لوموند: غرق سفينة الروهينغا في إندونيسيا يكشف أزمة إنسانية خانقة
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
قالت لوموند إن القتال بين المجلس العسكري والمعارضين في ميانمار، وانخفاض التمويل لمخيمات اللاجئين في بنغلاديش، يدفعان الروهينغا إلى محاولة الفرار عن طريق البحر، مما تسبب في العديد من المآسي.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية -في تقرير مراسلها من بانكوك بريس بيدروليتي- أن غرق قارب قبالة الساحل الإندونيسي الأربعاء الماضي، لقي فيه أكثر من 50 من الروهينغا حتفهم، علامة جديدة على محنة هذه الأقلية العديمة الجنسية القادمة من ميانمار، والتي ركب عدة آلاف من أفرادها البحر عام 2023 على متن قوارب متهالكة.
ونبهت إلى أن كل الأسباب تشير إلى تفاقم هذه الأزمة الإنسانية غير البارزة، بعد أن انتشرت "الثورة في ميانمار" إلى الشمال الشرقي من إقليم راخين (أراكان سابقا) حيث يعيش ما يقرب من 650 ألف شخص من الروهينغا بقوا في هذا البلد بعد النزوح الكبير عام 2017.
مجازر فظيعة
وفي بنغلاديش المجاورة، حيث يعيش ما يقرب من مليون من الروهينغا بمخيمات اللاجئين، بينهم 750 ألفا وصلوا عام 2017 بعد مجازر فظيعة ارتكبها جيش ميانمار في راخين، يستمر الوضع الإنساني في التدهور بين الروهينغا، هذه الأقلية المسلمة من السكان الأصليين في الإقليم، التي قامت بتهجيرها الدكتاتوريات المتعاقبة في هذا البلد، واعتبرتهم "مهاجرين غير نظاميين" وحرمتهم من الجنسية عام 1982.
ويفر معظم الروهينغا من المخيمات في بنغلاديش، ومن ميانمار، في محاولة للوصول إلى ماليزيا، حيث تم تسجيل أكثر من 100 ألف منهم هناك كطالبي لجوء وفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وقد ازداد تدفق قوارب اللاجئين الروهينغا إلى إندونيسيا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث وصل 1500 منهم من بين 4500 شخص أبحروا عام 2023، حسب تقديرات المفوضية الأممية، مما سبب موجة من الرفض بين سكان آتشه.
انزعاج أممي
ونهاية ديسمبر/كانون الأول، تظاهر حوالي مئة طالب واقتحموا مبنى كانت تقيم فيه عائلات الروهينغا في باندا آتشه، مما دفع المفوضية الأممية إلى الإعلان عن "انزعاجها العميق من هجوم حشد من الناس على موقع يأوي عائلات اللاجئين الضعيفة" كما شاهد الناجون الذين تم إنقاذهم قرويين يتدفقون ويحملون لافتات تقول "لا للروهينغا هنا".
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني، قامت حملة كراهية شرسة بها أخبار مزيفة تصور الروهينغا على شبكات التواصل الإندونيسية، على أنهم "لصوص" و"حشرات" مكررة الصور النمطية العنصرية والمعادية للإسلام التي روجها جيش ميانمار خلال السنوات التي سبقت مجازر عامي 2016 و2017.
ومع ذلك، فإن الأسباب التي تدفع الروهينغا لركوب البحر قوية، إذ تتدهور الأوضاع بالمخيمات الثلاثين التي تستضيفهم حول كوكس بازار في بنغلاديش، وعلى الجانب الآخر من الحدود تنتشر الجريمة والحرائق التي تدمر أحياء بأكملها. ولم تتمكن الأمم المتحدة، التي تمول المخيمات، من جمع أكثر من نصف المبلغ اللازم لتشغيلها، وهو 876 مليون دولار عام 2023.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات فی بنغلادیش
إقرأ أيضاً:
لوموند: رياح سيئة تهبّ على العلاقات الفرنسية الجزائرية.. ويجب الحزم والهدوء
يمن مونيتور/قسم الأخبار
تحت عنوان “في مواجهة الجزائر.. الحفاظ على الحزم و الهدوء”.. قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية، في افتتاحية عددها الورقي لهذا الأربعاء، إن رياحاً سيئة، بل وغير صحية، تهبّ على العلاقات الفرنسية الجزائرية، حيث اتخذ التصعيد منعطفاً مثيراً للقلق، خلال الأسبوع الماضي.
