في مصر تم اختيار شهر أبريل من كل عام ليكون شهر الاحتفال بمبادرة الشمول المالي، وهو المفهوم الذي يشير إلى إتاحة استخدام الخدمات المالية أمام جميع أفراد وفئات المجتمع بجودة وتكلفة مناسبة مع حماية حقوق المستفيدين من تلك الخدمات بما يمكنهم من إدارة أموالهم بشكل سليم، وذلك لمختلف الخدمات البنكية مثل إدارة الحسابات وصرف المرتبات والمعاشات وخدمات الدفع والتحويل واستخدام المحافظ الإلكترونية على الهاتف المحمول والبطاقات الائتمانية والتمويل والائتمان وغيرها من الخدمات المصرفية.
وكما هو معروف أن إطلاق مبادرة الشمول المالي تحت رعاية البنك المركزي المصري كان بهدف زيادة شريحة مستخدمي الخدمات المصرفية والخدمات المالية الإلكترونية للأفراد والشركات، وهى مبادرة جاءت في إطار توجه قومي للدولة لزيادة حصة الاقتصاد الرسمي مقابل الاقتصاد غير الرسمي، وهو توجه لاشك أنه حميد وحتمي ضمن منظومة الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، ولكن للأسف وعلى الرغم من قيمة المبادرة وأهميتها، إلا أنها وكغيرها من المبادرات والأفكار التي تبدأ حماسية ثم سرعان ما يخفت بريقها وتصبح مجرد أفكار وأحلام على الورق، نتيجة عدم تحقيقها لنتائج ملموسة على الأرض وبطء معدلات تقدمها وتنفيذها بسبب تراكم التحديات والعقبات في طريقها. وعطفا على مبادرة الشمول المالي فإن الواقع يشير إلى أن نسبة المتعاملين مع القطاع المصرفي حتى الآن لا تتعدى الـ 40% من جملة المواطنين، وأن النسبة الغالبة من هؤلاء لا يستخدمون سوى خدمة أو اثنتين على الأكثر، وأن من أبرز التحديات التي تواجه مبادرة الشمول المالي والتي تدفع المواطنين عموما وصغار أصحاب الأعمال والحرف والمهن للعزوف عن التعاملات المالية البنكية هو سوء الخدمة المصرفية عموما، والتي منها قلة انتشار عدد ماكينات الصراف الآلي الـ ATM مقارنة بعدد السكان، كما أن هذه الماكينات دائمة الأعطال والخروج عن الخدمة نتيجة الضغط الكبير عليها خاصة في وقت صرف المرتبات والمعاشات والمناسبات كالأعياد وشهر رمضان، وعلى الرغم من أن مبادرة الشمول المالي تهدف لجذب شرائح جغرافية جديدة، مثل سكان الريف والمناطق الحدودية، إلا أن التقديرات تشير إلى أن نصيب القرى من عدد فروع البنوك لا يتجاوز الـ ٢٥% والنسبة الأكبر نحو ٧٥% تتركز في المدن، كما أن غالبية ماكينات الصراف الآلي تتركز في محافظتي القاهرة والإسكندرية فقط، وحتى المتاح من ماكينات الصراف الآلي في المناطق الريفية والحدودية فبجانب قلة عددها، فإن حالتها ليست متطورة وتعاني من كثرة أعطالها ونفادها من النقود لعدم تغذيتها وصيانتها دوريا. وجميع ما سبق يتعلق ببند واحد فقط وأساسي وهو ماكينات الصراف الآلي!! هذا بالإضافة إلى التحديات الأخرى مثل عدم كفاية البنية التحتية التقنية التكنولوجية وعدم كفاءة العنصر البشرى وافتقاده المؤهلات الشخصية والتدريب على كيفية التعامل مع العملاء سواء في الفروع أو الكول سنتر. وهو مما جعل جميع ما سبق من مشكلات يمثل تحديا كبيرا أمام نجاح مبادرة الشمول المالي، والحد من انتشار الثقافة المصرفية عموما. وختاما فإن حلم الوصول إلى معدلات سياحية قياسية يتطلب أيضا إصلاحا حقيقيا لجميع المرافق والخدمات التى يحتاجها السائح في وجهته وأبسطها توفير ماكينة ATM تفي بمتطلبات هذا السائح، وأن تكون صالحة للعمل بالأساس وفي أماكن ظاهرة، وإلا ستصبح جميع مبادراتنا وأحلامنا خارج الخدمة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مبادرة الشمول المالی ماکینات الصراف الآلی
إقرأ أيضاً:
«حماة الوطن»: انضمام مصر للتحالف العالمي لمكافحة الفقر والجوع يعزز الشمول الاجتماعي العالمي
أكد النائب اللواء حاتم حشمت، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشيوخ، علي أهمية مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية ، في قمة مجموعة العشرين، المنعقدة بريو دي جانيرو في البرازيل، بدعوة من نظيره "لولا دا سيلفا"، لتكون هذه هي المشاركة الرابعة لمصر إجمالاً في قمم المجموعة، مشيرا إلى أن تلك الدعوة جاءت لتأكد مجدداً علي ماوصلت إليه الدولة المصرية من مكانه علي الساحة الأقليمية وما تمثله من تأثير كبير علي الساحة الدولية والإفريقية.
