«القرآن في رمضان».. ندوة علمية لـ «المفتي» بجامعة المنصورة الجديدة
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
شهد الأستاذ الدكتور معوض محمد الخولي رئيس جامعة المنصورة، الندوة الدينية التي نُظمت تحت عنوان«القرآن في رمضان.. فهم وتدبر وعمل»، لفضيلة الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام مفتي الديار المصرية، ورئيس المجلس الأعلى للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم.
حضر كل من الدكتور أيمن مختار محافظ الدقهلية، الدكتور شريف يوسف خاطر رئيس جامعه المنصورة، الدكتور يحيى عبد العظيم المشد رئيس جامعه الدلتا، الدكتور السعيد عبد الهادي رئيس جامعة حورس، الدكتور حمدان ربيع رئيس جامعة دمياط، أمين عام الجامعة وعمداء الكليات ومديري البرامج العلمية، وعدد من السادة اعضاء هيئة التدريس، والجهاز الاداري، ولفيف من طلاب الجامعة.
رحب رئيس جامعة المنصورة الجديدة بفضيلة الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الديار المصرية، في رحاب جامعة المنصورة الجديدة، مشيرا إلى أن هذه الندوة بداية لعدد من اللقاءات الدينية المزمع عقدها لمنتسبي جامعة المنصورة الجديدة، يتم خلالها استضافة عدد من القامات الدينية التي من شأنها تقديم العلم والفائدة والثقافة لطلاب جامعة المنصورة الحديدة، مشيدًا بمستواهم الأخلاقي والعلمي في الكثير من المجالات.
كما أبدى فضيلة الدكتور شوقي علام سعادته بوجوده في رحاب الجامعة التي باتت تحقق تطورًا وتقدمًا ملموسًا على كافة المستويات رغم حداثة عهدها، خلال الآونة الأخيرة، وخاصة مشاركة الطلاب بالعديد من المسابقات المحلية والاقليمية.
قال فضيلة المفتي، إن القرآن الكريم منهج حياة جاء لسعادة البشر، وهو يُعتبر منهجًا شاملًا للحياة يهدف إلى توجيه البشر نحو السعادة والنجاح في الدنيا والآخرة.
وأشار فضيلة المفتي إلى أن القرآن الكريم نزل في الليل وكأن قضية الليل هي محور المسلم في الطاعة، فقد كان الصالحون عندما يُقبل الليل يفرحون حيث يقفون بين يدي ربهم عز وجل، فالليل سمير الصالحين.
وأوضح فضيلته أن الصوم والقرآن يشفعان للمسلم يوم القيامة، فيقول الصوم يا رب منعته الطعام والشراب في النهار فشفِّعني فيه فيشفعه فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفِّعني فيه فيشفعه فيه.
وبين مفتي الجمهورية أنَّ أول ما نزل من القرآن هو قول الله تعالى: {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، والقراءة شاملة لصنفين من العلم علم الأكوان والعلم المسطور، وعندما نزلت هذه الآيات على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ارتجف، وذهب مسرعًا إلى زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها.
وقال فضيلته: "إن في هذا الموقف إشارةً مهمة وهي أن الزوج والزوجة هما محل الطمأنينة والراحة وحل المشكلات فيما بينهما، ولذلك أول ما نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذهب مباشرة إلى زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها لأنها محل السكن والمودة، وهي بدورها طمأنته طمأنة شديدة وعددت له الخصال الطيبة التي فيه ليطمئن قلبه، فقالت له: والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتصدُقُ الحديثَ، وتَحمِل الكَلَّ، وتَكسِبُ المعدومَ، وتَقري الضيف، وتعين على نوائب الدهر.
وتابع فضيلته: "نحتاج إلى هذه اللمسة النبوية بأن تكون الزوجة بالفعل هي الملاذ الحقيقي للزوج، وأن يكون الزوج هو الملاذ الحقيقي للزوجة فلا غنى لهما عن بعضهما البعض".
وأكد مفتي الجمهورية أن آية {اقرأ باسم ربك الذي خلق} هي دعوة حقيقية للعلم عامة بكافة فروعة وليس العلم الشرعي فقط، ولكن كل العلوم، فلا يمكن لأمة أن تسود أو تتحضر إلا إذا كان معها سلاح العلم، فهو الأساس، ولذلك يستوي العلم الشرعي مع الدنيوي والتطبيقي في الأجر والثواب، فكل علم يؤدي إلى التحضر والتطور ونفع الإنسانية هو علم نافع.
