الأسبوع:
2025-03-08@07:49:32 GMT

أمريكا المهددة بالطرد من النيجر

تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT

أمريكا المهددة بالطرد من النيجر

بعد خروج فرنسا المهين من النيجر بأمر من المجلس العسكري بقيادة عبد الرحمن تشياني، إثر الانقلاب العسكري على السلطة الفعلية للبلاد برئاسة محمد بازوم في السادس والعشرين من يوليو ٢٠٢٣، ظنت أمريكا أنها خارج حسابات المجلس العسكري، ولم تُعطِ بالًا إلى أن هذا المجلس يسعى منذ اللحظة الأولى إلى تطهير البلاد من الدول التي تحكَّمت في ثروات النيجر، وحرمت سكانه من خيراته، وتدخلت في شئونه السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، إلى درجة وجود قوات وقواعد عسكرية لتلك البلدان في النيجر، وعلى رأسها فرنسا التي نظر إليها المجلس العسكري وشعب النيجر باعتبارها تاريخيًّا قوةً استعماريةً وانتهازيةً تعمل لمصلحتها وليس من أجل مصلحة شعب النيجر.

وكانت فرنسا -التي أدانتِ الانقلاب- رافضةً في البداية رحيل سفيرها وقواتها العسكرية، وذلك بعد أن راهنت على إمكانية تدخل قوات دول غرب إفريقيا الـ(إيكواس) بمساعدة فرنسية لمواجهة المجلس العسكري، وإعادة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة. إلا أن المجلس العسكري وبتضامن شعب النيجر أصروا على موقفهم، ليستجيب في النهاية الرئيس إيمانويل ماكرون إلى سحب البعثة الدبلوماسية، وخروج القوات الفرنسية في الثاني والعشرين من شهر ديسمبرالماضي ٢٠٢٣.

أما الآن فقد جاء الدور على أمريكا، وذلك بعد إصدار المجلس العسكري الحاكم يوم السبت الماضي الموافق السادس عشر من شهر مارس الجاري قرارًا بإلغاء التعاون العسكري الأمريكي مع النيجر الذي أُبرم عام ٢٠١٢، وذلك من خلال خطاب تلفزيوني للمتحدث العسكري أمادو عبد الرحمن الذي وصف الاتفاق الأمريكي بالمجحف، بعد أن فرضته أمريكا بشكل أحادي بحجة محاربتها للإرهاب، ما قد يسفر عن طرد القوات الأمريكية الموجودة بقاعدة عسكرية كبيرة بالنيجر وقوامها ألف ومائة جندي. وقد برَّر المتحدث العسكري أمادو عبد الرحمن تلك القرارات بأنها ردة فعل لتلبية مصالح وطموحات شعب النيجر، التي تُعَد على رأس أولويات المجلس العسكري، ومنها: إخراج القوات الأجنبية، إلغاء الاتفاق المتعلق بوضع الطاقم العسكري الأمريكي والموظفين المدنيين بوزارة الدفاع الأمريكية الموجودين على أرض النيجر، واعتبار الوجود الأمريكي غيرَ قانوني، لانتهاكه القواعد الدستورية والديمقراطية للنيجر.

وفي هذا الإطار يرى بعض الخبراء والمحللين أن تلك الخطوة الجريئة جاءت نتيجة التصعيد الذي تسببت فيه زيارة وفد أمريكي استغرقت ثلاثة أيام إلى النيجر برئاسة «مولي ڤي» مساعدة وزير الخارجية الأمريكية، التي يرون أنها ووفدها لم يحترموا الأعراف الدبلوماسية، وتعاملوا بتعالٍ وإجحاف مع رئيس الوزراء المكلف من المجلس العسكري بالنيجر «علي الأمين الزين»، ما تسبب في تعكير العلاقات المتوترة أصلًا بين البلدين. ويأتي هذا القرار الجريء للمجلس العسكري بعد أن شهد النيجر تقاربًا في المواقف، وإنشاء قوة لمحاربة الجهاديين مشكَّلة من النيجر ومالي وبوركينا فاسو، إضافة إلى تراجع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا الـ(إيكواس)عن العقوبات التي كانت مفروضة في السابق على النيجر، هذا مع العلاقات الإيجابية القوية بين النيجر وإيران وروسيا والصين، وتأكيد عبد الرحمن تشياني أن النيجر في طريقها إلى العودة إلى الحياة الدستورية الطبيعية في الوقت القريب في إطار حوار وطني.

