّب ثراه وأكرم مثواه، واجعل الجنة مستقره ومأواه».

قال سموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، إن ذكرى وفاة الشيخ حمدان بن راشد، رحمه الله، ستظل سيرة عطرة. وقال على منصة إنستغرام «رحل عنّا وبقيت ذكراه حاضرة تخبر الأجيال عن سيرة عطرة، وإرث خالد في خدمة الوطن. رحم الله الشيخ حمدان بن راشد وأسكنه فسيح جناته».

مسيرة حافلة

سطر الشيخ حمدان بن راشد، مسيرة حافلة بالعمل الوطني المخلص والعطاء لشعبه والإنسانية جمعاء؛ حيث حفر التاريخ اسمه على مدى أكثر من نصف قرن، وزيراً منذ أول تشكيل وزاري بعد قيام الاتحاد في ديسمبر 1971، ونائباً لحاكم دبي منذ عام 2006، ورئيساً لكثير من الهيئات والدوائر الحكومية المهمة، وشريكاً في صناعة النهضة التنموية المباركة للدولة، وداعماً لأوجه الخير والبرّ في الداخل والخارج، ومساهماً في تعزيز جودة الأداء والإبداع في المؤسسات التربوية والتعليمية محلياً ودولياً، وراعياً لكثير من الأنشطة الرياضية، تاركاً إرثاً شكّل علامة فارقة في تاريخ الدولة.

امتدت أياديه البيضاء إلى عشرات الدول في جميع القارات.

وكان للراحل، إسهامات محورية في مسيرة رسم وتطوير السياسات المالية لدولة الإمارات منذ تأسيس الاتحاد، لتلبي متطلبات النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام، والارتقاء بفاعلية التخطيط المالي والتنفيذي للميزانية الاتحادية، وتوحيد السياسات، وتوجيه الإنفاق العام لدعم القطاعات الحيوية اقتصادياً، حيث وجّه بالعمل لتطوير كفاءة الإدارة النقدية عبر التوجه للميزانية الصفرية ومبادئ المحاسبة على أساس الاستحقاق، إلى جانب التركيز على تنمية وضمان استدامة الموارد المالية للحكومة الاتحادية، وتحفيز عملية التنمية المستدامة ضمن كافة القطاعات الحيوية.

مسيرة التعليم

كان للراحل إسهامات مؤثرة في التعليم والمعرفة ومسيرة بناء الأجيال، إذ أنشأ «جائزة الشيخ حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز» عام 1998، التي طوّرت مسيرة التعليم في الدولة والمنطقة. وغيّرت حياة أجيالٍ متعاقبة، لتشمل عبر السنين دول الخليج ثم مختلف الدول العربية، حتى أصبحت جائزة عالمية بالتعاون مع «يونيسكو» في عام 2008.

كما أسس عام 2001 «كلية آل مكتوم للتعليم العالي» في مدينة دندي باسكتلندا، التي أسهمت في بناء جسور متينة بين الثقافة الإسلامية والأوروبية ببرامجها وشراكاتها الأكاديمية.

وفي القطاع الصحي، بدأت هيئة الصحة خدماتها تحت رئاسته بمركز صحي واحد، ووصلت اليوم إلى 48 مستشفى. وحقق قطاع الرعاية الصحية تحت رئاسته قفزات نوعية ووصل إلى مصافّ الدول المتقدمة.

انتصارات كثيرة

عشق الشيخ حمدان بن راشد، الخيول والفروسية خلال نشأته وازداد شغفه بها خلال دراسته في بريطانيا، وأنشأ أول إسطبلاته عام 1981 وحققت خيوله على مدار السنين، انتصارات كثيرة في مختلف المضامير العالمية. وهو أول مالك خيل عربي يحقق الفوز ببطولة «ديربي» الإنجليزي لمرات متعددة منذ عام 1989. كما صنع أمجاد نادي النصر وقاده إلى تحقيق 17 بطولة في مختلف الرياضات.

رحل حمدان بن راشد من الدنيا، وظل خالداً في قلوب الجميع، وترك خلفه إرثاً من العطاء والرحمة والخير تعجز الحروف عن وصفه والكتب عن جمعه.

