بصمات غربية في هجوم موسكو.. ما المعطيات التي تشي بالفاعل؟
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
الجديد برس:
ترفض الولايات المتحدة الأمريكية ربط هجوم “كروكوس سيتي هول”، الذي حدث في العاصمة الروسية موسكو، مساء الجمعة، بالصراع الروسي الغربي في أوكرانيا، وتصر على نظرية تبني تنظيم “داعش خراسان” للهجوم.
وصرح البيت الأبيض بأن الولايات المتحدة على علمٍ بتقارير عن إطلاق النار في موسكو، وتعد اللقطات من مكان الحادث “مُرعبة”، لافتةً إلى أنه “لا توجد إشارة، في الوقت الحالي، إلى تورط أوكرانيا في إطلاق النار في موسكو”.
وتشير أصابع الاتهام الروسية إلى أن أوكرانيا هي من يقف خلف هذا الهجوم الإرهابي، إذ أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنه جرى تهيئة مهرب لمنفذي الهجوم إلى أوكرانيا. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن “أوكرانيا تحولت، على يد الغرب، إلى مركز لنشر الإرهاب في أوروبا منذ أعوام”.
لماذا تُبرئ واشنطن كييف؟إن تبني الولايات المتحدة رواية “داعش”، وتأكيدها أن هذا التنظيم يقف وراء هجوم موسكو، يفتحان الباب لكثير من التساؤلات، سواء عن الأهداف، أو الرسائل المرسلة إلى روسيا.
ويُشير محلل الميادين للشؤون الأوراسية والدولية، مسلم شعيتو، إلى أن التحذيرات الأمريكية من هجمات إرهابية في موسكو سبقت الانتخابات الرئاسية، معتقداً أن “الهجمات كانت مُعدة لتُنفذ قبل الانتخابات.
ولفت شعيتو إلى أن “الولايات المتحدة الأمريكية بدت، بصورة واضحة، أنها تستخدم الشماعة داعش للقيام بأعمالها القذرة، سواء في روسيا أو في الشرق الأوسط”.
وأكد أن “إبعاد الولايات المتحدة التهمة عن أوكرانيا يأتي خوفاً من الرد الروسي الذي يتوقعونه، والذي سيتخطى كل الخطوط التي وضعتها روسيا لنفسها بالتصدي للقوات الأوكرانية والبنية التحتية التي يستخدمها حلف الناتو في أوكرانيا”.
وأوضح شعيتو أن واشنطن أرادت أن توصل رسالة إلى موسكو، مفادها أنها تستطيع أن تعبث بالداخل الروسي. وبالتالي، فإن “التفاوض يجب أن يتم معنا لنتفق فيما بيننا على تقسيم أوكرانيا، ولاسيما بعد الإنجازات السياسية والميدانية التي حققتها روسيا في أوكرانيا”.
كيف تعاملت واشنطن مع الاعتداء الإرهابي في موسكو؟من جانبه، قال محلل الميادين للشؤون الدولية والاستراتيجية، منذر سليمان، إنه من الناحية العملية، بعد الهجوم الإرهابي المروع الذي حدث في موسكو، فإن من المفترض أن يتصل الرئيس الأمريكي جو بايدن، بنظيره الروسي، وهذا الأمر لم يحدث، بل إن البيت الأبيض صرح بأن لا نية في أي اتصال بين الطرفين.
وأضاف سليمان أن “بايدن نفسه لم يُدلِ بأي تصريح. فعادةً، يحتاج حدث بهذا الضخامة إلى إظهار المواساة، أو على الأقل إصدار بيان رئاسي تنديداً بالهجوم الإرهابي المروع، وهذا الأمر لم يفعله الرئيس الأمريكي”.
وأشار سليمان إلى أن “المواقف الأولية، التي صدرت عن واشنطن، تُبرئ ساحتها، وتبرئ كييف أيضاً، والتي من البديهي أن يكون لها علاقة بتلك الهجمات بسبب الصراع في أوكرانيا”.
مُعطيات تشي بالفاعلمن الناحيتين الأمنية والعسكرية، رأى محلل الميادين للشؤون الأمنية والعسكرية، شارل أبي نادر، أن هناك معطيات يمكن من خلالها استبعاد مسؤولية “داعش” عن التفجيرات في موسكو، ووضع هذه المسؤولية على عاتق أطراف أخرى.
