رياض سلامة: سأطوي صفحة مصرف لبنان من حياتي
تاريخ النشر: 27th, July 2023 GMT
دافع رياض سلامة حاكم مصرف لبنان عن سجله ونفى تورطه في اختلاس أموال عامة وأكد أن سياساته كانت تصب في صالح الاقتصاد، وذلك قبل أيام من الموعد الذي من المقرر أن يغادر فيه منصبه.
وقال سلامة، الذي شغل المنصب لثلاثين عاما شهدت أزمة مالية متفاقمة واتهامات من الداخل والخارج بسرقة أموال عامة، إنه سيترك المنصب بانتهاء ولايته الحالية في نهاية الشهر الجاري.
وقال سلامة (72 عاما) في مقابلة مع محطة إل.بي.سي.آي "رح أطوي صفحة من حياتي".
وأضاف "أعتقد إنه خلال هذه الثلاثين سنة في منهم 27 سنة ساهم البنك المركزي بسياساته النقدية بإرساء الاستقرار والنمو الاقتصادي" في إشارة على ما يبدو إلى السنوات التي سبقت الانهيار" حسبما نقلت وكالة رويترز.
تأتي تصريحاته وسط حالة من الجدل بين كبار السياسيين بشأن الخطوات التالية لرحيله، ومن المقرر أن تعقد الحكومة جلسة غدا لإجراء مناقشات بشأن خليفته المحتمل.
وتراجعت الليرة اللبنانية 98 % في السوق الموازية منذ بدأ الاقتصاد رحلة انهياره في 2019 كما لم يعد باستطاعة معظم السكان الوصول لمدخراتهم في المصارف.
وجاء الانهيار بعد عقود من الفساد والإنفاق غير المحسوب من جانب النخب الحاكمة،وهو أمر يقول كثير من اللبنانيين إن سلامة ساعد في تسهيل حدوثه،واعتبر بعض المحللين سياسته لإقراض الحكومة بمثابة "مخطط بونزي".
وقال سلامة يوم الأربعاء "من زمان المنظومة غسلت إيديها مني وأنا أصبحت كبش محرقة"، وأكد في الوقت نفسه أن تدخلاته الأخيرة في سوق المال حالت دون حدوث المزيد من التدهور في سعر صرف الليرة،موضحا أن كثيرين انزعجوا لبقاء المصرف صامدا، وأن البنك تمكن بمفرده من إدارة الاقتصاد في وقت لم تكن فيه حكومة".
وتابع "لو صحيح بونزي سكيم ما كنا عدينا ثلاث أو أربع سنوات، ما قدرنا نمول القطاع الخاص والقطاع العام، ما قدرنا ندافع
عن سمعة لبنان بما يتعلق بالديون الخارجية، كيف هيدي بونزي سكيم".
وسلامة متهم رسميا في لبنان وفرنسا وألمانيا باختلاس مئات الملايين من الأموال العامة من المصرف المركزي من خلال تحصيل
عمولات كرسوم من مشتري السندات ثم تحويل الأموال إلى شركة فوري أسوسييتس المملوكة لشقيقه.
وجدد سلامة يوم الأربعاء نفي هذه الاتهامات وأكد عدم تحويل أي أموال تخص المصرف المركزي بشكل مباشر أو غير مباشر إلى فوري،كما يواجه سلامة نشرات حمراء من الإنتربول على خلفية مذكرات توقيف صادرة في ألمانيا وفرنسا،وتجري تحقيقات بشأنه في ثلاث دول أخرى على الأقل بتهم فساد.
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News مصرف لبنان الليرة اللبنانية اقتصاد لبنان الإنتربول حاكم مصرف لبنان رياض سلامةالمصدر: العربية
كلمات دلالية: مصرف لبنان الليرة اللبنانية اقتصاد لبنان الإنتربول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مصرف لبنان
إقرأ أيضاً:
المصور العالمي فرانك جازولا: مشروع استكشاف جرينلاند غير مجرى حياتي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لم يكن فرانك جازولا مجرد مصور مغامر، بل أنه رجل استجاب لنداء البحر منذ أكثر من عشر سنوات، وغاص في أعماقه، مسجّلًا بعدسته تحولاته الحيوية والبيولوجية، وصار واحدًا من أبرز المصورين البيئيين الذين وهبوا حياتهم لرصد الجمال الهش تحت الماء، والتحذير مما يهدده.
في حديثه خلال جلسة ملهمة على هامش مهرجان التصوير الدولي "إكسبوجر" 2025، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، استعاد جازولا لحظة التحوّل الأولى في مسيرته، قائلاً: “كان لقاءً عابراً مع مصور شهير، أعلنت أمامه عن رغبتي بأن أصبح ”مصورًا مهمًا"، فدعاه الأخير للانضمام إلى مشروع استكشاف في جرينلاند، إلا أنه لم يكن يعلم آنذاك أن تلك الدعوة ستغير مجرى حياته، وتأخذه إلى حيث لا نهاية للمغامرة.
اللون الازرق
يقول جازولا: "منذ ذلك الحين لم أنفصل عن اللون الأزرق، فهو يحيطني، ويسكنني، ويدفعني لمواصلة التوثيق، ليس فقط لحياة المحيطات، بل أيضًا للآثار التي يتركها الإنسان عليها بسبب السياسات البيئية غير الرشيدة". وهكذا امتزج شغفه بالمغامرات بمهمة أعمق؛ وهي الدفاع عن الكوكب، عبر عدسة تكشف للعالم ما يجري تحت سطح الماء.
حماية البيئة البحرية
لم يكن التصوير وحده سلاحه، فقد أصبح محاضرًا في مجال حماية البيئة البحرية، مسلطًا الضوء على تدهور الشعاب المرجانية، والتلوث الناجم عن البلاستيك، والتغير المناخي. لكن شغفه هذا لم يكن بلا ثمن.
تحدث جازولا عن أحد أكثر تجاربه تحديًا: "مكثت شهرًا في القطب الشمالي، أمارس الغطس في المياه المتجمدة. كان ذلك شاقًا للغاية، ولكنني لم أتمكن من التوقف، لأنني أحب ما أفعله". ولم تكن تلك المغامرة الوحيدة، فقد جاب ألاسكا أكثر من مرة، وواجه الدببة القطبية وجهًا لوجه. وأفاد "كان يمكنني أن أبتعد عن المخاطر، لكنني لم أفكر يومًا في التراجع. هذا الشغف يجذب محبيه حتى النهاية".
في مسيرته الممتدة، جاءت لحظة فارقة حين نشرت مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" أول صورة التقطها بعدسته، حيث يقول: "كانت نقطة تحول كبرى، أعطتني الأمل في تنفيذ مشروعات بيئية ضخمة، من بينها مشروع لدراسة الشعاب المرجانية أطلقت عليه اسم 'الأمل العميق'، ليجمع بين معنى الطموح واستكشاف الأعماق".
ضمن هذا المشروع، غاص مع فريقه حتى 80 مترًا تحت سطح الماء، وهناك واجهوا أكثر من مرة خطر هجوم الكائنات البحرية. لكنه يؤمن أن مواجهة المخاطر جزء لا يتجزأ من المهنة، ما دام الهدف هو حماية البيئة البحرية.
في ختام جلسته، عرض جازولا مادة فيلمية توثق أبرز ما التقطته عدسته، من المحيطات الشاسعة إلى المرتفعات الجليدية الوعرة، مؤكدًا أن "إكسبوجر" ليس مجرد منصة للصور، بل فضاء يعيد تعريف دور المصورين، ويمنحهم الفرصة لإيصال رسائلهم إلى العالم.