قائد إسرائيلي سابق: نتنياهو يكذب بشأن رفح
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
#سواليف
استبعد الرئيس السابق لدائرة التخطيط في قيادة أركان الاحتلال اللواء احتياط نمرود شيفر هجوما إسرائيليا واسعا في رفح جنوبي قطاع غزة لا يلقى ضوءا أخضر أميركيا، ودعا إسرائيل إلى اتفاق يعفيها من خوض حرب كبرى ضد حزب الله تُدفع فيها أثمان وصفها بالباهظة للغاية.
وفي لقاء مع إذاعة “103 إف إم” التابعة لصحيفة معاريف، قال شيفر -الذي أدار سابقا شركة الصناعات الجوية- إن الولايات المتحدة “هي من يملك القرار في موضوع رفح” لا إسرائيل “وإن من السخافة أن يعاند نتنياهو حتى وهو يعرف أننا لن نقاتل وأن الأميركيين يرفضون ذلك” وهو ما ينطبق حسبه على لبنان أيضا.
وتوقع شيفر عمليات محدودة في رفح، لا تشبه الهجمات الكبرى التي شنت في القطاع الأشهر الخمسة الأولى من العدوان الإسرائيلي “فالعملية الكبيرة في رفح كانت ممكنة الأسابيع الأولى من الحرب، لكننا لم نحارب والفرصة لم تعد متاحة بعد الآن” وأضاف أن إصرار نتنياهو على شن هجوم كبير “رغم أنفكم” إنما موجه -حسب المسؤول العسكري السابق- لإرضاء قواعده ولا يسنده شيء في الواقع.
مقالات ذات صلة موقع “والا”: إسرائيل توافق على إطلاق سراح 700 أسير فلسطيني 2024/03/24
عناد كاذب
وانتقد شيفر بشدة رئيس الوزراء لمناكفته الإدارة الأميركية في موضوع رفح رغم الدعم غير المسبوق الذي قدمته لإسرائيل، لكن الأنكى حسبه أنه ليس عنادا صادقا، “فهو يكذب عندما يبعث برسالته هذه.. فقادة الجيش يعرفون أنهم لن يقاتلوا في رفح إذا طلب الأميركيون ألا يحدث ذلك”.
واتهم المسؤول العسكري السابق نتنياهو بتحويل إسرائيل إلى دولة “منبوذة” وهي التي حصلت حسبه قبل 6 أشهر فقط على دعم هائل من العالم كله، و”ها هم أفضل أصدقائها يضيقون ذرعا بها الآن حتى أنهم توقفوا عن بيعها السلاح وقطع الغيار”.
ويرجح شيفر أن تكون زيارة وزير الدفاع يوآف غالانت إلى الولايات المتحدة محاولة للحيلولة دون فرض حظر سلاح أميركي، أو اتخاذ إجراءات أخرى تقلص أو تبطئ تدفقه.
حزب الله والجيش الإسرائيلي يتبادلان القصف عبر الحدود اللبنانية منذ أشهر إلا أن التصعيد لم يصل لمرحلة الحرب (الفرنسية)
جبهة الشمال
أما عن جبهة الشمال، فتوقع رئيس دائرة التخطيط السابق في قيادة أركان الاحتلال أن تكون الكلفة باهظة جدا إن اندلعت الحرب مع حزب الله، وقال إن إسرائيل -ورغم تهديدات مسؤوليها المتكررة- لا تستطيع ولا تريد خوض الحرب بالوضع الحالي، وهي حقيقة تحاول التعتيم عليها طول الوقت.
وأضاف شيفر أن الحرب إن اندلعت فستكون أمرا جللا تكاليفه باهظة للغاية، داعيا إسرائيل إلى فعل الشيء الصحيح وهو تحقيق اتفاق يعفيها من ذلك، لكن مع الحرص على تطبيقه، لا على شاكلة الاتفاق الذي أنهى حرب 2006، وسمح -حسبه- لقوات حزب الله بما فيها كتيبة “الرضوان” بالتدفق نحو الجنوب.
