شيخ الأزهر: النبي كان يتبع كل تصرف بشكر الله وحمده والثناء عليه
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
أوضح فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، أن «شاكر» من أسماء الله الحسنى، وهي صيغة اسم فاعل، فيها اسم وفعل، مثل غافر، تدل على أن الله تعالى يشكر عباده، أو أن الله أسند إليه الشكر، ومنها (شكور)، ومعناها أنها ليست صفة تحدث مرة واحدة، بل تحدث مرار، فتفيد الكثرة، كما أنها وردت في الحديث (شكار) بالنسبة للعبد، وورد في حديث أبو هريرة (الشكور).
وأكد فضيلة الإمام الأكبر، خلال حديثه اليوم بالحلقة الرابعة عشر من برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب»، أن الإلمام بالألفاظ التي أوردها القرآن الكريم، ومعرفة الفرق بينها هو أمر في غاية الأهمية، مشددا على أن هذا الكتاب(القرآن الكريم) هو الذي دفع المسلمين دفعا وشجعهم على أن ينيروا الغرب والشرق في عهد الظلمات، وخلال ثمانين عاما كان المسلمون في الأندلس وفي الصين، وكان أهل الأندلس يستقبلون المسلمين استقبال الفاتح، لأنهم كانوا بمثابة طوق النجاة لهم في كل الأمور، فبعثوا الحضارة هناك وكذا وكذا.
وقال: «نحن الآن للأسف الشديد، حتى أبنائنا وحتى النخب لا ننظر إلى القرآن بالنظرة التي يستحقها، ويجب على المسلمين أن ينظروا إليه، فالقرآن منهج حياة، وهناك أحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم وصف فيها القرآن، منها (من تركه من جبار قصمه الله)، وهذا ما نعيشه، وسببه إننا لدينا الدواء الذي نستهين به، وهو الدواء الوحيد في العلة الموجودة الآن».
وبيّن شيخ الأزهر، أن الشكر ذكر الصفات الجميلة أو الصفات الحسنة في المذكور، في حين أن الثناء ذكر الصفات الذاتية فيه، موضحا أنه إذا شكر الله عباده فهو من صفات الذات، أما إذا شكرهم باعتبار أفعالهم وما يقومون به من خير وتراحم إلى آخر الصفات الحميدة، فهذا شكر من الله تعالى لعباده، وهذا هو المقصود من شكر الله سبحانه وتعالى لعباده.
وعن الحكمة في اقتران اسم الشكور بالغفور وبالحليم في بعض آيات القرآن الكريم، أوضح فضيلة الإمام الأكبر، أن هناك علم متخصص في تذييل الآيات أو ختامها، بما يبرر الأحكام التي صدرت في صدر الآية وعجز الآية، واكتشاف المناسبة بين التذييل وبين ما ذيلت له، والذي يتضح في (الشكور الحليم) أن الشكور يقتضي الحلم، أي لا يكون شكورا إلا إذا كان حليما، وهكذا هناك أوصافا كثيرة يظن كثيرون أنها جاءت اعتباطا، لا هناك علم متخصص في اكتشاف التناسق والتناسب، وليس فقط اكتشاف مناسبة تذييل الآية بأولها، بل بما قبلها أيضا، وربط الآيات ببعضها البعض ، فالقران الكريم كله متكامل، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يحددها ويقول ضعوا هذه الآية في المكان كذا من سورة كذا، مؤكدا أن هذا الأمر توقيفي، لا يصح لأحد أن يأخذ آية ويضعها مع أخرى من نفسه.