كانت العلاقة بين باريس والجزائر معقدة بلا شك، وتعصف بها دورات متكررة من الخلافات والمصالحات، وهي مرآة لتاريخ عاطفي يمزج بين المأساة والقرب. لكن الهزة الحالية هي الأعنف، منذ عشرين عاماً. وهذا الأمر يثير المزيد من القلق، لأن قوات التذكير تراجعت عن موقفها، تقول “لوموند”.
وأشارت “لوموند”، في افتتاحيتها هذه، إلى أن موجة الحمّى الأخيرة هذه وُلدت من اعتراف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية. وقد أثار هذا التحول الدبلوماسي غضب الجزائر التي تدعم جبهة البوليساريو. وتفاقمت الأمور بسبب اعتقال الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، والذي أدانه ماكرون باعتباره عملاً “يسيء إلى شرف” الجزائر.
تصاعدت حدة العداء بعد ذلك مع الخلاف حول مؤثّرين جزائريين على تيك توك، يقيمون في فرنسا، وجّهوا تهديدات غير مقبولة باستخدام العنف على شبكات التواصل الاجتماعي ضد معارضي النظام الجزائري. وقد ألقي القبض على أربعة منهم، أحدهم كان عرضة لترحيل فاشل إلى الجزائر.
رأى وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو في هذه الحادثة رغبة من جانب الجزائر في “إذلال فرنسا”، فيما هدد زميلُه وزيرُ العدل جيرالد دارمانان بإلغاء الإعفاء من التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية، التي توزعها الجزائر بسخاء على عائلات النخبة.
فإلى أي مدى ستصل دوامة العداء المتبادل؟ تتساءل صحيفة “لوموند”، قائلةً إنه عندما نتذكر الآمال التي تولدت عن محاولة مصالحة الذاكرة، التي أطلقها الرئيس الفرنسي ماكرون في عام 2022، والتي أصبحت اليوم طيّ النسيان، فإننا نقيس مدى الضرر. فالأسباب المؤدية إلى هذا الانتكاسة تتمثل في أن النظام الجزائري لم يلعب مطلقاً لعبة مصالحة الذاكرة، كما تقول الصحيفة الفرنسية.
وتتابع “لوموند” القول إن التحول المؤيد للمغرب في الدبلوماسية الفرنسية في المغرب العربي هوندا نتيجة لإحباط باريس من الجزائر المتصلبة، في وقت تستمر فيه الرباط في تسجيل النقاط على الساحة الدولية.
الصحيفة الفرنسية اعتبرت أن الطريق للخروج من الأزمة يكمن في اتّباع مسار متعرّج يجب المضي فيه بدقة. لا ينبغي أن يكون هناك أي أوهام حول نظام السلطة في الجزائر الذي ينجرف إلى اندفاع متهور ضار وقمعي ومهووس بسبب هوسه بالبقاء. ومن هذا المنظور، فإن الحزم في مناوراته الغامضة في فرنسا مبرر تماماً. وفي الوقت نفسه، من الضروري أن تتجنب فرنسا عدم المسؤولية المتمثلة في المواقف العدوانية التي تكون دوافعها الخفية واضحة للغاية، تقول “لوموند”.
وتابعت “لوموند” القول إن الحملة القمعية التي تقودها بعض وسائل الإعلام، والتي يشجعها قادة اليمين واليمين المتطرف في فرنسا، لا تؤثر على النظام في الجزائر بقدر ما تؤثر على الجزائريين في فرنسا أنفسهم، الذين يندمج معظمهم في المجتمع بشكل مثالي ويحترمون قوانينه. والحديث عن خيانتهم المحتملة للجمهورية أمر خطير. ومن خلال إضعافهم وإحباطهم، لن يؤدي ذلك إلا إلى إلقائهم في أحضان النظام الجزائري، بحسب الصحيفة الفرنسية في افتتاحيتها.