وعبر نتنياهو ووزراء في حكومته مرارا عن استعداد إسرائيل لخوض حرب شاملة في لبنان للقضاء على حزب الله وتكرار سيناريو غزة التدميري هناك، ورد الحزب على التهديدات بتأكيد جاهزيته لحرب مفتوحة إن لزم الأمر.
غير أن الطرفين تجنبا حتى الآن المواجهة الشاملة، واكتفيا بتبادل القصف المحدود، رغم توسيع إسرائيل تحرك سلاحها الجوي ليشمل العمق اللبناني.
المصدر : معاريف
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف حزب الله فی رفح
إقرأ أيضاً:
شعار فارغ.. تفنيد إسرائيلي لهدف نتنياهو بـالنصر المطلق في الحرب
مع دخول العدوان الإسرائيلي على غزة شهره الرابع عشر، يواصل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ترديده لشعاره حول تحقيق "النصر الكامل" في الحرب، مع أنه لا توجد سوابق تاريخية حول تحقق هذا الشعار بالفعل، فضلا عن كون المجتمع الإسرائيلي غير قادر على تحقيقه، حتى لو كان راغبا به، لأن المطلوب لتحقيق هذا الشعار الفارغ يفوق ما يستطيع القيام به، ما يجعل الاحتلال يدور في حلقة مفرغة من الحرب والحرب المضادة سعيا وراء شعار فارغ، ليس له أصل من الأساس.
الأكاديمي مائير بن شاحار المحاضر بكلية "شانان" والجامعة المفتوحة، أكد أنه "منذ أن أطلق نتنياهو عبارة النصر الشامل، لاقى استهزاء وسخرية لدى معظم الخبراء والمعلقين، ومع ذلك، فإن المراقبة الرصينة للتاريخ تثبت عدم وجود شيء من هذا القبيل، لأن أي مناقشة جادة لـ النصر الكامل لابد أن تبدأ بالتمييز بين خمسة فرضيات معروفة لإنهاء الصراع العسكري".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، وترجمته "عربي21"، أن "أولى هذه الفرضيات تتمثل في وقف إطلاق النار، فقد انتهت أغلب حروب الاحتلال على هذا النحو، مع الفلسطينيين والعرب، لأن كلا الطرفين، ولأسبابه الخاصة، يوقف إطلاق النار في ظل غياب الإرادة أو القدرة على التغلب على الجانب الآخر، ودون حدوث تغيير سياسي في علاقاتهما، ووقف إطلاق النار، كما يسمى، مقدمة لتجدد النار، وأحياناً للتوصل لتسوية سياسية".
وأشار إلى أن "الفرضية الثانية هي الاستسلام بشروط، وفي هذه الحالة، يعترف الجانب الخاسر بخسارته، ويدخل في مفاوضات حول شروط استسلامه، ويكون الجانب الأقوى، لأسبابه الخاصة، مستعدًا لاستمرار وجود القوة، وكان هذا هو الحال، على سبيل المثال، عندما استسلمت ألمانيا في ظل ظروف صعبة في الحرب العالمية الأولى، لكن سيادتها واستقلالها بقيا قائمين لا يمكن الوصول إليها إلا بعد أن يفقد الجانب الخاسر قدرته على القتال بشكل شبه كامل، ويدرك أن الطريقة الوحيدة للحفاظ على وجوده هو الاستسلام غير المشروط، بعكس اليابان، التي أصرت على استمرار حكم الإمبراطور، ولو رمزيًا، خلافًا لمطلب الأمريكان".