ووجه فضيلة المفتي حديثه إلى طلبة الجامعة قائلًا: "اعلموا بأن العلم الذي تتعلمونه هو داخل في دائرة الشرع الشريف والأمر الإلهي في كل تصاريف العلوم، فالله سبحانه وتعالى يقول: {قل سيروا في الأرض فانظروا}، ولا يمكن أن يتم ذلك إلا بالتعلم والتدبر للعلوم المختلفة.
وقال فضيلة المفتي: "نحن في إطار فهمنا للشرع الشريف ندرك أن كل العلوم التي تؤدي إلى السمو بالنفس وتعمير العلاقة بين الإنسان وربه وتحقيق مصالح البلاد والعباد هي داخلة في إطار الشرع الشريف".
وأوضح فضيلته أن كل المبتكرات والمخترعات الحديثة هي سلاح ذو حدين، وينبغي أن تكون الأخلاق هي السقف الذي يضبط علاقتنا بها، لأننا إذا فقدنا البوصلة الأخلاقية فقدنا كل شيء، فلا بد مع التقدم الطبي والعلمي أن ينضبط بإطار الأخلاق فهي سلاح ذو حدين إذا لم تستخدم استخدامًا صحيحًا فلا تؤدي إلى منفعة، وضرب فضيلته مثلًا بمواقع التواصل الاجتماعي التي قد تستخدم في قضاء حوائج الناس ولكن قد تؤدي إلى تزييف الوعي كذلك، فغالبية ما يأتينا من مشكلات زوجية في دار الإفتاء وحالات الطلاق كانت نتيجة عن سوء استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، وقد رصدنا ذلك من خلال الفتاوى التي تأتينا.
وأشار فضيلة المفتي إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي حجمت القراءة، قائلًا: "نحتاج إلى إفاقة مرة أخرى خاصة في وسط الشباب، ولدينا كأبناء مصر قدرة كبيرة لا حد لها بأن نتفوق وأن نعلوا ونحقق الطريق الذي نمشي فيه، فالعقل المصري بارع ولكنه يحتاج إلى همة واستنهاض، فالإنسان العربي للأسف لا يقرأ بالقدر الكافي مقارنة بالدول الأخرى، رغم أن أول آية نزلت هي اقرأ".
وحول قيمة مصر في القرآن الكريم أكد فضيلة المفتي أن القرآن احتفى بمصر وكأن القدر تحدث من قديم الزمان عن مصر، وأن هذا البلد هو الركيزة حتى وإن أصابه المرض بعض الشيء ولكن هذا المرض لا يؤدي إلى الموت.
وأشار إلى أن الإمام السيوطي قال إن هناك أكثر من ٣٥ موضعًا ذكرت فيها مصر بالتصريح والتلميح، فالنص القرآني الكريم احتفى احتفاءً كبيرًا بها، مضيفًا أن النبي حين كان يجلس مع صحابته الكرام فيقول: إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جندًا كثيفًا فإنهم خير أجناد الأرض. وعندما سأله أبو بكر الصديق: لماذا يا رسول الله؟ قال له لأنهم وأهليهم في رباط إلى يوم القيامة. كما بشر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الجندي المصري بأنه ليس محل الفتنة وأنه خير أجناد الأرض.
وأكد مفتي الجمهورية أن الإنسان المصري لا بد أن يكون في وعي تام في ظل التحديات الشديدة التي تحيط بنا، وأنه ينبغي التدقيق فيما نقرأ من أخبار ومعلومات ولا بد من سؤال المتخصصين، موجهًا تساؤلات إلى الشباب الحضور من طلبة الجامعة: "كم مرة دققت في المعلومات التي تقرؤها على مواقع التواصل الاجتماعي؟ وكم مرة تلقيت معلومة ربما تهدم اقتصاد الدولة لو أنها أشيعت وهي غير صحيحة؟ كم مرة توجهت إلى علماء الاقتصاد للتحري والتدقيق؟ وكذلك في مجال الطب؟!"
وقال فضيلة المفتي: "التحدي الكبير الذي يواجهك كشاب أمام هذا الطوفان الشديد من المعلومات التي تأتي إليك، هو أن تكون يقظًا وواعيًا، حتى التحديات الخارجية تحتاج منك أن تكون مطلعًا عليها حتى لا يوسوس إليك أحد بشيء على غير الحقيقة".