وقال أبي نادر إن أول تلك المعطيات هو العامل الجغرافي، لأن “أغلبية العمليات الإرهابية ضد روسيا كانت تأتي من المناطق الجنوبية، مثل القوقاز ودول آسيا الوسطى. أما هجوم الجمعة، فوقع في الشمال، في العاصمة الروسية موسكو، القريبة من دول أوروبا الشرقية، وخصوصاً أوكرانيا”.
وبشأن المعطى الثاني، أوضح أبي نادر أن القدرات اللوجستية، التي ظهرت في مقاطع الفيديو، التي انتشرت عبر الإنترنت، هي قدرات لا يمكن نقلها من مسافات بعيدة، وهذا الأمر يعد سهلاً عن طريق الحدود الأوكرانية.
ومن ناحية الأسلوب، فإن مقاطع الفيديو أظهرت أن المجموعة المسلحة كانت على درجةٍ عالية من التدريب، وربما هي مجموعات خاصة، لأن البعد التكفيري المتشدد، والمدفوع بالغريزة الإرهابية المتشددة التي تطبع العمل، هو عكس ما رأيناه في عمل هذه المجموعات.
ولفت إلى أنه لا نوجد نقطة اشتباك مباشر بين روسيا و”داعش”، واليوم كان الاشتباك المباشر مع الأمريكيين، الذين أعلنوا مسؤوليتهم عن قتلهم قادة “داعش” في الآونة الأخيرة.
وخلف الهجوم المسلح على مجمع “كروكوس سيتي هول” في موسكو، نحو 143 قتيلاً وعشرات الجرحى، وفق لجنة التحقيق الروسية.
المصدر: الميادين نت
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی أوکرانیا فی موسکو إلى أن
إقرأ أيضاً:
فايننشال تايمز: الحوثيون أرسلوا مئات المقاتلين إلى روسيا للمساعدة في حرب أوكرانيا
نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية اليوم الأحد، تحقيقا كشفت فيه عن علاقات بين روسيا واليمن تم من خلالها تجنيد مئات الحوثيين بطريقة للقتال إلى جانب جنود روسيا في أوكرانيا.
وفي التحقيق شهادات لعدد من المجندين قالوا إنهم وافقوا على العمل الذي عرض عليهم ولم يذكر لهم أي شيء عن الالتحاق بالقوات المقاتلة أو عن منصب في إطار عسكري.
وبحسب التحقيق، لقد قالوا فقط إنهم حصلوا على وعود بـ "وظيفة عالية الأجر" وحتى الجنسية الروسية. عند وصولهم إلى روسيا، تم استيعابهم في وحدات الجيش الروسي وإرسالهم إلى الخطوط الأمامية في أوكرانيا.
وبحسب التحقيق يظهر في العقود الموقعة في اليمن اسم شركة أسسها سياسي حوثي بارز.
ووفقًا لوثائق تسجيل شركة الجابري المسجلة في سلطنة عمان، فإن الشركة مسجلة كمنظم رحلات سياحية ومورد تجزئة للمعدات الطبية والأدوية.
وأوضح التحقيق أن تجنيد الحوثيين بدأ في يوليو الماضي، وقدر أحد المجندين من اليمن أنه كان ضمن مجموعة تضم حوالي 200 حوثي تم تجنيدهم في الجيش الروسي في سبتمبر الماضي، بعد وصولهم إلى موسكو.
وأشار التقرير إلى إن ظهور مقاتلين من اليمن يسلط الضوء جيداً على كيف أن الصراع بين روسيا وأوكرانيا يجذب المزيد والمزيد من المشاركين من جميع أنحاء العالم.
وقال التحقيق أنه حتى هذه الأيام، يشارك مرتزقة من نيبال والهند، بالإضافة إلى حوالي 12 ألف جندي من الجيش النظامي الكوري الشمالي، بشكل نشط في القتال ضد أوكرانيا في منطقة كورسك.
وتنبع الصفقة اليمنية، بحسب صحيفة فايننشال تايمز، من تعاون روسيا المتزايد مع المنظمات المسلحة في الشرق الأوسط ومع الحوثيين في اليمن على وجه الخصوص.
ويقول مسؤولون كبار في الولايات المتحدة إن روسيا تعمل على تطوير العلاقات مع الحوثيين في اليمن وتعزيز العلاقات التجارية والدعم العسكري لها.
في الولايات المتحدة، يؤكدون أن مثل هذا الارتباط بين روسيا والحوثيين في اليمن كان خيالًا علميًا قبل الحرب في أوكرانيا. ويقول مصدر أميركي: "نعلم أن هناك فريقاً روسياً في صنعاء يعمل على تعميق هذا الحوار".