وشدد عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ في بيان له اليوم، علي أهمية الموضوعات والمناقشات التي تصدرت جدول أعمال قمة العشرين والتي تشمل "الشمول الاجتماعي ومكافحة الفقر والجوع" و"إصلاح مؤسسات الحوكمة العالمية" و"تحول الطاقة في إطار التنمية المستدامة"، والتي كان لمصر جهوداً ونجاحا غير مسبوق لتحقيق أهدافها تزامناً مع الصراعات والتحديات التي تواجه الدول النامية، موضحا أن تلك المشاركة منحت التواجد المصري في القمة أهمية إستراتيجية ذات طبيعة خاصة، وهو ما عكسته دعوة الرئيس السيسي في كلمته أمام القمة إلى تسريع تنفيذ أجندة التنمية المستدامة.
وأضاف النائب حاتم حشمت أن الإعلان عن تدشين "التحالف العالمي لمكافحة الفقر والجوع" ضمن مخرجات القمة، يهدف الي تعزيز الشمول الاجتماعي والقضاء على الفقر والجوع، من خلال حشد الموارد المالية والمعرفية لتسريع وتيرة الجهود العالمية لمكافحتها، باعتبارهما على رأس أهداف التنمية المستدامة.
ونوه النائب اللواء حاتم حشمت، إلي كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة العشرين، لما تضمنته من رؤية متكاملة وواضحة لمعالجة القضايا العالمية المرتبطة بالشمول الاجتماعي ومكافحة الجوع والفقر، كما أنها تعكس الرؤية المصرية المتوازنة التي تربط بين العمل الوطني والدور الدولي، مما يجعلها شريكا فاعلا في مواجهة التحديات العالمية وأظهرت التزام مصر الراسخ بتعزيز العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، وهو ما انعكس جليا في إعلان انضمام مصر إلى التحالف العالمي لمكافحة الفقر والجوع، لافتا إلى أنها خطوة جديدة في مسار تعزيز الدور المصري على الساحة الدولية العالمية.
وتابع عضو مجلس الشيوخ قائلا: " تأتي مشاركة مصر في القمة باعتبارها الصوت الأبرز والقائد في التعبير عن الدول النامية بصفة عامة، والإفريقية بصفة خاصة، وهذا ما أظهرته كلمه الرئيس خلال جلسات القمة، والتي ألقت الضوء على الأوضاع الإقليمية، والأزمة التي تواجه المنطقة في ظل ما تشهده من عدم استقرار مع استمرار التصعيد الإسرائيلي في فلسطين ولبنان، والجهود المصرية لاستعادة الاستقرار في الشرق الأوسط، فضلا عن رؤية مصر بشأن أولوية التكاتف وتعزيز التعاون لمواجهة تلك التحديات.
وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أنه منذ تولي الرئيس السيسي مهام المسؤولية، والتي أشرف خلالها على رسم سياسة خارجية ذات توجه ورسالة عالمية، مفادها أهمية تحقيق الاستقرار والسلام وضمان سلامة الدولة الوطنية وعدم المساس بأمن الشعوب والدول، رغم التحديات التي يواجهها العالم أجمع خلال السنوات القليلة الماضية، وهي التحديات التي تكاد تكون غير مسبوقة في أي مرحلة تاريخية مضت.
وأشار النائب حاتم حشمت، إلى أن اللقاءات التي أجراها الرئيس السيسي على هامش مشاركته في قمة العشرين حملت العديد من الدلالات والرسائل حول دور مصر الريادي على المستوى العالمي والأهمية الخاصة التي يوليها قادة العالم للرئيس السيسي ولمصر، وما ينتظرونه خلال المرحلة المقبلة من هذا الدور على مختلف الأصعدة التنموية والسياسية والاقتصادية والإستراتيجية، لافتا إلي أن تلك اللقاءات أكدت علي أهمية سبل تعزيز العلاقات الثنائية و التعاون في ضوء تقارب مصالحهما ومواقفهما من مختلف القضايا.
وثمن النائب اللواء حاتم حشمت، توقيع الرئيس السيسي ونظيره البرازيلي في أعقاب لقائهم على بيان مشترك بشأن ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، بما يحقق مصالح وتطلعات الشعبين والبلدين الصديقين، مشيرا الي توافق الرؤى بين مصر والبرازيل علي ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، في ظل التصعيد الإسرائيلي الخطير، من أجل إحلال السلام والأمن والاستقرار في المنطقة كلها.