ستكون مفاجأة كبرى عند تأمُّل آيات الكتاب الحكيم أن أولياء الله ليسوا فقط هم مَنْ كنتَ تظن.
فكلمة (ولى) التى معناها فى اللغة القريب والمحب والنصير وتتالى المطر بعد المطر، وبها سُمِّى الولى وليًّا من شدة المحبة والقرب من الله بموالاة الطاعات والعبادات والقربات إلى الله، أو سُمِّى بها لموالاة الله له بالنصرة والتأييد والعطايا.
فالولى فى القرآن الكريم ليس العبد المؤمن فحسب، بل الله تعالى من أسمائه الحسنى الولى: (وهو الولى الحميد)، (أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولى) فهو ولى عموم المؤمنين: (الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور).
وللأولياء صفات وأعمال وكذلك لهم عطايا ومواهب.
فمن صفاتهم وأعمالهم التى عيَّن الحديث القدسى أساسها فى قول الله تعالى (ما تقرَّب إلى عبدى بشىء أحبَّ إليَّ مما افترضتُه عليه، ولا يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أُحبّه فإذا أحببتُه كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ويده التى يبطش بها فإذا استعاذنى لأُعيذنَّه وإذا سألنى لأعطينَّه) فى نوعين من العبادات الفرائض وهى الأحب إلى الله لأنها جوهر أوامره ونواهيه، ثم النوافل.
ومن هذه الصفات والأعمال:
١- التواضع والسكينة (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا)
٢- التسامح (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً)
٣- مراعاة النوافل (يبيتون لربهم سُجّدًا وقيامًا).
٤- مخافة الله (من خشية ربهم مشفقون)
٥- حسن المراقبة لله (والذين يُؤتون ما آتوا وقلوبهم وَجِلة أنهم إلى ربهم راجعون)
ومن العطايا والمِنن الربانية للأولياء:
١- محبة الله لهم التى ينادى بها جبريل فى السماء.
٢- بشرى الله لهم: (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون) وأن لهم مكانة فى الجنة يغبطهم عليها الأنبياء والشهداء.
٣- يُلْهمون من الله فى قلوبهم المعارف والحقائق والعلوم استنادًا إلى قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانًا) فالفرقان هو العلم الصحيح الذى يمكن معه التفرقة والفصل والحكم فى الشرائع والأديان والعلوم الطبيعية والعقلية والروحية واللغوية.
٤- ما يحكيه الغزالى فى الإحياء من واقع تجربته بمشاهدة الملائكة وأرواح الأنبياء.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
قائد الثورة يبارك الشعب اليمني والشعب الفلسطيني بعيد الفطر
فيما يلي نص التهنئة:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
قال اللَّهُ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيم: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[البقرة:185]
صدق الله العلي العظيم.
الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحـان الله بكرةً وأصيلاً.
بمناسبة حـلول عيد الفطر السَّعيد، أعاده الله على أمَّتنا الإسلامية بالخير والنصر والبركات، أتوجَّـه بأطيب التهاني والتبريكات إلى شعبنا اليمني المسلم العزيز، ومجـاهديه الأعزاء المرابطين في الجبهات، وكافة منتسبي القوات المسلَّحـة والأمن، ومختلف المؤسسات الرسمية، وأسر الشهداء والجرحى والأسرى، وإلى أمتنا الإسلامية عموماً، والشعب الفلسطيني ومجـاهديه الأعزاء خصوصاً، ولاسيَّما أهل غزة، الذين نالوا مع فضيلة صيام شهر رمضان، شرف الجهاد، وفضيلة الثبات في وجـه الطغيان الإسرائيلي، والحصار، والإبادة الجماعية، فطوبى لهم على صبرهم وثباتهم.
إنَّ هذه المناسبة المباركة هي احتفاءٌ وتبجيلٌ لنعمة الله بشهر رمضان، بما فيه من البركات، وبما له من عطاء تربوي يسمو بالإنسان، فهو مدرسة ربَّانية للتَّزود بالتقوى، وهو ربيع القرآن الكريم، الذي ينير لنا درب الهداية والبصيرة، فيجمع لنا بين تزكية النفوس، والرشد الفكري والثقافي، والبصيرة، والوعي، والمعرفة بتعليمات الله المباركة، القيِّمة، الحـكيمة، التي يترتب على اتِّباعها خير الدنيا والآخرة، كما قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة:183]، وكما قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}[البقرة:185]، وكما قال تعالى: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[البقرة:185].
إنَّ مناسبة العيد هي مناسبة للشكر لله، والتكبير له، على نعمته بالهدى، والتوفيق لإحياء الشهر الكريم بصيامه وقيامه، وما جعل الله فيه من مضاعفة الأجر، ونزول البركات، وأتاح فيه من الفرص التي تساعد الإنسان على الارتقاء الإيماني، وما فتح الله فيه من أبواب الخير، والاستجـابة للدعاء، فهي مناسبةٌ للفرح والاستبشار بنعمة الله وفضله؛ ولذلك فينبغي أن يكون إحياؤها سليماً من كل أشكال المعاصي، وأن تكون مناسبة لذكر الله، وفعل الخير، وصلة الأرحـام، وتعزيز أواصر الإخـاء والمحبة بين مجتمعنا المسلم، مع العناية بإخراج زكاة الفطرة، التي هي من الواجبات الإسلامية، ومن مظاهر التكافل الاجتماعي في الإسلام، كما ينبغي للمسلمين جميعاً أن يتذكَّروا في هذه المناسبة ما يعانيه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من: تجويع، وإبادة جماعية، وما يعانيه في الضفة من: تدمير وتهجير، وما يتعرَّض له المسجد الأقصى، مسرى النبي "صلى الله عليه وعلى آله" من: اقتحـامات واستباحـة من قِبَل الصهاينة اليهود المجرمين، وما تتعرض له القضية الفلسطينية عموماً من مؤامرات أمريكية إسرائيلية لتصفيتها، وأن يتذكَّروا مسؤوليتهم الإيمانية والدينية تجـاه ذلك.
فإننا نؤكِّد في هذه المناسبة: ثبات شعبنا على موقفه المبدئي الإيماني، في الإسناد الكامل والمناصرة للشعب الفلسطيني، والتصدي للعدوان الأمريكي الإجرامي على بلدنا، ونؤكِّد على أنَّ العدوان الأمريكي لن يؤثر على القدرات العسكرية، والعمليات الجهادية البطولية للإسناد لغزة، كما أنَّه لن يؤثر على قرار وموقف شعبنا، يمن الإيمان والجهاد، يمن الأنصار، الذي يستند إلى الهوية الإيمانية، والبصيرة القرآنية، ويعتمد على الله تعالى.
{وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا}
وَالسَّـلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
عبدالـملك بدرالدين الحوثي
29 / رمضان / 1446هـ