الجديد برس:

أعلن وزير الدفاع في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، يوآف غالانت، أن “يوم الثلاثاء القادم سيكون موعد تقديم مقترح بشأن مسألة التجنيد أمام الحكومة، من قبل رئيس الوزراء”، مؤكداً ثباته على موقفه بـ”عدم القبول بأي مقترح لا تتوافق عليه أطراف الائتلاف كافة”.

وأشار غالانت إلى الاجتماعات التي عُقدت “في الأسابيع القليلة الماضية، في محاولة للتوصل إلى اتفاقات بشأن مسألة مخطط التجنيد”، معتبراً أنها “أمر ضروري لوجود ونجاح الجيش الإسرائيلي”، ومنتقداً “رفض الأطراف المرونة، وتمترسها خلف مواقفها السياسية”.

وشدّد وزير الدفاع الإسرائيلي على أنه لن يكون “طرفاً في أي مقترح لا توافق عليه أطراف الائتلاف كافة”، مؤكداً أن “المؤسسة الأمنية ​​التي أقودها لن تعرضه للتشريع.. ولذلك فإنني لا أقف خلف الاقتراح الناشئ ولن أؤيده”.

وأضاف: “لا يزال هناك وقت للجلوس معاً وبلورة اقتراح مشترك، وأنا أدعو رئيس الوزراء والوزير بيني غانتس مرة أخرى، إلى استغلال الوقت المتبقي والتوصل إلى إجماع واسع النطاق بشأن قانون التجنيد، لصالح الجيش الإسرائيلي ولصالح دولة إسرائيل”.

وكانت صحيفة “إسرائيل هيوم” قد أوردت أول من أمس، حديثاً حول “الحضيض العميق” الذي وصلت إليه العلاقة “المهتزة أصلاً” بين رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، يوآف غالانت، وهو ما تجلى مؤخراً فيما يتعلق بأزمة التجنيد، ما “يسمّم” الأجواء في “كابينت” الحرب أيضاً.

وفي مقال لمراسل الشؤون السياسية، يهودا شلزينغر، كشفت الصحيفة عن تفاصيل جديدة حول الجلسة التي أنهاها الجانبان، والتي اقترح فيها نتنياهو كيفية تمرير قانون التجنيد، ليقابله غالانت بالرفض.

كما نقلت الصحيفة نفسها، يوم الأربعاء، عن المحلل الاقتصادي تشن هرتسوغ، قوله إن التكلفة الاقتصادية المرتفعة لتوسيع خدمة الاحتياط تبلغ شهرياً مليار شيكل، وأن الحل الذي تتجاهل المالية الإشارة إليه يتمثل في تجنيد “الحريديم”، والذي يوفر 70% من التكاليف، ما يعني أن تلك الأرقام هي كلفة “عدم المساواة في الأعباء” بين المستوطنين.

ويُذكر أن الصراع حول تجنيد الحريديم بدأ قبل عملية “طوفان الأقصى”، مع اقتراب الموعد القانوني لانتهاء مفاعيل القرار السابق بإعفاء الحريديم من المشاركة الإلزامية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، والذي يأتي في الأول من شهر أبريل القادم.

بيد أن تطورات الحرب الدائرة في قطاع غزة، واحتمالات ارتفاع التوتر في الضفة الغربية، أو اندلاع حرب مفتوحة على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة مع المقاومة في لبنان، تجعل من هذا الأمر أكثر إثارة وحدة، مع إصرار الحريديم، على عدم المشاركة وصولاً إلى التهديد بمغادرة “إسرائيل”، ودفع الأحزاب العلمانية، والقيادات العسكرية إلى فرض التجنيد، إذ “لا يحق لإسرائيل إرسال المزيد من الأوامر للاحتياط، إذا لم تجند الشبان الحريديم”، كما عبّر زعيم المعارضة يائير لابيد.

المصدر: الجديد برس

إقرأ أيضاً:

محللان: غالانت متواطئ في الكذب وأدرك أن نتنياهو يشكل خطرا على إسرائيل

يرى محللان سياسيان أن اعترافات وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت تدحض السردية الإسرائيلية، وتثبت أن ما قام به الاحتلال الإسرائيلي منذ اليوم الأول للحرب على قطاع غزة مبني على سلسلة طويلة من الأكاذيب.

وفي تصريحات سابقة نقلتها عنه هيئة البث الإسرائيلية، أقر غالانت بأن الصورة التي نشرها الجيش الإسرائيلي لنفق في محور فيلادلفيا جنوب غزة كانت كاذبة، واستُخدمت حينها لتسويق وجود أنفاق في محور فيلادلفيا من أجل المبالغة في أهمية طريق فيلادلفيا ولتأخير صفقة تبادل المحتجزين.

وفي تعليقه على التصريح، بيّن الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى أن غالانت كان متواطئا وجزءا من عملية تضليل وكذب واسعة على المجتمعين الإسرائيلي والدولي، عن طريق تسويغ مطلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالذهاب إلى عملية إلى محور فيلادلفيا.

