الصقر وأصفاد الريح
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
مارس 24, 2024آخر تحديث: مارس 24, 2024
عادل ابراهيم
الصقر وأصفاد الريح ، اخر الدواوين الشعرية للشاعر عبد المنعم حمندي ،الخمسة عشر، اصدار الاتحاد العام للكتاب والادباء الفلسطينيين ، شباط 2024
ضم الديوان 26 قصيدة ،مشغولة بالوطن والحب والاصدقاء.
الشاعر عبد المنعم حمندي يؤكد في ديوانه الجديد ،لغته الغنية بالرموز والمعاني المتعددة ، والتعبير عن الحرية في مواجهة الاستبداد والقهر .
هو يمتلك اقتداراًجمالياً ولغة شعرية عالية الرهافة والاحساس ،ليبعث الى حياتنا بصيصا من الامل ،وليطلق صرخة البطريق في مواجهة العاصفة التي تدمر جمال البحر.
ففي قصيدته الاولى في الديوان : من اين ابتديء الحكاية؟، يقول:
يا أهل ( أرم ) السادرين بغيهم
إن العروق ضلالة
وعفونة الخبز المضرج بالرماد
من أي ليل يولد الحلم الجديد؟
من السواد
من انكسار الياسمين .. من الحداد
من المراثي الغائرات.
من أي ليل؟.
والشاعر عبد المنعم حمندي وفي الكثير من قصائده نرى جموح المخيلة والغناء لمن يحب ..الوطن والحبيبة والاصدقاء ..انه عاشق الحياة بصخبها ومرارتها وحلوها وطراوة لياليها وسمارها
(قبل خمسين عاما لبثت هنا
استظل بصفصافة
وأحدق في شرفة قد تطل..
أراها.. فتحلو الحياة.
لم تكن مثل باقي البنات.
هي حورية وأنا ساحر الكلمات
والخيالات عندي ينابيع قات )
وفي قصيدة اخرى؛
( بجمرة الروح أسى يقاوم الهموم
ويخلع الوجوم
عن شاعر يسير في الظلام
من شدة الالام لا ينام
متى تفيق غيمة من نشوة المطر
تعانق الطفل الذي يسكنه
وترتدي عباءة القمر ).
والذي يعرف الشاعر عبد المنعم حمندي يعرف الطفل الذي يسكنه والذي لا يعرف الحقد والاساءة في تعامله مع الاخر، فهو محب للحياة ، يقتنص لحظاتها لكي يسعد بالأمل بيوم اخر جديد يداعب اصراره بان يستمر نبيلا لا تهمه في الحياة سوى حبه لوطنه وابداعه ومحبة الناس وما قدمه من منجزه الشعري الكبير الذي يشكل سفر ابداع مميز عراقيا وعربيا.
( فما أزال كوثرا
وما يزال خافقي
يضج بالحياة وبالصبابة المشتعلة
أحمل في سرائري
تعويذة في العشق ويقظة المفاتن
وربما أملك ما لا يملك الكهان
والسامر.. والمجنون..
اقارع الغيوب والظنون.
وأفتح الغياهب المقطوعة الأرحام
لي شقشقة الرعود والسكون
وأصعد الجبال
فهل تغار الريح من أجنحة اليمام؟
ياغيرة الجبل..
يرنو ولا يستطيع ان يطير ).
ويقول في قصيدة زهرة الأقحوان:
( انت من السماء
لست مثل النساء
يتقاسمك الحب والشعر
والفضة الناصعة
ولك في دمي قصة رائعة
بعض افيائها نخلة
يستريح بها الشعراء
ويأوي الى ظلها الأنبياء….)
والشاعر عبد المنعم حمندي في ديوانه يتعامل مع النص الشعري باعتباره موقفا، وهذا ما يلاحظ ايضا في قصائده عن فلسطين، ويمنح المتلقي قيما جمالية رغم الحزن وبشاعة ما يراه، فهو يقتحم السواد بجمال صوره الشعرية ويفتح نوافذ الأمل رغم قساوة الواقع.
اننا امام واحد من الشعراء الكبار الذي استطاع ان يؤسس الفرادة في شعره لا يشبه غيره، رغم قساوة الاحكام غير الابداعية التي يطلقها البعض.، وديوان الصقر وأصفاد الريح واحد من اضافات تألقه وابداعه الشعري وهو جدير بالقراءة والاستمتاع بالشعر.
مرتبطالمصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
انهيار حتى قبل سقوط الأسد.. عبدالمنعم سعيد: المشهد السوري به أزمة كبيرة|فيديو
علّق المفكر السياسي عبد المنعم سعيد، على تطورات الأحداث في المنطقة خاصة في سوريا وغزة ولبنان.
مصطفى الفقي عن 2024: تحول دراماتيكي في سوريا.. والمنطقة تغيرت تماماضياء رشوان: إسرائيل تنتظر ترامب للضغط على سوريا لتوقيع معاهدة سلام
وقال عبد المنعم سعيد في حواره مع الإعلامي شريف عامر في برنامج “يحدث في مصر“ المذاع على قناة ”إم بي سي مصر”: "هناك أزمات متعددة في المنطقة العربية وهناك أزمة في فلسطين ومنها العجز عن الفصل بين السلاح والسياسة وبالتالي مازالت تتواجد حماس تتصرف كما تشاء".
وأكمل عبد المنعم سعيد: "المشهد السوري به أزمة كبيرة لأن فكرة الدولة السورية ليست متواجدة حتى الآن".
ولفت عبد المنعم سعيد : "لدينا مشكلة في المنطقة والإقليم وهي أزمة الدولة العربية".
وتابع عبد المنعم سعيد: "الدولة السورية كانت منهارة قبل الوضع الحالي وسقوط نظام الأسد ، وهناك تدخل روسي وتركي وأمريكي في سوريا منذ سنوات". .