الأسبوع:
2025-02-07@06:48:37 GMT

وداعًا ياسر الشرقاوي

تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT

وداعًا ياسر الشرقاوي

في رمضان كان الموعد، ما أعظم أن تلقى ربك صائمًا مُصلِّيًا!! رحل عن دنيانا فجأةً الأسبوع الماضي الفنان السكندري «ياسر الشرقاوي» أحد نجوم الغناء المصري الشبابي في فترة نهاية ثمانينيات القرن الماضي حتى بداية الألفية الثالثة وسط ذهول كلِّ مَن عرفوه، وكأنما نسينا جميعًا لحظتها -من وقْعِ الصدمة- أنَ الموتَ حقٌّ، وأن الدنيا هي دارُ ابتلاء مؤقت وليست دارَ بقاءٍ أو خلودٍ لأحد.

في هدوء رحل فنان قدير بدرجة «إنسان»، فكان وداعه في مشهده الأخير يليق بقيمة الرجل في قلوب محبيه، بعيدًا عن مظاهر الرياء والكذب. كان كلُّ أحبائه هناك حتى ودَّعوه إلى مثواه الأخير، رغم الصيام والمطر الذي عاد فجأة يوم وفاته بعد طول انقطاع. كان الكلُّ يرغب في البقاء طويلًا بجانب القبر ليدعو له بالخير في شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار. ياسر الشرقاوي حالة فريدة ومزيج رائع بين الفنان المُبدع صاحب الموهبة الأصيلة ورسالة الفن، وبين الإنسان المصري البسيط طيب القلب، رقيق المشاعر، جميل الابتسامة دائمًا. لا أذكر أنني طيلة علاقتي الشخصية به -التي امتدت لأكثر من عشر سنوات- قد رأيته يومًا عابسَ الوجه، لم يسقط أبدًا في فخ الغرور، أو عشق المادة، أو نكران الجميل لمَن ساعده يومًا. كان دائمًا موجودًا في أي مناسبة للخير يشارك بفنِّه وبما يقدر عليه من أجل إسعاد الآخرين. في الإسكندرية، مدينتنا الساحرة، مهد الفن والجمال، عرفناه جيدًا مثلما نعرف بعضَنا البعض في أغلب مجالات الفن والفكر والسياسة والرياضة وغيرها، فعددُنا ليس كبيرًا. رجل منحه الله نعمةَ حب الناس له ولحضوره الثري أينما حلَّ دون أن يثير يومًا مشكلةً أو يقال عنه أو عليه ولو بالكذب ما يشين. ما أعظم أن يكون حضورُك مرغوبًا فيه!! وما أربح التجارةُ حين تشتري حب الناس فيكون لك طيبُ الأثر في حياتك وحين ترحل!! رحم الله فقيد الإسكندرية المبدع طيب الخلق، الذي لا نزكيه على الله، فهو به أدرى وأعلَم، ولكن نرجوه أن يتغمده برحمته ومغفرته في أطيب أيام وشهور العام. وداعًا ياسر، وليباركِ الله في ذريتك، ولتظلّ في قلوبنا دائمًا جميلًا بما قدمتَ من عطاء وحب وذكرى لن تضيع أبدًا.. .إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

جلال الشرقاوي.. مخرج المسرح الذي صنع جيلًا من النجوم وترك بصمة خالدة

 

في عالم المسرح المصري، هناك أسماء لا يمكن أن تُنسى، وأحدها بلا شك هو جلال الشرقاوي، الرجل الذي لم يكن مجرد مخرج عادي، بل كان صاحب رؤية خاصة أعادت تشكيل المسرح الكوميدي والاستعراضي في مصر. لم يكتفِ بإخراج أعمال ناجحة، بل ساهم في صناعة نجوم أصبحوا لاحقًا رموزًا في عالم الفن.

 

 

 وبينما تمر الذكرى السنوية لرحيله، تظل أعماله شاهدة على عبقريته المسرحية، تاركة أثرًا لا يُمحى في وجدان الجمهور المصري والعربي.

  البداية الأكاديمية ورحلة التحول إلى الفن

 

 

وُلد جلال الشرقاوي في 14 يونيو 1934، وكانت بداياته بعيدة تمامًا عن عالم الفن، حيث درس العلوم بجامعة القاهرة وتخرج عام 1954، ثم استكمل دراسته في جامعة عين شمس وحصل على دبلوم في التربية وعلم النفس عام 1955 لكن رغم تفوقه الأكاديمي، كان شغفه الحقيقي بالفن، وهو ما دفعه لتغيير مساره والالتحاق بـالمعهد العالي للفنون المسرحية، حيث تخرج عام 1958.

