سفيرة أمريكا لدى بغداد: تنظيم داعش لا يزال يشكل تهديدا في العراق
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى العراق ألينا رومانوفسكي لرويترز في مقابلة إن تنظيم داعش لا يزال يشكل تهديدا في العراق وإن عمل التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة مع العراق لهزيمة التنظيم بشكل كامل لم ينته بعد.
وذكر كبار السياسيين العراقيين، بما في ذلك رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مراراً وتكراراً إن الجماعة لم تعد تشكل تهديداً في العراق ولم تعد هناك حاجة للتحالف، حتى مع استمرار أتباعها في تنفيذ هجمات في أماكن أخرى.
وقالت رومانوفسكي: 'نقدر كلانا أن تنظيم داعش لا يزال يمثل تهديدًا هنا، وقد تضاءل كثيرًا، لكن مع ذلك لم يتم إنجاز عملنا بشكل أساسي ونريد التأكد من أن القوات العراقية يمكنها مواصلة الهزيمة الدائمة لتنظيم داعش'. السفارة في بغداد.
وكانت تتحدث بعد أن أعلن فرع تنظيم داعش في أفغانستان مسؤوليته عن هجوم يوم الجمعة على حفل لموسيقى الروك بالقرب من موسكو والذي قتل فيه 137 شخصًا.
وقالت في تعليق إضافي بعد المقابلة: 'كما يذكرنا هذا الحدث، فإن داعش عدو إرهابي مشترك يجب هزيمته في كل مكان'.
واضافت 'لهذا السبب تشترك الولايات المتحدة والعراق في الالتزام بضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم داعش، بما في ذلك من خلال العمل معًا لتشكيل مستقبل شراكة أمنية ثنائية قوية بين الولايات المتحدة والعراق'.
وفي الأسبوع الماضي قتل ثلاثة أشخاص على الأقل في تفجير انتحاري نفذه تنظيم داعش في أفغانستان في أفغانستان وفي يناير كانون الثاني أعلن مسؤوليته عن تفجير انتحاري مزدوج في إيران التي تشترك في حدود طولها 1600 كيلومتر مع العراق.
ومن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء العراقي بالرئيس الأمريكي جو بايدن في واشنطن يوم 15 أبريل/نيسان لمناقشة مستقبل التحالف، بالإضافة إلى الإصلاحات المالية العراقية والدفع الأمريكي لإبعاد العراق - الحليف النادر لكل من واشنطن وطهران - عن الطاقة الإيرانية والغاز.
وفي حين أن مهمة التحالف هي تقديم المشورة والمساعدة للقوات العراقية في القتال ضد تنظيم داعش، يقول المسؤولون الغربيون إن الولايات المتحدة وحلفائها يعتبرون وجودها في العراق بمثابة حاجز للنفوذ الإيراني.
وقالت السفيرة الامريكية في العراق 'سيستغرق الأمر بعض الوقت' لإنهاء عمل التحالف، في إشارة إلى المحادثات بين واشنطن وبغداد التي بدأت في يناير وسط هجمات متبادلة بين الجماعات الشيعية المسلحة المدعومة من إيران والقوات الأمريكية
وغزت القوات التي تقودها الولايات المتحدة العراق وأطاحت بالرئيس السابق صدام حسين في عام 2003، ثم انسحبت في عام 2011 لكنها عادت بعد ذلك في عام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في إطار تحالف دولي. وللولايات المتحدة حاليا نحو 2500 جندي في البلاد.
وتم إعلان هزيمة تنظيم داعش إقليميا في عام 2017، وقالت بغداد إن مهمة التحالف انتهت بالتالي.
واضافت رومانوفسكي: 'في الماضي، كنا نغادر بسرعة فقط لنعود، أو فقط لنحتاج إلى الاستمرار، لذا هذه المرة أود أن أقول إننا بحاجة إلى القيام بذلك بطريقة منظمة'.
وتابعت السفيرة الامريكية بالعراق أن نهاية المهمة ستعتمد على قدرات قوات الأمن العراقية وبيئة العمليات والتهديد الذي يشكله تنظيم داعش.
واستطردت أنه إلى جانب الأمن، فإن الجهود الأمريكية في العراق تتركز على تقليل اعتماده على الطاقة الإيرانية ودفع قطاعه المصرفي نحو المعايير العالمية.
وذكرت رومانوفسكي: 'الكثير من العراقيين لا يثقون حقاً بالنظام المصرفي هنا ولديهم سبب وجيه لعدم القيام بذلك'، على الرغم من الإشارة إلى أن الزيادة بنسبة 40٪ في إجمالي الودائع في العامين الماضيين تشير إلى تحسن.
