ترامب يوجه سهامه لليهود الأميركيين الموالين للحزب الديمقراطي
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
شن أحد كُتاب أعمدة الرأي في الولايات المتحدة هجوما عنيفا على الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بسبب إشادته بالذين هاجموا الكونغرس في يناير/كانون الثاني 2021، وتهجمه على المهاجرين، وعلى اليهود الأميركيين الذين يصوتون للحزب الديمقراطي.
وعلى الأرجح سيفوز ترامب ببطاقة الترشح عن الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية المزمع إجراؤها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وأصبح من شبه المؤكد أن الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل ستكون إعادة لسباق 2020 الذي هزم فيه بايدن سلفه ترامب، وهي المرة الأولى منذ 70 عاما التي تحصل فيها مواجهة ثانية في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وانتقد الكاتب دانا ميلبانك في مقاله بصحيفة واشنطن بوست تصريحات ترامب الأخيرة، التي جاء في أحدها أن أي يهودي يصوت للحزب الديمقراطي هو كاره لدينه.
ووفقا للمقال، فقد استهان ترامب بملايين اليهود الأميركيين الذين لا يدعمون "رفيقه المستبد الطموح" رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي لا يحظى بشعبية كبيرة.
وقال ميلبانك إن نتنياهو يطيل أمد الحرب في قطاع غزة لأنه يعلم أنه بمجرد ما تنتهي الحرب فإنه لن يُنتخب على الأرجح لتولي السلطة مرة أخرى، وقد يخضع للمحاسبة على إخفاق حكومته التي أدت إلى هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
تصريحات مجنونة
ولأن اليهود الأميركيين -شأنهم شأن كثير من اليهود الإسرائيليين- يريدون وضع حد لما يعتبره المقال "كابوس نتنياهو"، فهم يكرهون دينهم ويمقتون إسرائيل، بحسب ترامب.
واختار كاتب المقال بعض التصريحات التي أدلى بها ترامب مؤخرا في بعض المناسبات، ووصفها بـ"المجنونة والخطرة".
وقال إنه من واقع تجربته الصحفية، فإنه لا بد من أخذ تصريحات الرئيس السابق على محمل الجد، رافضا ما يقوله المدافعون عنه بأنه لا ينبغي أخذها حرفيا، مبرزا أن ترامب "سيفعل، أو على الأقل سيحاول أن يفعل، ما يقول".
ومن بين تلك التصريحات، أنه قال إن بعض المهاجرين "ليسوا بشرا"، بل هم في حقيقة الأمر "حيوانات" و "أفاعي". ولفت ميلبانك إلى أن ترامب اقتبس على ما يبدو تلك التصريحات من كتاب "كفاحي" للزعيم الألماني النازي أدولف هتلر الذي ورد فيه أن المهاجرين "يسممون دماء بلادنا".
وكان ترامب قد أشاد بالمتظاهرين الذين أدينوا بالهجوم على مقر الكونغرس في السادس من يناير/كانون الثاني 2021. وألمح إلى أنه يؤيد فرض حظر على عمليات الإجهاض، وتوعد بطرد السفير الأسترالي لدى الولايات المتحدة والأمير هاري نجل ملك بريطانيا.
لكنه عندما سئل في المقابلة التي أجراها معه السياسي البريطاني نايجل فاراج على قناة "جي بي" عما إذا كان يمكنه التفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رد بالإيجاب.
حمام دم
وهدد ترامب في حشد من أنصاره بولاية أوهايو قائلا: "إذا لم أُنتخب، فسيكون هناك حمام من الدم يطال الجميع، وهذا أقل ما يمكن أن يحدث. سيكون حماما من الدم يعم البلاد".
وفي مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأسبوع الماضي، سئل ترامب عن الأسباب التي تدعوه لاستخدام ألفاظ مثل "الهوام" و"تسميم الدم"، في معرض انتقاده للمهاجرين والمعارضين، رغم إدراكه بأنها ستقارن بخطب هتلر والزعيم الفاشي الإيطالي بينيتو موسوليني، أجاب: "لأن بلدنا يتعرض للتسمم".
وخلص كاتب المقال إلى أن ترامب -مثله مثل نتنياهو- يولي الأسبقية لمصلحته السياسية على مصالح بلده، مشيرا إلى أن كلا الرجلين سيجعلان إسرائيل دولة منبوذة وسيضعانها على مسار سريع نحو دمارها من أجل مكاسبهما الشخصية.
وأكد ميلبانك أن ترامب توعد بحمام دم في حال خسر انتخابات الرئاسة، إلا أن "حمام الدم قد بدأ بالفعل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات أن ترامب إلى أن
إقرأ أيضاً:
لاسترداد عافية الحزب الاتحادي الديمقراطي
كلام الناس
نورالدين مدني
رغم العتمة التي سببتها الحرب العبثية التي استهدفت عرقلة مسار التحول الديمقراطي لم نيأس من إمكانية إسترداد عافية السودان الديمقراطية والمجتمعية وافشال مخطط أعداء الديمقراطية والسلام والعدالة والكرامة الإنسانية.
من بين العمليات المهمةالتي لابد من تنفيذها لاسترداد عافية السودان عملية الإصلاح المؤسسي في أجهزة الدولة ألمدنية والعسكرية وفي مقدمتها عملية الإصلاح المؤسسي الحزبي بمشاركة فاعلة من الشباب والكنداكات.
قرأت ه0ذه الأيام كتاب الأستاذ زين العابدين صالح عبدالرحمن: الاتحاديون والصراع السياسي الذي قدم فيه بعض الأسباب التي اسهمت في أضعاف الحزب الاتحادي الديمقراطي من داخله ومن الخارج خاصة الخلافات الفوقية التي مازالت تتشكل في محاولة للخروج من حالة التشرذم إلى حالة الإصلاح والفعل الناجز وسط الجماهير الإتحادية.
خلص الأستاذ زين العابدين أن المعضلة التي تواجه الحركة الاتحادية تتمثل في قضية الحرية والديمقراطية حيث استبدلت عملية التنوير والإنتاج الفكري بالشعارات الأمر الذي انعكس سلبا على ادائها.
ركز الكتاب على الخلافات التأريخية حاصة بين النخب السياسية وبين رموز الختمية ولم يتناول التطور الحديث الذي تشكل في التجمع الاتحادي الذي لعب دورا واضحا في تأسيس قوى الحرية والتغيير الحاضنة السياسية لثورة ديسمبر الشعبية.
أكتفي بهذا القدر من الحديث عن الحركة الاتحادية التي في حاجة ماسة لتنفيذ عملية الإصلاح المؤسسي ديمقراطيا في كل مؤسساتها القاعدية لإعادة بناء الحزب الاتحادي الديمقراطي من القاعدة للقمة بمشاركة فاعلة من الشباب والكنداكات مستصحبين تجربة التجمع الديمقراطي لاسترداد عافية الحزب الديمقراطية ومعالجة الاختلالات الفوقية التي اقعدته عن أداء دوره وسط جماهيره.