 

 

لم يتوقف عند ذلك، بل سافر إلى فرنسا لمواصلة دراسته، وحصل على دبلوم الإخراج المسرحي من معهد جوليان برتو للدراما عام 1960، ثم دبلوم الإخراج السينمائي من المعهد العالي للدراسات السينمائية بفرنسا عام 1962، مما أضاف إلى خبراته لمسات عالمية انعكست لاحقًا على أسلوبه المسرحي.

  محطات مؤثرة في مسيرته المسرحية

 

يُعد جلال الشرقاوي من المخرجين الذين أحدثوا طفرة في المسرح المصري، فكان صاحب نظرة جديدة قدمت الكوميديا بشكل مختلف، حيث ركز على القضايا الاجتماعية والسياسية في أعماله، مما منحها بُعدًا أعمق من مجرد الإضحاك.

  أبرز الأعمال التي شكلت المسرح المصريمدرسة المشاغبين (1973): المسرحية التي أحدثت ثورة في المسرح الكوميدي المصري، وقدمت جيلًا من النجوم مثل عادل إمام، أحمد زكي، سعيد صالح، يونس شلبي، وسهير البابلي.العيال كبرت (1979): واحدة من أكثر المسرحيات شهرة حتى يومنا هذا، وشارك فيها يونس شلبي، سعيد صالح، كريمة مختار، وأحمد زكي.الواد سيد الشغال: التي جمعت بين الكوميديا والقضايا الاجتماعية، وقدمها عادل إمام بأسلوبه المميز.حزمني يا: تجربة فريدة مزجت بين الكوميديا والاستعراض الغنائي.الهمجي: مسرحية حملت نقدًا اجتماعيًا لاذعًا في إطار كوميدي.

لم تقتصر إسهاماته على المسرح فقط، بل كانت له تجارب سينمائية بارزة مثل فيلم "موعد مع القدر" و"خلي بالك من عقلك"، حيث نقل أسلوبه المسرحي إلى الشاشة الكبيرة.

  حياته الشخصية وعلاقته بأسرته

 

كان جلال الشرقاوي متزوجًا من الفنانة سهير البابلي، واحدة من نجمات المسرح المصري، لكن زواجهما لم يستمر طويلًا. 

أنجب ابنته عبير الشرقاوي، التي سارت على خطاه في الفن، لكنها قررت لاحقًا الابتعاد عن الأضواء واعتزال التمثيل.

  مواقفه المثيرة للجدل وصراعاته الفكرية

 

لم يكن الشرقاوي مجرد مخرج، بل كان صاحب رأي قوي في القضايا الفنية والاجتماعية، وكان من المخرجين القلائل الذين لم يخشوا التعبير عن آرائهم بحرية. 

دخل في عدة خلافات مع بعض الفنانين والنقاد بسبب رؤيته الصارمة للفن ودفاعه عن المسرح الجاد.

  الرحيل وخسارة المسرح المصري

 

في يناير 2022، أُصيب جلال الشرقاوي بفيروس كورونا، مما أدى إلى تدهور حالته الصحية سريعًا. ورغم المحاولات الطبية لإنقاذه، فارق الحياة يوم 4 فبراير 2022 عن عمر 87 عامًا، تاركًا إرثًا فنيًا ضخمًا شكل جزءًا لا يتجزأ من تاريخ المسرح المصري.

 إرث جلال الشرقاوي.. أعمال لا تُنسى وتأثير مستمر

 

 

رغم رحيله، تبقى أعماله تُعرض حتى اليوم، ليظل اسمه محفورًا في ذاكرة المسرح المصري كأحد أبرز مبدعيه، وليبقى تأثيره ممتدًا في الأجيال الجديدة من الفنانين الذين تعلموا من رؤيته وإبداعه.

 

مقالات مشابهة

  • ياسر ريان: المنافسة تشتعل بين لاعبي الأهلي الفترة المقبلة
  • ياسر ريان: كريم الدبيس أفضل من يحيي عطية الله
  • رونالدو يوجه رسالة وداع لـ مارسيلو بعد اعتزاله كرة القدم
  • أحمد فريد لـ "الفجر الفني": “وراء نجاح والدي.. وورائي دائمًا والدتي” ظهور خاص لوالدة الفنان أحمد فريد (حوار)
  • خصوصية جبل الطور حتى يتجلى الله تعالى عليه
  • دعاء الضيق كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم
  • خصوصية جبل الطور وتجلي الله تعالى عليه لسيدنا موسى.. تعرف عليها
  • راندا البحيري تفتخر بشهادة حسن الخلق لابنها: أنا اللي بصرف عليه لوحدي
  • على بعد أسبوعين.. هل تنسحب إسرائيل من الجنوب اللبناني كما هو متفق عليه؟
  • جلال الشرقاوي.. مخرج المسرح الذي صنع جيلًا من النجوم وترك بصمة خالدة