تعلم النطق وهو يسمع السيرة الهلالية تروى، هي الحديث الذي لا ينقطع في عائلته على مدار 150 عاما، حتى فطن ووصل إلى السن العاشرة بدأ في إتمام حفظها، لينضم محمد عزت إلى سلسال العائلة وأكمله وصار راوياً للسيرة الهلالية، تلك الفقرة الرمضانية الثابتة في الحديقة الثقافية بالسيدة زينب، والتي يحل ضيفاً فيها كل عام ليروي على مسامع الجمهور ذلك الفلكلور الشعبي.

لسنوات سابقة اعتاد محمد عزت، راوي السيرة الهلالية، أدائها في هذا المكان، ويحكي عن الفن الذي توارثه من الأجداد: «أنا مؤلف وملحن أغاني، لكن الأساس راوي لـ السيرة الهلالية، ده وراثة من جدودي إحنا بنروي السيرة الهلالية من أكتر من 150 سنة، بنحافظ على السيرة والتراث، إحنا من محبيها في محافظة سوهاج، وهي من الفن الشعبي الأصيل اللي مش هيندثر، وبنحاول على قد ما نقدر نظهر الفن بتاعنا ونخليه موجود دايماً»، وإلى جانب السيرة الهلالية يقدم عزت بالحديقة الثقافية مجموعة من أغانيه الصعيدية والدينية.

«دكتور الفن»، ذلك اللقب الذي أطلقه الجمهور على عزت ويفسره بأن بناء على حديث جمهوره «بجيب كلام من قلب الواقع وكلامي بيجي على الوجع»، عمد عزت إدخال الطابع الشبابي على الفلكلور الصعيدي، ليكمل سلسال عائلته رغم تخرجه في كلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر، إلاأنه لم يستطع الابتعاد عن الفن: «نشأت في أسرة عاشقة للتراث والفن الشعبي، واحنا جيل بيسلم جيل».

ولموسم رمضان وقع خاص يستعد له من قبلها بشهور الريس عزت: «أهم ما فيه سهراته المختلفة عن الأفراح والناس بتتجمع بنحاول تقول أغاني تراثية ونعيدها».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: محمد عزت السيرة الهلالية ليالي رمضان شهر رمضان الفلكلور الصعيدي الفن الشعبي السیرة الهلالیة

إقرأ أيضاً:

اليمن.. دمٌ يروي أرض القدس وقيادةٌ تُعيد للأُمَّـة كرامتها

محمد يحيى الملاهي

في زمنٍ تكالبتْ فيه قوى الظلم والجور على غزة، وتخاذلتْ فيه الأنظمة العربيةُ عن مساندة إخوانها في فلسطين، بل وسعتْ بعضُها للتطبيع مع العدوّ الصهيوني، وقفَ اليمنُ صُلباً كالجبل، معبِّراً عن ضمير الأُمَّــة المغيب، متجاوزاً حدودَ الجغرافيا والصراعات الداخلية ليُقدِّم الغاليَ والنفيسَ دعماً غيرَ مسبوقٍ للمقاومة الفلسطينية.

لم تكن حملاتُ التبرع الشعبي، والوقفاتُ الاحتجاجية، والخروجُ إلى الساحات، مُجَـرّد تعاطفٍ فحسب، بل كانت إرثاً ثقافيًّا ودينياً متجذِّراً في ضمير الشعب اليمني. فتحتَ قيادة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، تحوَّل هذا الإرثُ إلى فعلٍ مقاومٍ تجسَّد في استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، وإطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ الفرط صوتية نحو المواقع الحيوية للعدو، لتكونَ رسالةً للعالم: أنَّ القضية الفلسطينية ليست قضيةَ شعبٍ واحد، بل قضيةَ أُمَّـة بأكملها.

وبينما تنهكُ الحربُ والحصارُ اليمنَ، وتدفعُ به إلى أصعب مراحله الاقتصادية، تُنفقُ دولٌ عربيةٌ ملياراتِ الدولارات على دعم الاقتصاد الأمريكي، وعلى حفلاتِ الغناء والراقصات، وكأنَّ غزةَ ليست جرحاً في جسد الأُمَّــة. لكنَّ اليمنَ، رغم وضعه المزري، قدَّمَ لغزة ما لم تقدِّمه تلك الدولُ، مؤكّـداً أنَّ التضامنَ والوقوف مع فلسطين واجبٌ لا يتوقفُ على القدرة المالية، بل على الإيمانِ والالتزام، وكأنه يقول “القضية أكبر من أن تُقاس بالمال، وأعظم من أن تُحصر بالحدود”.

هذا الموقفُ لم يكن ردَّ فعلٍ عاطفي، بل ثمرةُ إيمانٍ عميقٍ بأنَّ الأرض المقدسةَ حقٌّ لأهلها، وأنَّ التضحيةَ في سبيلها واجبٌ دينيٌّ وإنسانيٌّ، امتثالاً لأمر الله: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعليكمُ النَّصْرُ﴾. فالشعبُ اليمني، المتشبِّثُ بهويته الإسلامية، رأى في نُصرة غزة امتداداً لمسيرته الجهادية عبر التاريخ.

وهكذا، بين حصار غزة وعدوان إسرائيل، وبين تخاذلِ البعضِ وشجاعةِ القلّة، وقف اليمنُ وحيداً كرمزٍ للتضحية، موقِّعاً بدمائه على صفحات الجهاد في سبيل الله، مُرسِلاً رسالةً للتاريخ: “الحقُّ لا يموتُ ما دام هناك من يضحِّي لأجله”.

ولن يكتفيَ اليمنُ بهذا، بل سيظلُّ – بقيادة السيد عبدالملك الحوثي – جاهزاً بكل قواته وإمْكَانياته، فإذا عاد العدوانُ على غزة، عاد اليمنُ بقوةٍ أشدَّ، ليُكرِّسَ مقولته الخالدة: “نحن جندُ القضية.. وسنبقى في الخندق الأول حتى النصر أَو الشهادة”.

مقالات مشابهة

  • "ليالي التأسيس“ في العوامية.. عروض فلكلورية تحتفي بتاريخ المملكة
  • محمد رضا «معلم السينما» الذي أضحك الأجيال
  • ماذا نعلم عن محمد بن سلمان؟.. إليكم تفاصيل السيرة الذاتية لولي عهد السعودية
  • إعلانات رمضان 2025 تُشعل المنافسة مبكراً بين نجوم الفن
  • اليمن.. دمٌ يروي أرض القدس وقيادةٌ تُعيد للأُمَّـة كرامتها
  • القمر الدموي في 13 مارس.. خسوف كلي للقمر يزين ليالي رمضان
  • جامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية تعقد ورشة عمل حول كتابة السيرة الذاتية
  • كيف أثرت أعمال صلاح جاهين في الوسط الشعبي المصري؟.. فيديو
  • نشرة الفن.. أحمد العوضي ضحية رامز جلال في رمضان وزحام حول محمد رمضان في شبرا
  • صورة: ما هو الحيوان الذي يصوم رمضان 2025 ؟