الأسبوع:
2024-12-26@15:27:45 GMT

وداعًا ياسر الشرقاوي

تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT

وداعًا ياسر الشرقاوي

في رمضان كان الموعد، ما أعظم أن تلقى ربك صائمًا مُصلِّيًا!! رحل عن دنيانا فجأةً الأسبوع الماضي الفنان السكندري «ياسر الشرقاوي» أحد نجوم الغناء المصري الشبابي في فترة نهاية ثمانينيات القرن الماضي حتى بداية الألفية الثالثة وسط ذهول كلِّ مَن عرفوه، وكأنما نسينا جميعًا لحظتها -من وقْعِ الصدمة- أنَ الموتَ حقٌّ، وأن الدنيا هي دارُ ابتلاء مؤقت وليست دارَ بقاءٍ أو خلودٍ لأحد.

في هدوء رحل فنان قدير بدرجة «إنسان»، فكان وداعه في مشهده الأخير يليق بقيمة الرجل في قلوب محبيه، بعيدًا عن مظاهر الرياء والكذب. كان كلُّ أحبائه هناك حتى ودَّعوه إلى مثواه الأخير، رغم الصيام والمطر الذي عاد فجأة يوم وفاته بعد طول انقطاع. كان الكلُّ يرغب في البقاء طويلًا بجانب القبر ليدعو له بالخير في شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار. ياسر الشرقاوي حالة فريدة ومزيج رائع بين الفنان المُبدع صاحب الموهبة الأصيلة ورسالة الفن، وبين الإنسان المصري البسيط طيب القلب، رقيق المشاعر، جميل الابتسامة دائمًا. لا أذكر أنني طيلة علاقتي الشخصية به -التي امتدت لأكثر من عشر سنوات- قد رأيته يومًا عابسَ الوجه، لم يسقط أبدًا في فخ الغرور، أو عشق المادة، أو نكران الجميل لمَن ساعده يومًا. كان دائمًا موجودًا في أي مناسبة للخير يشارك بفنِّه وبما يقدر عليه من أجل إسعاد الآخرين. في الإسكندرية، مدينتنا الساحرة، مهد الفن والجمال، عرفناه جيدًا مثلما نعرف بعضَنا البعض في أغلب مجالات الفن والفكر والسياسة والرياضة وغيرها، فعددُنا ليس كبيرًا. رجل منحه الله نعمةَ حب الناس له ولحضوره الثري أينما حلَّ دون أن يثير يومًا مشكلةً أو يقال عنه أو عليه ولو بالكذب ما يشين. ما أعظم أن يكون حضورُك مرغوبًا فيه!! وما أربح التجارةُ حين تشتري حب الناس فيكون لك طيبُ الأثر في حياتك وحين ترحل!! رحم الله فقيد الإسكندرية المبدع طيب الخلق، الذي لا نزكيه على الله، فهو به أدرى وأعلَم، ولكن نرجوه أن يتغمده برحمته ومغفرته في أطيب أيام وشهور العام. وداعًا ياسر، وليباركِ الله في ذريتك، ولتظلّ في قلوبنا دائمًا جميلًا بما قدمتَ من عطاء وحب وذكرى لن تضيع أبدًا.. .إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

كيفية تمجيد الله والثناء عليه .. علي جمعة يوضح

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الحمد قد يكون باللسان، وقد يكون بالجنان، وقد يكون بالأركان.

وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن َمِنْ حمد اللسان: الذكر بصريح الحمد (الحمد لله).

وَمِنْ حمد اللسان: أن تنزهه، وأن تطهره، كما طهرته بالماء في الوضوء؛ استعدادًا لمناجاة الله، وكما طهرته بالسواك، تطييبًا له؛ استعدادًا لملاقاة الله في الصلاة. وكان النبي ﷺ يحب السواك، حتى إنه طلبه من السيدة عائشة عندما دخل أخوها في حالة انتقاله ﷺ إلى الرفيق الأعلى، فنظر إليه، فعرفت أنه يريد السواك ﷺ، فبللته بريقها وأعطته لسيدنا رسول الله ﷺ فاستاك.

