حرص مجلس حكماء المسلمين، منذ تأسيسه في عام 2014 على نشر القيم الإنسانية وتعزيزها، وتصحيح المفاهيم المغلوطة ومواجهة الفكر المتطرف، وتوحيد الجهود في مواجهة التحديات العالمية، حيث يضم المجلس في عضويته برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الاستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، نخبة من علماء الأمة وحكمائها ووجهائها ممن يتسمون بالوسطية والاستقلالية والاعتدال، ولهم صوت مؤثر في العالم الإسلامي ويكرسون جهودهم من أجل الإنسانية.

وبعد مرور عشرة أعوام، حقق مجلس حكماء المسلمين العديد من الإنجازات السبَّاقة في مجال نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي وتعزيزها، التي من أبرزها: جولات الحوار بين الشرق والغرب التي نظَّمها المجلس بالتعاون مع الأزهر الشريف والكنيسة الكاثوليكية ومجلس الكنائس العالمي، بالإضافة إلى كنيسة كانتربري في المملكة المتحدة؛ حيث جاءت هذه الجولات بمبادرة من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، واستقبلها حكماء الغرب بالترحاب، وشملت كلا من فلورنسا وباريس وجنيف والقاهرة وأبوظبي والمنامة، وهدفت إلى تحقيق رؤية المجلس القائمة على تعزيز السِّلم في العالم عبر التعارف والتآلف والتعايش، ودعما للحوار بين جميع الأديان والثقافات المختلفة.

وقد توجت جولات الشرق والغرب، بتوقيع فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية على وثيقة الأخوة الإنسانية، الوثيقة الأهم في التاريخ الإنساني المعاصر، التي تشتمل على مجموعة من المبادئ الإنسانية السامية التي تهدف إلى نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش المشترك والأخوة الإنسانية بين جميع البشر على اختلافهم وتنوعهم، كما وجهت الوثيقة دعوة إلى صناع القرار العالمي والمفكرين والفلاسفة ورجال الدين والفنانين والإعلاميين والمبدعين في كل مكان لإعادة اكتشاف قيم السلام والعدل والخير والجمال والأخوة الإنسانية والعيش المشترك.

وقد لاقت الوثيقة احتفاء عالميا كبيرا؛ حيث اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم توقيع الوثيقة يوماً دولياً للأخوة الإنسانية، كما اعتمدت الوثيقة في عدد من البرامج الدراسية في كبرى المؤسسات التعليمية حول العالمي منها الأزهر الشريف وجامعة جورج تاون بالإضافة إلى البرامج التعليمية في دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة تيمور الشرقية التي أعلنت الوثيقة أيضًا دستورا وطنيا للبلاد في مايو 2022، وكذلك في الفاتيكان والبحرين ومصر ولبنان والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها.

وكان أيضا الحوار داخل البيت الإسلامي جزءا من رؤية مجلس حكماء المسلمين طوال مسيرته، فجاءت دعوة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، خلال ملتقى البحرين للحوار، إلى تعزيز الشأن الإسلامي ووحدة المسلمين، والتأكيد على أن الأخوة الدينية هي الباعثة للأخوة الإنسانية؛ التي أعقبها زيارة وفد من الأمانة العامة للمجلس إلى جمهورية العراق مطلع العام الماضي، شملت النجف وكربلاء وبغداد وأربيل، والتي شكَّلت نقطة انطلاق لعقد حوار جادٍّ وفعَّال مع كافة مكونات الشعب العراقي وبناء جسور التواصل الفعال من أجل تأسيس مرحلة جديدة من التفاهم بين كافة الطوائف الإسلامية، ومناقشة أبرز التحديات المعاصرة التي تواجه الأمة الإسلامية، وسبل رأب الصدع، وأهمية التعاون المشترك والتفاهم بين أبناء الدين الواحد؛ وذلك تمهيدًا لزيارة فضيلة الإمام الأكبر إلى جمهورية العراق، التي يتطلع إليها جميع العراقيين.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر يدعو إلى وضع دستور أهل القبلة لتعزيز وحدة المسلمين

دعا فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إلى وضع ميثاق أو دستور يجمع علماء الأمة من مختلف المذاهب، تحت مسمى "دستور أهل القبلة" أو "الأخوة الإسلامية"، وذلك لتعزيز الوحدة بين المسلمين.

وأشار شيخ الأزهر، خلال كلمته في مؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي، إلى أهمية الاستناد إلى الحديث النبوي الشريف: "من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا فذاكم المسلم"، ليكون هذا الدستور مرجعًا يُرسّخ قيم التعايش والتآخي بين أتباع المذاهب المختلفة.

كان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، القى كلمة خلال افتتاح مؤتمر الحوار " الإسلامي-الإسلامي" في العاصمة البحرينية المنامة، أكد فيها على ضرورة تحقيق اتحاد إسلامي تعاوني للدفاع عن حقوق الأمة والتصدي للظلم والطغيان.

وأشار شيخ الأزهر، إلى التجربة الأوروبية التي نجحت في تحقيق اتحاد يضمن السلام والاستقرار رغم اختلاف اللغات والأعراق، متسائلًا: "كيف يعجز المسلمون عن تحقيق اتحاد يقوم على المشتركات العديدة التي تجمعهم، من دين وثقافة ولغة ومصير مشترك؟".

كما تطرق إلى خطورة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، محذرًا من المؤامرات التي تسعى لتهجير الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم، لكنه أشاد بالموقف العربي والإسلامي الموحد الرافض لهذا الظلم، معتبرًا إياه بارقة أمل في وحدة الصف الإسلامي.

وفي ختام كلمته، وجه شيخ الأزهر شكره للعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة على رعايته للمؤتمر، مثمنًا جهوده وحرصه على قضايا الأمة الإسلامية في ظل التحديات التي تهدد كيانها وتراثها الحضاري.

مقالات مشابهة

  • سفير مصر بإندونيسيا يثمن جهود الأزهر الشريف في خدمة الإسلام
  • الإمام الأكبر: يجب الاعتراف بأننا نعيش أزمة يدفع ثمنها المسلمون ولا حل إلا بالاتحاد
  • ماذا يمنع المسلمين؟ شيخ الأزهر: أوروبا تمكنت من الاتحاد رغم تعدد أجناسها وأعراقها ولغاتها
  • شيخ الأزهر يدعو إلى وضع دستور أهل القبلة لتعزيز وحدة المسلمين
  • شما بنت محمد تستعرض تجربة الإمارات في تعزيز التسامح والتعايش
  • التعاون الإسلامي: مستعدون لدعم وتعزيز العمل المشترك والأخوة والتعايش الإنساني
  • شيخ الأزهر يحذر من بث الفرقة بين المسلمين: "خطر على أبناء الأمة"
  • «المهندسين»: خطة إعادة إعمار غزة تستهدف بناء 6 آلاف بيت شهريا لـ5 أعوام
  • منظمة خريجي الأزهر تؤيد بيان الأزهر الشريف بشأن غزة
  • وظائف الأزهر الشريف 2025.. شروط التقديم والمستندات للمطلوبة