وأكد أنه "من الطبيعي أن الاستسلام غير المشروط لا يكون ممكنا إلا في حالة يكون فيها العدو قد تكبد خسائر أكبر بشكل كبير، وبالفعل تظهر الأمثلة التاريخية المعروفة للاستسلام غير المشروط، مع العلم أنه عندما يصل عدد ضحايا العدو 10% من إجمالي سكانه يمكن الوصول لهذا الوضع، سواء القتلى والجرحى والأسرى والنازحين واللاجئين، مصحوبة بانهيار كامل لنظام توزيع الغذاء والمياه والأنظمة الطبية".
وأوضح أن "الفرضية الثالثة لتحقيق مزعوم للنصر الكامل الذي يتشدق به نتنياهو يعني وصول وضع يتم فيه دون مفاوضات، بحيث يفقد جميع الفلسطينيين الرغبة في قتال إسرائيل لأيام وسنوات، ويغيرون وعيهم تمامًا فيما يتعلق بها، مع العلم أن التاريخ يزودنا بنموذج على ذلك حين حقق الرومان نصرا ساحقا على اليهود الذين خسروا بالكامل رغبتهم بحمل السلاح، ووجهوا طاقاتهم لدراسة التوراة والصلاة، حتى أعادت لهم الصهيونية العلمانية "السيف والدرع"، ويمكن القول أن ما لا يقل عن ربع اليهود حينها قُتلوا، وتم نفي أكثر من نصفهم".
وأضاف أن "حالة واحدة واضحة من النصر الكامل تحققت في 1999، عندما بدأ الشيشان الحرب ضد روسيا، وتعرض شعبهم المقدر عدده آنذاك 1.3 مليون نسمة، لخسائر فادحة تراوحت بين 100-300 ألفاً بين قتيل وجريح ومشرّد، أي 10-25% من السكان، كما طرد وتهجّر نصفهم من منازلهم، وكان هذا ثمن النصر الكامل الذي حققه الروس، والنتيجة أن الشيشان اليوم تابعة لروسيا، وتشارك في حربها ضد أوكرانيا".
وأكد أن "الفرضية الرابعة تكشف أن إسرائيل لم تقترب من هذه الأرقام في أي من ساحات القتال، غزة ولبنان، رغم أن غالبية سكان غزة طردوا من منازلهم، ونظام توزيع الغذاء والماء والمعدات الطبية يمسك به الاحتلال، لكن الحديث ما زال بعيدا عن القول أن المجتمع الفلسطيني في غزة قد انهار فعلاً، لأنه وفق التقديرات الأكثر شمولاً، قُتل حتى الآن أكثر من 3% منهم، ومن أجل تحقيق النصر الكامل، وحتى الاستسلام غير المشروط، يتعين على الاحتلال أن يبدأ بقصفها بشكل شامل، ومنع المساعدات الإنسانية بشكل كامل، وفي لبنان، الوضع أبعد كثيراً عن ذلك".
وختم بالقول إن "الفرضية الخامسة التي تُبعد مزاعم تحقيق النصر الكامل للاحتلال أن المجموعة السكانية التي تعاني من الهزيمة الكاملة عادة ما تكون معزولة، وخالية من التحالفات الدولية، الأمر الذي لا يقال بالتأكيد عن حماس والفلسطينيين، رغم ما يعانونه من مجاعة جماعية وقصف شامل في قطاع غزة، مما يتطلب من الإسرائيليين الاعتراف بأنه ليس قادرًا على تلبية المتطلبات الخاصة في إطار "النصر الكامل"، لأنه على افتراض غير معقول، إذا نفذ الاحتلال مثل هذه الخطة، فسيتم فرض عقوبات دولية صارمة عليه".
وأكد أن "المجتمع الإسرائيلي لن يقبل بانخفاض جذري في مستوى المعيشة لديه، ونوعيته، من أجل تحقيق شعار نتنياهو الفارغ الخاص بتحقيق النصر الكامل، لأن قد لا يكون مجرد شعار، بل أيضا خطة عمل، لكن المجتمع الإسرائيلي وقادته ربما غير قادرين أن يقرروا ما إذا كان هذا هو طريقهم فعلا".