الابتكار هو تطبيق عمليات جديدة أو إدخال تكنولوجيا جديدة، أو إنشاء أفكار ناجحة لخلق قيمة جديدة، يعد الابتكار أمرًا أساسيًا لتحسين الاستدامة البيئية، والاجتماعية والاقتصادية للزراعة والنظم الغذائية والحلول الابتكارية والإبداعية ضرورية للنظم الغذائية لمواكبة الاحتياجات، والتحديات المتطورة، مما يعزز صحة العالم، ورفاهية الأجيال الحالية والمستقبلية، وكل يوم يواجه الملايين من المزارعين والفلاحين في مختلف أنحاء العالم، وخصوصًا في الدول النامية العديد من التحديات والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتقنية التى تحول دون تحسين سبل معيشتهم، لمواجهة مثل هذه العقبات، حيث يلجأ العديد منهم إلى معارفهم التقليدية في محاولة للتوصل إلى حلول ناجحة لمثل هذه المشاكل، إلا أن هذه المعارف لا تكفي وحدها للتعامل مع المشاكل المعقدة التي تواجههم فى القطاع الزراعي، فالقضايا الناشئة مثل ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتغير المناخ، وانخفاض الإنتاجية والزراعة المحكمة والإدارة المتكاملة، وغيرها تتطلب معرفة متكاملة، ونهج ابتكاري من قبل المراكز الرسمية للبحث والتطوير والإرشاد الزراعي فضلاً عن وجود دعم، وإسناد على المستويين السياسي والتنفيذي، لذلك يجب أن تكون المعرفة والابتكار مترابطة على المستويين التقليدي والرسمي لتسريع التنمية الزراعية المستدامة.
ولكى يحدث الابتكار، يجب خلق المعرفة، وتراكمها، وتقاسمها، واستخدامها، وأن الابتكارات يتضمن الأفكار، الخبرات، لتوليد منتجات جديدة يتم إدخالها في العمليات الاقتصادية أو الاجتماعية، ولدفع عجلة التنمية الزراعية يتطلب المعرفة والابتكار في عدة مجالات رئيسية منها: وجود تكنولوجيات جيدة كثيرة غير مطبقة، تتطلب القضايا الناشئة مثل تغير المناخ، وإنتاج أصناف جديدة مقاومة للجفاف والغمر والملوحة وتعيش لفترات قصيرة، وهناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث الاجتماعية والاقتصادية، لفهم العوائق المؤسسية أمام الابتكار لتحسين سبل العيش، يجب على منظمات القطاعين العام والخاص اللجوء دائمًا للابتكارات لتصبح أكثر فاعلية وكفاءة في الخدمات التي تقدمها، ولتشجيع الابتكارات في مجال الزراعة، يتعين على صناع القرار زيادة الاستثمارات في مجال العلوم والتكنولوجيا الزراعية، والبحوث والإرشاد والتعليم الزراعي والتدريب، ومنظمات المزارعين والمؤسسات المحلية الأخرى، وبذلك من شأنه نشر التقدم المعرفي والابتكار على نطاق أوسع، ومن الخيارات المتاحة، لتعزيز المعرفة والابتكار لتنمية القطاع الزراعى الاستثمار في البحث والتطوير الزراعي، لأنه يعود بالفائدة على الجميع، وبالتالي ينبغي أن تستثمر الحكومات في البحوث الزراعية التشاركية لمساعدة المزارعين على الابتكار لزيادة الإنتاجية والإنتاج، واستخدام الابتكارات، لتحفيز القطاع الخاص لتمويل البحوث الزراعية، وتشجيع التجمعات والتنظيمات على تخصيص أموال لمعاهد البحوث، أو الجامعات، لتنفيذ برامجها البحثية، ويستطيع صناع القرار أيضًا تقديم حوافز لشركات تجهيز المنتجات الزراعية لإنشاء مختبرات لتنفيذ أو تمويل البحوث الخاصة بالأغذية، والإرشاد الزراعي يعد طرفًا مهمًّا، لأنه يجمع بين الباحثين والمزارعين وغيرهم من الأطراف المستفيدة من نظام الابتكار، ويشتكي العديد من المزارعين فى الدول النامية من عدم فاعلية الخدمات الإرشادية إلا أن الابتكار يتيح التقدم في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فالهواتف المحمولة والإنترنت وفر قنوات سريعة للمشورة الزراعية، كما تعد عمليات تعزيز القدرات ذات أولوية رئيسية لتحفيز اكتساب المعرفة والابتكار.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: المعرفة والابتکار
إقرأ أيضاً:
اتفاق تعاون بين القومى للترجمة وثقافة الطفل بالأعلى للثقافة
وقعت الدكتورة كرمة سامي رئيس المركز القومي للترجمة، والباحث أحمد عبد العليم رئيس المركز القومي لثقافة الطفل اتفاق تعاون لتعزيز التبادل الثقافي بين الجانبين، اليوم بمقر المجلس الأعلى للثقافة، في إطار ما يهدف إليه المركز القومي للترجمة، من ترجمة ونشر الأعمال المتميزة، التي تسهم في إثراء الحركة الثقافية.
ويتم الاتفاق على العديد من المشروعات والأنشطة المختلفة في مجال الترجمة والثقافة، وسائر فروع المعرفة المأثورة، بحيث تصل الأعمال المترجمة إلى أوسع نطاق ممكن من القراء، وكذلك يشهد البروتوكول التعاون في مشروعات الترجمة وعقد ندوات ومؤتمرات بالتعاون بين الجهتين.
يشار إلى أن الدكتورة كرمة سامي، مديرة المركز القومي للترجمة، وقعت اتفاقًا إطاريًا للتعاون في النشر مع الدكتور عبد الحميد مدكور، الأمين العام لمجمع اللغة العربية، ويأتي ذلك حرصًا من الطرفين على التعاون بينهما، وسعيًا لتحقيق الأهداف المشتركة بين الطرفين من نشر المعرفة والثقافة باللغة العربية.
من جانب آخر افتتحت جامعة القاهرة، منفذًا دائمًا لبيع إصدارات المركز القومى للترجمة بمقر مركز جامعة القاهرة للتنمية والشراكات المجتمعية، ليكون نافذة للتفاعل بين الجامعة والمؤسسات الثقافية، وتعزيزًا لدور الجامعة فى خدمة المجتمع ودعم المعرفة، ويضم المنفذ مجموعة متنوعة من الترجمات التى تلبى احتياجات الباحثين والطلاب فى مختلف التخصصات، والتى تتضمن أعمالًا لكبار المترجمين وأساتذة الجامعة.