الأسبوع:
2025-03-05@18:08:29 GMT

غزة.. مقبرة مفتوحة!

تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT

غزة.. مقبرة مفتوحة!

بالفعل كما قال "جوزيب بوريل" منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى فإن الحملة العسكرية الإسرائيلية فى غزة حولت القطاع إلى أكبر مقبرة مفتوحة فى العالم بعد أن كان قبل الحرب أكبر سجن مفتوح، لقد غدا القطاع اليوم مقبرة بالفعل لعشرات الآلاف من الأشخاص، وأيضا مقبرة للعديد من أهم مبادئ القانون الإنساني التي طمرت بدورها تحت الرماد، وهو ما سلط الأضواء مؤخرا على أحد أكبر عمليات إسرائيل العسكرية عند اقتحامها مجمع الشفاء فى غزة فى 18 مارس الجارى، وهو الاقتحام الذي أسفر عن مقتل العديد من الضحايا واعتقال آخرين بينهم نشطاء من حركة "حماس".

يعتبر مجمع الشفاء أحد المرافق الصحية القليلة الباقية فى القطاع، وسبق لإسرائيل أن اجتاحته فى الخامس عشر من نوفمبر الماضى. واليوم سيطرت قوات الجيش الإسرائيلي على المستشفى بالكامل بعد أن اقتحمته بقصف جوى ومدفعي عنيف، مع اطلاق نار كثيف داخل غرف وأروقة المستشفى تتعلق بمرضى، بكوادر طبية، وقامت الطائرات بقصف محيط الموقع ليطال القصف عدة مبان ومنازل مجاورة للمجمع الطبى، بالإضافة إلى محاصرة إسرائيل للشوارع والأحياء السكنية، ليصبح المدنيون الفلسطينيون ضحايا عدم اكتراث الجيش الإسرائيلي بحياتهم، وضحايا العجز الدولي فى فرض أى إجراء من شأنه حمايتهم وتأمين احتياجاتهم الأساسية رغم قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، والأمر الاحترازى لمحكمة العدل الدولية.

كانت اسرائيل قد تعرضت لانتقادات من قبل، عندما داهمت قواتها نفس المستشفى وادعت كذبا أنها اكتشفت أنفاقا قريبة تستخدمها حماس كمراكز قيادة وسيطرة، وهو ما نفته حماس، واليوم بات المستشفى يعمل حاليا بالحد الأدنى وبأقل عدد من الموظفين بعد استهدافه مرتين من قبل. ولا شك أن اسرائيل باقتحامها لمجمع الشفاء من جديد تكون قد ارتكبت جريمة حرب استهدفت خلالها المدنيين عمدا، فاقتحام المجمع الطبى بالدبابات والطائرات المسيرة والأسلحة واطلاق النار فى داخله هو جريمة مكتملة الأركان. ويعد مستشفى الشفاء أحد المرافق الصحية القليلة المتبقية في القطاع المحاصر، وتتهم إسرائيل حماس باستخدامه كقاعدة لمقاتليها، وأنه يجرى استخدامه كمركز قيادة لإيواء المقاتلين المسلحين.

فى استعراض ما نجم عن حرب قطاع غزة حتى الآن من أعداد القتلى عند كل من الفلسطينيين والاسرائيليين نجد تفاوتا كبيرا فى المحصلة التى آلت اليها الحرب حتى الآن، فعلى حين بلغ عدد القتلى الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر الماضى وحتى الآن نحو 32 ألف قتيل، أما عدد الاسرائيليين الذين قتلوا منذ بداية العملية البرية على القطاع فوصل حتى الآن إلى 593 فقط.

المأساة اليوم تتجلى فى عجز المجتمع الدولي عن التحرك لوقف جرائم الإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني فى الأرض الفلسطينية. ولا شك أن عجز المجتمع الدولى نابع من كونه متواطئ مع الغرب الممالئ لإسرائيل، ولهذا فشل الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة فى التوصل إلى رد موحد على الحرب فى غزة، والسبب أن بعض أعضاء الاتحاد يدعمون إسرائيل بقوة. بينما يتعاطف البعض مع الفلسطينيين. واليوم زادت الأمور وطأة، فبالإضافة إلى المذابح التى ترتكبها اسرائيل فى غزة تعمد إلى استخدام التجويع كسلاح باتر ضد الفلسطينيين، وهو ما سيؤدى حتما إلى كارثة مجاعة من الآن وحتى مايو القادم، وهذا وفقا لتقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائى الذى أعدته الأمم المتحدة ووكالة الإغاثة. وللأسف يجرى هذا دون أى تدخل يحول دون حدوثه.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فى غزة

إقرأ أيضاً:

وكيلة الشيوخ: مخرجات القمة العربية ترسيخ للدور التاريخي لمصر في مساندة الأشقاء الفلسطينيين

أكدت وكيلة مجلس الشيوخ النائبة فيبي فوزي أن القمة العربية غير العادية التي استضفتها مصر، اليوم الثلاثاء، رسخت بقوة الدور التاريخي لمصر في مساندة الأشقاء الفلسطينيين، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن القمة أكدت أن العرب بقيادة مصر يملكون خطة بديلة لمقترح التهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية.