وكانت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها تفتخر بأن الله تعالى جعل ريقها مع ريقه الشريف آخر شيء، فقد فاضت روحه الكريمة الشريفة إلى ربها بعد هذا.

فاللهم صَلِّ وسلم على سيدنا محمد، الذي علمنا الأدب مع الله، والحمد قد يكون أيضًا بالجنان؛ فالقلب يشكر ربه.

ومن وسائل هذا الشكر أن يتعلق قلبك بالمسجد؛ شوقًا إلى الصلاة:

«ورجلٌ قد تعلق قلبه بالمساجد». والمساجد هنا هي مواطن السجود، وليست فقط الجوامع.

فقلبه معلقٌ بصلاة الظهر، ينتظرها ليصليها في وقتها، فإن انتهت تعلق قلبه بالعصر، ثم تعلق قلبه بالمغرب، تعلق قلبه بمواطن السجود؛ شوقًا لله.

وكان النبي ﷺ إذا حزبه أمرٌ فزع إلى الصلاة، ضاقت به الحال، ضاقت به نفسه من نكد الدنيا، فإنه يفزع إلى الصلاة، فيجد راحته فيها. وكان يقول لبلال: «أرحنا بها يا بلال».

بعض الناس يصلي على نمط: (أرحنا منها)، يؤدي الواجب فقط، ويصلي ولكنه يريد أن ينتهي من الفرض.

لابد أن تأتي العبادة بشوق، وهذا نوعٌ من أنواع الحمد: تعلق القلب بالله، تعلق القلب بالمساجد للقاء الله، تعلق القلب بلقاء الله عن طريق الصلاة، وهكذا، تعلق القلب بالله هو حقيقة الحمد بالقلب.

والحمد قد يكون بالأركان، وفي ذلك يقول سيدنا رسول الله ﷺ شيئًا غريبًا، يقول: «مَنْ لم يشكر الناس، لا يشكر الله».

وكأنه يأمرك أن تشكر الناس على ما قدموه من معروف؛ لأن الله سبحانه وتعالى إذا أجرى المعروف على يد أخيك إليك، فكأنه أمرك أن تقول له: "جزاك الله خيرًا".

«وَمَنْ قال لأخيه: جزاك الله خيرًا، فقد أبلغ له في الثناء».

فإذا أنكرت عليه المعروف، فكأنك أنكرت على الله سبحانه وتعالى إجراء ذلك المعروف على يديه. ولذلك لا تشكر الله هكذا، عندما تنكر إجراء المعروف على يد أخيك إليك، كأنك تكذب. عدم الاعتراف هنا كأنه كذب. بل يجب عليك أن تشكر مَنْ أجرى الله المعروف على يديه؛ اعترافًا بفضل الله أنه خَصَّهُ بذلك.

فإن أنكرت، فأنت تتكلم عن حسد، عن حقد، عن غيرة، وهي قلة ديانة.

ولذلك الحديث واضح: «مَنْ لم يشكر الناس، لا يشكر الله».

إذن، فالحامدون لا يتم حمدهم لله رب العالمين إِلَّا إذا شكروا أهل المعروف من البشر؛ حيث ساق الله المعروف إليهم، فهو نعمةٌ مسداة من قبل الرحمن على يد هذا الذي أصبح واسطةً للخير. و«الدال على الخير كفاعله».

لا يَكْمُل الحامد، ولا يبلغ مبلغ الكمال، إِلَّا إذا شكر الناس.

مقالات مشابهة

  • الإفتاء تكشف عن سيرة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
  • ضمن احتفالات عيد الميلاد.. الخدمة السوداني الأسقفية تحتفل بقداس عيد الميلاد المجيد
  • وداع السنين
  • رسائل.. لمن لا يسمع!
  • «الخدمة السوداني الأسقفية» تحتفل بقداس عيد الميلاد المجيد
  • من أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلّم
  • في ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام.. تعرف على مكانته في الإسلام
  • حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته
  • كيفية تمجيد الله والثناء عليه .. علي جمعة يوضح
  • السفير عبدالله الرحبي: اللغة العربية كانت دائمًا حاضرة بقوة في تاريخ عمان (صور)