" الوفد " ترصد قصة مسجد سيدى جابر التاريخى بالاسكندرية
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
تتميز محافظة الإسكندرية بالعديد من الأماكن التاريخية الخالدة، وعلى رأسها المساجد القديمة، لعل أشهرها مسجد سيدي جابر، بجوار حي شرق بعروس البحر الأبيض المتوسط.
ومن داخل المسجد تشاهد اجمل المشاهد عندما تجد الالاف المواطنين يؤدون صلاة التراويح به بعد الإنتهاء من تطويره ورفع كفاءته، ليسع نحو 2000 مصليا من الرجال والنساء بالإضافة إلى الساحة والحديقة الخارجية للمسجد،
وعندما تدخل تتجول داخل مسجد سيدى جابر تجد مئذنة عالية، إلى جوارها قبة فخمة، وزخرفة إسلامية في الأسقف والنوافذ، وضريح ومحراب، كل هذا يتجمع في مسجد سيدي جابر، أحد أقدم المساجد في العاصمة الثانية الإسكندرية، المسجد الذي يتوسط شارع المشير أحمد إسماعيل، في موقع متميز بالثغر.
تزين مسجد سيدى جابر الشيخ أحد المساجد التاريخية بمحافظة الإسكندرية بالأنوار والإضاءات الملونة لاستقبال المصلين لأداء صلاة التراويح وصلاة التهجد على مدار الشهر المبارك، إذْ يقع بحي شرق بمنطقة سيدي جابر، الذى شهد الشهر الماضى تطوير المسجد ليتسع إلى نحو 2000 مصلي من الرجال والنساء، ومزود بكراس متحركة لكبار السن والمرضى وذوي الهمم، ليصبح تحفة معمارية جديدة على أرض الإسكندرية، وكما هو «الأكروبوليس» في المعمار الإغريقي أصبح المسجد يتوسط المدينة وتنتهي إليه شوارعها.
يقع مسجد سيدى جابر فى منطقة يطلق عليها نفس المسمى، بين محطة الترام وشارع بورسعيد، وفى مواجهة مستشفى مصطفى كامل العسكرى؛ كان المسجد فى البداية زاوية صغيرة أنشئت فى منتصف القرن السابع الهجرى تقريبا، حيث كانت الإسكندرية فى العصر الإسلامى ملتقى لكثير من العلماء والأئمة والأولياء الصالحين.
بقيت هذه الزاوية على نفس الحالة لقرون، حتى بنى على أنقاضها مسجد فى نهاية القرن التاسع عشر الميلادى؛ وفي عام 1955م أزيل المسجد القديم، وبني مكانه المسجد الحالي بصورته الموجودة حاليًا.
اختلفت الآراء حول شخصية صاحب المسجد والمدفون بالضريح المجاور، وباسمه عرف المسجد، ولكن الجميع في النهاية أكد أنه "جابر بن اسحق بن إبراهيم بن محمد الأنصارى"، ويكنى أبا إسحاق ويتصل نسبه من جهة أبيه بسعد بن عبادة الأنصارى سيد الخزرج.
كان سيدى جابر شيخا عالماً وورعاً صالحا زاهداً أحبه الناس وكثر أتباعه ومحبوه وتلاميذه الذين ينهلون من علمه.
نشأ الشيخ جابر الأنصاري، في الأندلس ثم سافر إلى فاس ببلاد المغرب ثم انتقل إلى طرابلس بليبيا ثم جاء إلى القاهرة، ونزل ضيفا على أحد أبناء عمومته وكان رجلا متصوفا فانضم إليه جابر الأنصاري وتعلم منه فلما مات الشيخ أبو العباس انتقل الشيخ أبو إسحاق جابر الأنصاري إلى الإسكندرية وبنى له زاوية والتي تحولت فيما بعد إلى المسجد الحالي.
ظل الشيخ مقيما بتلك الزاوية حتى توفي سنة 697 هجرية، متجاوزا التسعين من عمره، وكان سيدي جابر شيخا عالما وورعا صالحا زاهدا أحبه الناس وكثر أتباعه ومحبوه وتلاميذه الذين ينهلون من علمه.
كتب سيدي جابر بعض المؤلفات، من بينها "إيجاد البرهان في إعجاز القرآن"، و"كيفية السياحة في مجرى البلاغة والفصاحة "، و" الإعراب في ضبط عوامل الإعراب".
يتكون المسجد الحالي من مربع يتوسطه صحن مغطى تحيط به الأروقة من جميع الجهات فيوجد رواقان في جهة القبلة، . ورواق واحد في الجهات الثلاث الأخرى وتوجد فوق الرواق الشمالي طبقة ثانية مخصصة لصلاة السيدات.
أما صحن المسجد فقد غطي بسقف مرتفع عن باقي سقف المسجد، ويوجد بالمسجد ثلاثة أبواب أو مداخل، منها باب في الجهة الجنوبية (من ناحية الترام) يؤدي إلى المسجد كما يؤدي إلى ضريح سيدي جابر، كما يوجد باب من الجهة الشمالية (يفتح على شارع بورسعيد)، وهناك باب ثالث من الجهة الغربية (في مواجهة قصر سيدي جابر للتذوق).
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسكندرية الاماكن التاريخية حى شرق أداء صلاة التراويح سیدی جابر
إقرأ أيضاً:
إصلاح طريق سيدي عبد الله غيات: بين إهمال دفتر التحملات وعرقلة حركة المارة
بقلم: زكرياء عبد الله
تعد الطريق الرابطة بين سيدي عبد الله غيات ومراكش إحدى الطرق الحيوية التي تؤدي دورًا مهمًا في تسهيل حركة التنقل بين المواطنين. إلا أن الأشغال الأخيرة التي تم استئنافها على هذه الطريق قد أثارت العديد من التساؤلات بسبب عدم الالتزام الكافي بدفتر التحملات المعمول به لإتمام الأشغال بالشكل الصحيح.
ومن أبرز السلبيات التي أثارت غضب رواد هذه الطريق هي أعمال الصيانة والأشخاص القائمين عليها الذين لم يقوموا بتطبيق الإجراءات اللازمة بشكل دقيق. على سبيل المثال، عملية رش الطريق التي أسفرت عن تكوّن سحب كثيفة من الغبار والأبخرة السامة. هذا الوضع له تأثير سلبي كبير على صحة المارة، حيث يعرضهم لخطر الإصابة بحساسية أو أمراض تنفسية أخرى. إضافة إلى ذلك، يزداد الوضع سوءًا بسبب غياب لافتات التشوير الطرقي الضرورية، مثل إشارات التحذير والتنبيه، خصوصًا في المناطق المحاذية للدواوير على طول الطريق. هذا الغياب جعل من الصعب على السائقين والمشاة معرفة مناطق الأشغال وتجنب المخاطر المحتملة.
لم يقتصر التقصير في التنظيم على المارة فقط، بل أثر بشكل سلبي أيضًا على حركة السير، التي شهدت اختناقات مرورية وتكدسًا في بعض الأحيان نتيجة عدم وضوح المسارات أو توافر بدائل مناسبة.
إن التقيد الصارم بدفتر التحملات يعد من الأمور الضرورية في تنفيذ أي مشروع صيانة أو تجديد للطريق، حيث يتضمن هذا الدفتر المعايير الفنية المتعلقة بالسلامة وجودة الأشغال. وعلى الجهات المعنية في عمالة الحوز وكذلك الشركات المقاولة المتعاقدة، أن تتحمل مسؤوليتها في تحسين ظروف تنفيذ الأشغال، بما يضمن راحة وسلامة جميع مستعملي الطريق.