إن هذا القرار يأتي كضربة موجعة لأمريكا وللقوات الغربية الموجودة بالنيجر. كما يأتي قرار طرد القوات الأمريكية بمثابة هدية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تستعد بلاده لفتح شراكات موسعة -وبخاصة العسكرية والأمنية منها- مع النيجر، وبهذا القرار تكون روسيا ومعها إيران والصين قد كسبوا نفوذًا قويًّا في دول غرب إفريقيا، وذلك بعد أن أصبحت تلك الدول تتطلع إلى نظام عالمي متعدد الأقطاب في إفريقيا، والتحرر من المستعمرين الغربيين الذين هيمنوا على تلك البلاد.ما يشير إلى إعادة ترتيب چيوسياسي بالمنطقة، ودليل ذلك طرد فرنسا، ثم قرار طرد القوات الأمريكية. لتبقى ألمانيا التي لا تزال تحتفظ بوجود عسكري لها في المركز الجوي بمطار نيامي عاصمة النيجر، ولكن وفقًا لمصادر في السياسة الخارجية الألمانية فإن هذا الوجود الألماني مهدد بالطرد هو الآخر، ما يعني فقدان ألمانيا آخر نقطة ربط لها بمنطقة الساحل بعد طردها من مالي. فهل ستخرج القوات الأمريكية من النيجر في الوقت الذي يرى فيه كبار المسؤولين في البنتاجون أن «وجود القوات العسكرية الأمريكية بالنيجر أمر حيوي لجهود التصدي للإرهاب»- على حد قولهم؟!!

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: القوات الأمریکیة المجلس العسکری عبد الرحمن من النیجر بعد أن

إقرأ أيضاً:

مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية يعلن وقف أمريكا دعمها الاستخباراتي لأوكرانيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية جون راتكليف اليوم الأربعاء وقف الولايات المتحدة للتعاون الاستخباراتي مع أوكرانيا؛ وسط توترات بين البلدين بعد مشادة بين زعيمي البلدين في البيت الأبيض، وذلك للضغط على حكومتها للتعاون مع خطط إدارة ترامب لإنهاء الحرب في البلاد مع روسيا.

وأشاد راتكليف بتصريح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الثلاثاء الذي "مدح" فيه الرئيس ترامب، وأصر على أنه يدعم السلام مع روسيا، مضيفا أن مشاركة الاستخبارات ستستأنف، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وقال راتكليف: "أصدر الرئيس زيلينسكي بيانا قال فيه: أنا مستعد للسلام وأريد قيادة الرئيس دونالد ترامب لتحقيق هذا السلام؛ لذا أعتقد أنه على الجبهة العسكرية وجبهة الاستخبارات؛ فإن التوقف الذي تسبب في ذلك سيزول، وأعتقد أننا سنعمل جنبا إلى جنب مع أوكرانيا كما فعلنا، لدفع العدوان الذي يحدث هناك".

وبعد أن أمر ترامب بتعليق المساعدات العسكرية أمس، اختلف المسئولون حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تستمر في مشاركة الاستخبارات. وقال أحد المسئولين إن جميع المعلومات الاستخباراتية التي لا تتعلق مباشرة بحماية القوات الأوكرانية قد تم تعليقها. بينما قال مسئول آخر إن هذا الاستثناء يشمل معظم مشاركة الاستخبارات، وأن المعلومات لا تزال تتدفق إلى القوات الأوكرانية.

وقال راتكليف إن ترامب طلب تعليق مشاركة المعلومات الاستخباراتية. وتشير تعليقاته إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية قد أوقفت على الأقل بعض مشاركتها للمعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا لفترة قصيرة.

مقالات مشابهة

  • قطر تدين الجرائم التي ترتكبها مجموعات "خارجة عن القانون" في سوريا
  • فريدمان: أمريكا أصبحت عظيمة بسبب الأشياء التي يكرهها ترامب
  • تعرف على الشخصيات الحوثية التي طالتها العقوبات الأمريكية (إنفوغراف)
  • اليمن ينجح في رصد واستهداف الطائرات الأمريكية MQ-9 بتكتيكات متطورة
  • القوات المسلحة تتسلم 6 مروحيات "أباتشي" من أمريكا
  • مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية يعلن وقف أمريكا دعمها الاستخباراتي لأوكرانيا
  • أمريكا تعترف بإسقاط اليمن طائرة “MQ9”
  • أمريكا تعترف بإسقاط اليمن طائرة MQ9
  • أمريكا ترفض خطة إعادة إعمار غزة التي اعتمدتها قمة القاهرة
  • رئيس مجلس ميانمار العسكري: بوتين ليس مجرد زعيم وإنما "ملك"