وحول قوله تعالى «وقليل من عبادي الشكور»، قال فضيلة الإمام الأكبر، إن الشكور هو الذي يؤدي شكر النعمة، ونعم الله سبحانه وتعالى محيطة بالإنسان في كل لحظة من لحظات يومه طول حياته، مؤكدا أنه من الصعب جدا أن تجد من يلتفت وينتبه إلى هذا المعنى في كل حركاته وسكناته، ويشكر الله، لأن الإنسان يأكل ويشرب وينام، وتهيأ له أن هذا الأشياء حقه، حيث أن العادة تبطل عنده فكرة التيقظ لمن وضع أمامه هذا الطعام، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان يتبع كل تصرف من هذه التصرفات بشكر الله والدعاء لله وحمده والثناء عليه تعالى، في كل وقت، مؤكدا أنه قليل من يسير على هذا النمط، كما أن هناك أناس يشكرون حين تأتيهم نعمة كبيرة تلفت أنظارهم، أو حينما يقعون مثلا في ضائقة ثم تفرج عنهم، فإذا ليس العبد شكور كليا، لكن قليل، وهذا وضع معروف، حتى معظم المؤمنين ما عدا الناس المتيقظين للحضور الإلهي معهم في كل حركاتهم وسكناتهم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شيخ الأزهر مجلس حكماء المسلمين اسماء الله الحسنى الامام الطيب فضیلة الإمام الأکبر شکر الله
إقرأ أيضاً:
استمرار المنافسات في اليوم الثاني لتصفيات مسابقة الأزهر لحفظ القرآن الكريم
شهدت التصفيات النهائية لمسابقة الأزهر في حفظ القرآن الكريم، اليوم الأحد، انطلاق فعاليات اليوم الثاني وسط أجواء تنافسية وأصوات ندية بين الطلاب والطالبات المشاركين من مختلف أنحاء الجمهورية، وذلك لتحديد واختيار العشرة الأوائل من الحاصلين على أعلى الدرجات.
وشملت التصفيات، الطلاب المتقدمين من مناطق كفر الشيخ، الشرقية، جنوب سيناء، شمال سيناء، القاهرة، وحرصت اللجان المختصة على تقييم المتسابقين وفق معايير دقيقة لضمان تحقيق العدالة والشفافية في التقييم.
وأشاد القائمون على لجنة التحكيم في المسابقة بمستوى الطلاب وتمكنهم من الحفظ والأداء المتقن، مؤكدين أن المسابقة تهدف إلى اكتشاف الموهوبين في حفظ كتاب الله وتشجيعهم على الاستمرار في رحلتهم العلمية والقرآنية.
وتابعت اللجان التنظيمية، سير الاختبارات وتقديم التسهيلات اللازمة لضمان توفير بيئة مناسبة للمتسابقين.
ويشارك في التصفيات النهائية لمسابقة الأزهر ٩٥٨ طالبًا من مختلف المحافظات، ممن تأهلوا بعد اجتيازهم المراحل التمهيدية التي شهدت مشاركة ١٥٥ ألف متسابق، وتأهل منهم ٦١,٢٣٢ طالبًا للتصفيات المؤهلة، حتى وصل العدد إلى ٩٥٨ متسابقًا في هذه المرحلة الحاسمة.
ويخضع المشاركون لاختبارات دقيقة أمام لجنة من كبار محفظي القرآن الكريم وعلماء القراءات بالأزهر، بمراقبة لجنة مراجعة المصحف الشريف، وتحت إشراف رئاسة قطاع المعاهد الأزهرية، حيث تستمر التصفيات لمدة أسبوع من السبت ٢٢ فبراير حتى الخميس ٢٨ فبراير ٢٠٢٥، بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر.
وتجرى التصفيات وفق جدول زمني محدد، حيث تتنافس كل مجموعة من الطلاب وفق توزيع المناطق الأزهرية يوميًا، بمشاركة عدد كبير من الطلاب من مختلف المناطق الأزهرية، استعدادًا لإعلان النتائج النهائية واعتماد الفائزين في المستويات المختلفة.
وتأتي هذه المسابقة في إطار حرص الأزهر الشريف وفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، على رعاية حفظة القرآن الكريم، وتنظيم المسابقات السنوية التي تهدف إلى الارتقاء بمستوى الطلاب في الحفظ والتجويد، ودعم المتميزين وتحفيزهم على الحفظ والتبحر في علوم القرآن.
وتتميز هذه التصفيات بمستوى تنافسي عالٍ، يعكس جودة التحفيظ في المعاهد الأزهرية والاهتمام الكبير بإعداد جيل متقن للقرآن علمًا وعملاً.