وقالت فوزي - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إن الدور المحوري لمصر في القضية الفلسطينية قائم ومستمر منذ عشرات السنين، وهو الدور الذي بلورته بقوة وعمق السياسة الخارجية المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي أبت بكل حسم أن تخرج القضية الفلسطينية من "التاريخ والجغرافيا" (تصفية القضية)، كما أرادت لها إسرائيل.


وأضافت فوزي أن القمة أكدت أيضًا أن العرب بقيادة مصر يملكون خطة بديلة لخطة التهجير وإخلاء القطاع من سكانه وتحويله إلى رقعة أرض للاستثمار السياحي والعقاري، وقد بذلت مصر الكثير من أجل إعداد خطة واقعية يقبلها العالم أجمع ويقبلها الفلسطينيون أنفسهم، وتمثل حلاً ناجعًا للموقف بالغ التعقيد والتأزم الذي يشهده القطاع حاليًا.


وتابعت أن الخطة المصرية جاءت شاملة لإعادة إعمار القطاع، حيث أكد القادة العرب المشاركون في القمة على دور مصر المحوري في حل القضية الفلسطينية ومرحلة ما بعد الحرب في غزة.
وأوضحت وكيلة مجلس الشيوخ أن الخطة المصرية تتميز بأنها عالجت بالتفصيل أبرز المشكلات التي يواجهها القطاع حاليًا لاسيما الإجراءات المطلوبة لإدارته مدنيًا وأمنيًا، إضافة إلى أن الخطة تضمنت بنودا تفصيلية حول إعادة الإعمار مع وجود أهل القطاع على أراضيهم، ودون اللجوء لأي شكل من التهجير، دون إغفال ضرورة وجود حل عادل وشامل ونهائي يتضمن إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.


وقالت فوزي: "أنظر بعين الفخر واُثمن عاليًا الجهد الذي بذلته مصر في إعداد هذه الخطة الشاملة والواقعية والقابلة للتنفيذ، لأحيي هذا الجهد الخارق الذي يستهدف إعادة تشكيل القطاع بالكامل، والذي يشمل بناء مناطق سكنية مستدامة وصديقة للبيئة، وتطوير مشاريع للطاقة المتجددة، وتعزيز البنية التحتية وتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة، مع التأكيد على بقاء السكان في أراضيهم". 


ولفتت فوزي إلى أن ما يؤكد رجاحة الخطة المصرية وعبقرية ما تضمنته، هو ترحيب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالخطة، ودعوته المجتمع الدولي، إلى دعمها، وتأكيده أنها تتيح للسلطة الفلسطينية إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في حال تهيئة الظروف المناسبة.


ونوهت فوزي إلى أن القادة العرب المشاركين في القمة أعربوا عن دعمهم الكامل للخطة المصرية، مشددين على ضرورة توفير الدعم الدولي والمؤسسي لتنفيذها فورًا، الأمر الذي يشكل بديلاً عربيًا توافق عليه الجميع في مواجهة المقترحات الخاصة بالتهجير.


وأشادت وكيلة مجلس الشيوخ بما تضمنته الخطة من ضمان استقرار القطاع ومنع تهجير سكانه، وذلك عبر إنشاء إدارة مؤقتة من شخصيات مستقلة للإشراف على إعادة الإعمار، إلى حين تمكين السلطة الفلسطينية من تولي زمام الأمور بشكل كامل، وهي الخطوة التي تهدف إلى تحقيق توافق وطني وضمان عدم عودة العنف. 


وأشارت فوزي إلى أن القمة العربية غير العادية والإجماع على الخطة المصرية تبرز التزام الدول العربية بدعم الشعب الفلسطيني وضمان حقوقه المشروعة، كما تؤكد على أهمية الدور المصري في قيادة جهود إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار في غزة، وصولاً إلى حل سياسي شامل يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية إسرائيل: لا يمكن أن تستمر حماس في استعادة قدراتها العسكرية
  • تقرير يكشف عدد المعتقلين الفلسطينيين في سجون إسرائيل
  • وكيلة الشيوخ: مخرجات القمة العربية ترسيخ للدور التاريخي لمصر في مساندة الأشقاء الفلسطينيين
  • MEE: كيف طبع الإسرائيليون مصطلحات إبادة الفلسطينيين بدون خجل؟
  • "حماقي" يتعرض لأزمة صحية مفاجئة ونقله إلى المستشفى
  • جنبلاط: إسرائيل تستخدم الدروز لقمع الفلسطينيين
  • وسط صمت دولي.. برلماني: إسرائيل تستخدم التجويع سلاحا للضغط على الفلسطينيين
  • تهجير الفلسطينيين من غزة جريمة طبقتها إسرائيل قبل أن ينظّر لها ترامب.. كتاب جديد
  • تنتظر استسلامها - إسرائيل تحاصر غزة وتحاول العودة للمربع الأول
  • إسرائيل تعلق دخول المساعدات الإنسانية لغزة وحماس تندد بخرق اتفاق الهدنة