ملتقى الأزهر يناقش «فلسفة المذهب الأشعري في الاستقرار الفكري والاجتماعي»
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد في الليلة الخامسة عشرة من شهر رمضان المبارك، عقب صلاة التراويح «ملتقى الأزهر.. قضايا إسلامية»، بمشاركة الدكتور عبد الفتاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور حبيب الله حسن، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر.
وأدار اللقاء الدكتور مصطفى شيشي، الباحث بالجامع الأزهر، وذلك بحضور الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، وجمعٍ من علماء وقيادات الأزهر الشريف، والمصلين الذين حضروا إلى الجامع من شتى ربوع مصر ومن مختلف الدول العربية والإسلامية من المقيمين في مصر، وناقش الملتقى اليوم «فلسفة المذهب الأشعري في الاستقرار الفكري والاجتماعي».
وقال الدكتور عبد الفتاح العواري إن العقيدة الإسلامية التي أرادها الله تبارك وتعالى لنا هي عقيدة السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين، رضي الله عنهم أجمعين، وليس للإمام أبي الحسن الأشعري عقيدة مستقلة؛ وإنما في الحقيقة أنه أراد بفكره النيّر وعقيدته الصافية أن يرد الناس جميعًا إلى ما عليه النبي ﷺ وأصحابه، فعقيدته هي عقيدة سيدنا رسول الله وعقيدة أصحاب رسول الله والتابعين وأتباعهم، لا تخرج عنهم قيد أنملة، وإنما النسبة إلى مذهبه في الاعتقاد -رضي الله عنه- باعتبار أنه أخذ بيد الأمة وطوَّقها طوق النجاة المتمثل في عقيدة السلف الصالح.
وأضاف أن الإمام أبي الحسن الأشعري وجد طائفتين على الساحة الفكرية، طائفة نزعت أقصى اليسار فحكَّمت العقل في كل شيء وأرادت أن تجعل له سلطانا على النقل، وطائفة غالت غلوًّا شديدًا فأرادت أن تطمس ما عرف به الوحي وصُدقت به النبوة ووصل الناس من ورائه إلى معرفة موجد الوجود، وبه تقبل الناس الوحي الإلهي وهو العقل، فأبطلوا العقل بالكلية وتشبثوا بظواهر النصوص وجمدوا على هذه الظواهر، وكال كل فريق منهما التهم بالتبديع والتكفير والتفسيق للطرف الآخر، فشاءت إرادة الله أن يظهر هذا الرجل حفيد أبي موسى الأشعري الصحابي الجليل– ليطفئ الفتنة ويزيل الغبار ويأخذ الناس مأخذ الوسطية في العقيدة ويجمع شتات الأمور بجامع يربط بين العقل والنقل، فيزاوج بينهما، فالعقل والنقل لا انفصام بينهما.
مذهب الإمام الأشعريمن جانبه، أكد الدكتور حبيب الله حسن أن مذهب الإمام الأشعري ليس عقيدة جديدة؛ بل هو منهج جاء يلبي حاجة عصره، منهج جامع وجد ليعبر ويحافظ على عقيدة سلف الأمة، وبعد العقيدة على فروعها وعملياتها وكل محتويات الإسلام، وما أشبه الليلة بالبارحة، ففي القرن الثالث والرابع الهجري شهدت هذه الفترة تجاذبات بحكم انفتاح الإسلام والأمة على ثقافات وعقائد وترجمة وأمور كثيرة، وكل هذه جنحت إلى إما إلى الإفراط وإما إلى التفريط الذي يبتعد عن توازن هذا الدين وعدله، فأراد الله في يوم من أيام الله أن يأتي هذا المذهب الأشعري ليعيد الأمة إلى الوسطية التي تعني العدل والتي اتصفت بها أمة الإسلام في القرآن وهي تعني العدل، وسطية متوازنة متعادلة لا غلو فيها ولا تفريط ولا إسراف.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأزهر ملتقى الأزهر التراويح البحوث الإسلامية
إقرأ أيضاً:
الجامع الأزهر يناقش دور ذوي الهمم في المجتمع خلال الملتقى الأسبوعي
أكدت الدكتورة لمياء متولي أستاذ الفقه بجامعه الأزهر أهمية إدراك أن الابتلاءات التي يواجهها الإنسان، سواء كانت بالسراء أو الضراء، هي جزء من حكمة الله تعالى، مشيرة إلى أن معاناة الأطفال أو مرضهم تُعتبر امتحانًا، وأن السعادة الحقيقية لا تقاس بملذات الدنيا، بل بالقلب وغنى النفس.
الجامع الأزهروأوضحت أستاذة الفقه بجامعة الأزهر خلال الملتقى الأسبوعي من البرامج الموجهة للمرأة بالجامع الأزهر، أنَّ الإسلام أمر بتكريم ذوي الهمم وذوي الاحتياجات الخاصة، فهم جزء أساسي من المجتمع، ولهم دور فعال في رفعته، كما حثت على تجنب السخرية وضرورة العناية بهم ماديًا، مع التأكيد على أهمية دمجهم في المجتمع ومنحهم الفرص المناسبة.
ذوو الهمموبحسب بيان الجامع الأزهر، عرفت الدكتورة هالة طه، الأشخاص ذوي الإعاقة على أنهم أولئك الذين يعانون من إعاقات بدنية، أو عقلية، أو فكرية أو حسية طويلة الأمد، وأن هذه التحديات تعيق مشاركتهم الفعالة في المجتمع، إذ تقدر منظمة الصحة العالمية أن نحو 16% من سكان العالم يعانون من الإعاقة، وفي حالات النزوح القسري، تزداد هذه النسبة بسبب الظروف الصعبة التي يواجهها النازحون.
وأضافت أستاذة الطب النفسي بجامعة الأزهر: «عادة ما تكون نسبة الإعاقة أعلى لأن نسبة أكبر من الناس يعانون من إصابات، ويفتقرون إلى القدرة على الوصول إلى الخدمات الطبية، مما قد يمنعهم من الوصول إلى المساعدة الأساسية والحماية إذا لم يتم توفيرها لهم».
وفي ذات السياق لفتت دحياة العيسوي، إلى أنَّ الإسلام يوجه المجتمع إلى كيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال العدل والاحترام، مع تأكيد قدرة هؤلاء الأفراد على الإسهام في المجتمع، كما أبرزت أن الإسلام يُعرّف الإعاقة الحقيقية بأنها ضعف الإرادة أو الخوف، وليس فقدان الأعضاء.
وأشارت إلى أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم قد ولّى ابن أم مكتوم على المدينة على الرغم من إعاقته، مما يدل على ثقته بقدرات ذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكّدة أنَّ مقياس التميز في المجتمع يعتمد على التقوى والأعمال، وليس على المظاهر، متابعة: «تتجسد أهمية ذوي الهمم في المجتمع من خلال دمجهم وتقديم الدعم اللازم لهم، مما يعزز من تلاحم المجتمع ويعكس قيم الإسلام في العدل والمساواة».