وفي ذكرى وفاته الأولى، وثّقت «دار راشد للنشر» مسيرة الشيخ حمدان بن راشد، رحمه الله العطرة، بكتاب من 8 فصول، يحكي قصة علم من أعلام الإمارات لن تطويه صفحات الذاكرة أبداً.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم الإمارات الشیخ حمدان بن راشد

إقرأ أيضاً:

نجاح إطلاق القمر الاصطناعي «اتحاد سات»

دبي (الاتحاد)
أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء، أمس، نجاح إطلاق القمر الاصطناعي «اتحاد سات»، أول قمر اصطناعي راداري يطوره فريق المركز، وذلك من قاعدة فاندنبرغ الجوية في كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأميركية، على متن صاروخ «فالكون 9»، في تمام الساعة 10:43 صباحاً بتوقيت الإمارات. واستقبل فريق مركز محمد بن راشد للفضاء في المحطة الأرضية بدبي أول إشارة بنجاح في تمام الساعة 12:04 مساءً بتوقيت الإمارات. 
ويمثل «اتحاد سات» خطوة نوعية ضمن برنامج تطوير الأقمار الاصطناعية في المركز، حيث يعد الأول من نوعه المزود بتقنية التصوير الراداري، مما يعزز قدرات المركز في مجال رصد الأرض باستخدام أحدث التقنيات. يتميز القمر الاصطناعي الجديد بقدرته على التقاط صور عالية الدقة في جميع الظروف الجوية، ليكون إضافة استراتيجية لجهود الإمارات في تطوير حلول فضائية مبتكرة.
تم تطوير «اتحاد سات» ضمن شراكة استراتيجية مع شركة «ساتريك إنشيتيف» الكورية الجنوبية، حيث قاد فريق مركز محمد بن راشد للفضاء عملية تحديد الخصائص التقنية للقمر الاصطناعي، قبل الانتقال إلى مرحلة التصميم الأولي والاختبار التقني لضمان الامتثال لأعلى المعايير العالمية. 
في المراحل المتقدمة من المشروع، تولى مهندسو المركز قيادة عمليات التصميم النهائي والتصنيع بالشراكة مع خبراء من «ساتريك إنشيتيف»، ما يعكس التزام المركز بتعزيز القدرات الوطنية في قطاع الفضاء، عبر نقل المعرفة وتوطين التقنيات المتقدمة.
رؤية طموحة  
عن نجاح إطلاق القمر الاصطناعي، قال معالي الفريق طلال حميد بالهول، نائب رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء: «تمضي الإمارات العربية المتحدة بثبات نحو ترسيخ مكانتها بين الدول الرائدة في تكنولوجيا وعلوم الفضاء؛ بفضل رؤية قيادتنا الرشيدة ودعمها المتواصل لهذا القطاع الحيوي. نعبّر عن امتناننا لهذا الدعم الذي أثمر اليوم عن إنجاز جديد بإطلاق القمر الاصطناعي (اتحاد سات)، والذي يمثل خطوة استراتيجية نحو تطوير قدراتنا في رصد الأرض وجمع البيانات لدعم التنمية المستدامة. كما يفتح هذا الإنجاز آفاقاً جديدة للاستفادة من التقنيات الفضائية في مجالات متنوعة تخدم الدولة. سنواصل التقدم بخطى واثقة نحو تحقيق نهضة تكنولوجية مستدامة تعزز مكانة دولتنا وترسخ دورها الفاعل على الساحة العالمية». 
وقال حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء: «نجحنا في إطلاق القمر الاصطناعي (اتحاد سات)؛ بفضل دعم ورؤية قيادتنا الرشيدة، ما يعكس التطور الكبير الذي تحققه دولة الإمارات في قطاع الفضاء، ويعزز ريادتها في هذا المجال الحيوي. هذه الخطوة تمثل التزامنا بتطوير برنامج الإمارات الوطني للفضاء، واستمراراً لاستراتيجيتنا الوطنية الطموحة في تعزيز الابتكار والتكنولوجيا الفضائية، وهي جزء من رؤية طويلة المدى تهدف إلى تمكين الأجيال القادمة لتكون جزءاً من تقدم مستدام في مجال الفضاء. نحن ماضون في تحقيق المزيد من الإنجازات التي تسهم في تعزيز ريادتنا الفضائية». 