واختتم فضيلة المفتي محاضرته بدعاء الله عز وجل لمصر بالأمن والأمان والسلم والسلام والتقدم والرخاء، وهو ما يتطلب كذلك الأخذ بالأسباب والاجتهاد من أجل ذلك.
كما توجه فضيلته بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى لأهل فلسطين وغزة بأن يمنَّ الله عليهم بالصبر والسكينة والنصر والعزيمة وأن يثبِّتهم ضد الصهاينة.
وقد اهدى الدكتور معوض الخولي درع جامعة المنصورة الجديدة لفضيلة المفتي تكريمًا وترحيبًا واحتفاء به.
واختتمت فاعليات الندوة بتكريم فضيلة المفتي لحفظة القرآن من الفائزين بمسابقة القرآن الكريم والتي تنظمها جامعة المنصورة الجديدة بشكل سنوي وابدى فضيلة المفتي سعادته البالغة لما لمسة من مواهب شابة واصوات قرآنيه عذبه، وأن المسابقة كانت على عدة مستويات مختلفة، تضمنت مسابقة القرآن الكريم كاملاً، ومسابقة نصف القرآن، مسابقة السبعة أجزاء من القرآن.
وأوضح الدكتور معوض الخولي رئيس الجامعة أن الجامعة ليست مكانا للعلم فقط وإنما لبناء الشخصية المتكاملة للطلاب، وأن المسابقة تأتى في إطار تثقيف الطلاب وتنمية الوعي الديني وتوعية الطلاب بأهمية حفظ القرآن الكريم، حيث تهتم جامعة المنصورة الجديدة بالأنشطة الثقافية والدينية، التي تساهم في اكتشاف المواهب وفتح المسارات الإبداعية، وترسيخ القيم والمعتقدات الدينية والاجتماعية والروحانية لدى نفوس الطلاب.
اقرأ أيضاًختام فعاليات مسابقة القرآن الكريم بجامعة المنصورة الجديدة
استعراض خطة تطوير التمريض بالملتقى الأول بجامعة المنصورة الأهلية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية رئيس جامعة المنصورة الجديدة جامعة المنصورة الجدیدة التواصل الاجتماعی القرآن الکریم فضیلة المفتی رئیس جامعة أن تکون إلى أن
إقرأ أيضاً:
"تعليم مكة" يحتضن ختام مسابقة القرآن الكريم بمشاركة 100 طالب وطالبة
تستضيف الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة ختام مسابقة القرآن الكريم الوزارية لطلاب وطالبات التعليم العام الحكومي والأهلي ومدارس التعليم العالمي، وذلك خلال الفترة من 20 إلى 23 إبريل 2025.
ويشارك في المسابقة 100 طالب وطالبة يمثلون مختلف مراحل التعليم، حيث تهدف المسابقة إلى تشجيع النشء على حفظ كتاب الله الكريم، وتعزيز مكانته في نفوس الطلاب والطالبات، وتحفيزهم على التمسك بآدابه، والتحلي بأخلاقه، والعمل بأحكامه، إلى جانب تعميق فهمهم لمعانيه السامية، بما يرسخ قيم الوعي الديني والأخلاقي.
أخبار متعلقة إنذار أحمر.. أمطار غزيرة على مكة تستمر للتاسعة مساءًتربوي: المدارس المركزية تحقق عدالة التعليم في المناطق النائيةوزير التعليم يوسف البنيانوزير التعليم
وتُعد المسابقة إحدى المبادرات النوعية التي تعكس الاهتمام المتزايد بأهمية القرآن الكريم ودوره الحيوي في بناء شخصية متوازنة لأبناء وبنات الوطن.
وتقام المسابقة عبر ثلاث مراحل تنظيمية تبدأ بالتصفيات الأولية على مستوى المدارس، ثم مكاتب التعليم، وصولاً إلى التصفيات النهائية على مستوى إدارات التعليم.
وتشمل المسابقة خمسة فروع رئيسية هي: حفظ القرآن الكريم وتجويده كاملًا، حفظ عشرين جزءًا مع الترتيل والتجويد، حفظ خمسة عشر جزءًا مع الترتيل والتجويد، حفظ عشرة أجزاء مع الترتيل والتجويد، وأخيرًا حفظ خمسة أجزاء مع الترتيل والتجويد.