وأضافت 'هذا أحد المجالات، بدعم من رئيس الوزراء... سنفعل ما في وسعنا... ونعم، سيكون الأمر مؤلما'.
وتخضع المؤسسات المالية العراقية لتدقيق وثيق من واشنطن وسط مخاوف بشأن تدفق عائدات النفط إلى إيران والجماعات التابعة لها في انتهاك للعقوبات الأمريكية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الولايات المتحدة العراق تنظيم داعش الولایات المتحدة تنظیم داعش فی العراق فی عام
إقرأ أيضاً:
النقل تفتح باب الجدل: هل تصبح الأجواء العراقية محوراً استراتيجياً للطيران العالمي؟
أبريل 23, 2025آخر تحديث: أبريل 23, 2025
المستقلة/- في خطوة تهدف إلى تعزيز الموقع الاستراتيجي للعراق، أعلنت وزارة النقل عن خطط لافتتاح مسارات جوية جديدة في الفضاء العراقي، في محاولة لاستيعاب تزايد حركة الطيران الدولية وتحقيق منافسة قوية على مستوى الأجواء العالمية. لكن، هل ستكون هذه الخطوة بمثابة طفرة في قطاع الطيران العراقي، أم أن هناك مخاوف خفية قد تؤثر على هذه الخطط الطموحة؟
وفي تصريحات لصحيفة “الصباح” تابعته المستقلة، أكد مدير المكتب الإعلامي للوزارة، ميثم الصافي، أن المسارات الجوية في الفضاء العراقي تعد خيارًا مفضلاً للعديد من شركات الطيران العالمية. فالأجواء العراقية تقدم خطوطًا جوية مختصرة، مما يقلل من استهلاك الوقود ويختصر زمن الرحلة. هذه العوامل تجعل الأجواء العراقية نقطة وصل استراتيجية بين الشرق والغرب، وهو ما يعزز من قدرة العراق على التنافس في سوق الطيران العالمي.
هل العراق مستعد لهذا التحدي؟
إلا أن هذه الخطوات تترافق مع تساؤلات عدة بشأن مدى استعداد العراق لتنفيذ هذا المشروع الطموح. في الوقت الذي تسعى فيه الوزارة لتطوير مسارات الفضاء الجوي العراقي وتحديث الآليات المتبعة في مراقبة الحركة الجوية، تبقى بعض المخاوف بشأن البنية التحتية، خصوصًا في ما يتعلق بأجهزة المراقبة الجوية الحديثة وخدمات الطيران على الأرض.
نموذج بيئي أم عبء إضافي؟
من أبرز النقاط التي تثير الجدل هو الالتزام بمعايير البيئة العالمية. بحسب الصافي، تسعى الوزارة إلى تلبية متطلبات المنظمة الدولية للطيران المدني (ICAO) واتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) من خلال تقليل استهلاك الوقود وانبعاثات الكربون. لكن، هل من الممكن أن تتحول هذه الوعود إلى واقع على أرض العراق، خاصة وأن البلاد ما زالت تتعامل مع تحديات بيئية واقتصادية قد تؤثر على تنفيذ مثل هذه المبادرات بشكل فعال؟
الفوائد الاقتصادية مقابل المخاوف الأمنية
من جهة أخرى، يتوقع البعض أن تكون هذه الخطوات حافزًا كبيرًا للاقتصاد العراقي، إذ سيزيد مرور شركات الطيران العالمية عبر الأجواء العراقية من الإيرادات التي يمكن أن يحصل عليها العراق من رسوم العبور. لكن هذا التوسع في حركة الطيران قد يتزامن مع تحديات أمنية، خاصة وأن العراق شهد فترات من عدم الاستقرار في الماضي. فهل ستكون الأجواء العراقية آمنة بما يكفي لاستيعاب هذا العدد المتزايد من الرحلات العابرة؟
هل العراق على موعد مع تغيير جذري؟
بينما تواصل وزارة النقل تحديث خدماتها الملاحية وتوسيع المسارات الجوية، يظل السؤال: هل يمكن للعراق أن يصبح بالفعل مركزًا استراتيجيًا للطيران الدولي؟ وفي الوقت الذي يأمل فيه العديد من المتخصصين في صناعة الطيران أن تفتح هذه الخطوات أبواب الفرص الجديدة، يظل الجدل قائمًا حول ما إذا كانت البنية التحتية والأمن يمكن أن يواكبا هذا النمو المتوقع في حركة الطيران.