بوابة الوفد:
2024-12-17@08:42:39 GMT

على مائدة القرآن

تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT

 

 

 

ستكون مفاجأة كبرى عند تأمُّل آيات الكتاب الحكيم أن أولياء الله ليسوا فقط هم مَنْ كنتَ تظن.

فكلمة (ولى) التى معناها فى اللغة القريب والمحب والنصير وتتالى المطر بعد المطر، وبها سُمِّى الولى وليًّا من شدة المحبة والقرب من الله بموالاة الطاعات والعبادات والقربات إلى الله، أو سُمِّى بها لموالاة الله له بالنصرة والتأييد والعطايا.

فالولى فى القرآن الكريم ليس العبد المؤمن فحسب، بل الله تعالى من أسمائه الحسنى الولى: (وهو الولى الحميد)، (أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولى) فهو ولى عموم المؤمنين: (الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور).

وللأولياء صفات وأعمال وكذلك لهم عطايا ومواهب.

فمن صفاتهم وأعمالهم التى عيَّن الحديث القدسى أساسها فى قول الله تعالى (ما تقرَّب إلى عبدى بشىء أحبَّ إليَّ مما افترضتُه عليه، ولا يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أُحبّه فإذا أحببتُه كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ويده التى يبطش بها فإذا استعاذنى لأُعيذنَّه وإذا سألنى لأعطينَّه) فى نوعين من العبادات الفرائض وهى الأحب إلى الله لأنها جوهر أوامره ونواهيه، ثم النوافل.

ومن هذه الصفات والأعمال:

١- التواضع والسكينة (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا)

٢- التسامح (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً)

٣- مراعاة النوافل (يبيتون لربهم سُجّدًا وقيامًا).

٤- مخافة الله (من خشية ربهم مشفقون)

٥- حسن المراقبة لله (والذين يُؤتون ما آتوا وقلوبهم وَجِلة أنهم إلى ربهم راجعون)

ومن العطايا والمِنن الربانية للأولياء:

١- محبة الله لهم التى ينادى بها جبريل فى السماء.

٢- بشرى الله لهم: (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون) وأن لهم مكانة فى الجنة يغبطهم عليها الأنبياء والشهداء.

٣- يُلْهمون من الله فى قلوبهم المعارف والحقائق والعلوم استنادًا إلى قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانًا) فالفرقان هو العلم الصحيح الذى يمكن معه التفرقة والفصل والحكم فى الشرائع والأديان والعلوم الطبيعية والعقلية والروحية واللغوية.

٤- ما يحكيه الغزالى فى الإحياء من واقع تجربته بمشاهدة الملائكة وأرواح الأنبياء.

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

الزواج.. سكن واستقرار يُمهِّدان لطريق العبادة والصلاح

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق أن الزواج هو أساس الحياة المستقرة التي تُهيِّئ الإنسان للعبادة والإقبال على الله سبحانه وتعالى، وقد أشار القرآن الكريم إلى أهمية هذا الرباط المقدس في قوله تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" [الروم: 21].

الزواج والإنجاب في حياة الأنبياء

وأضاف جمعة أن الله سبحانه وتعالى قد أوضح في كتابه الكريم أن الزواج والإنجاب سنة الأنبياء، حيث خاطب نبيه محمدًا ﷺ بقوله: "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً" [الرعد: 38]. وهذا تأكيد على أن هذا الرباط ليس مجرد علاقة اجتماعية بل هو جزء من القيم الدينية وسنة الحياة التي تضمن استمرارية الإنسان في عبادة الله وإعمار الأرض.

الميثاق الغليظ

وتابع جمعة أنه سمى الله عز وجل الزواج بـ"الميثاق الغليظ" في قوله: "وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا" [النساء: 21]. فهذا التعبير يعكس قداسة هذه العلاقة وأهميتها في تحقيق السكينة والمودة بين الزوجين.

نعمة الأزواج والذرية

ووضح جمعة أنه قد امتن الله على عباده بأن جعل لهم الأزواج والذرية، فقال تعالى: "وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ" [النحل: 72]. فالذرية الصالحة هي امتداد لرسالة الإنسان في الحياة وأثرها لا ينقطع حتى بعد وفاته.

الولد الصالح.. امتداد للعمل الصالح

يشير النبي ﷺ في حديثه الشريف إلى أن الولد الصالح هو من الأعمال التي يستمر أجرها حتى بعد الموت: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له". فالولد الصالح ينفع والديه بالدعاء والعمل الصالح، ويترك أثرًا طيبًا في المجتمع.

الأثر الإيجابي للزواج على المجتمع

وأشار جمعة إلى أن صلاح الأبوين ينعكس على الأبناء، وهو ما يظهر جليًا في قصة الخضر مع موسى عليهما السلام عندما قال تعالى: "وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا" [الكهف: 82]، مشيرًا إلى أن صلاح الأب كان سببًا في حفظ كنز الأبناء ورعايتهم.

دعاء عباد الرحمن بصلاح الأزواج والذرية

واختتم جمعة حديثة أنه من صفات عباد الرحمن التي ذكرها القرآن الكريم دعاؤهم الدائم بصلاح الأزواج والذرية، حيث يقول الله تعالى: "رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا" [الفرقان: 74]. فالدعاء بصلاح الأسرة ينعكس إيجابًا على استقرار المجتمع ونشر القيم الطيبة بين أفراده.

 

الزواج هو باب للسعادة والاستقرار إذا تأسس على القيم الإسلامية القائمة على المودة والرحمة. رزقنا الله وإياكم الأزواج الصالحين والذرية الطيبة، وأعاننا على بناء أسر تنشر الخير والصلاح في المجتمع.

مقالات مشابهة

  • آيات قرآنية عن الشكر لله عز وجل
  • حكم تأجيل العمل وقت الدوام ليكون عملًا إضافيًّا
  • هل يجوز هبة ثواب تلاوة القرآن للأحياء؟ دار الإفتاء تجيب
  • أكشن وضحك ورومانسية.. أفلام نص السنة «لكل مزاج فيلم»
  • كريم وزيرى يكتب: حكايات القوادم.. عندما كتبت كوكب الشرق مقالًا عن الحب
  • إعادة تقييم قوانين الاستثمار ضمان لتعظيم الميزة التنافسية
  • «الكراسة» فين؟!!!
  • الزواج.. سكن واستقرار يُمهِّدان لطريق العبادة والصلاح
  • «الكراسة» فين؟!!!
  • مضاعفة الحسنات والسيئات في البلد الحرام "مكة المكرمة"