ولكن غالانت ليس الوحيد الذي تحدث عن مثل هذه الأكاذيب، فرؤساء جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) السابقون وقادة في الجيش تحدثوا للإعلام الإسرائيلي عن أن نتنياهو طلب منهم طلبات غير قانونية، لكنهم صمتوا، وقال مصطفى إن هؤلاء تحدثوا الآن، لاعتقادهم أن نتنياهو يشكل خطرا على إسرائيل، خاصة في ظل تخلصه من بعض المسؤولين والضباط وسعيه للاستفراد بالقيادة.

إعلان

ويرجح الأكاديمي والخبير بالشأن الإسرائيلي -في حديثه لوقفة "مسار الأحداث"- أن تؤدي تصريحات غالانت إلى المطالبة بلجنة تحقيق رسمية في إسرائيل، لأن نتنياهو اعتمد على كثير من الأكاذيب لتسويغ عملياته العسكرية في غزة، بالإضافة إلى أن الإسرائيليين سيفقدون ثقتهم بنتنياهو، الذي يكذب ويضلل ويخدع من أجل تحقيق مصلحته الشخصية.

ومن جهته، يعتقد الكاتب والمحلل السياسي الدكتور إياد القرا أن اعترافات غالانت تؤكد أن ما قامت به إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 مبني على سلسلة طويلة من الأكاذيب، أولها حينما تحدث الاحتلال عن قتل الأطفال وقطع الرؤوس واغتصاب الناس، وثبت لاحقا أنه كان يكذب.

وكشف عن أنه أحصى 10 قضايا رئيسية كذب فيها الاحتلال بشكل واضح، منها الأكاذيب التي روجها حول مجزرة مستشفى المعمداني، وآخرها كذبه بشأن المجزرة التي ارتكبها بحق مسعفين في رفح جنوبي قطاع غزة.

وحول توجهات حكومة نتنياهو بشأن غزة، أشار مصطفى إلى وجود تيارين: الأول يمثله اليمين المتطرف الذي يدعو إلى احتلال غزة وفرض حكم عسكري فيها، وأن يتم ذلك بشكل سريع، والتوجه الثاني يمثله نتنياهو الذي يريد استمرار العمليات العسكرية الحالية في غزة وبشكل بطيء، مع القبول بصفقة جزئية مع المقاومة الفلسطينية في غزة.

رؤية متكاملة

غير أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تريد صفقة متكاملة، يتم بموجبها انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة، ويقول مصطفى إن قبول نتنياهو بهذه المطالب سيعني سقوط حكومته.

ويرى مصطفى أن المطروح حاليا هو الذهاب إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في غزة، لكن نتنياهو سيشدد على مسألة إنهاء سلاح حماس، ليقنع شركاءه من اليمين المتطرف بأنه حقق أهداف الحرب الأساسية.

وحسب الكاتب والمحلل السياسي القرا، فإن حماس تدرك الضغط الإنساني الذي تمارسه إسرائيل على الغزيين، ولديها رؤية متكاملة بشأن إنهاء الحرب وقدمتها للوسطاء، مشيرا إلى أنها لن تتعاطى مع ما يريده نتنياهو بخصوص صفقة جزئية هدفها -يضيف المتحدث نفسه- امتصاص الضغط الداخلي وإرضاء الأميركيين.

إعلان

كما أن حماس متمسكة بأن يتضمن أي اتفاق يتم التوصل إليه مع الاحتلال الإسرائيلي ضمانات دولية حقيقية.

ويذكر أن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قال -الثلاثاء- في واشنطن إن بلاده تعمل مع الولايات المتحدة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، وتابع أن قطر ما زالت تنسق مع مصر من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن صفقة تبادل.

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع أصدر قراراً باعتماد نماذج لتراخيص حمل الأسلحة
  • محللان: غالانت متواطئ في الكذب وأدرك أن نتنياهو يشكل خطرا على إسرائيل
  • “الأونروا”: الاحتلال الإسرائيلي يستخدم المساعدات “ورقة مساومة” ضد غزة
  • غالانت إسرائيل كذبت بوجود نفق لتأخير صفقة التبادل
  • غالانت يكشف كذب إسرائيل: لم يكن هناك نفق بمحور فيلادلفيا بل قناة بعمق متر واحد وتم تسويقها على أنها نفق عميق
  • “هآرتس”: أزمة في الجيش الإسرائيلي وخسائر فادحة وانسحاب واسع للجنود
  • غالانت: تم التلاعب بصورة “نفق فيلادلفيا” لتأخير صفقة الرهائن
  • غالانت يكشف: الجيش الإسرائيلي نشر صورة نفق لا وجود له لتأخير صفقة التبادل
  • عثمان حسين يصدر قراراً بإقالة والي الولاية الشمالية عابدين عوض الله من منصبه وتعيين “اللواء معاش” عبد الرحمن عبد الحميد
  • جمال الطيب رئيسًا لشعبة الاستيراد والتصدير بالإسماعيلية و”العمدة نصار” سكرتيرًا عامًا بالإجماع