أخبار ذات صلة الحكام يواصلون تقبل التهاني بالشهر الفضيل بتوجيهات الشيخة فاطمة بنت مبارك.. «الحق في الهوية والثقافة الوطنية» شعار يوم الطفل الإماراتي 2025

بدوره، قال سالم حميد المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: «يعد إطلاق (اتحاد سات) خطوة محورية في برنامج تطوير الأقمار الاصطناعية في المركز، وإضافة هامة إلى سلسلة النجاحات التي تحققها دولة الإمارات في مجال الفضاء. هذا التطور يعكس الدعم المستمر من قيادتنا الرشيدة ورؤيتها الطموحة لمستقبلنا في هذا القطاع الاستراتيجي. كما يمثل تجسيداً للقدرة الإماراتية على تطوير تقنيات متقدمة في مجال الفضاء، من خلال شراكات استراتيجية مع المجتمع الفضائي الدولي تهدف إلى تبادل الخبرات وتعزيز التعاون، مما يسهم في تحقيق أهدافنا نحو الريادة في تقنيات الفضاء عالمياً».
من جانبه، قال كيم إيول، المدير التنفيذي ورئيس شركة ساتريك إنشيتيف: «نهنئ دولة الإمارات على نجاح إطلاق القمر الاصطناعي (اتحاد سات)، الذي يعد إنجازاً يعزز قدراتها في مجال رصد الأرض، ويؤكد أهمية التعاون الدولي في تطوير قطاع الفضاء. وبصفتنا شريكاً طويل الأمد، نفخر في (ساتريك إنشيتيف) بتعاوننا مع مركز محمد بن راشد للفضاء في تطوير قمر اصطناعي متقدم يعمل بتقنية الرادار، ونتطلع إلى مواصلة هذا التعاون المثمر مع المركز ودولة الإمارات لدفع عجلة الابتكار والمساهمة في رسم ملامح مستقبل تكنولوجيا الفضاء».
إمكانات تقنية متطورة 
يمثل «اتحاد سات» خطوة نوعية جديدة في تقنيات الأقمار الاصطناعية التي يمتلكها مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث تتكامل تقنية التصوير الراداري مع الأقمار الاصطناعية التي تعتمد على التصوير بالكاميرا.
ويتميز «اتحاد سات» بتكنولوجيا متطورة لرصد الأرض بدقة عالية في مختلف الظروف الجوية والبيئية المتنوعة، وفي أوقات اليوم كافة ليلاً ونهاراً. كما يوفر ثلاثة أنماط للتصوير، تصوير دقيق لمناطق صغيرة، وتغطية واسعة للمساحات الكبيرة، ورصد ممتد لمناطق أطول. كل هذه التقنيات تجعل منه أداةً حيوية لخدمة قطاعات متعددة، بدءاً من اكتشاف تسربات النفط، مروراً بإدارة الكوارث الطبيعية، وتتبع حركة الملاحة البحرية، ودعم الزراعة الذكية، والمراقبة البيئية الدقيقة. كما ستتم معالجة البيانات التي سيوفرها «اتحاد سات» بتقنيات مزودة بالذكاء الاصطناعي. 
وتُعتبر تكنولوجيا التصوير الراداري هي إحدى تقنيات التصوير المتطورة التي تمكن الأقمار الاصطناعية من التقاط صور عالية الدقة لسطح الأرض في جميع الظروف، بغض النظر عن الطقس أو الوقت من اليوم. على عكس الكاميرات التقليدية، تعتمد تكنولوجيا التصوير الراداري على موجات الرادار التي تسمح برؤية ما وراء السحب، والظلام، وحتى الأمطار.
وسيتم تشغيل القمر الاصطناعي وإدارته من قبل مركز التحكم بالمهمات في مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث ستعمل الفرق المختصة على إدارة العمليات وتحليل البيانات المرسلة من القمر الاصطناعي إلى الأرض.

مقالات مشابهة

  • مكتوم بن محمد: تفاعل مجتمعي إيجابي مع المبادرات الخيرية
  • نجاح إطلاق القمر الاصطناعي «اتحاد سات»
  • مكتوم بن محمد: سيبقى مجتمعنا نموذجاً ملهماً للتلاحم ومنارة للتسامح
  • مجلس ضاحي خلفان الرمضاني يوصي بإنشاء هيئة وطنية لرعاية الموهوبين
  • مكتوم بن محمد: الإمارات تسير على نهج زايد وراشد في ترسيخ قيم التواصل والتلاحم
  • الشيخ عبدالله: إعادة الاعمار ضرورة وطنية
  • رحل في هدوء.. الفنان إحسان يترك مسيرة فنية حافلة في السينما المصرية
  • حمدان بن زايد: أطفالنا هم الثروة الحقيقية لمستقبل الإمارات
  • حمدان بن مبارك يلتقي لاعبي "الأبيض" في جبل علي
  • مكتوم بن محمد يستقبل الرئيس التنفيذي لـ«ماستركارد» العالمية